الخميس، 30 أغسطس 2012

رسالة الى الشابة المتطوعة ... مع التحية

الحمدلله العزيز الحميد ،الفعال لما يريد ..المبدىء والمعيد،واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين .. اللهم أخرجني من ظلمات الوهم،واكرمني بنور الفهم .. واجعلني بما اكتب من العاملين .. ثم اما بعد ...

من منطلق الاخوة الصادقة التي نكنها في قلوبنا لأخواتنا المتطوعات .. اكتب هذه السطور المتواضعة من صاحبها المقصر لعل فيها الخير والصلاح،كما ان بعض من الشباب اقترح علي بعد ان كتبت هذه الرسالة بعنوان رسالة الى الشاب المتطوع مع التحية

بكتابة مقال آخر للشابات ليبين ويوضح اخطاءا من وجهة نظر العبد الفقير تقع فيها الفتيات...او ربما نصائح تحمي فتياتنا وتوعيهن قبل الوقوع في الخطأ...اتسلح بعون الله والحذر الشديد خشية ان يساء الفهم ..وبالله التوفيق،وعليه التكلان.

1-) اعلمي رعاك الله بأن الشابة بالذات امانة عند كل جهة تمارس عندها هذا النشاط التطوعي ... لذا فلا يخرجنك من البيت الا هذا العمل..وليس لشيء آخر  يضر بالهدف الذي خرجتي من اجله،والذي ينبغي ان يكون في الغالب ينصب في تحقيق الذات والتطوير من الشخصية واكتساب الخبرات وبناء شبكة الاصدقاء..صوني هذه الامانة .

2-) ليست الشابة مضطرة لعمل المقارنات بينها وبين الشاب .. كلاهما بتفكير وقلب وعقلية مختلفين،الشاب ينظر للامور بزاوية معينة..والشابة تكمله ولا تساويه ،فاذا كانت تساويه في التفكير فمن الاجدى استبدال الشابة بشاب آخر لانه يستطيع اداء المهمة بصورة افضل ..فاختاري المناسب من الاعمال،واختاري البقعة التي من خلالها ستحدثين الاضافة ...انتي مختلفة.

3-) هناك حدود شرعية بين الشاب والشابة ينبغي للاثنين التثقف والسؤال عنها في مجال العمل التطوعي...اعتبار الشابة للشاب اثناء الاحتكاك في العمل بأنه اخوها لا يلغي تلك الحدود. 

4-) التزين المبالغ فيه،ورفع الصوت سواء بالصراخ او الضحك  او حب الظهور في حضرة الشاب امر لا ينبغي للشابة ان تقع فيه...

5-) الخبرات والعلوم المكتسبة لا يمكن لأحد ان يكتسبها بدون ذل وتواضع في النفس.تقبلي اللوم الشديد وان كان مرا.

6-)  لا يمكن للشابة ان تعود الى المنزل وتنام بدون ان تفضفض لأمها ما حصل لها في يومها التطوعي...اجعلي والديكي مسرورين بك،ولا داعي لتذكر الاحداث السيئة في كل وقت.

7-) اختم بالنقطة السابعة .. قد يوقع الله في قلب الشابة حبا لشاب،ليس عيبا او حراما...اكتميه فانه جهاد للنفس..  وهو دليل على العفة،ولا تبيني لأحد فان اللبيب بالاشارة يفهم .. وراقبي الله في السر والعلن

اسال الله ان يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا ..

ملاحظات:

1-) بامكان اي شابة او شاب الاعتراض والامتعاض او الزيادة والتعليق على هذه الرسالة القصيرة .. رحم الله امرىء اهدى الي عيوبي.
2-)النقطة السابعة...ليست لجنس دون آخر ..هي عامة .


محمد حسن.

