السبت، 21 ديسمبر 2013

برنامج "بليف" - ضربة البداية


الحمدلله المكرم المنعم ، والصلاة والسلام على نبيه الخاتم ... وعلى آل بيته وصحابته الحواسم وقت الملاحم .. اللهم اخرجنا من ظلمات الوهم، واكرمنا بنور الفهم ، وافتح علينا بمعرفة العلم ، وسهل اخلاقنا بالحلم ..وسهل لنا ابواب فضلك .. وانشر علينا من خزائن رحمتك .. آمين.

ضربة البداية .. لم تكن مجرد ضربة عابرة عشوائية كضربات البداية في اي رياضة كانت ، ضربة معلومة اهدافها والى اين تتجه ،  تلك التي عشتها في برنامج "بليف" هذا العام بحلته الجديدة واهدافه الجديدة المتعلقة بأخلاق القائد معززة بالابداع والمبادرة والعمل الجماعي والعمل من اجل الفريق وليس من اجل الفرد ،  معززين بذلك القيم المتواجدة في نفوس المشاركين بأسلوبنا الخاص والذي اعتبره فريدا من نوعه .. فوجب علي ان اقف امام هذه الضربة او اذا شئت فأسميتها "ظاهرة" ، نعم ..فبرنامج "بليف" يعد ظاهرة فريدة في العمل الشبابي بالمادة التي يحويها فضلا عن فريق العمل الرائع انتهاءا بالمشاركين الذين اثروا البرنامج بفعاليتهم واستفادتهم ..

 

فريق "بليف" :

لكل برنامج ناجح .. هناك فريق عمل من نوع خاص يقف خلف هذا النجاح،لا اسميه "فريق عمل" بل استطيع ان اسميه "العائلة الواحدة" ، فنحن مترابطون كأفراد العائلة الواحدة بشكل كبير .. رئيسنا " الوزان" اعرفه مذ كان في المرحلة الاعدادية ، وصديقه وحبيبي "راشد" جمعتني الصدف واياه في ملعب لكرة القدم ، اما "سلمان" فقد تعرفت على شخصه الكريم في جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، مازلت اذكر تلك اللحظة التي دخلت فيها صف "انوفيشن ستيشن 2011" ورأيت شابا مكتوف اليدين مبتسما واقفا عند طاولة تقديم المحاضرات فقلت : "من هاي،ليش واقف اهني؟" .. كان ذاك "يوسف بومطيع" ، لا يغيب عن بالي ذلك الفهد "فهد الوزان" الذي لحق بركب الكبار صغيرا ... "مروان" وما ادراك من مروان ، طيب القلب حامل راية "الاعلامية" .. شاب اقل ما يقال عنه بأنه"ينحط على الجرح يبره" ، ساعده الايمن "عبدالله فقيهي" .. من مكاسب برنامج "محطة الابداع 2012" .. شاب لا يقبل الاعتيادية في العمل بل يبحث عن الابتكار والابداع ، "الخاطف" .. هو اسم اشتهر به "ابراهيم عبدالله" مصور البرنامج في المنتديات الالكترونية التي كان يشارك بها ... لا يكل ولا يمل وتراه في كل مكان ، احتاجت هذه التوليفة من الشباب البارعين الى شابات ، بهن يضمن استمرار البرنامج ويتم خلق توليفة عميقة المعالم .. في فريق "بليف" عليك ان تكون بمعايير معينة من اهمها ان تدخل في جو العمل سريعا ، فكان الافتتاح ب الاخت "علياء الجيب" .. اشهد لها بدماثة الخلق وعلو الهمة والتواضع ، "فاطمة فؤاد" مشاركة في برنامج "محطة الابداع" في اول نسخة له .. "عائشة مختار" تعاملت معها في برنامج "بكم 2010" لاعداد المتطوعين ،كم كنت سعيدا بالطريقة التي دخلت بها فريق العمل وبالطريقة الراقية التي تعامل بها معها "محمد الوزان" ، "دلال بوجيري" .. سعدت بدخولها فريق العمل في 2012 بصحبة اختها "عائشة بوجيري" التي كانت مشاركة في برنامج "محطة الابداع2011" .. "عائشة حسن"، شقيقتي كانت مشاركة في برنامج "محطة الابداع2011" ، اخيرا وليس آخرا .. كاتب هذه السطور كان مشاركا في برنامج "محطة الابداع2009" ولم يتسن لي المشاركة في برنامج تدريبي قيادي قبلها تابع للمؤسسة العامة للشباب والرياضة .. بفضل "الرئيس" اصبحنا عائلة واحدة مترابطة ، الكل يعرف دوره ويعرف اللون الذي سيضيفه الى الفريق .. عندما نجتمع ، نحتاج الى وقت لكي ندخل في جو الاجتماع العملي .. لأنه بداية نحتاج الى وقت غير قليل للفرح برؤية بعضنا البعض والمزاح بين الحين والآخر ، الغائب عن الاجتماع كالحاضر ... احترام كبير بين افراد الفريق ، نسعى معا للوصول الى الاحترافية الكاملة ... وسنصل باذن الله ، وسنحافظ على هذه "الظاهرة".

 

فريق –  "نبضة" :

النبضة ، اساس الحياة .. وبها ينطلق المشوار .. حينما تتجول في ثنايا القلب المرسوم في صفهم الصغير ستجد لكل مشارك لونا خاصا ، "نعيمة" الفنانة .. شخصية قوية لا تقبل الانكسار ، قابلتها فعلمت كم هي اهدافها محددة .. ساعدها الايمن "مروة" ، كل منهم يكمل الآخر ... من اجمل الثنائيات التي رأيتها في البرنامج من حيث تكامل الشخصية ، "اسلام" مفاجأة سارة بالنسبة لي ... ذكرني بعضوة فريق "سما"  "امينة بوجيري" ... ظنناه شيئا فكان شيئا آخر ،  معجب جدا بشخصيته الهادئة ومردوده في العمل .. امامه الكثير ، لا اطلب منه ان يتحرر من هدوئه بل ان يحافظ على مستوى عمله .. تفاجأت بتواجده مع فريق "سما" كمتعاون  في برنامج "بيتكم بيتنا" ، "آلاء" رأيت انها اكتسبت بعض المهارات في نهاية البرنامج ، الكثير من الطلبة لا يتمسكون بالمهارات الايجابية بعد البرنامج التدريبي ..عليها ان تبذل المزيد من الجهد وان تعبر عن نفسها بشكل اكبر.. "عبدالرحمن فاروق" ، علاقتي به في برنامج "بيتكم بيتنا" ربطتني به اكثر .. اخرج ابداعك وكن مستقلا ، "عيسى الكوهجي ".. عندما يكثر المزح بشكل كبير يموت القلب شيئا ما ، فاذا ما وضعت تحت الضغط لن تستطيع نبضات قلبك ان تتحمل اللحظات الحاسمة ، هناك جانب مرح في شخصيتك حاول ان تعرف متى تظهره ،" فيصل المحمود" .. معرفتي به في مسرح البيادر لم تجعلني اتمنى ان اكون مشرفا عليك ، انت تعبر عن نفسك بطريقة رائعة .. لكن ، من يتكلم كثيرا..يخطئ كثيرا ، "ابن حسان الصغير " ... اظن انك مازلت صغيرا، لا اعرف لماذا ... لا تسمح لتلك الفكرة ان تتعمق في ذهني واخترق حاجز العمر الى انجازات تفوق عمرك ...

 

فريق – فكرة :

بعد ان دبت النبضة في قلب البرنامج جاءت الفكرة لتنور العقول وتزيدها ضياءا .. اذا تجولت في ثناياها وجدت "طارق سمير" ، مندفع متحمس على الدوام .. متواضع يحب الاستماع الى الجميع ، لكنه يتأثر بسرعة بالاشارات السلبية..في قلب كل محنة،منحة .. "جواهر عجلان" ..شخصية قيادية على طراز رفيع ، على الرغم من محاولاتها العديدة لأنقاذ الفريق لكنني اراها تستسلم سريعا للواقع وتتأثر معنوياتها .."سارة بوعلاي" اكتسبت الكثير من المهارات ، لكنها ان لم تحافظ عليها قد تعود الى نقطة البداية قبل البرنامج ويكون الشهر الذي قضته في مدينة الشباب قد ضاع هباءا منثورا ، "هالة الكوهجي" .. ليس كافيا ان يعرف المرء نقاط ضعفه فحسب بل يجب عليه العمل الذي قد يكون مرهقا في تجاوز نقطة الضعف ، قد يستغرق الوقت سنين لتجاوز عيب ما .. لكننا لا نريد الوصول الى ذلك الحد ، "عبدالرحمن البلوشي" ... شخص ذكي ومثقف ، ولكنه لا يعبر عن نفسه بالطريقة التي يتقبلها الناس سريعا ك "فيصل المحمود" .. شاب متشعب الثقافات ، ارى انه يجب عليه تحديد الثقافة التي يريد الاطلاع عليها.فاذا استوفاها انتقل الى غيرها لان عقله سريع التشويش .. "سارة عبدالعزيز" ، انسانة عملية على طراز رفيع .. هذا النوع من الاشخاص متعب في عملية جر الرأي منه لأنه لا يحب الكلام كثيرا ولكنه في التقييم تجده اول المتكلمين ، "محمد المسلماني" .. اذا اردت ان تقنع احدا بفكرة ما عليك ان تطرح فكرة اخرى لا ان تناقش نفس الفكرة ، فذلك لن يفيد الا جدلا واضاعة للوقت .. "محمد المالكي" ،انسان مبدع الى حد كبير وحسب علمي به هو ناشط طلابي في مدرسة الهداية الخليفية مع بعض اصدقائه .. كل ما يريده هو فريق عمل يفهمه ويستوعب قدراته .. " ساجدة" ،انسانة قلبها كبير ويستوعب الجميع لكنها يجب ان تكون محددة في نقدها لعمل المجموعة ..هي بارعة في لم الشمل والتشجيع ، لكن بعض الملفات والمشاكل اذا لم تعالج بالشكل الصحيح تفاقمت وخرجت على السطح مرة اخرى .

فريق – شروق :

تشرق الشمس كل يوم بأمل جديد ..وتغرب على امل الشروق مرة اخرى ، "حسن المحميد" باختصار شديد ، اهو #جكن_نقت .. "مريم الكوهجي" .. اتمنى ان برنامجنا ساعدكي في تطوير شخصيتكي كما يجب لمواجهة الغربة والدراسة في الخارج ، "مريم راشد" .. تمتلك الكثير من المهارات والمقومات ولكن التوقيت يخونها احيانا ، الخبرة فقط ستجعلها انسانة ذات شأن، "اسامة الخطيب" ... قلما تجد اناس يقدمون ما يملكون ليطوروا من انفسهم .. "فاطمة حسن" ، شهادتي مجروحة في شقيقتي .. "نور" ما اجمل ان ينجح الفريق ، والاجمل ان ينجح الفريق بسببي (نغزة) .."ابن حسان الكبير" .. التواضع لا يعني انك ترى قدراتك فوق ما صنعت ، بل يعني ان تضع ما صنعت فوق قدراتك ..بهذا فقط ستطور من نفسك الى جانب ان تعبر عنها بشكل معتدل غير مبالغ فيه ..

