الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

مناهج متناقضة

ملاحظة : المحتوى خاص بمذهب أهل السنة ، فإن كنت لست مهتما .. فلا تكمل القراءة 

الحمدلله خير معين .. خالق السماوات والأراضين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .. القائل : من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ، اللهم أخرجني من ظلمات الوهم .. وأكرمني بنور الفهم .. وحسن أخلاقي بالحلم .. و زدني من بركات العلم .. وافتح علي ابواب رحمتك .

أسير في حياتي اليومية ، ومع استمرار الحياة وتشابكها مع الأحكام الشرعية الفقهية أجد مناهج للإفتاء .. مثيرة للتساؤلات ، ومادامت الأحكام الفقهية تتعارض تعارضا صارخاً .. مما يجعلنا نفهم تلك الأحكام بدون قيود على غير موضعها ، فعندئذٍ علينا مراجعة تلك المناهج مراجعة دقيقة من خلال تلك الأحكام ، إنني واقعُ في عدة تناقضات ليس لي منها مفر .. كلامي عرضة للنقد والنقض ، ولا أخشى ذلك .. لكن الكلام المردود عليه خير من الصمت المحير .

الجمع والقصر في السفر:

كلما سافرت وحللت في بلاد أخرى الا وكان هذا السؤال العنوان الأبرز للسفرة .. ألا وهو : هل جمعت وقصرت الصلاة أم لا ؟ الكثير منهم من يقول : اجمع وأٌقصر وليس هناك حرج ، لكن التناقض الذي وقعت فيه هو كالتالي .. ما هو السفر الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يجمع صلاته ويقصر فيه ، مع الأخذ بعين الاعتبار القوة الجسمانية التي كان يتحلى بها صلى الله عليه وسلم .. هل كان هو ذاته السفر الذي يعني في وقتنا الحاضر هو عبور جسر الملك فهد إلى المملكة العربية السعودية ؟! حتما لم يكن كذلك .. إذاً ، فما هو ذلك السفر ؟ و هل كلمة سفر بحد ذاتها مبرراً كافياً للمرأ بأن يجمع ويقصر صلاته .. هكذا دون قيود ؟ دون ضوابط ؟

# حدد الأئمة المجتهدون المنعقد الإجماع عليهم المسافات التي يجب اجتيازها وعدد الأيام التي سيقيم المسافر فيها خارج البلاد مع الأخذ بعين الاعتبار علمه او عدم علمه بتاريخ عودته من السفر ، عدم علم المسافر بتلك القيود كفيل بأن يمنعه من الجمع والقصر .. فالعبادات لا تقتحم بالظن ، بل بالعلم واليقين .. ( إذا ما اتعرف اسأل .. مو تجمع على هواك ) .

الجمع في المطر :

مسلسل أصبح سخيفا نوعا ما .. كثيراً ما يتساهل الناس في هذا الأمر ، سأعيد السؤال السابق في هذه الفقرة بما يناسبه وهو : ماذا كان حجم تلك الأمطار التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يخشى على امته من المشقة بسببها ؟ مما جعله يجمع صلاته ؟ إذاً ..  فهناك ضوابط وقيود صارمة لذلك ، مجرد سقوط المطر بحد ذاته لا يجيز الجمع ، فالمطر يجب أن يكون محدد الحجم والأثر .
# لذلك وضع العلماء المجتهدون الأربعة شروطاً محددة جدا ..  بل إنها صارمة ، يكاد ينعدم بعضها في زمننا الحاضر ولكننا في زمن ، أصبحنا نتتبع أئمة المساجد الذين يتوقع منهم أنهم سيجمعون الصلاة على أقل نسبة مطر ... وبعد الجمع ننطلق بسياراتنا إلى أي مكان نريد ، إعترافاً منا بأن المطر لم يكن عائقا حقيقيا فاصلاً بيننا وبين المسجد ، وإنما كان العائق هو هوى النفس وحب الفتوى بغير علم وبدون ضابط .

الرؤية الشرعية :

المقصود بها رؤية البنت المراد خطبتها من قبل الشاب .. استعدوا يا أعزائي القراء لهذه الفتوى العجيبة الغريبة ، والتي سوف يأتي لها زمان ستنتشر بين العوام بشكل أكبر .. وهي أنه يجوز للبنت المتحجبة أن تكشف شعرها للشاب الذي يريد خطبتها أثناء الرؤية الشرعية تحت ذريعة هذا الدليل : ( من استطاع أن ينظر من المرأة إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) .. وهو رأي شاذ بدأ بالانتشار ، وحمل زمام هذا الرأي ملتزمون ذو لحى .. ونساء ذو نقاب وقفازات ، فإذا سألتهم : إلى أي حد يستطيع الخاطب أن يرى مخطوبته ؟ قالوا هناك قيود !! لكن الحديث السابق لم يذكر تلك القيود .. فمن أين لكم أن تستبيحون خلع حجاب المتحجبة ؟!


# وضع العلماء المجتهدون قيوداً لتلك الرؤية فقالوا :( الوجه والكفين ) .. لماذا؟ قالوا : ( كالصلاة ) .. وهو رجل اجنبي في نهاية المقام ، ففي الفعل حرمة ولا توجد الضرورة ، فمن أين جاءت الحلة ؟! فبهذه الطريقة وضعوا القيد أمام الخاطب وأمام صاحب كل رأي شاذ ومرجوح ، الأسف على بعض البنات العوام الاتي سطقن في هذا الوحل .. فمن سيتحمل وزرهن ؟

محمد حسن