السبت، 25 أغسطس 2012

رسالة الى الشاب المتطوع .. مع التحية

الحمدلله رب العالمين،اله الاولين والآخرين..وقيوم السماوات والاراضين..الذي لا عز الا في طاعته،ولا غنى الا بالافتقار اليه،واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله..وصفيه من خلقه وحبيبه..بلغ الرسالة،وادى الامانة .ونصح الامة..اما بعد

فمن وحي مشاركاتي في العمل التطوعي منذ سنين..ومن خلال التعامل مع عقليات متشابهة من الشباب في مختلف الاماكن..نعم فنحن في بلد صغير حجمه،رأيت ان هفوات الشباب تتشابه و تتكرر(ولا اقصي نفسي منهم)..مما دعاني لكتابة هذه السطور،لعل فيها الخير لمن كتب الله له ذلك...اسال الله ان ينفعني واياكم بما اكتب..وان يجعلني من العاملين... اللهم آمين .

1-)  اجعل هدفك من المشاركة في العمل التطوعي هدفا ساميا،تستطيع ان تكون المعمر الاول لهذه الارض التي تعيش عليها من خلال هدفك السامي ... قيمتك المعنوية على الارض تكون بمقدار همك.تأكد انك ستصل الى ما تريد سواءا كان هدفك من المشاركة في الاعمال التطوعية ساميا ام وضيعا .

2-) اختر المكان المناسب الذي من خلاله تظن انك ستكتشف نفسك فيه من خلال الهدف الاول الذي وضعته،ولا ترمي بنفسك وبجهدك وبوقتك في اماكن ليست لك(كل ميسر لما خلق له) .. اكتشف نفسك سريعا ولا تدع الوقت يفوتك .

3-) انت مسؤول امام ربك عن المكان الذي شغلته .. فلا تنظر لجزاء غير الجزاء الذي وعدك الله اياه،فعليك ان ترجو من ربك القبول(وعلى نياتكم ترزقون).

4-)  عليك ان تحترم كل من حولك من الشخصيات التي تتعامل معها مهما كانت ومهما كان ماضيها وحاضرها،ليس من شأنك الحكم على الناس من باطنهم،فذاك وحده لله.. فلا تتعد حدودك البشرية القاصرة.

5-) اتق الله في الشابات،ولا تتكلم معهن فيما ليس لك فيه(ولا تقف ما ليس لك به علم) .. ان الله امرهن ان يتقين الله فيك فقال(فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)...فالتزامك انت بفحوى هذه الآية من باب اولى..لا تعاملهن برفق وتعامل اخواتك من امك وابيك بخلاف ذلك،فهذا يعني خدش في نيتك عليك ان تصلحه .

6-)  بذلت من وقتك وجهدك فأنت مشكور..فلا تمن بهما على احد،واتقن عملك ..واهتم به دون ما سواه من الامور الملهية،واتق فضول الكلام واللهو..فان اديت عملك كما ينبغي فاصنع ما شئت في حدود شرع الله.

7-)  وراء الكواليس..اناس سهروا الليالي وهجروا بيوتهم من اجل تحقيق اهداف العمل..فكن معول بناء لا معول هدم .. لا تكن عالة على غيرك.

8-) السمعة السيئة تتطلب العمل الكبير وتحمل الضغط الشديد لتغيير صورتها امام الناس..فلماذا تضع نفسك في ذلك الموقف؟؟الوقاية خير من العلاج .

9-)  عملك محدد لك،المبادرة شي مطلوب لانجاز العمل...ساعد الآخرين بعد ان تنجز عملك اولا،ولا تتدخل فيما  لا يعنيك .

10-)  ابلغ اهلك بانجازاتك... ادخل السرور على قلب امك وابيك.


تلك عشرة كاملة متواضعة...فمن اراد الزيادة فله ذلك،تلك العشرة انصح نفسي بها اولا دون غيري

والله الموفق لما يحبه ويرضاه ..دمتم بود

محمد حسن
 

الأحد، 4 مارس 2012

من المناوبات الليلية .. في مستشفى السلمانية (2)

الحمدلله السميع العليم،الهادي الى الصراط المستقيم..واصلي واسلم على صاحب الخلق العظيم،وعلى الاصحاب وآل البيت الكريم..ياربنا احشرنا في زمرتهم يا رحيم .. اما بعد

فقد كتبت في مدونتي المتواضعة عن جزء من المناوبات الليلة في مستشفى السلمانية لا سيما خلال الازمة في البحرين خلال العام الماضي..اكتب الآن واصف احداث يوم الجمعة،الثامن عشر من فبراير من العام المنصرم... وقد توجب علي الذهاب الى هناك لمزاولة العمل في الساعه التاسعة والنصف مساءا وحتى السابعة صباحا.