 

فريق – بصمة :

تعبير مجازي عن الاثر الذي يعود لصاحبه حتما ، ليس الاثر الحسي الناجم عن خطوط في الاصابع وانما الاثر المعنوي في المجتمع ... من اكثر الفرق التي تمنيت ان يستمر حتى بعد البرنامج ، "فاطمة المنصوري"، .. من افضل النعم من الله تعالى ان يعرف المرء عيوبه وان يلهيه عن عيوب غيره .. "امل" ، ليست العبرة بكثرة الاعمال التطوعية ولكن بالنوعية .. تقييم النفس بشكل جاد سيضع الامور على نصابها ، عمل تطوعي ليس فيه تطوير لذات او مهارة ربما كان غيركي اشد احتياجا الى ذلك العمل ، "نوراء" .. الهبوط في المستوى قليلا لا ينبغي ان يهز الثقة بالنفس مع شرط بذل السبب ، الا ترين ان السهم يرجع قليلا الى الوراء لينطلق بقوة ولا يتوقف حتى يبلغ الهدف؟! .. "نور" من الشخصيات التي تجبرني على الابتسام فورا ، اتمنى ان اراها تتحمل مسؤوليات اكبر في مثل تلك البرامج التدريبية فمازال المشوار طويلا .. "سارة حاجي" ، من سمع عن الحياة الجامعية لا يمكن ان يكون كمن جربها ، (من سأل ما ضاع) .. اتخاذ قرارات بدون دراسة تؤدي الى التخبط وتضييع الوقت وربما لا تستطيعين العودة الى النقطة التي بدأتي منها ، القرارات بداية المرحلة الجامعية خصوصا يجب ان تكون مضبوطة ومدروسة قدر الامكان ، "ولد الشيخ" .. كن عالي الهمة دوما .. ان لم تستطع ان تتفوق على نفسك في بعض الامور لن تحرز تقدما ، "ولد ادريس" .. تذكرني بنفسي عندما كنت في المرحلة الاعدادية ، لا تأخذ كلام "بنت المنصوري" على النحو الذي اثيرت ضجة حولها لأنها لم تضبط كلمتها قبل ان تخرج .. بل انظر الى كلامها بشكل عقلاني ، وغير شيئا ما من شخصيتك لتتجنب هذا الامر .. هي وصفت حالها معك ولم تطعن فيك ، لكن اعمل ما بوسعك لتجنب حدوث ذلك .

 

فريق – آفاق :

لأول مرة في حياتي اجد ان الأفق يتحول الى اللون الاخضر .. "خولة البطي" ، ما اجمل ان يكون المرء واضحا مع نفسه ومع غيره .. من اكثر المشاركين والمشاركات التي تعرف ماذا تريد من البرنامج من وجهة نظري ، اتمنى انها بلغت مرادها وان تحافظ على ما اكتسبته .. "احمد جناحي" .. لا ينبغي ان تكون كتابا مفتوحا طوال الوقت (انما السيد في قومه المتغابي).. ليس من الرشد مناقشة جزئيات الجزئيات ، "فاطمة السعيدي" ... كثيرا ما تذكرني بالمشرفة "عائشة بوجيري" عندما كانت مشاركة في برنامج محطة الابداع 2011 .. "سارة صلاح" ، عبري عن نفسك بالطريقة التي تريدين مغلفة تلك الطريقة بالحذر والذكاء ، نوعي في طرق التعبير عن نفسك سواءا بالكتابة او الرسم او غير ذلك .. عن نفسي ،لا احد يمكنه ان يزعجني في وسائل التواصل الاجتماعي (بالي طويل) ،لكنني انتقد بطريقة او بأخرى بالنظر الى المجتمع ايضا .. " ابراهيم الجودر" ، ارى فيك املا ان يجتمع طلاب "بليف" في فريق تطوعي واحد .. لا ارى ذلك حلما يصعب تحقيقه ، بل هو ممكن جدا ..لم لا؟! .. "حسام" ، تنويع مصادر المعرفة سيزيد من محصول الحلول لديك .. كنتم محظوظين جميعا بوقوعكم مع اغزر المشرفين عطاءا دون القصور في غيرهم "سلمان وعائشة " .

 هوامش :

# عدم ذكر جميع اسماء المشاركين والمشاركات  لسببين ، منهم من سقط اسمه سهوا .. واكثرهم سقط اسمهم عمدا.

# من اراد من المشاركين ان اتوسع في رأيي عنه فليتواصل معي بصفة مباشرة .

# رأيي .. صواب يحتمل الخطأ ،ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .

#  حكمة اتمنى ان يفهمها جميع المشاركين : احالتك الاعمال على وجود الفراغ .. من رعونات النفس ، لا تنتظر حلول الفراغ لتعطي ابداعك ولتقدم لمجتمعك ،في حين ان بعض الحكماء يرون في وجود الفراغ مفسدة في حد ذاتها يجب التخلص منها ..

# ربما ذكرت مشاركا بكلام عام جدا ، لكنني اقصد اما ان امدح فيه او انمي جانبا في شخصيته
# نحن نتابعكم قدر الامكان...فلا تقطعوا صلتكم بنا...بس بدون حننة 

# لو علمتم كم نحن مشغولون لم تعذرونا فحسب .. بل لأشفقتم علينا ،  #في_شغل

 

محمد حسن يوسف

 

 

 

 

الأحد، 15 ديسمبر 2013

الاسلام بين " الطاعة" و "التساؤل"


الحمدلله رب الليل اذا عسعس .. سبحانه ربنا المقدس ، والصلاة والسلام على نبي الملاحم .. محمد نبينا الخاتم ، اللهم اخرجنا من ظلمات الوهم ، واكرمنا بنور الفهم ، وافتح علينا ابواب رحمتك ، وانشر علينا خزائن علومك .. آمين ..

 

يمر هذا الجيل من الشباب بمراحل مفصلية في تحديد العلاقة بينه وبين دينه ... في الوصول الى تعاليمه فضلا عن فهمها وفضلا عن تطبيقها ، فنجده يترنح يمنة ويسرة ، معتمدا على شتات من المعلومات اكتسبها وهو صغير لا يكاد يستوعب شيئا او يتذكر .. بالرغم من ان دين الاسلام هو دين الفطرة .. وصل اليه الكثير من العقلاء حتى في العصر الجاهلي قبل بعثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،ولكننا كشباب اصبحت بيننا وبين الدين فجوة ليست بالبسيطة ، دعني اقرب لك  الصورة عزيزي القارئ واشبه لك الاسلام بنظام للحاسب الآلي قوي .. يتمتع بنظام حماية رباني خارق ، ولكن ..من هو المبرمج ، من سيضع هذا النظام في قلوب وعقول الشباب .. ؟! هو مبرمج ذو مواصفات خاصة ،يعرف الواقع ويفهمه ويشخصه جيدا ..  مع تعدد الانظمة على شكل مذاهب وطرق يتم الطعن بينها على حساب عامة الشباب ظهرت الكثير من التساؤلات او اذا استخدمنا لغة الحاسب الآلي اطلقنا عليها اسم "الفايروسات" التي ان واصلت توغلها داخل الجهاز فتكت به .. لا نجد مبرمجا لنظام قوي يحمي عقول الشباب من تلك ال "فايروسات" ، دخل رجل على الامام مالك رحمه ليسأله عن معنى ( الرحمن على العرش استوى )  فاحمر وجهه ثم قال : ( الاستواء معلوم – يقصد معناه في اللغة - ،والكيف مجهول ، والايمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما اراك الا رجل سوء ) .. ثم امر به ان يخرج من مجلسه. لقد عالج المبرمج في هذه الحالة الامام مالك رحمه الله النظام برسالة بسيطة فحواها ان المسلمين كانوا مطمئنين لدينهم او بمعنى آخر بنظام البرمجة الذي وضع لهم .. فلماذا تعرض نفسك  للفايروسات التي تفتك عقلك بقوله "والسؤال عنه بدعة" .. كان علاجا فعالا جدا مع بداية العهد الاسلامي ، فلطالما كان الايمان مستقر بشكل كامل فلا داعي لطرح مثل تلك الاسئلة .. لكن في عصرنا هذا ، وبعد ان جلست مع شاب ملحد خرج عن الاسلام  ... لم يكتفي بذلك فحسب ،بل اقام الندوات الحوارية في جامعته "بولوتيكنيك" لينشر افكاره اكتشفت ضرورة ان يحصن الشاب نفسه – بنظام – اسلامي عقلي متكامل ، يدمج بين "التسليم" بوجود الله سبحانه وتعالى مع طرح الاسئلة التي تشكل – نظام حماية – فعال ، اضافة الى "الطاعة" .. واقصد بها تنفيذ اوامر الله بالطريقة التي هو سبحانه فرضها علينا وليس بمعلومات مشتتة اكتسبناها منذ كنا صغارا .. فلما كبرنا صار الحق علينا ثقيلا لا نتقبله ، فلندرس اولا اطراف هذه المشكلة لنعرف اسبابها وما هو العلاج لسد تلك الفجوة .. التي للأسف يوما بعد يوم اراها تأخذ طريقها الى العمق ،لا ندرس النظام نفسه الذي يمثل – الدين – هنا،لأننا متأكدون بأنه يصلح لكل زمان ومكان .. فهو الدين الكامل ، لكننا نشكو من خلل في – الجهاز – الذي من خلاله يتم تطبيق النظام وهو هنا يمثل – الشاب – ومن نظام الحماية الذي يضعه المبرمج وهو يمثل هنا – الداعية،الشيخ،الام،الاب،المدرسة ... الخ - .

 

الشباب :

مع تطور سبل الحياة بشكل عام،وتعدد الوسائل الداعمة للوصول الى المعرفة والمعلومة ... نجد ان الكثير من الشباب لا يهتم كثيرا بتعاليم دينه ، لا يهتم هنا بمعنى ان المعلومات التي يعرفها تجدها  قديمة وبعضها تم بناءه على اساس خاطئ ... صحيح انه كون الشاب ولد بين والدين مسلمين نعمة ما بعدها نعمة ، لكنه دين الفطرة .. فما اجمل ان تصل الى الفطرة بنفسك ، لكن .. كيف سيخضع الشاب او (الجهاز) لبرمجة جيدة قوية وهو لا يكاد يحافظ على الصلاة في جماعة ؟! فاذا انتهى منها خرج كأنه خارج من السجن  !! فهو لا يكلف نفسه الجلوس في حلقة علمية لفترة قصيرة ليستفيد منها بعضا من تعاليم دينه ... لكنه يستطيع قضاء ساعات وساعات على الشبكة العنكبوتية من اجل البحث عن معلومة جانبية ، او مشاهدة مقاطع للفيديو ، او لقطات غريبة .. هذا اذا احسننا الظن به ، كم من شاب مسلم بلغ رشده بدون ان يعرف ربه ..!! احدى "الفيروسات" التي تسللت الى نظامي ذو البرمجة الصغيرة هو ذاك السؤال الذي يقول : مادام لكل موجود خالق ..فمن خلق الله ؟! اخذ مني التفكير مبلغا حتى وصلت الى اجابة لم تشفي غليلي .. وصلت الى ان اسأل نفسي سؤالا آخر :  هل السير في هذا المسلسل العكسي امر صحيح ؟ هل انا مجبر للخوض في هذه السلسلة التي لن توصلني الى شيء .. فلكل سلسلة نهاية،لكنني لا اجد تلك النهاية في هذه السلسلة العكسية ، فلم تتقبل برمجتي السؤال فضلا عن البحث عن جواب شاف لي ... فخضعت الى مبرمج (شيخ) فالتقطت منه هذه الكلمة التي كنت ابحث عنها من اجل الجواب ، فكانت تلك الكلمة هي "واجب الوجود" .. نعم ،فالله سبحانه  واجب الوجود ،وما سواه ممكن وجوده،حادث ... والحادث اوجده الله من العدم،وسيعود الى حالة العدمية في يوم من الايام .. عندها ،مسكت الخيط الذي من خلاله سأتوصل لبرمجة نظام اسلامي عقلي فيني .. فتمسكت ب(الشيخ) فيما يخص الامور العقلية .. وبشيخ آخر في الامور الروحانية .. وبشيخ آخر ايضا في الامور الفقهية ،فلكل مبرمج فنه في ايصال البرنامج في الحاسب ( الشاب ) .. تجد الشاب مقصرا جدا جدا في الامور الفقهية ، ذلك يقع على عاتقه بشكل كلي لأنه يبخل في السؤال ... ويتجرأ بالتصرف في العبادات البسيطة على هواه ، سافرت مرة وكننا مجموعة من الشباب والفتيات ...قالت احداهن : يجب علينا قصر الصلاة ، لقد قرأت ذلك عندما كنت في الصف الخامس ابتدائي !! .. انظر الى الجرأة الى اين وصلت ،اخي الشاب ... ان الله لا يعبد بالجهل ، كم من شابة تبنت في عقلها الباطن معلومات عن الدين باطلة ... فلما كبرت في السن وتبين لها بطلان ما تعتقد اصبح الحق ثقيلا على نفسها ، فتهرب من الواقع لتقول .. الايمان في القلب ، ليس كل من يطبق التعاليم بشكلها الصحيح هو انسان جيد بالضرورة !! هكذا قولها .. لكنها لم تعلم بقول الله تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء .. فسأكتبها للذين يتقون) ..وماهي التقوى الا شيء وقر في القلب وصدقه العمل ؟! انظر الى الله تعالى ماذا يقول  : ( واذا سألك عبادي عني فاني قريب ..اجيب دعوة الداع اذا دعان) ... هذا كما يسمونه في اللغة جواب الشرط حينما يسبق الشرط ،والشرط هنا اتى بعد الآية : ( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) .. هل لاحظت ،يقول استجب لي..فان فعلت فاني قريب منك اذا سألت عني ،هذا هو المراد ..وهو موافق لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعرف ربك في الرخاء يعرفك في الشدة ).اي ان الايمان القلبي ليس لوحده طريقا للوصول الى الله تعالى .. بل لا بد من العمل،وكيف نعرف ان في قلبكي يا اختي ايمان ..لن يدل عليه الا العمل . فلندع ايمان الوراثة الذي اورثنا اياه والدينا بنعمة من الله ... الا نستطيع ان نصل الى حقيقة هذا الدين بالعقل؟! الا نستطيع الوصول الى تعاليم ديننا ؟! لا اقصد بها التعاليم المختلف فيها ففي الامر سعة ... اقصد ان بعض الشباب او البنات ينكرون بعض الاحكام المعلومة من الدين بالضرورة بجهالة كبيرة .. فاذا جادلته في مصدر هذا الحكم فستصل الى نقطة تفيد بأن الحكم الموجود في باله كان نتيجة لبنات افكاره فقط ... الكثير من الشباب يركز على جانب واحد من الدين وهو الجانب الروحاني ، وهذا ما يكون بارزا في الاعلام بشكل كبير من خلال بعض الدعاة الذين هم ادباء في الحقيقة ...  يعرفون كيف يوصلون كلماتهم الى عقول الناس بشكل منمق جميل .. لكن، اما بعد ؟؟! فما زال الشباب في خطر ، فالبرمجة من حيث التعاليم الدينية ضعيفة ،والبرمجة من حيث الناحية العقلية ضعيفة .

