الاثنين، 6 أبريل 2020

اصنع عالمك "الحقيقي"


هذا المقال باللهجة العامية الدارجة، للعلم..

في موضوع حاب اشارككم فيه، وأتمنى نتعامل معاه بالجدية اللازمة لأن وايد قاعدين نفرط في اوقاتنا، وقاعدين نستنزف طاقاتنا.. في المقابل، المخزون المعرفي اللي عندنا مو قاعد يزيد، الذكاء العاطفي "محلك سر"، مهاراتنا وخبراتنا مرهونة ب "event  " نسجل فيه كمتطوعين.. وعقب ما انخلص الغالبية العظمى منا يكون فيه شعور عاطفي مؤقت، وبعدين .. مافي شي؟! موضوعي الي ابي أتكلم فيه معاكم هو مشكلة "صنع عالم افتراضي"، وايد قاعدين نعتقد بأن انتاجنا ونشاطنا في العالم الافتراضي اهو الإنتاج الحقيقي، هذي الشيء له علاقة بتصحيح وايد من المفاهيم السلبية الي نحتاج انحددها علشان ما يصير الكلام سردي وغير موضوعي.

أول مفهوم حاب اطرحه هو مفهوم "اليوم الفعّال"، هذي اليوم اللي علاقتك فيه مع ربك اتزيد .. قاعد اكلمكم من هالناحية وانا مو ملتزم (مو مطوع)، ما عندي ورد خاص اقره فيه من القرآن الكريم (وهالشيء غلط وانا حاولت في هالازمة أني اعدل من نفسي)، كل اللي في بالي أن لازم في ضروريات اعرفها من الدين.. إذا أببي اتواصل مع ربي عندي "الصلاة"، وإذا أببي أن ربي سبحانه يتواصل معاي عندي "القرآن الكريم"، مو المطلوب منك ان تصير علامة زمانك لكن اسأل نفسك.. ربك الي خلقك وأنعم عليك نعم ما تقدر اتعدها، جم له من يومك؟ هل بنفس القدر الي تتعامل فيه مع وسائل التواصل الاجتماعي ( الوسيلة الافتراضية الي اتحاول تشرد من واقعك من خلالها واتحاول تصنع فيها مثالية مو حقيقية)؟

"القراءة" .. وهذي بحر وايد عود، وايد ناس يشترون وايد كتب.. بس الاحصائيات اتقول ان شبابنا عندهم نزوح عن القراءة، إذًا .. التصور في معارض الكتاب والاستعراض "غالبًا" افتراضي ومو حقيقي، احنا نحتاج انعرف شلون انوجه طاقتنا حق القراءة، احنا مانعرف شنو لازم نقره، ناخذ الكتب ونعتقد أنها تناسب ميولنا.. ومع أول عشرين والا ثلاثين صفحة ينفلت الكتاب إلى أن يشاء الله، بالنسبة لي.. كنت أشارك في أنشطة تطوعية وايد من سنة 2001م، وكنت احتاج أحد يعرفني على شخصيتي، كنت احتاج اعرف نماذج في التاريخ ومواقف تناسب فكري وتدفعني إني أكون انسان أفضل .. حدد ميولك واستفيد من وقتك، واتجه صوب القراءة الفعّالة.. مو القراءة "الفوضوية" إن صح التعبير.

"المسلسلات" .. انا واحد متابع للمسلسلات التركية أكثر من غيرها مع علمي بعيوبها في التأليف والإخراج، الحلقة مدتها ساعتين في الأسبوع، الفترة طويلة.. لذلك أنا ماقدر اتابع أكثر من 3 مسلسلات في وقت واحد، انتقي مسلسلاتي بناءً على عدة عوامل:

1- الفكرة: طبيعة القصة والهدف المنشود.

2- القوى المعادية: الممثلين الأعداء الي يعيقون البطل من الوصول إلى هدفه ويخلونه تحت المعاناة.

3- البطل: الممثل القادر على توضيح المعاناة الي قاعد يعيشها.

4- المخرج: كل لقطة يختارها لها معنى.. وكل ممثل اختار المخرج لقطته من بين اللقطات لغرض محدد.

أي نقطة من ذلين ما استوفيها من المسلسل .. أوقف متابعته فورًا، خلك ذوِّيق وانت تتابع مسلسلاتك، إذا ارتقيت بفكرك بتطالع المسلسلات بعين ثانية تمامًا، وبتتغير نظرتك عن وايد سلسلات جفتها من قبل.. يومك الفعّال له علاقة ب :

1- الوقت الي اتحدده علشان اتطالع فيه مسلسلاتك.

2- نوعية المسلسلات التي اتطالعها.

"الإنتاج المعرفي" .. لخصها الرسول صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه" .. وانت مع العايلة افتح مواضيع عابرة، استفيد من كلامهم، وقدِّم وجهة نظرك (من أنت علشان كلامك يصير صح دامًا أبد الآبدين؟!).. حاول اتكون منتج للمعرفة الي اتقدمها، لا اتصير مخزن للمعرفة وتتوجه لنا في الوسائل الافتراضي بشيء سطحي غير حقيقي، ناس تقره في السوشيال ميديا وايد بدون لا تتفاعل.. هذلين ناس عقلانيين يفضلون يكونون صورة كاملة عن أي قضية قبل لا يعبرون عنها، استخدم وسائل التواصل علشان اتعرف اخبار الناس.. وتستفيد من معارفهم وأفكارهم، إذا حاولت تصنع عالم افتراضي مثالي فأنا أخاف عليك وايد ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا؟ الذي ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا)..

 الزبدة: من ميولك حاول تصنع "اليوم الفعّال" .. ويوم عقب يوم بتصنع " عالمك الحقيقي".

محمد حسن يوسف