قبل يوم،كان الجميع في حالة اضطراب مما يمكن ان تنجم عنه ردة الفعل بعد اخلاء تقاطع الفاروق(دوار مجلسس التعاون سابقا)،وبعدها خرج ولي العهد امام الملأ في التلفاز يطلب فيها الهدوء من جميع الاطراف،كنت جالسا مع اصدقائي في احد المجالس قبيل الذهاب الى العمل..فعندما ودعتهم خارجا طلبوا مني عدم الذهاب بحجة ان هناك اعمال شغب وتخريب..وانهم لا يعلمون ماذا سيحصل لي اذا ذهبت الى هناك وربما اصابني مكروه،قال لي صديقي سالم المسيفر:والي يخليك لا اتروح.فأحببت ان اطمئنه قائلا:كنت هناك امس.فذهب عنه الروع الى حد ما،وودعتهم ذاهبا الى مقر العمل...مستشفى السلمانية.

كان الازدحام شديدا في الشوارع المحيطة بالمستشفى مما استعصى علي الدخول من البوابة التي عادة ما ادخل منها،فاضطررت الى الذهاب والدخول من بوابة الطوارئ..فكان الازدحام شديدا ايضا،حيث انني بقيت بالقرب من بوابة الطوارئ ربع ساعة والسيارات لا تتحرك... عندما وصلت الى البوابة اوقفني احدهم قائلا:هذه البوابة فقط للحالات الطارئة او للموظفين.فقلت:انا موظف هنا ومكتبي بالقرب من البوابة رقم 4.شك في امري لأن ملابسي لم تدل على انني موظف،وكنت اعتدت على لبس الثياب الرياضية اثناء المناوبات الليلة،فرافقني اربعة اشخاص مترجلين وانا اسير ببطء بسيارتي حتى وصلت الى المكتب،وبعدها تركوني.

دخلت المكتب فرأيت فيه العجب،فقد استبيح من قبل المعتصمين وكانوا جالسين فيه،منهم من يستخدم الهاتف،ومنهم من يجلس على الانترنت بوجود بعض المسؤولين الى جانب موظف تلك المناوبة الذي لم ينهي العمل المطلوب منه،فأمره المسؤول ان يظل نصف ساعة اخرى.. فجلس نصف ساعة ولم يكمل عمله ايضا.

احد المسؤولين،كان ذلك المذعور قبل يوم..طلب مني اغلاق الباب وعدم السماح لأحد بالدخول،قابلني ضاحكا:كانت احتجاجات سلمية،وكنت تقفل على نفسك الباب؟؟واستمر في الضحك،ولم اعلق على الموضوع او اعطي اي اشارة له،وانما تجاهلته تماما كأنني لم اسمع اي شيء مما قاله.. كنت محاطا بتسعة منهم،يخرج البعض ويدخل غيرهم.جلست جانبا ولم ابدأ بمزاولة عملي حتى الساعه العاشرة والنصف وبعد خروج الجميع...لكنني لم اترك الباب مقفلا هذه المرة،بل جعلته مفتوحا على مصراعيه ردا على ذلك الخوار..واتممت عملي على اكمل وجه...بل وكنت اتناول الطعام والشراب خارج المكتب لأنني كنت مغضبا من الخوار.

كان هذا آخر يوم لي في تلك الوظيفة،وكان هذا الموعد في الازمة مصادفة،انتظرت حتى اتت موظفة  المناوبة التالية في الصباح،جاءت واقفلت الباب على نفسها بعد ان غادرت المكان.