 

مصدر البرمجة ( الشيخ،الوالدين،المدرسة ) :

من اهم اسباب ابتعاد المعلومة الدينية من الشباب هم مشايخ الدين .. الذين لا يزالون يمارسون الطريقة التقليدية في ايصال ما يريدون من معلومات .. اسميهم في الكثير من الاحيان بال"مشايخ التقليديين" واضيف اليهم الكثر من طلبتهم  ، يجلس في المسجد او البيت ..ويحيط به طلاب علم عددهم ليس باليسير،ولكن المشايخ الاجلاء من الصعب جدا ان تجد منهم من يتبسط للشباب ويذهب الى اماكن تواجدهم في مجالسهم على الاقل .. !!! ان جهود الدعوة في البحرين تشهد ركودا بعد ركود ، فمنهم من اخذت منه الدعوة عمرا طويلا لكنه فضل التوجه لميادين السياسة منهم الشيخ عبداللطيف المحمود .. وهناك بعض المشايخ الذين حسروا انفسهم في مجالسهم الخاصة في بيوتهم .. ان الطفرة الدعوية في مصر كانت نتيجة لجيل شاب من الدعاة كان يتوجه الى الناس في اماكنهم كعمرو خالد ومن جاء بعده  كمصطفى حسني ،نادي "صناع الحياة" و " عمار الارض" خير نتيجة لعمل الدعوة هناك،ابحث عن اعماله ستجد عجبا وعلوا في الهمة كبير... اما في البحرين ،فجهود الدعوة في انخفاض ،بالنسبة لي..فان الشيخ محمد بن عبدالوهاب المحمود من المشايخ القلائل الذين يرق فؤادي عندما اسمتع له ، لكن طلبته معظمهم اصدقاؤه،فهو لم يطعن في السن بعد .. فطلبته عندما يحضرون الى حلقة الدرس يأتون يفضفضون ،يحورون الكلام الى غير ما يريده الشيخ الجليل ..والقلة من طلبته هم من  الشباب .

 

يخشى الوالدان اسئلة ابناءهم اذا مالت بشكل كبير تجاه العقيدة ، فالوالدان مطمئنان لإيمانهما .. فليس هتاك اي ضرورة لأن يقوم الابن بالسؤال لهما، فينهرانه ويزجرانه وينذرانه بعدم السؤال في ذلك مرة اخرى .. لكن السؤال لا يفتأ ان يعود في رأس الشاب مرات ومرات ، المدرسة وما ادراك ما المدرسة ... كيف حال المدرسة في تربية النشأ من الناحية الدينية ؟! هل مقدار حصتين في الاسبوع كافي لذلك ؟! ماذا عن مناهج "الاسلاميات" في الجامعة ؟! هل زاد من رصيدنا المعرفي شيء ؟ كتب ومعلومات نحفظها للنجاح في الاختبار النهائي ..هذا كل مافي الامر، قد اوقع ملامة كبيرة على  الشباب لابتعادهم عن السؤال فيما يخص الامور العقلية العقدية والامور الفقهية،لكنني لا اخلي مسؤولية بقية الاطراف كالمشايخ و الوالدين والدعاة ووزارة التربية والتعليم .. فكيف لي ان احصل على برمجة للحاسوب الآلي ... برمجة قوية تناسب زمانه ومكانه بنظام حماية قوي ان لم يكن هناك محل لذلك ؟ !

 

اللبيب بالاشارة يفهم :

# صحح نيتك عزيزي الشاب .. لا تتوجه الى العلوم العقلية لتحصل منها حجة على خصومك فقط ، فأنت كالذي يبحث عن ال"هاكرز" او كما يعرفون بقراصنة الحاسب الآلي بدون ان تعرف كيف يعمل النظام او ما هو دينك من الناحية العقلية ابتداءا .

# لا تبخل بالسؤال حتى في ابسط الامور .. ولا تعبد الله على جهل سنين طويلة فيذهب عملك هباءا منثورا .

# يخادعونك اذ يقولون : الايمان في القلب . (فقط)

# ناقش .. كن ايجابيا .

# حكمة : خف من دوام احسانه لك ودوام اساءتك اليه ان يكون ذلك استدراجا لك ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) .

 

محمد حسن يوسف

 

 

 

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

"الى سفير البحرين...تصرفك لا يمثلنا "

الحمدلله العزيز المنان .. خالق السماوات والارض عالي الشان .. والصلاة والسلام على النبي العدنان ، اللهم اجعل افتقارنا اليك،وذلنا وتضرعنا سبيلا في الوصول اليك،ولا تخزنا يوم العرض عليك .. نسأل الله العافية،ونعوذ به من الخذلان ....
الخذلان ، فصل جديد يضاف الى فصول الخذلان الكثيرة في عصرنا الحديث ... ذلك المنظر الذي ظهر به "سفير " مملكة البحرين في فرنسا ناصر البلوشي الى نصب ضحايا المحرقة اليهودية في باريس .. فتحول بفعلته من "سفير" الى "سفيه" مرتكبا حماقة لا بد ان نقف عندها ونعرف ابعادها .. كنت اخطط فعلا لأكتب في موضوع آخر غير هذا،لكن اسمحوا لي .. ففلسطين قضيتي الاولى،فلا ضير ان اقمنا الدنيا ولم نقعدها من اجل فلسطين ... قد يسأل سائل:هناك دول تنتهك حرمات المسلمين في كل وقت وحين فلماذا لا تكتب عنها؟ اقول : سبحان الله .. قد تبلد فينا الشعور حقا،فلم نعد نحس بالخذلان...ولم تعد احاسيسنا تتحرك لنصرة المسلمين مما جعلنا نألف هذه الاحداث والمناظر .. صرنا نألف قتل المسلمين المريدين للأنشقاق عن عبودية الشيوعية كجمهورية الشيشان ،صرنا نألف منظر الاطفال يموتون من الجوع في العراق بعد الحصار الاقتصادي والضربة الجوية الامريكية سنة 1998 التي خاضها الرئيس "كلينتون" وقتل من العراقيين ما قتل بحجة استهداف "صدام حسين" ... ناهيك عن الاحتلال الامريكي للعراق سنة 2003 والذي كان بمباركة من العرب انفسهم،ماذا عن مجازر صبرا وشاتيلا التي راح ضحاياها الكثير من شعب لبنان تحت يد الطاغية الهالك "شارون"..باختصار،صرنا كالذي يفعل المعصية يوميا حتى يألفها فتكون جزئا من حياته ... في الوقت الذي يقول فيه بعض الشيوعيين ان للفلسطينيين الحق في بلادهم واراضيهم،يخرج علينا المسلمون بالخذلان والتطبيع ... نعم ، فلم يكفينا رؤية مجازر تلك الدولة المغتصبة لنعلم انها عدو لنا..لا يكفينا التاريخ لنتعلم ونستخلص العبر ..
 
اليهودية .. والصهيونية :
الكثير منا يفرق بين الاسمين ويفرق ايضا في التعامل بينهما،مشكلتنا اننا لا نقرأ .. تعودنا على الخور والضعف حتى غابت عقولنا،لقد كان اليهود امما متناثرة في اوروبا وافريقيا،وكانوا ولا زالوا اسوء شعوب الارض على الاطلاق ... هل تعلم بأنه سيتحقق سلام شامل بين جميع المخلوقات على الارض...بحيث تلعب الحيوانات الكاسرة المتوحشة مع الحيوانات الضعيفة الاليفة؟ نعم ... ذلك سيحدث حينما يزول هذا الصنف من البشر .. فليس هناك يهود على الارض حينها،ذاقت منهم اوروبا  ذرعا بسبب سلوكهم المعوج واطماعهم الدنية،فلم يتوانوا في نفيهم من الارض تارة ..ومن حرقهم تارة اخرى ، اما الصهونية .. فهي حركة خرجت في عصرنا الحديث طالبت بأن يكون هناك وطن لليهود وحدهم ،وان يكون ذلك الوطن واقعا في الارض الموعودة في فلسطين..فكان وعد بلفور ،بل هو وعد اوروبا كلها للتخلص من هذا النوع من البشر ... ليس لهم عهد ولا امان ولا ميثاق ، ينظرون الى بقية البشر بأنهم خلقوا لخدمتهم .. فتحقق الوعد المشؤوم  وكان لهم ما ارادوا .. فلا تفريق بين الاسمين (اليهودية والصهيونية) ، اسمع لحيي بن اخطب سيد بني النضير عندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما الى المدينة المنورة لأول مرة حيث سأله يهودي: اهو اهو ؟ فقال : نعم ..انه والله هو. وكانوا يعرفونه صلى الله عليه وسلم بما عندهم من التوراة .. فرجع اليهودي وسأل حيي قائلا : فما انت بفاعل ؟ .. فقال حيي بن اخطب : سأعاديه ما حييت . بالله عليكم ،هل كان حيي بن اخطب صهيونيا ؟ هل كان بنو قينقاع وبنو قريظة صهاينة؟ ... الصهيونية واليهودية ليسا  وجهان لعملة واحدة، العلاقة الصحيحة بينهما هي "هذه من تلك".
 
