الجمعة، 24 فبراير 2012

البيان المتسامح .. في جمع اهل الفاتح

الحمدلله رب العالمين،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .. سيد الاولين والآخرين،وعلى آله وصحبه والتابعين ثم اما بعد..

اجلسني الله في هذه الليلة لأكتب هذه الكلمات لمن له قلب نابض،وعقل متفتح نير يتعالى على سفاسف الامور وصغائرها ، يقول الباري جل في علاه: اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا.نعم،اخوانا يا اهل الفاتح..لم ننسى عداواتكم القديمة التي جعلت مننا محل ازدراء لجميع طوائف هذا الوطن،فلنتذكر بعضا منها ثم نشكر نعمة الله علينا اذ الف بين قلوبنا وجعلنا نقف في صعيد واحد بقلب واحد قبل سنة،لم ننسى المؤامرة الخفية لاسقاط الشيخ عبدالرحمن عبدالسلام في الانتخابات النيابية .. فألّف بين قلوبكم، لم ننسى حرب تكسير الرؤوس  بين الاصالة والمنبر بمشاركة عبدالحليم مراد للأطاحة برأس المنبر الشيخ عبداللطيف الشيخ .. فألّف بين قلوبكم ، لم ننسى اجتماع تأليف القلوب الذي دعى له الشيخ عبداللطيف آل محمود وفشل وتنازعتم بعد ذلك .. فألّف بين قلوبكم.

لكن وضعنا الحالي يذكرني بالرماة يوم احد عندما رأوا المسلمين قد انتصروا في معركتهم على كفار قريش،و ارادوا ان ينزلوا من الجبل كي يكون لهم نصيب من الغنائم،قال عنهم المولى عز وجل: منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة.حالنا اليوم هو مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: لكنكم غثاء كغثاء السيل.ها قد بدأت حظوظ النفس في الظهور على الملأ،وبدأت الكعكة الكبيرة في الظهور بشكلها البراق اما من يريد الدنيا وزيفها، وبدأنا نعيش حالة الصراع القديم.

لنمر معا بشكل سريع على البيان الصادر من ائتلاف الجمعيات تاريخ 11-2-2012 اضافة الى البيان الصادر من صحوة الفاتح تاريخ 21-2-2012 لنعرف الى اي درجة وصلنا من الفرقة :

كلا بيانين اكدوا هذه النقاط التالية :

1- عدم جواز حوار ثنائي مع المعارضة.
2- عدم جواز التدخل الاجنبي في هذا الحوار.
3- ضرورة وقف انواع الشغب والتخريب في البلاد و وجوب تطبيق القانون.

هل تعلم عزيز القارئ، ان كلا التجمعين اكدوا على تلك النقاط 100% مع اختلاف طريقة الطرح،وهذا هو المضحك المبكي،من يرى الحرب الضروس بينهم على الملأ يظن بأن الآراء مختلفة بشكل كبير وليس هناك امل في الوصول الى نقاط اتفاق،انها حظوظ النفس يا عزيزي .. ما هذه السخافة!!

فليعلم اولئك القوم ان شعب البحرين حمّلهم امانة في اعناقهم ولا يجوز لهم ان يدغدغوا مشاعر الناس وكسب قلوبهم من اجل الحصول ولو بقدر يسير من حظ النفس،القادم اكبر واكبر مما يظنون،ليس هناك اي خيط يدل على ان الازمة في طريقها الى الانفراج فلماذا هذا التشرذم؟كأنهم في سفينة واحدة لا يدري من في الاسفل من هو الجالس في الاعلى،فاحتاجوا الى الماء فخرقوا السفينة بدل ان يلجؤوا الى اخوانهم في الاعلى،فلو ترك من في الاعلى اخوانهم في الاسفل لغرقوا جميعا، واذا عالجوا الموقف نجوا جميعا،ليس هناك غالب او مغلوب في هذه القضية فكلنا نسير في سفينة واحدة.

اجتماعنا على قلب رجل واحد،هذا وحده لا يكفي..بل علينا ان نجتمع على قائد واحد نجله ونحترمه ونعرف قدره وندفع عن الشرور بدل ان نكون نحن اول من يطعنه.. يقول نابليون بونابرت:قطيع من الارانب يقودهم اسد خير من قطيع من الاسود يقودهم ارنب.فما بالكم لو كننا قطيعا من الاسود وليس لنا قائد؟

علينا نشر ثقافة الحوار وسماع الطرف الآخر بين شبابنا اولا،فما اراه من حرب كلامية لا تغني ولا تسمن من جوع ما هي الا لنقص في ثقافة الحوار والتفاهم اضافة الى  النقد الهدام والتجريح الغير مبرر وخلط الحابل بالنابل.