ظننت ان الرابط بيني وبين المستشفى قد انتهى،استبشرت والدتي بأنني لن اعود الى ذلك المكان مرة اخرى.. شاء الله ان يرقد ابن خالتي  القطري الجنسية في مستشفى السلمانية في اليوم التالي بشكل مؤقت قبل ان تقوم السفارة القطرية بنقله الى قطر،فطلبت مني خالتي قضاء ليلة معه في المستشفى.في هذه الليلة استطعت الدخول الى اقسام المستشفى ورؤية المرضى عن قرب شديد،فكنت استغل بعض الوقت في التنقل بين الاجنحة،الحمدلله على الصحة والعافية،الاطقم الطبية  منقسمين الى فئتين،فئة تستغل الاحتقان الشديد والتوتر لتلفيق بعض الامور من شأنها التأثير على الاعلام،وفئة تخضع للضغط النفسي فتنهار ولا تحسن التصرف فيسيؤون بذلك للبحرين من غير قصد.. لا يعني ذلك بأنه ليس هناك اطباء من اهل السنة هناك لكنهم لا يقدرون على الامر في شيء...بل كان يرهقهم العمل المتواصل خاصة بعد الاضراب.

اكثر اقسام المستشفى تجد فيها الهدوء وعدم التوتر،فبالتالي عدم وضوح التمييز في الخدمات الطبية فيها،التوتر ينصب في منطقة الاعتصام وهي الساحة الخارجية لمبنى الطوارئ،ومبنى الطوارئ نفسه... والمشرحة التي تحرسها الجن.فقد ثبت ان هناك اناس يستلقون فيها مدعين الاصابة بجروح.وصرح بذلك ايضا احد المسؤولين على احدى القنوات مستخدما اسما مستعارا.عدت ادراجي بعد منتصف الليل اترقب طلوع الفجر جالسا على سرير بجوار ابن خالتي،فأذا بزوج خالتي يصل قبل اذان الفجر ويطلب مني الرحيل.


ارتفع صوت الاذان،فأردت الذهاب الى مصلى الرجال في المستشفى لأداة الصلاة هناك فلم استطع.. فقد تحول المصلى الى غرفة نوم جماعية.. ليس هناك مكان لتصلي فيه الا ان تنتظر لبعض الوقت حتى يقوم البعض من سبات نومهم.انتظرت لبعض الوقت ثم اديت الصلاة هناك وهممت بالمغادرة. مودعا ذلك المكان بعد مرور سنة من العمل فيه.

الجمعة، 24 فبراير 2012

البيان المتسامح .. في جمع اهل الفاتح

الحمدلله رب العالمين،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .. سيد الاولين والآخرين،وعلى آله وصحبه والتابعين ثم اما بعد..

اجلسني الله في هذه الليلة لأكتب هذه الكلمات لمن له قلب نابض،وعقل متفتح نير يتعالى على سفاسف الامور وصغائرها ، يقول الباري جل في علاه: اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا.نعم،اخوانا يا اهل الفاتح..لم ننسى عداواتكم القديمة التي جعلت مننا محل ازدراء لجميع طوائف هذا الوطن،فلنتذكر بعضا منها ثم نشكر نعمة الله علينا اذ الف بين قلوبنا وجعلنا نقف في صعيد واحد بقلب واحد قبل سنة،لم ننسى المؤامرة الخفية لاسقاط الشيخ عبدالرحمن عبدالسلام في الانتخابات النيابية .. فألّف بين قلوبكم، لم ننسى حرب تكسير الرؤوس  بين الاصالة والمنبر بمشاركة عبدالحليم مراد للأطاحة برأس المنبر الشيخ عبداللطيف الشيخ .. فألّف بين قلوبكم ، لم ننسى اجتماع تأليف القلوب الذي دعى له الشيخ عبداللطيف آل محمود وفشل وتنازعتم بعد ذلك .. فألّف بين قلوبكم.

لكن وضعنا الحالي يذكرني بالرماة يوم احد عندما رأوا المسلمين قد انتصروا في معركتهم على كفار قريش،و ارادوا ان ينزلوا من الجبل كي يكون لهم نصيب من الغنائم،قال عنهم المولى عز وجل: منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة.حالنا اليوم هو مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: لكنكم غثاء كغثاء السيل.ها قد بدأت حظوظ النفس في الظهور على الملأ،وبدأت الكعكة الكبيرة في الظهور بشكلها البراق اما من يريد الدنيا وزيفها، وبدأنا نعيش حالة الصراع القديم.