"البحرين" .. الانضمام الى صفوف الخذلان :
البحرين وما ادراك ما البحرين .. "بلدي وان جارت علي عزيزة،واهلي وان ضنوا علي كرام" .. لكنها بجورها هذا قد اخترقت الحدود الى قلب فلسطين،بالرغم من سحب الجنسية البحرينية عن رياضي شارك في سباق في تل الربيع (او ما يسمونها ب تل ابيب) .. الا ان البحرين تعتبر من الدول التي تعترف باسرائيل بطريق غير رسمي .. حيث انها وافقت على ارسال "منتخب البحرين الاولمبي" الى فلسطين لخوض مباراة هناك مع النظير الفلسطيني،فدخلوا ارض فلسطين بتأشيرة اسرائيلية .. مما يعني كما ذكرت سلفا بأنه اعتراف غير مباشر بشرعية هذه البلاد على ارض مغتصبة ... اما فعل "سفيهنا" في فرنسا ،فالقلق كل القلق ان يكون هذا توجه البلد ككل في المستقبل ... فالحذر كل الحذر من التطبيع،يجب علينا مواجهته بكل الاشكال والوسائل... الغريب في الامر ان الخبر ينشر في وسيلة اعلام رسمية،بدلا من ان نهاجم ونشجب ونستنكر مثل هذه الامور ... لا ارى ضيرا حقيقة من التشهير بتصرف هذا  "السفيه" الذي يمثل بلدا مسلما له جذور عميقة في التاريخ وتأثيرا لا يمكن تجاهله في التاريخ الاسلامي تحديدا  ويمثل شعب غالبيته تدين بدين الإسلام .. جلست انتظر ان يثير هذا الموضوع احدى وسائل الاعلام البحرينية  او حتى فارس من فرسان وسائل التواصل الاجتماعي،من اقام الدنيا ولم يقعدها من اجل وفاة مانديلا وهو لم يكد يقرأ عن مانديلا الا عندما مات .. ألفنا من قبل،وسنألف اكثر مثل هذه التصرفات الرسمية التي لا تمثل رأي اكثر شعب البحرين المسلم .. حتى تموت قلوبنا،وتعمى بصيرتنا ، وتتبلد مشاعرنا تجاه قضيتنا الاولى .. كنت اقول:بأننا امة صاحبة ردة فعل بسيطة..ونعود كما كننا لا نتغير .. اما الآن،فحتى ردة الفعل نبخل بها ..كل ما اخشاه،ان يكون فعل هذا "السفيه" توجها حكوميا في المستقبل بحيث يتم تطبيع العلاقات مع هذا الصنف من البشر ، ان لم نقف جميعا وقفة نري من خلالها عدونا بقوتنا وبأسنا ..وان القرار بيدنا نحن الشعوب فسنبكي على دم بارد .. ويتحول العدو اللدود الى صديق حميم،فهل سننتظر الى ذلك الحين ؟ بعضهم يقول :  ماذا عسى دولة كالبحرين ان يفعل شعبها في اطار الضغوط الدولية وغيرها ؟ .. اقول : بنغلادش .. تلك الدولة الفقيرة،هل تعلم بأن الكيان الصهيوني يعتبرها دولة معادية ، سوف اعيد كتابة هذه العبارة .. بنغلادش ،دولة فقيرة..لم تكتف بعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني فحسب..بل واعتبرها الكيان دولة معادية له .. انها العزة،وعكسها الذلة .. ان كنت عزيزي القارئ تتبنى وجهة نظري فانشرها ، ليس لي ..انما للمرابطين في بيت المقدس واكناف بيت المقدس ... لتنصر قضيتك وقضية كل مسلم ، لنبرأ امام الله من المطبعين والمتخاذلين ..
ولنعلنها صراحة "تصرف سفير البحرين في فرنسا لا يمثلنا" ..
 
جولة سريعة ... في رفوف من الخذلان :
كم هي صفحات امتنا مشرقة،ولكن تلك الصفحات لم تخل من تلويث المتخاذلين .. لن اذكر التاريخ بطوله فهو مليء بأسماء اشخاص و دول و ملوك ،وسأكتفي بذكر الدولة المغتصبة في عصرها الحديث وعلى ماذا قامت عليه وواجهته من خذلان  العرب والمسلمين ... واي خذلان واي خيانة عظمى كانت!! ،نظهر في بداية الامر اننا امة واحدة في مواجهة اعدائنا ولكننا في الحقيقة نتربص ببعضنا البعض ونتظاهر بأن الجيوش العربية مجتمعة حاولت مقاومة العدو الغاشم من سنة 1948 ايام النكبة وقبلها بسنة بعد ظهور قرار تقسيم القدس بين العرب وبين اليهود من قبل الامم المتحدة الى قدس شرقية للمسلمين وقدس غربية لليهود .
 
حرب 1967 .. النكسة :
حرب تظاهرنا – كما قلت – في بدايتها اننا امة واحدة مترابطة، لكننا ننتظر من سيهجم على العدو لنقف خلفه بدلا من ان نهاجم معه .. قبل ان اذكر بعض التفاصيل،سوف اقرب لك الصورة عزيزي القارئ .. الغزو الامريكي على العراق استغرق واحدا وعشرين يوما ، والغزو الصهيوني الغاشم على سيناء+الجولان+جنوب لبنان+الضفة الغربية + غزة كل ذلك تم في ستة ايام  .. بسبب القوة الجوية لليهود فقد انقطعت امدادت الجيش المصري اولا بسبب المباغتة في الهجوم وتكبد المصريون خسائر هائلة ، وبسبب كون المعركة كانت في سيناء...تلك الصحراء الكبيرة،فمن الجنود من قاتل واستشهد..ومنهم من سلم نفسه،ومنهم من اضطر ان يمشي العديد من الكيلوميترات في الصحراء ومات هناك ، الخذلان هنا ان الدول العربية كانت تتفرج على مصر بدون فتح جبهة للقتال .. فلما انتهى الكيان الصهيوني من مصر واحتل سيناء حول وجهته الى سوريا بعد اعلان الحرب هناك ... فلم يجد الجيش الغاشم اي صعوبة في احتلال جزء من لبنان مع هضبة الجولان بعد هروب "حافظ الاسد" وزير الدفاع آنذاك .. في هذه الاثناء،كانت الاردن تتفرج مدعومة بالمدفعية العراقية...هو الخذلان،هو الذل .. بعد اعلان الحرب على الاردن جرى قتال بينهما وجاء قرار من الامم المتحدة بضرورة وقف اطلاق النار...فقامت الاردن وسحبت جنودها من الضفة الغربية بكل سهولة...فاستغل اليهود الفرصة واحتلوا الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقالوا مقولتهم المشهورة : " اليوم القدس .. وغدا يثرب" .
 
حرب اكتوبر .. "حرب الغفران" :
سطر الجيش المصري سنة 1973 اعظم البطولات في هذه الحرب ... اجتاز خط برليف وعبر قناة السويس ونال من اليهود ايما منال،في ذات الوقت قد فتحت سوريا جبهة للقتال فوقع اليهود بين نارين...لم تدم تلك الوحدة طويلا فسرعان ما اوقف "انور السادات" القتال فقام اليهود بالتوغل حتى وصلوا الى منطقة "العريش" لتكون عندهم ورقة مهمة للتفاوض، فكانت المفاوضات بأن توجه "انور السادات " الى الكنيست الاسرائيلي لإلقاء خطاب هناك..وبهذا التصرف تكون مصر قد اعترفت بالكيان الصهيوني رسميا ،انضمت بعد ذلك الاردن الى ذلك الاعتراف .. ووقعت اتفاقية "كامب ديفيد" .. نتيجة لها لا يسمح لجندي واحد من الجيش المصري بدخول سيناء..فلم يحدث ذلك منذ انعقاد الاتفاق حتى مقاومة مسلحي سيناء ايام الرئيس "مرسي"..اضافة الى الاتفاقيات التي كبلت الجانب المصري بالقيود،واذاقت العرب طعم الذل والخذلان..
 
للذكر فقط :
# موريتانيا ..اعترفت بالكيان الصهيوني وقامت بسحب اعترافها به سنة 2009 .
# المغرب،تونس،قطر والبحرين من الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني بشكل غير مباشر .
# دول غير عربية يعتبرها الكيان معادية له : ماليزيا ،بروناي ، كوبا ، كوريا الشمالية.
# لا يفوتني ذكر المجازر المتكررة للشعب الفلسطيني مثل دير ياسين و غزة والانتفاضة الاولى والثانية،وخذلان العرب والمسلمين لقضيتهم في كل تلك المراحل.
# ذكر خيانات اليهود سواء في العهد المعاصر ام العهد القديم يطول . 
# فلسطين يجب ان تكون قضيتنا الاولى .. فلا تفريط في الحق وان تخاذل من نعتبرهم منا في ذلك،واخشى ان ما فعله "سفيهنا" ينم عن توجه حكومي ..
اللهم اني اسألك العذر ... اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا،وبلغنا صلاة في المسجد الاقصى محررا من دنس اليهود الغاصبين،اللهم حررنا من ظلم انفسنا وتب علينا وارنا سبيل الرشاد،اللهم رد المسلمين الى دينك وكتابك ردا جميلا..ردا غير مخز ولا فاضح ، انت ولي ذلك والقادر عليه .. آمين
محمد حسن يوسف
 
 
 
 


الأحد، 8 ديسمبر 2013

محمد.. (الموظف)

الحمد لله الكريم الودود،الواحد المتفرد المعبود...والصلاة والسلام على من سمي بأحمد و محمود ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا بفضلك...وأحرسنا بعينك...واسترنا يوم العرض عليك،يوم نرجع إليك ونعود ..

وددت قبل ان أخوض غمار كتابة هذه السطور ان ارجع الى اخر مقال كتبته بعنوان "ومازالت...في حب العمل التطوعي"،نتيجة لبعض الآراء و المناقشات مع الأهل والأصدقاء وبعض المشاركين في برنامج محطة الإبداع احببت التأكيد على طريقة كتابتي للمقال كي يكون الامر واضحا...معظم الاستفسارات وخصوصا من المقربين كانت تدور حول انني لم اذكر بعض الأحداث و بعض الشخصيات التي كنت انوي الحديث عنها فعلا الا انني تذكرت شيء بالغ الأهمية ،انني وانا اكتب الأحداث وتسلسلها بهذه الطريقة فأنا احذر من ان ادخل في التطويل الممل...وان لا اجعل الاختصار مخل،فإذا وضحت الفكرة والمضمون ووصلت النصيحة فلا داعي لتدعيم الحكايات بالأمثلة المماثلة ... فستكون تكرارا لا داعي له،اضافة الى انني احرص على سلوكي..فأي حدث سيجعلني أتصرف بشكل سيء او أقوم بسلوك غير لائق ولو عن طريق الكتابة فعلي تجنب ذلك ،فأنا لم اختر طريق الكتابة في التعبير لكي انتقم او أشهر او أفضح احدا ما من الناس،جاءتني رسالة عبر ال "واتساب" تقول:الأخ محمد...مقال توثيقي جميل،أرجو ان ترسله عبر الايميل لأنني تعبت من قراءته بسبب صغر حجم الخط..هذه الرسالة كانت من والدي الذي أردف قائلا :أتمنى ان لا يكون هناك شيء في قلبك علي،وأتمنى انك فهمت الان انني أردت ان اجعل منك رجلا..بهذا الكلام جعلني اغطي وجهي بثيابي خجلا،دخلت والدتي في نقاش معي بل وذهبت الى ابعد من ذلك حيث طلبت مني ترك التمثيل نهائيا والتفرغ للكتابة...ما اجمل ان يتناقش والداك حول الأمور الجيدة التي تود القيام بفعلها...ارحب كثيراً بالآراء والنقاشات وخصوصا من الشباب ،لأنني استهدفهم بكتابتي...أرجو ان تكون الأمور واضحة،اللهم أبعدنا عن ظلمات الوهم...وانر أبصارنا. بنور الفهم...واجعلنا من الراشدين.

احببت في هذه السطور البسيطة ان اكتب ما مررت به من تجربة في سوق العمل...تقلبت بين فرح وترح،بين وعي وبين غفلة،ولم تخل هذه المرحلة من الصدمات...فالله الذي يضع المقادير لا يضعها كما نريد نحن،بل يضعها ليشعرنا بالافتقار  اليه ... وان تدابير البشر مهما أخذت بالحيطة  والحذر فلله حكمة بالغة لا يعلمها الا هو،فأرجو من الله ان يفتح وعلى من يهتم وعلى من يقرا هذه السطور بالفهم والتطبيق السديد ...والله الموفق.

تخرجت من جامعة البحرين سنة ٢٠٠٩ ،بعدها بدأت رحلة البحث عن عمل أكون به نفسي..ويعينني على إكمال الدراسة في تخصص اخر فيما بعد..وضعت في احتمالي ان أتوجه للبحث عن الوظيفة خارج البحرين لما رايته من صعوبات كثيرة في إيجاد مصدر لطلب الرزق،استغرق هذا ستة أشهر....كم كنت محظوظا لذلك،فقصة حصولي على الوظيفة الاولى لي لا تخلو من الغرابة شيئا ما، كانت أختي "إيمان" تعمل في شركة يوسف خليل المؤيد و أولاده ...وقد اختلفت معهم حتى نفد صبرها،فقررت ان تقدم استقالتها وتبحث عن عمل اخر..الغرابة في الامر كان في كيفية تقديم استقالتها،فهي قدمتها مرفقة بسيرتي الذاتية ... وأخبروها انه خلال أسبوع سيتم الاتصال بي.