اختم بقول الله تعالى:فألّف بين قلوبكم،فأصبحتم بنعمته اخوانا.ومن لا يشكر نعمة ربه فمصيرها الى الزوال...المستقبل لا يبشر بخير،ونحن على شفى حفرة من النار،اسأل الله ان ينقذنا منها.... والحمدلله رب العالمين

السبت، 18 فبراير 2012

من المناوبات الليلية .. في مستشفى السلمانية

الحمدلله رب العالمين،وافضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين .. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واحشرنا في علّيين .. اما بعد

مضت سنة كاملة على تقديم استقالتي من العمل في احدى الشركات التي كان مقرها مستشفى السلمانية،كانت الفترة الاخيرة منها في فترة الازمة التي المت بالبلاد،قبل ان اكتب شيئا من ذكر تلك الاحداث اود التأكيد على ما يلي :

كنت انا الموظف السني الوحيد في القسم،اما باقي الموظفين فهم من الطائفة الشيعية بالاضافة الى غير المسلمين،وكانت علاقتي طيبة مع الجميع،بل ان الانسجام كان كبيرا بيننا،كنت اتعاون مع الاخوة الشيعة ليقوموا بممارسة طقوسهم الدينية كما يريدون،وكنت احصل على حقي من ذلك.

ما سأكتبه هو مرتبط بالزمان والمكان الذي كنت فيه،ولست مساءلا عما حدث خارج ذلك،احد الاصدقاء قال لي:اعلم انك كنت تعاني هناك لكنك لم تقل لأحد ...قلت: ومادمت لم اقل لأحد،كيف عرفت انني اعاني؟؟اذا يا عزيزي اقرأ ما سوف اكتبه.

بداية الازمة... في يوم الاربعاء،كان هناك اتفاق بيني وبين احد الموظفين للذهاب الى تقاطع الفاروق(دوار مجلس التعاون سابقا)لغرض رؤية ما يحدث هناك بشكل مباشر دون زيف او تشويه او نقل خاطئ،كان ذلك عصرا...وكان موعدنا في اليوم التالي بعد صلاة المغرب،تم الاتفاق وذهب كل منا في طريقه... اكملت الليلة جالسا ولم انم استعداد للمناوبة الليلية في اليوم التالي،وقد علمت انه تم اخلاء ذلك الدوار قبل صلاة الفجر عندما قال الداعي:على الجمهور التفرق.فتم الغاء الموعد.

لم اكن اعلم بردة الفعل التي حصلت عندما تم الاخلاء،لم اكن ادري ان مقر العمل حصلت امامه الكثير من الامور...فقد كنت غارقا في النوم حتى جاءني الاتصال من رئيسة القسم وهذا نص المكالمة:

رئيسة القسم : محمد،انت قاعد؟
انا:نعم.شصاير؟
رئيسة القسم:يصير اتداوم اول ليل اليوم لأن البنية الي لازم اتيي ما بتقدر لأن بيتهم بعيد.!!
انا:في شي صاير عندكم؟
رئيسة القسم:عفسة عندنا،لا تنسى اتييب غده معاك..اوكي يالله باي!!
انا:مسافة الطريج انا عندكم.باي

فلم يكن من امري حتى صليت الظهر واخذت وجبة الغداء معي،لم تكن لدي الصورة واضحة،لم افهم مالذي يجري هناك،استماتت شقيقتي في منعي من الذهاب الى هناك فلم تستطع.

عندما وصلت الى مقر العمل،شكرتني رئيسة القسم بحرارة وتأكدت ما اذا كنت احضرت وجبة للغداء معي او لا،قال لي الموظف الذي كنت قد اتفقت معه على الذهاب الى الدوار:مب رايحين الدوار...اهو بكبره يه عندنا.جاء بعض المسؤولين القادمين من مستشفى جدحفص للولادة بعد حل مشكلة نقص الاكسجين فيه،وكلفت بمتابعة الموضوع ،بعدها كان هناك اجتماع صغير معي،واردوا التأكد من انني لن ابقى وحيدا في المكتب،فأبى كل الموظفين والعاملين القدوم الى المستشفى،قال لي احد المسؤولين الشيعة :اقفل على نفسك الباب جيدا،ولا تسمح لأحد بالدخول،وذهب. قال احد العمال الآسيويين:لا ينبغي لأحد ان يراك هنا وحيدا،فقام بلصق الاوراق بمساعدة موظف شيعي على النوافذ وعلى الباب.وخرجوا بعد ذلك لأكون وحيدا ..

تفرغت بعدها كليا لأداء العمل اليومي دون الاكتراث لما يحدث في الخارج،فلم يكن احد يعرف بوجودي في المكتب الا من كان موظفا في السابق في هذا القسم،فهو يعرف انه ينبغي ان يكون احدهم في ذلك القسم... زارني اثنين من الموظفين،احدهم كان يطلب شحنا كهربائيا لجهازه،والاخر كان يبحث عن شراب يرتوي به.

قبل نصف ساعة من مغادرتي للعمل،زارتني الموظفة التي من المفترض ان تكون في المناوبة التي انا فيها... كانت مشاركة في هذا الاعتصام خارج المستشفى!!!!!،وجاء موظف المناوبة الليلية ليحل مكاني...فغادرت المكان في الساعة العاشرة مساءا.


ملاحظات مهمة:

1- بالرغم من شح مواقف السيارات في ذلك اليوم الا ان موظفي ورشة الهندسة وجهوني الى موقف رئيس القسم(المظلل).
2- لم تخلوا تلك الفترة من اتصالات الموظفين الشيعة للأطمئنان علي وعلى الوضع بشكل عام.
3- زارني مسؤول في قسم الصيانة وطلب مني ابقاء الباب مقفلا.
4- اتصلت بي رئيسة القسم في الساعه العاشرة مساءا للتأكد بأنني قد غادرت المكان.

كان هذا اليوم الاول،ولليوم الثاني حكاية اخرى.