لنمر معا بشكل سريع على البيان الصادر من ائتلاف الجمعيات تاريخ 11-2-2012 اضافة الى البيان الصادر من صحوة الفاتح تاريخ 21-2-2012 لنعرف الى اي درجة وصلنا من الفرقة :

كلا بيانين اكدوا هذه النقاط التالية :

1- عدم جواز حوار ثنائي مع المعارضة.
2- عدم جواز التدخل الاجنبي في هذا الحوار.
3- ضرورة وقف انواع الشغب والتخريب في البلاد و وجوب تطبيق القانون.

هل تعلم عزيز القارئ، ان كلا التجمعين اكدوا على تلك النقاط 100% مع اختلاف طريقة الطرح،وهذا هو المضحك المبكي،من يرى الحرب الضروس بينهم على الملأ يظن بأن الآراء مختلفة بشكل كبير وليس هناك امل في الوصول الى نقاط اتفاق،انها حظوظ النفس يا عزيزي .. ما هذه السخافة!!

فليعلم اولئك القوم ان شعب البحرين حمّلهم امانة في اعناقهم ولا يجوز لهم ان يدغدغوا مشاعر الناس وكسب قلوبهم من اجل الحصول ولو بقدر يسير من حظ النفس،القادم اكبر واكبر مما يظنون،ليس هناك اي خيط يدل على ان الازمة في طريقها الى الانفراج فلماذا هذا التشرذم؟كأنهم في سفينة واحدة لا يدري من في الاسفل من هو الجالس في الاعلى،فاحتاجوا الى الماء فخرقوا السفينة بدل ان يلجؤوا الى اخوانهم في الاعلى،فلو ترك من في الاعلى اخوانهم في الاسفل لغرقوا جميعا، واذا عالجوا الموقف نجوا جميعا،ليس هناك غالب او مغلوب في هذه القضية فكلنا نسير في سفينة واحدة.

اجتماعنا على قلب رجل واحد،هذا وحده لا يكفي..بل علينا ان نجتمع على قائد واحد نجله ونحترمه ونعرف قدره وندفع عن الشرور بدل ان نكون نحن اول من يطعنه.. يقول نابليون بونابرت:قطيع من الارانب يقودهم اسد خير من قطيع من الاسود يقودهم ارنب.فما بالكم لو كننا قطيعا من الاسود وليس لنا قائد؟

علينا نشر ثقافة الحوار وسماع الطرف الآخر بين شبابنا اولا،فما اراه من حرب كلامية لا تغني ولا تسمن من جوع ما هي الا لنقص في ثقافة الحوار والتفاهم اضافة الى  النقد الهدام والتجريح الغير مبرر وخلط الحابل بالنابل.

اختم بقول الله تعالى:فألّف بين قلوبكم،فأصبحتم بنعمته اخوانا.ومن لا يشكر نعمة ربه فمصيرها الى الزوال...المستقبل لا يبشر بخير،ونحن على شفى حفرة من النار،اسأل الله ان ينقذنا منها.... والحمدلله رب العالمين

السبت، 18 فبراير 2012

من المناوبات الليلية .. في مستشفى السلمانية

الحمدلله رب العالمين،وافضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين .. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واحشرنا في علّيين .. اما بعد

مضت سنة كاملة على تقديم استقالتي من العمل في احدى الشركات التي كان مقرها مستشفى السلمانية،كانت الفترة الاخيرة منها في فترة الازمة التي المت بالبلاد،قبل ان اكتب شيئا من ذكر تلك الاحداث اود التأكيد على ما يلي :

كنت انا الموظف السني الوحيد في القسم،اما باقي الموظفين فهم من الطائفة الشيعية بالاضافة الى غير المسلمين،وكانت علاقتي طيبة مع الجميع،بل ان الانسجام كان كبيرا بيننا،كنت اتعاون مع الاخوة الشيعة ليقوموا بممارسة طقوسهم الدينية كما يريدون،وكنت احصل على حقي من ذلك.

ما سأكتبه هو مرتبط بالزمان والمكان الذي كنت فيه،ولست مساءلا عما حدث خارج ذلك،احد الاصدقاء قال لي:اعلم انك كنت تعاني هناك لكنك لم تقل لأحد ...قلت: ومادمت لم اقل لأحد،كيف عرفت انني اعاني؟؟اذا يا عزيزي اقرأ ما سوف اكتبه.