اول مقابلة :

اتصلت بي السيدة "ليلى اعتمادي" لإبلاغي عن موعد المقابلة ومكانها ... وجلست و معنا مدير هندي ،لا أكاد احفظ اسمه حتى أعود فأنساه ، فسألني:ماذا تعرف عن الشركة وعن القسم الذي ستعمل فيه؟ فقلت:لم يتسن لي البحث في الموضوع ولم اعرف أصلا انه يجب علي ذلك،فأنا ادخل اول مقابلة لي على المستوى المهني . فهز رأسه هزة الهنود وقال لي:تعود في المستقبل ان تقوم بهذه الأشياء..فقلت:حسنا .ثم قامت السيدة "ليلى-ام جواد" بشرح المسمى الوظيفي وما يترتب علي من أمور اخرى،كانت وظيفتي قائمة على استقبال المكالمات الهاتفية من مجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية لاستقبال شكاويهم فيما يخص الصيانة بشكل عام وإرسال الطلب الى الورشة المختصة عن طريق الفاكس،ثم يعود الفاكس الى القسم مكتوب فيه الإجراءات التي اتخذت حيال هذه المشكلة ومن أنجزها...وعلي تحديث البيانات في النظام ، بعد ان وصلت الى المنزل ببضع دقائق راجعاً من المقابلة تم إبلاغي من قبل "ام جواد" وتم إبلاغي بالراتب الشهري واتفقنا على اول يوم للعمل بسبب انشغالي في ذلك الوقت بمخيم في فترة الربيع .. فتم بحمد الله .


على الهامش:
#في اول مقابلة لك...احذر "التفلسف " و "الشلخ " لترضي من أمامك .
#كن طبيعيا جدا...لا تبالغ في الكلام في موضع لا يستحق،ولا تبدو امام من يقابلك بأنك متحفظ 
#الامانة تقتضي ان تقول "لا اعرف" عندما يوجه لك سؤالا غير متأكد من إجابته.
#اعلم ان الرزق بيد الله..بيد الله فقط.

بداية الامر ... تخبط:

في اول وظيفة لي، لم استطع استيعاب حجم المسؤولية ... فكنت أقول في نفسي:سارتكب الأخطاء وأتعلم شيئا فشيئا ،على الرغم من وجود الموظفين بكثرة امام عيني،ووجود مسؤول للنوبة مهمته الإشراف علي وعلى ادائي ،الا انني كنت أتحرج كثيراً من السؤال ، ولم استوعب وقتها بان الخطأ هناك كان يعتبر من الكبائر ،وقعت في مشاكل عديدة ومواجهات عدة،وكان العديد من الموظفين يسخرون مني لكثرة الأخطاء...مرت الأسابيع،وطلبتني "ام جواد" في حديث خاص وقالت:أتمنى ان تستمر معنا،أنا اريد مساعدتك...لكن يجب ان تساعد نفسك،بهذا الأداء ربما لن يطول بقاؤك أمثر من ثلاثة شهور.

على الهامش :
# في اي مجال،هناك من هم اعلم منك.
#مادامت هناك فرصة،لا تتصرف قبل ان تسال وتتأكد عن عملك اذا ما كان صحيحا او لا.
#لانك تعمل..فستقع في الخطأ،العيب هو ان تقع فيه بجهالتك .

نقطة التحول:

كان لكلام "ام جواد"تأثيرا علي...فقمت بتغيير مكان جلوسي،غادرت مكان جلوس الموظفين وجلست بجوار الأخت "بدور مهدي" مسؤولة النوبة الصباحية، "بدور" اعتبرتني كأخ لها ولا أنسى فضلها في تعليمي وتحمل اسألتي...اسألتي التي أصبحت كثيرة ومتكررة احيانا،لكنها وانا كنا مرتاحين لأنني أتقدم شيء اما الى الامام،حتى جاء ذلك اليوم...كان الموظفون  و الموظفات بشكل خاص يتنافسون على من يستقبل مكالمات اكثر من الاخر ،فدار حوار بين البنات فتقول واحدة:ما شالله "فاطمة " اكثر وحدة شالت فينا التلفون ،عندها ٥٠ مكالمة...ففرحت "فاطمة" بذلك وكانت من أفضل الموظفات ان لم تكن افضلهن قطعا،بعدها بثوان قليلة عم السكون...وتغيرت الملامح،وتوجهت الي غاضبة وانا في قاعة اخرى..لقد أصابهم الذهول  بعد ان عرفوا انني استقبلت ٧٨ طلبا ،وإذ هم على هذه الحال اذا بالهاتف يرن..فأسرع أنا بالإجابة عليه،بعد  ان وضعت السماعة صرخت علي "فاطمة": محمد لا أتشيل التلفون.لم اكترث بذلك ، بعدها بيوم...دخل كل الموظفين و الموظفات بقوة على خط الهاتف لينالوا مني،استطعت ان احصل على ٣٥ طلبا وراء "أمينة" التي حصلت على ٤٠.

على الهامش:
#ان مررت بمرحلة سيئة فحاول تغيير الظروف من حولك قدر الإمكان.
#مقارنة نفسك كموظف جديد مع غيرك ستقتلك.. ابحث عن طريقتك الخاصة لأداء عملك.
#اعرف موقعك وما ينقصك،اكتب أفكارك وما تحتاجه لتغير من نفسك وضع ما تكتبه أمامك "قيد أفكارك بالكتابة".
#التعامل مع الموظفات اكثر تعقيدا من الشباب...كل من عمل وحيدا بين النساء أقر بذلك،تعامل مع الناس جميعا على أساس واحد واجعل سلوكك منضبطا (ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم،وان أساتم فلها).


الاستقرار:

بعد فترة دامت أشهر قليلة استقر أدائي الوظيفي على مستوى يرضيني ويرضي مسؤولتي و يرضي أيضاً رئيسة القسم...
بدأت بعدها التحرر نفسيا وأتعلم، كان العمل على ثلاث نوبات(نهار،اول ليل،اخر ليل)...مما كان يسعدني في الامر انني كنت أضع خططا لنفسي لكي لا أقع في الإجهاد خصوصا عندما تتغير النوبات،لم أعد الى المنزل مرهقا الا فيما ندر..لم أتغيب عن الحضور،ولم أتحصل على اجازة مرضية ولله الحمد،لكن نظام النوبات حرمني من التواجد في برنامج "محطة الإبداع" سنة ٢٠١٠ بشكل مباشرة مع الطلبة...لكن الأخ "محمد الوزان" طلب مني الحضور لحلقة نقاشية مع الطلبة حينها...بعد ذلك اقترح "الوزان"ان يتم عرض المشروع النهائي على الطلبة على شكل تمثيلية...أقوم أنا بدور رجل كبير في السن واعرض عليهم المشكلة،على ان تكون ورائي إضاءة بحيث لا يظهر وجهي الا بالسواد..فصعب حينها على الطلبة التعرف علي،ازدادت حيرتهم اكثر عندما قمت بتقليد بعض الطلبة اثناء عرض المشكلة ..لا أكاد املك نفسي من الضحك وانا اكتب هذه السطور.

على الهامش:

#ان تكون راضياً عن نفسك وان من حولك يبادلونك هذا الرضا،ذلك يعطيك دافعا،في وظيفتك...حاول الوصول الى هذا المستوى ،لان نظرتك للحياة ستتغير وستكون أوسع إدراكا .
#دائما ما اسمع...ان الاقتراب من الشخص المسؤول لا يكون الا بغرض المنفعة الخاصة،لا..اقترب من مسؤولك في العمل فهو في النهاية بشر،اسمع منه ونفذ ما يقول..ولا خير فيك ان لا تنبهه على شيء يعيق صالح العمل...بشرط ان تعرض عليه المشكلة بطريقة يفهمها .

YK Almoayyed <>GAA: 

في سبيل الحصول على فرصة وظيفية أفضل قدمت استقالتي من الشركة التي اعمل بها لأدرس  في أكاديمية الخليج للطيران،كان العرض مغريا جداً بشكل لم استطع رفضه ... بل ويطمح اليه كل شاب،لكن...ماذا عن دخلي الشهري الذي سيتوقف ؟! فقد كنت قائما بنفسي في الكثير من الأمور،لله المقادير ... في الفترة بين تقديم ودخوله الأكاديمية حصلت على فرصة عمل مؤقتة في بريد البحرين،كانت مؤقتة لأنني أردتها كذلك..فلم تكن تسمح لنا "تمكين" بمزاولة اي وظيفة وقت دراستنا وإلا لكان الجزاء للمخالفين مكلفا جدا،مع مطالبة البريد لي بان اثبت على الوظيفة من حين الى اخر ولكنهم -البريد-كانوا يقفون بجانبي فيما يخص الدراسة...فلم يضايقني احد في الدخول والخروج،وكنت أسير في الدراسة بشكل جيد في بداية الامر ... الا ان بعض الشائعات هزت كيان الأكاديمية في ضوء البطالة في مجال الطيران ،وبعد المقابلة التلفزيونية على برنامج "أنا البحرين" عقدت الأكاديمية اجتماعا عاجلا،حاولت من خلاله طمأنة الطلبة على مستقبلهم الوظيفي،وان "تمكين" سمحت لمن يريد ان يتوظف في مكان ما دواما كاملا...لم اكمل الاجتماع،اسرعت فورا الى مسؤولي اطلب منه ان يرفع امري الى الادارة لتثبيت الوظيفة،وهذا ما تم بحمد الله .


على الهامش:
#عندما تكون بين خيارين...بعضهم يحب ان يغامر ويقتحم،والبعض يتحفظ .. اذا أردت ان تتحفظ فلا تبالغ ،وإذا أردت ان تقتحم فلا تتهور...واجعل بينك وبين الاثنين صلاة استخارة، تستشير بها ربك وتستخيره .
#في كل الأحوال ...ليس هناك قرار صحيح وقرار اخر خاطئ،سدد وقارب في بين كل التبعات لتعرف ما هو القرار النموذجي بالنسبة لك...قد لا يكون نموذجيا بالنسبة الى شخص اخر.

البريد-البداية:

بدأت ولا زلت في قسم الطرود البريدية ،كان مشرف القسم شوقي المحل يحاول ان ينقلني من وظيفة الى اخرى ،هو يحب ان يكون الموظف ملما بجميع الوظائف في القسم وبعد يستطيع التدوير وتحريك الموظفين متى ما دعت الحاجة الى ذلك ،لدرجة انه مرت علي ايام ادخل القسم وأقول:ماذا سأفعل اليوم ؟! كنت في الأسابيع الاولى اجلس في الشباك اسلم الطرود للزبائن ثم بعد ذلك تم سحبي الى المكاتب بعيدا عن أعين الناس،حدث انه في يوم أخذ احد موظفي الشباك اجازة لأسبوع ،فكانوا يبحثون عن بديل...فوض عني المشرف مكانه ...اثار هذا الوضع المراقب،فقال: كيف تضعون موظفا جديدا لوحده في الشباك؟فرد المشرف:انه أفضل من القديم..أتحمل كامل المسؤولية .بعد أسبوع جاء الي المشرف وقال:رفعت راسي.فقلت له مازحا : يااا الأقرع .

على الهامش:
#اذا أتت رياحك فاغتنمها .. ضرورة استغلال الفرص متى ما أتيحت،وضرورة الاستعداد لها،تخيل ان موظفا أتت فرصته ليحصل على درجة ..والدرجة لها متطلبات ،فان لم تكن فيه فقد الدرجة،انه الاستعداد.
#كانت أمي توبخني عندما أعود الى البيت ناسيا غسل يدي فتقول:انت تشتغل في الحكومة وإلا عند مقاول؟ ... لا تخجل من وضع يدك في كل شيء في القسم ،كادح وأتعب على نفسك...غير مؤمن بوظيفة فيها راحة..ما اجمل اللقمة التي تأتي من بعد التعب.
#اقوم بالاستماع بوقتي..اعمل المقالب،أصور بالفيديو المواقف المضحكة...أقوم بالمزاح مع المراقب،ذهبت اليه وضربت الباب بطريقة وكأنني اريد ان اعرف من أين يخرج الصوت #استهبال .. فضحك علي فقال بعض الموظفين:خربته..خليته  يضحك !! لا يوجد هناك وقت للملل .