بداية الازمة... في يوم الاربعاء،كان هناك اتفاق بيني وبين احد الموظفين للذهاب الى تقاطع الفاروق(دوار مجلس التعاون سابقا)لغرض رؤية ما يحدث هناك بشكل مباشر دون زيف او تشويه او نقل خاطئ،كان ذلك عصرا...وكان موعدنا في اليوم التالي بعد صلاة المغرب،تم الاتفاق وذهب كل منا في طريقه... اكملت الليلة جالسا ولم انم استعداد للمناوبة الليلية في اليوم التالي،وقد علمت انه تم اخلاء ذلك الدوار قبل صلاة الفجر عندما قال الداعي:على الجمهور التفرق.فتم الغاء الموعد.

لم اكن اعلم بردة الفعل التي حصلت عندما تم الاخلاء،لم اكن ادري ان مقر العمل حصلت امامه الكثير من الامور...فقد كنت غارقا في النوم حتى جاءني الاتصال من رئيسة القسم وهذا نص المكالمة:

رئيسة القسم : محمد،انت قاعد؟
انا:نعم.شصاير؟
رئيسة القسم:يصير اتداوم اول ليل اليوم لأن البنية الي لازم اتيي ما بتقدر لأن بيتهم بعيد.!!
انا:في شي صاير عندكم؟
رئيسة القسم:عفسة عندنا،لا تنسى اتييب غده معاك..اوكي يالله باي!!
انا:مسافة الطريج انا عندكم.باي

فلم يكن من امري حتى صليت الظهر واخذت وجبة الغداء معي،لم تكن لدي الصورة واضحة،لم افهم مالذي يجري هناك،استماتت شقيقتي في منعي من الذهاب الى هناك فلم تستطع.

عندما وصلت الى مقر العمل،شكرتني رئيسة القسم بحرارة وتأكدت ما اذا كنت احضرت وجبة للغداء معي او لا،قال لي الموظف الذي كنت قد اتفقت معه على الذهاب الى الدوار:مب رايحين الدوار...اهو بكبره يه عندنا.جاء بعض المسؤولين القادمين من مستشفى جدحفص للولادة بعد حل مشكلة نقص الاكسجين فيه،وكلفت بمتابعة الموضوع ،بعدها كان هناك اجتماع صغير معي،واردوا التأكد من انني لن ابقى وحيدا في المكتب،فأبى كل الموظفين والعاملين القدوم الى المستشفى،قال لي احد المسؤولين الشيعة :اقفل على نفسك الباب جيدا،ولا تسمح لأحد بالدخول،وذهب. قال احد العمال الآسيويين:لا ينبغي لأحد ان يراك هنا وحيدا،فقام بلصق الاوراق بمساعدة موظف شيعي على النوافذ وعلى الباب.وخرجوا بعد ذلك لأكون وحيدا ..

تفرغت بعدها كليا لأداء العمل اليومي دون الاكتراث لما يحدث في الخارج،فلم يكن احد يعرف بوجودي في المكتب الا من كان موظفا في السابق في هذا القسم،فهو يعرف انه ينبغي ان يكون احدهم في ذلك القسم... زارني اثنين من الموظفين،احدهم كان يطلب شحنا كهربائيا لجهازه،والاخر كان يبحث عن شراب يرتوي به.

قبل نصف ساعة من مغادرتي للعمل،زارتني الموظفة التي من المفترض ان تكون في المناوبة التي انا فيها... كانت مشاركة في هذا الاعتصام خارج المستشفى!!!!!،وجاء موظف المناوبة الليلية ليحل مكاني...فغادرت المكان في الساعة العاشرة مساءا.


ملاحظات مهمة:

1- بالرغم من شح مواقف السيارات في ذلك اليوم الا ان موظفي ورشة الهندسة وجهوني الى موقف رئيس القسم(المظلل).
2- لم تخلوا تلك الفترة من اتصالات الموظفين الشيعة للأطمئنان علي وعلى الوضع بشكل عام.
3- زارني مسؤول في قسم الصيانة وطلب مني ابقاء الباب مقفلا.
4- اتصلت بي رئيسة القسم في الساعه العاشرة مساءا للتأكد بأنني قد غادرت المكان.

كان هذا اليوم الاول،ولليوم الثاني حكاية اخرى.