الترقية...الحزن والفرح:

بدأت الأخبار تتسرب حول أناس طلباتهم الادارة للتوقيع على ترقياتهم...وكنت قد وعدني مشرف الدورة بان لي درجة،ولكن لا يأتِ النداء بعد ،حتى جاء الخبر الصاعق...حصل واحد من الموظفين "عبد عند شيخ" ع درجة وهو بالكأس نراه يبصم ويغادر،العجيب انه يرى بانه يستحق الدرجة ،والإعجاب انه لا يعلم احد من السبب في إعطاء موظف مهمل درجة كترقية ،في شهر رمضان المبارك دعيت الى حفلة تكريم من زوارة المواصلات ،بعدها سأعرفك ان كان لي من الطيب نصيب او لا...اذ بي اتفاجا بان لي مكافأة ،فقط مكافأة....لم أكن اصدق مالذي يجري...أنا أتحمل العبء الثقيل في القسم ولا أعطى درجة،وغيري يأخذها سهلة بدون استحقاق !! أصابني من الهم ما لا أطيق فخرجت من العمل الف الشوارع بالسيارة وعدت بعد اكثر من ساعة ،رفضت ان اعمل عملا إضافيا،قل معدل عملي بشكل عام..الحال النفسية في أدنى مستوياتها ،احمد الله  انني لم اخبر والدتي بالموضوع الا بعد ان هدأت نفسي ،بعد مدينة الشباب وفي بداية برنامج بينكم بيتنا،جاءتني مكالمة من صاحبي في العمل"سلمان الغريب" وانا نائم صباحا قال:للحين راقد..قوم وقع،عطوك عتبة -يقصد درجة- .قمت من النوم ولست مصدقا .. ذهبت ووقعت وعدت مرة اخرى الى العمل .

ختام الهوامش:
#انقطعت علاقتي مع أكاديمية الخليج للطيران بعد ان اعلنت "تمكين" انها ستدعم الطلبة للحصول على الشهادة دون وظيفة.
#نقول في البريد عن الرزق :الرزق يدليك يدليك...اذا صار وقته يركب على حمار ويجيك .
#اتمنى انني لم اثقل كاهلك عزيزي القارئ بما اكتب .
#اقتراحات..آراء..مواضيع تحب مناقشتها!!..على التويتر او على ال ask اذا 
اردت ان تتكلم كمجهول..
#مقالي القادم بعنوان ( برنامج "بليف" .. ضربة البداية )

دمتم بود 
محمد حسن يوسف 

الخميس، 5 ديسمبر 2013

ومازلت ... في حب العمل التطوعي


الحمدلله السميع العليم...بقلوب عباده بصير حكيم ، القائل في محكم تنزيله: ( ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم )..والصلاة والسلام على من ارسل للعالمين رحيم ، مدحه ربه  في كتابه فقال : (وانك لعلى خلق عظيم ) . .. يا ربنا،افتح علينا ابواب فضلك..واغدق علينا من بركاتك .. واحفظنا بحفظك، يا كريم ..

وددت من خلال هذه  السطور ان اكتب حياتي المتعلقة بالعمل التطوعي منذ صغري والى الآن ... اكتب فيها عصارة ما مررت به من خبرات و مواقف ،منها ما كان جيدا...ولكن الدنيا لا تبقى على حال،وهي لا تبرز الى ما كان واصفا لها من الكدر والحزن والضيق...فانها نتنة دنية،ولكن...هي للعبرة والعظة ،منه ما اهديه لك عزيزي القارئ...ومنه ما اذكر به نفسي ، فلست ارى نفسي نموذجا كاملا...انا ارى فقط ان ما سأكتب سيفيد فئة الشباب حتما ..فأسأل الله التوفيق والمعونة،وان يفتح علي فتوح العارفين،وان يلهمني حسن القول،ويرزقني العمل به ... آمين

النشأة :

كان لنشأتي اثر في تحديد مساري في العمل التطوعي،فقبل الدخول في غماره علي ان اعرج على نشأتي ومافيها من معطيات تدل على ما انا عليه الآن ، كنت قد نشأت في منطقة حالة بوماهر بالمحرق مع قلة من اقراني،فلم يكن المجال مفتوحا لي لكي اصاحب الكثير من الاشخاص،بل وكان علي ان اتجنب الكثير من اماكن التسلية التي يقصدها الاطفال في ذلك الوقت ... كانت تلك تعليمات والدي – حفظه الله ورعاه – مما جعلني وحيدا شيئا ما،وانطوائيا الى حد كبير .. وحساسا الى حد اكبر ، لم يكن باستطاعتي ان اكون ظلا لأخي الكبير "يوسف" كما يفعل الاخوان الصغار مع من يكبرهم سنا ... كان يكبرني بأربع سنين ، دفعني بعدها ابي لكي احفظ القرآن الكريم في مسجد الايمان (جمعية الاصلاح) برفقة اخي ... كانت الامور تسير على ما يرام،برامج ورحلات ...وكنت اسير جيدا في حفظ القرآن الكريم قبل ان تقع حادثة،وهي بعد ان انهينا لعب الكرة في مقر جمعية الاصلاح بالمحرق ذهبت لأصلي المغرب في المسجد...فانزلقت ووقعت في حوض الوضوء ... راعني في ذلك الوقت منظر الدم الذي رأيته يخرج من رأسي مسببا الما كبيرا نفسيا اكثر منه جسديا،اضافة على ان مكان الاصابة في رأسي قد حلت مكانه "صلعة" صغيرة اختفت حديثا ، اوصلني يومها الاستاذ بدر قمبر الى المنزل...ولم يرني بعدها،لأنني كنت قد انقطعت عن المركز بشكل تام بعد الحادثة .. اشركني بعدها ابي في مركز سعيد بن المسيب (جمعية التربية الاسلامية) لكي اكمل الحفظ ، تطورت وتدرجت شيئا فشيئا .. حصلت على فرصة للجلوس في حلقات دراسة العقيدة هناك وفيها سمعت انهم يقولون ويثبتون صفات الله تعالى(اليد،الرجل،الوجه) بشكل حقيقي ... كننا نستعد للانتقال من منزلنا في حالة بوماهر الى منطقة عراد،في ذلك الحين ...فقد الملف الخاص بمصحفي و بكراستي الخاصة بمقدار الحفظ،فتحرجت ان اذهب الى المركز مجددا...(صج حساس) ... انتقلنا الى عراد بعدها بأشهر وكنت ذو اثنا عشر عاما،فتكرر الوضع لدي بأنه لا اقران هناك ولا اصدقاء،فدفعني ابي مجددا للاشتراك في النشاط الشبابي للجمعية الاسلامية،وبعد محاولات مني للتهرب من تلك الانشطة وافقت اخيرا على الانضمام الى ذلك النشاط...وفور وصولي الى المقر رحب بي رئيس النشاط الصيفي الاخ خالد عبدالقادر (القارئ المعروف) ،بصراحة ... لو استمر هذا الشخص في ادارة البرامج الشبابية مع اصحابه لأحدثوا طفرة نوعية و خرجوا شبابا من نوع فريد .. ولكن قدر الله وما شاء فعل،دخلت بعدها الى مركز اجيال القرآن الكريم التابع للجمعية الاسلامية في جامع الجمعية ... ومنها بدأت مشواري في العمل التطوعي،مشوار الحب..مشوار العطاء.

هوامش:
# اول مكان – حسب الشواهد التاريخية – سكنه الناس في محافظة المحرق هو حالة بوماهر.

# سيكون المقال محشوا شيئا ما بالتفاصيل...قصدت ذلك لانه سيساعدني على تذكر الفائدة من كلامي،وسيساعدك عزيزي القارئ على الفهم والاستيعاب باذن الله .


مركز اجيال القرآن الكريم:

كنت وقتها ذو ثلاثة عشر عاما،في مركز حديث عهد بالتأسيس...وبعد مرور نحو سنة اعتذر اغلب مشرفي المركز عن الاستمرار وبقي واحد فقط ضمن الطاقم الاداري،فاضطر هذا الواحد ان يستعين ببعض الطلبة ويرقيهم الى مكان الاشراف..فكان اختياره علي وعلى اخواني راشد الجودر و محمد سيادي رفيقي دربي ...  كان ذلك لأنني اكبر الموجودين من الطلبة سنا،وشكلي الخارجي لا يوحي بأنني ذو اربعة عشر عاما،كنت ضخما بالنسبة الى اقراني،وكنت ذا لحية...لكنني لم اكن اربيها فأنا لا ازال صغيرا على ذلك،بدأت عملي الاداري في المركز...بالرغم ان مستوى الحفظ قد توقف لدي ،ولكنني كنت سعيدا بما اقدمه للطلاب،كنت ادرس الفئة المتقدمة من الطلاب...اعني الفئة المتقدمة في السن.لعلمي بأن عدد الايام غير كاف لأن يحفظ الطالب وردا جيدا من القرآن ...كنت افرض عليهم حضور بعض الايام صباحا في فترة الصيف لرفع معدل الحفظ لدى الطالب الواحد،كنت في الدروس المسائية اطلب من الطلبة ان يقوموا ليصلوا جماعة في المسجد مع بعضهم البعض ... على ان يقرؤوا في الصلاة وردهم الذي حفظوه في ذلك اليوم...كل ما اقوم به كان باجتهاد شخصي مني ...

على الهامش :

# في بداية اي عمل ، تأتي الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات ... لا تدخل وتقتحم العمل وانت لم تجب عنها حتى لا تتخبط،التخبط هو من الآفات التي تعيق العمل.(من سأل ما ضاع)

# دائما هناك وسيلة افضل للوصول الى نتيجة افضل .. فقط ابحث عن الوسائل ( المؤمن لا يعدم الحيلة ) .


العودة من التدريس الى الدراسة ( اول ثانوي) :

بعد سنتين او اكثر من تحفيظ الطلبة...جاء وقت العودة الى الحفظ بعد قدوم الشيخ محمد انور عبدالحليم الى المركز،الشيخ محمد كان قويا في اسلوب تحفيظه المستمد من والده الشيخ عبدالحليم .. فعندما حان وقت الاشتراك في مسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم  شاءت ادارة المركز ان تجمع الطلبة الذين سيشتركون في المسابقة عند الشيخ محمد انور للاستعداد لها،فكنت انا بصحبة اخوي راشد الجودر و محمد سيادي والاخ سالم المطاوعة وبعض الشباب لا اذكرهم ، فكان الاعداد لمدة شهرين لهذه المسابقة اعتبره جيدا جدا ... دخلت المسابقة برفقة راشد وسالم ، اما محمد سيادي فقد اعتذر في آخر لحظة لعدم جهوزيته ... خرجت النتائج،فزت بالمركز الاول مكرر .. كم كانت والدتي سعيدة بالخبر،وكرمتني مدرسة الهداية الخليفية في الطابور الصباحي...كان ابن خالي "محمد جاسم" مشتركا في المسابقة في فئة حسن التلاوة وجمال الصوت .. ففاز هو بدوره بالمركز الاول،فقامت العائلة بتسجيل الحفل كاملا ب "شريط فيديو" وعرض في بيت جدتي حفظها الله .

على الهامش :

# لا تكفي الرغبة في الوصول الى هدفك لتصل اليه ... بل يجب ان تهيأ نفسك وتستعد وتبذل المجهود المتناسب وحجم هدفك.

# قبل كل معترك .. يجب عليك ان تعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك قبل ان تبدأ الاستعداد،تذكر ان التخبط سيلتهم وقتك ان لم تفعل.

# الاخ راشد حصل على المركز الثامن مع انه لم يرتكب اي خطأ ، لكنه لم يفعل شيئا يجعله يفوز.. كي تكون ناجحا،لا تفكر في عدم ارتكاب الاخطاء لأنك سترتكبها بشكل او بآخر...ابحث عن شيء يميزك،يدفعك للامام...الاخطاء ستقع..وستصلحها.


العودة الى لجنة الشباب ( ثالث ثانوي ) :

 
كان قد صدر قرار من الشيخ عبداللطيف آل محمود رئيس الجمعية بدمج مركز اجيال القرآن الكريم بلجنة الشباب،سبقت تلك الخطوة عدة دعوات لي ولاخواني راشد الجودر ومحمد سيادي بالانخراط شيئا فشيئا بالانشطة الشبابية .. نعم،فأنا كشاب كنت افتقد كثيرا الى تلك الانشطة والمعسكرات...اكتشتفت هذا العالم الشبابي الممتلئ بالحيوية والنشاط عندما مثلت مملكة البحرين في مخيم اقامته الندوة العالمية للشباب الاسلامي والذي اقيم في مدينة ابها في المملكة العربية السعودية ... عندما حصل الدمج بين الفريقين استطعت الاحتكاك اكثر والانخراط اكثر في انشطة لجنة الشباب واشباع ميولي الحركية،اضيف الى انني تعرفت بشكل اكثر قربا من مجموعة كبيرة من الشباب (محمد وفهد عيال الوزان،علي وسالم ومحمد وعبدالله عيال عيسى مفتاح،عبدالله و محمد الشوملي )والقائمة بالاسماء تطول ... شاركت معهم في عدة مخيمات وانشطة وسفرات فزاد الترابط والتلاحم بيننا واحمد الله على بقاء ذلك الى الآن ...وادعوه ان يحشرنا جميعا في مستقر رحمته على سرر متقابلين.

 
على الهامش :


# الحكمة ضالة المؤمن،احرص على تنويع مصادر المعرفة لديك...ولا تحبس نفسك في مكان واحد،لانه لن يعطيك كل شيء..فالميول يتغير من فترة زمنية الى اخرى حسب متطلبات العمر.

# الاخوان والاصدقاء عزوة لك ... اكثر منهم ما استطعت.

 
رئيس مركز عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اول سنة جامعة) :

 
اجتمع بي الاخ احمد عيسى نائب رئيس لجنة الشباب في ذلك الوقت وطلب مني ان افتح مركز عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتحفيظ القرآن الكريم بعد ان اغلق منذ بضع سنين قائلا:تستطيع ان تسير المركز وتفتحه من جديد..نثق بك،اضافة الى ان الجامع قريب من منزلك...وهذا الامر جيد جدا بالنسبة لك. كنت وقتها قد دخلت المرحلة الجامعية في سنتي الاولى،كانت هذه الثقة التي اولتني اياها لجنة الشباب لم تكن مصحوبة بمقدمات تشعرني بتولي منصب جديد على الاقل بهذا المستوى ... قبلت بعد تردد كبير،و لولا تشجيع والداي لي لما قبلت حقيقة...فأنا سأفتح مركزا جديدا باعتبار انه كان مغلقا،طلبت من الاخوان عبدالله المحميد و الاخ محمد مفتاح ان يكونان مشرفان للمركز بجانبي...واتفقت مع محفظ واحد،على اعتبار انني على استعداد لتولي مهمة التحفيظ بجانب المهام الادارية...بقي الطلبة،كما قيل لي من قبل ان الحي السكني صعب ايجاد طلبة كثر واستقطابهم الى المركز...فبحث في الملفات القديمة،وحاولت التواصل مع اولياء الامور فنجحت في اليوم الاول من استقطاب اربع طلبة الى الجامع كان منهم الاخوين " سلمان  و " علي" الحسن ... وهذه كانت بداية العلاقة بيني وبين سلمان الحسن الممتدة الى الآن .. مع استمرار المركز في التحفيظ بجانب الانشطة المتنوعة ارتفع عدد الطلبة المشاركين الى سبعة وعشرين طالب مستمرين في الحضور خلال شهرين .. مما اعتبرته لجنة الشباب انجازا جيدا في ذلك الوقت.

 
على الهامش :

 
# عند حصولك على مهمة جديدة بالنسبة لك،وسبقك اليها آخرون...استفد من تجارب الآخرين وحاول تسيير الامور ثم طبق خططك الواضحة مسبقا وطبقها شيئا فشيئا ..

# المتشائمون موجودون بكثرة..فكن انت قريبا من الذين سيزرعون فيك الثقة في الوقت الذي تحتاجه.

# لا تضخم الامور وتضعها فوق قدرها ..

# كان ابي الذي يشغل منصب المدير العام للجمعية مسؤولي المباشر...كان تعاملا ليس من نوع خاص هذه المرة بين ابن وابيه...بل تغيرت المعطيات مما اضاف لي كثيرا كمتطوع وكانسان.

 
بداية المشاكل ( ثاني سنة جامعة) :

 
بدأت مرحلة بين المركز المنظم حديثا الى لجنة الشباب تشوبها بعض المشاكل،قدم الشيخ فؤاد آل محمود استقالته من منصب رئيس لجنة الدعوة والثقافة...وحل الشيخ حبيب سلامي مكانه،كان فكر هذا الاخير مختلفا عن سلفه .. فهو كان يحاول ان يقوم بأنشطة دعوية مختلفة،اضافة الى مشروعه الطلابي الذي اسماه مشروع " الاحسان " ... بصراحة،اعجبني فكره ابتداءا وطلب هو بنفسه من الاعضاء السابقين العودة الى لجنة الدعوة والثقافة وممارسة العمل الذي كننا نعمله من قبل...وكان من ضمن العائدين معي الاخ محمد سيادي و يوسف بوحجي و علي السيد .. كان هذا الموضوع يصادف هبوطا شيئا ما في مردودنا تجاه لجنة الشباب ... مما اثار حفيظة تلك الاخيرة فطلبت اجتماعا معنا على وجه السرعة وكان ذلك على اعلى مستوى متمثلا في الاخ عادل القلاف رئيس لجنة الشباب...والاخ علي دعيج عضو مجلس الادارة ..والاخ احمد عبدالغفار رئيس مركز جامع الجمعية الاسلامية،وطلبوا منا توضيح بعض الامور واجبرونا على الاختيار بين ان نكون تحت مضلة لجنة الشباب ام تحت مضلة لجنة الدعوة .. من اكثر الاجتماعات الساخنة التي حضرتها في حياتي .


على الهامش :

 
# لا يمكن ان يجري الحق على لسان احد خلقه رديء.

# بعد الاجتماع،قام الاخ عادل القلاف بتناول وجبة العشاء معنا...تعلمت من ذلك درسا بأن القلوب يجب ان تصفو من كدرها سريعا.

# عندما يكون لك صديق مقرب...ليس هناك مانع ان تتعامل معه بأسلوب راقي بدلا من ان تهينه تحت عنوان"ميانة طايحة".

 
بداية الانشقاق...وافتراق الاصدقاء ( تابع-ثاني سنة جامعة):

 
نتيجة لعدة اخطاء .. قامت ادارة الجمعية الاسلامية بتفريق الطاقم الاداري للجنة الشباب،فمن شاء منهم ان يدخل في لجنة اخرى دخل..وان لم يشأ فالباب يسع للجمل...تقريبا،هذا كان كلامهم،بعض الاصدقاء حملني مسؤولية ما حدث للجنة العتيدة بقولهم انني كنت احمل اخبارا مكذوبة الى والدي المدير العام...هو واحد من الثلاثة الذين حضروا الاجتماع الساخن الذي سبق ذكره،نتيجة لذلك...لم يتورع البعض من الضرب فيني واكل لحمي والنيل مني بحقد وغيض،ولم اكن اعلم بذلك فعلا الا عندما اقيمت مباراة في كرة القدم بيننا فحدث هناك احتكاك لا يمت الى كرة القدم بصلة....فبدا لي ما كان مخفيا،جاء الصيف فدخل اصدقائي الشباب في دورة لكرة القدم،فلما رأيت الصور ايقنت بما لا شك فيه ان سورا عظيما بناه الشباب حولي...حتى كرة القدم التي اجتمعنا عليها وبحبها احببنا بعضنا..كأنهم يقولون:حتى في هذه اوجدنا البديل عنك...احترت فعلا،ماذا عساي ان افعل...كنت في غاية الغضب فكتبت عبارة في ال "ماسنجر" كتعريف لي...قلت: اتق شر من احسنت اليه.هذه العبارة اخرجت الاخ فهد الوزان عن صمته فقال:شله بوحسن تكتب جذي..احنا ربع وما بيننا شيء وان شالله ما بيصير الا خير..بس انت لا تكتب جذي.قلت:ان شالله .. احين بامحيها.فقام جزاه الله خيرا بتقريب وجهات النظر والسماع من الجهتين والتنسيق بين الشباب لعقد مصالحة ووصل الى مرحلة متقدمة،عاد اخوه "محمد"من بريطانيا فأكمل ما بدأه اخوه ... بعد عدة ايام هاتفني الاخ سالم مفتاح ودعاني الى منزل ابيه لتسوية الامر...فقبلت ذلك واجتمعت به ،فكانت المصالحة.

 
على الهامش:

# من تكلم فيني بأبشع الكلام،وددت وقتها لو ان الارض ابتلعته...وددت و وددت له المضرة،العديد من خواطر السوء سترد عليك عندما ستكون غضبانا ، لكن .. لا تفجر في الخصومة،الخصومة لا تعني ان تفتري على من تخاصم..ولكن الارواح بيد الله والاختلاف بينها وارد...وسلوك الناس لا يمكنك ضبطه...اضبط سلوكك انت ابتداءا،فالناس ليسوا كلهم قدوة لك( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة..ادفع بالتي هي احسن).

# ان صادفت مشكلة ما مع احدهم.. لا تدخل طرفا ثالثا واقض على المشكلة في بدايتها ...

# احسن الظن بالناس .. فلست على صواب طوال الوقت في كل شي .

# كان عربون المصالحة هو رحلة الى جزر حوار التي اقامها قسم الفلك في مركز الابداع الشبابي...كانت تلك اول مشاركة لي في برامج المركز والمؤسسة العامة للشباب والرياضة بشكل عام .


المشاركة في برنامج " محطة الابداع "  ( سنة التخرج من الجامعة) :

كانت تلك المشاركة بدعوة من صديقي العزيز محمد الوزان للمشاركة في هذا البرنامج،كنت ابحث عن شيء املي به وقت فراغي في الصيف ..  وقتها علمت بأن جميع " الشلة" من الاصدقاء مشتركون في البرنامج ، صاحبة فكرة البرنامج والقائمة عليه كانت الاستاذة "فاطمة العوضي" (ام فجر)  زوجة اخي يوسف ... فكان الامر مشجعا من جميع النواحي للمشاركة في البرنامج،فكانت محطة الابداع من اهم المحطات في حياتي التطوعية...من خلال الدورات التي قدمتها الاستاذة بدور بوحجي والانشطة الجماعية التي قامت ادارة البرنامج مشكورة بعملها،اضافة الى المشاكل التي عرضت علينا لحلها... جعلتنا ننظر الى الامام بطريقة اكبر مما كنا متعودين عليها،فعلا كانت تلك المشكلتين اعلى من عمرنا...لكننا استطعنا تقديم حلول لهاتين المشكلتين...اضافة الى المهارات التي اكتسبتها من هذا البرنامج،كانت العلاقات من اهم المكتسبات ايضا.

على الهامش :

# مررت بمشاكل،بضغوط...ساعدني هذا الشيء لفهم الطلاب بعد هذه السنة،استفيد من تجاربي السابقة بشكل كبير وتققيمي لنفسي اجد اثره في المستقبل القريب.

# احرص على حل المشاكل منذ بدايتها ولا انتظرها تتفاقم.

# لا تتخوف من مناقشة مواضيع و امور اكبر منك في السن ... اليوم لا تعرف،ستعرف غدا.

# كي تصل الى المعلومة الصحيحة والنتيجة المنضبطة يجب عليك سلوك منهاج واضح في البحث ووضع حلول ابداعية قدر الامكان،الابداع في بدايته يكون جنونا ربما،فاذا صار على ارض الواقع كان ابداعا ( شكرا استاذة بدور).

# برنامج "محطة الابداع" هو محطة وليس مسابقة،نهاية المحطة بداية لأمر آخر .. وهكذا .

الازمة .. 2011 :

كنت وقتها اعمل موظفا في مستشفى السلمانية ،كنت قد قدمت استقالتي من عملي في شهر يناير...وصادف آخر يوم عمل بالنسبة لي بتاريخ 20 /فبراير 2011 .. اي انني عملت ليومين داخل المستشفى الذي كان تحت احتلال الخوارج المطالبين باسقاط نظام الحكم في البلاد ... ذكرت تفاصيل ذلك في مقال سابق،ساهمت في تجمع الفاتح الثاني كمتطوع في مواقف السيارات عند فندق ال "نوفوتيل" مع اخواني راشد المضاحكة و فهد الوزان وآخرون ،كم كنت فخورا بذلك واتمنى ان اخدم بلدي في ظروف افضل وان امثلها احسن تمثيل .. دون ذلك التجمع،فلم يكن لي اي نشاط خلال الازمة..فلم اقف على نقاط التفتيش..ولم اذهب الى اي دعوة لندوة او محاضرة،او حتى الى بعض التجمعات الشعواء في الساحات وغيرها...واكتفيت بالمجالس الخاصة للبحث عن امثلة واحداث مشابهة خلال التاريخ لنستخلص العبر والعظة منها..ونرى حكم الله فيما يحدث،فلم تكن تلك الازمة سابقة في التاريخ....فمثلها كثير .

برنامج " محطة الابداع " ما بعد الازمة :

كان هذا الهاجس يقلقنا ... كيف نبدأ البرنامج ونفهم عقليات الطلاب،ونبعدهم عن جو الازمة ونجعل ايديهم متشابكة متلاحمة...تشرفت مع اعضاء الفريق المشرف على البرنامج بانضمام مشرفين جدد امثال (علياء الجيب،نور بوحسين، فهد المضاحكة،يوسف بومطيع) .. واستعدينا جيدا لاستقبال الطلبة بمختلف توجهاتهم وفكرهم،الازمة اثرت في قلوب العديد من الكبار...فلا شك انها اثرت ايضا في تلك القلوب الصغيرة...تم اختياري من قبل رئيس البرنامج الاخ محمد الوزان مع الاخت علياء الجيب لنكون زميلين ومشرفين على مجموعة كانت تضم فيها ( عيسى الهاجري،فهيمة،ريم،امينة عدنان بوجيري،زهراء نادر،كوثر الشيخ،فاطمة المقهوي) واطلقوا على فريقهم اسم "مبدعي الغد" .

على الهامش : (بالنسبة الى فريقي فقط )

# نجح الفريق في انهاء البرنامج وهو في قمة معنوياته...فقد قام بأداء عرض نهائي هو الافضل بالنسبة لي من بين الفرق التي اشرفت عليها.

# كوثر الشيخ .. افضل من قام بدور القائد على مدار الثلاث سنوات .

# امينة عدنان بوجيري .. التنوع في افكارها الابداعية شيء مثير للاهتمام ، شخصية قوية لا تقبل الانكسار ...رغم صغر سنها فهي الاصغر في البرنامج لكنها ابدت ثقة بالنفس وعناد غير مسبوقين .

# عيسى الهاجري ... مر بنفس الضغوط التي مررت بها يوم كنت مشاركا في البرنامج..وفكر في الخروج فعلا منه...بقاءه حتى النهاية بأداء عال ومعنويات مرتفعة  انجاز نفتخر به.

# زهراء نادر .. العديد من المشاركين يعطون ما عندهم عندما لا يكونون رؤساء وقادة،زهراء منهم...

# فاطمة المقهوي .. اثر سفرها في الصيف على اداءها واداء الفريق،لكننا عندما احتجناها كانت متواجدة.

# فهيمة وريم... من الطلبة الذين اثرت فيهم الازمة بشكل كبير،حدث بعض المشاكل الداخلية داخل الفريقين بين هاتين الشابتين مع امينة عدنان بوجيري،استطاعوا بعدها ان يتعاونون مع بعضهم لأن الفريق كان يملك قائدة قوية...لكنني فشلت في ان ازيل هذه المشاكل بينهن...حتى ان البنتين قطعا صلتهما بي في وسائل التواصل الاجتماعي فور انتهاء البرنامج،يستحيل ان ينجح الانسان في كل شيء،ولله الامر من قبل ومن بعد.

   # علياء الجيب ... على مر السنين كانت تحسسني اني المشرف الوحيد على البرنامج،ذلك لتواضعها الجم واخلاقها الرفيعة...شاركت في هذا البرنامج كمشرفة بحماس كبير .

الجمعية الاسلامية .. انتهاء العلاقة :

بعد ان دفع الاخ سالم مفتاح الى الاستقالة من رئاسة لجنة الشباب في الجمعية الاسلامية،وقع علي الاختيار فرفضت بعد اجتماع ساخن..لا اود المشاركة في مكان ابذل فيه تضحيات كبيرة مقابل نتائج بسيطة ..

على الهامش :

# ليس من اللازم انك شيخ دين...يعني انك تعرف كل شيء، لا انتقدك لأنني ضدك..انتقدك لأني اريد الافضل لي ولك..هذا لا يفهمه مشايخ الجمعية العريقة...هم يظنون ان الشباب سوف يسحبون منهم الكراسي ليحلوا مكانهم،وكأنهم عمروا الجمعية لهم وحدهم...لا حول ولا قوة الا بالله.

# قد يكذب من حولك..قد يدلس عليك بعض المعلومات...ليس من الحكمة فضحه مباشرة..دع الايام تفضحه،والحساب عند الله عسير

# العاطفة...ليست الوسيلة الصحيحة لقبول المناصب كما اراد مني البعض.

# تجنب التعامل مع الناس الخبثاء ذو الوجهين .. لست مضطرا للعمل مع هذه النوعية من الاشخاص . 

برنامج "محطة الابداع " ... 2012 (سما) :

دخلنا البرنامج هذه السنة بحماس كبير ... دخل فريق الاشراف هذه المرة كل من (عائشة مختار،فاطمة فؤاد،سارة الهادي،عائشة بوجيري،دلال بوجيري) ... كان  تقسيم الطلبة بالاجماع بين جميع اعضاء الفريق المشرف على البرنامج،فكان من نصيبي "سما" بالطبع مع الاخت علياء الجيب التي دخلت البرنامج هذه المرة بثقة وخبرة ... ساعدتني كثيرا في تحليل شخصيات الاولاد وتصرفاتهم اثناء العمل ... في حين ركزت انا شيئا ما على البنات،باعتبار ان شخصيات الاولاد قوية مقارنة مع البنات الذين كن هادئات بداية الامر...الا خديجة الشروقي التي كانت تتكلم مع مجموعتها قبل التقسيم الرسمي والتي كان سببا في وقوعها في سما هو الرغبة في احداث التوازن بين قوة الشباب ورغبة البنات الممتلئة بهدوئهن ...كنت قبل النوم احلل كل شخصية واضع لها صورة امامي،كنت اراقب الجميع خصوصا عندما يكثر المزح..فأرى من يتقبل ومن تتغير ملامحه ومن يخجل .. فاستطعت الوصول الى المشاركين بأسرع وقت،رغبتهم كانت جامحة في التفوق والابداع...فكان عملهم مثمرا بفوزهم في البرنامج .. احمد الله ان الفريق انسجم وتناغم بسرعة في وقت قصير،واحمد الله انه يستمر الى الآن ويطمح بالمزيد .

على الهامش :

# عبارة تعلمتها من المسرح،وطبقتها على الطلبة .. النجاح ليس "آليا" .. هو نتيجة .

# كان الفريق مخيرا بين المساهمة في مسجد في تايلند والمشاركة في برنامج "بادر" للمبادرات الشبابية..فاختارت "سما" الخيار الثاني.

# كان هناك خلاف على مبلغ المكافأة .. فلما علموا (سما)  بتقليل المكافأة،اعترض "عمر فاروق" على ذلك،فرفعت الامر الى رئيس البرنامج ..فأقر بأن الاعتراض مقبول..ولكن ما العمل؟! .. فقلت له:انا سأدبر المبلغ الناقص..الاستثمار في البشر ليس فيه خسارة.

# نتيجة لمتابعتنا لفريق "سما" في مسابقة بادر ولتنظيم المسابقة بشكل عام ولمصلحة فكرة البرنامج ...سيكون "سما" اول و آخر فريق يخير في الجائزة.

# عند اختيار رئيس للفريق ... تم التصويت من بين خمسة اسماء من اصل  تسعة ، كان عدد المرشحين كبير .

# انا الآن .. عضو في فريق "سما" ، مغادرتي للمجموعة على "الواتساب" في اول مرة كانت خطأ جسيما .

برنامج " محطة الابداع" ...2013 (فكرة) :

من بين المجموعات التي اشرفت عليها كانت "فكرة" مجموعة فقيرة نوعا ما من حيث المواهب الخاصة....الكثير من الحلول كانوا يقترحونها لكن تطبيقها يصعب عليهم ،حتى ان مستوى اعمارهم كان صغيرا مقارنة مع غيرهم،في هذا السن الصغير يصعب التحكم بالمشاعر ومواجهة الضغوط ... اضف الى ذلك قلة التجربة والخبرة وعدم تنوع الحلول ...

على الهامش :

# يجب علي تطوير ادائي اكثر..سأحرص على ذلك في السنة القادمة ،فقد قيمت نفسي جيدا.

# التغيير الذي لمسته في سلوكيات بعض المشاركين كان ايجابيا ...

# حصولي على جائزة التميز في التنظيم فخر كبير وسط زملائي المشرفين الذين هم افضل مني ومستوياتهم اعلى وادراكهم اوسع..فشكرا لمن اختارني،فأنا دائما ما ارى نفسي دون ما اصنع.

# تواصل الطلبة معي الى الآن يشعرني بالسعادة ..الطلبة من كل المجموعات احرص على تتبع اخبارهم .

# احد اعضاء فريق "سما" جاء الى بعض الطلبة ليحفزهم وليستفيدوا من تجربته .. فأخبرهم ان الفريق الاخضر-لا يعرف اسمه- كان متقدما بفارق كبير ..ولكن فريق سما استطاع العودة من جديد..فلما اخبرني الطلاب بكلامه انكرته جملة وتفصيلا،بعض الشباب اذا تركت له المساحة ليتكلم انجر في الحديث وتكلم في شيء لا يعرفه،اقول له:تذكر قول الله سبحانه :( ولا تقف ما ليس لك به علم،ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا)...شيئا لا تعرفه،لست مضطرا للخوض فيه..بل انهاك ان تخوض فيه.

بيتكم بيتنا :

تلقيت دعوة المشاركة في فريق "سما" ضمن هذا البرنامج الخيري ببالغ السرور والسعادة،وحاولت ان ابذل ما بوسعي ، كتبت عن مشاركتي في هذه المسابقة في مقال سابق..وددت ان اشير الى نقطة اثيرت لي في الحفل الختامي،خصوصا عندما اعلنت جائزة التحدي بتفاصيلها فهمس لي احدهم : يالله بوحسن .. قوم . قلت : ان شالله ما اقوم . من الخطأ ان تعلن سرائر الناس وخبيآتهم على الملأ ،يقول ابن عطاء:حرصك ان يطلع الخلق على خصوصيتك دليل على عدم صدقك في عبوديتك ... كتبت بعض الامور في مقال سابق عن ما فعلته وما ضحيت من اجله لأعضاء "سما" ... واعرضت عن كثير،واود ان ارى ما اعرضت عنه معي يدفع عني العذاب في حفرة شبرين في مترين ... واتمنى لمن فازت بالجائزة الرضا والقبول والبركة في الدنيا والآخرة ..

على الهامش :

# اجعل بينك وبين ربك خبيئة .. عمل تعمله في السر،لا يعلمه احد ..ستنساه وربك لا ينساه .

# ضع هدفا من المشاركة..ومن ثم قيم نفسك عليه،فوز الفريق بأي جائزة لم يكن شيئا مهما..ولا يعتبر مقياسا لنجاح الفريق.

في ختام الهوامش:
#اعظم درس تعلمته في العمل التطوعي هو تزكية النفس، لها اثر كبير في السلوك..من اصلح باطنه اصلح الله ظاهره.
#لم يسبقني احد  من اهل بيتي الى العمل التطوعي سوى ابي واخي يوسف...اما الآن فكل اخواني وأخواتي لهم خط معين يمارسون فيه عملهم التطوعي .
# العمل التطوعي. .شيء اتنفسه، لا استطيع التخلي عنه تحت اي ظرف.
# الفضل لوالداي ولمشايخي  في تعليمهم  لي تزكية النفس وكيفية تطبيقها على ارض الواقع.
#المقال القادم ..سأخصصه لمشواري الوظيفي.
اتمنى انني لم اكن ثقيلا عليك عزيزي القارئ، شاركني بتعليقك، برأيك
محمد حسن يوسف