الثلاثاء، 28 مارس 2017

التسلط العائلي (سؤال في صراحة)


سؤالٌ وردني على موقع "صراحة" وهذا نصه:

-      اذا في حياتنا في ناس سلبين جدا وعصبيين بطريقة تمتص كل طاقتنا وفي نفس الوقت ما نقدر نقطع علاقتنا فيهم لأن جزء من الأسرة ولهم سلطة علينا...شنو الحل؟

أقول وبالله التوفيق، سبحان الذي جعل الناس بحاجة للناس.. فيتنازلون بقدرٍ ما عن حريتهم الشخصية تجاه غيرهم، فاعتبار وجود أُناس ذو سلطةٍ عليك فهذا أمرٌ طبيعي، فالحاكم ذو سلطة على الناس.. فيسلبهم جزءً من حريتهم الشخصية لتحقيق مصلحتهم العامة، والوالدَين لهما سلطةٌ على أولادهم، فيسلبونهم بعض حريتهم في اتخاذ القرارات لأنهم يرون من تراكم خبراتهم أن الإبن إذا سار على هذا الخط سيقع، وإذا سار على آخر فإنه سيقف، كما أن للوالدَين قوة على أبنائهم لا تجعلهم يبررون تصرفاتهم تجاه تسلطهم.. وقد تجعلهم يبررون بأشياء غير مقنعة لأنهم أخذوا تلك القرارات عن أبنائهم بسبب الاعتماد الصرف على رصيد خبراتهم فقط، يغضون النظر عن كون زماننا هذا يشهد متغيرات عديدة تجعل الشباب يأخذون قراراتٍ مختلفة.

هنا اضرب المثل على نفسي، فأنا كنت قد درست في التخصص "العلمي" في المرحلة الثانوية ولم أكن راغباً في ذلك، ولكن الأسباب التي أجبرني بسببها والدي على الدخول في هذا التخصص أسبابٌ وجيهةٌ جداً ومعتبرة، وكنت قد اقتنعت بأسبابه بعد خمس سنين من تخرجي المدرسي.. استطيع القول بأنني خسرت السنوات التي درستها في المرحلة الثانوية لأنني لم استفد منها الآن، ولكن بسبب والدي اصبحت الرجل الذي أنا عليه وله الفضل الكبير في صنع البيئة الطيبة التي تعينني على الخير.

"كيف اعبر عن قناعتي تجاه عائلتي؟" يشغل هذا السؤال عقل من يعاني تسلط العائلة فيفكر في الصدام والمعارضة، فيقع في قلة الأدب وقلة الاحترام لأنه يظن أنه إذا احترم والديه فلن يستطيع التعبير عن قناعاته بشكل يجعل من أصحاب السلطة يرضخون له، لا .. ابتغِ رضى والديك باحترامهم واحترام قراراتهم والتأدب معهم، وعبّر عن قناعاتك براحة وبدون تشنج أو ضغط أو خوف من عدم اقتناعهم، فإن في التشنج والعصبية يكمن رد الفعل المضاد، فإما أن يجعل منك ذلك متمرداً طوال حياتك، أو ربما قد تعرضت للكسر من اصحاب السلطة (لا تكن ليناً فتُعصر، ولا تكن قاسياً فتُكسر)، فلا تضحية تساوي خسرانك لوالديك .. الكثير من المشاركين في برنامجنا BELIEVE يعانون من رغبات آبائهم والتي تتعارض مع ميولهم، ولكننا نقنعهم بأن يسيروا خلف ميولهم ونشجعهم.. ولكن لم نشجعهم على قلة الأدب والصدام، ولكن بالحوار، والتكرار، والبحث، والصبر، كل ذلك سيجعلك تصل إلى قرارك الذي أردته.. بدون أن تخرج على طوع أبيك، واعلم أنه لو ضاق صدر والديك قليلاً فإنهم أول من سيفتخر بك عندما تنجح .. هذا في الدراسة على سبيل المثال، والذي يجري في الدراسة يجري على غيرها:

الابتعاد عن التصادم الغاضب+الحوار مع التكرار+الصبر+الدعاء

الأمر الأهم من كل ذلك.. إذا أعطاك الله سبحانه تلك السلطة، فما انت بفاعل؟ قد ننتقد.. فإذا وُضِعنا في نفس الموقف فعلنا نفس الفعل، كل تلك المواقف والدروس خزنها في رصيد خبراتك، واستفد من موقفٍ أخرى جيدة، كموقف يعقوب عليه السلام مع أبنائه عندما جاؤوه بخبر مقتل يوسف عليه السلام على يد الذئب المكذوب.. قالوا له كما نقل لنا القرآن الكريم:"وما أنت بمؤمنٍ لنا ولو كنّا صادقين". الطبيعي  أن يقول لهم:" انتم كاذبون قتلة!!!" لكنه إن فعل ذلك خسر أبناءه من حوله، فقال لهم:"ما أرحم هذا الذئب.. أكل ابني ولم يمزق قميصه!!". وقال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام:"بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل". فضّل الأب امتصاص الصدمة على خسارة ابناءه، أما ذلك الأب الآخر الذي بطش بولده فأساء معاملته.. ودفعه ذلك إلى الهجرة لدولة خليجية، وبقي فيها حتى توفى والده ثم عاد بعد ذلك إلى الوطن.

اصحاب السلطة في العائلة لن يكونوا عوائق لتحقيق النجاح إن قابلتهم بتعقّل وبصبر.. ستصل إلى ما تريد دون ان تستنزف طاقتك، فإن كنت مكانهم ورزقك الله سبحانه فصرت أباً أو صرتي أماً فعليك الاستفاد من رصيد المواقف السابقة، اما إن كان صاحب السلطة ليس من الوالدين فليس له الحق في التسلط إن لم تكن انت من سمح له، واعلم أن قرارتك لن تكون مضبوطة بالدرجة الكاملة..هي خيارات تتحمل مغانمها ومغارمها، وفقكم الله.

رأيي صواب يحتمل الخطأ.

محمد حسن

الأربعاء، 22 مارس 2017

لحظات ضعف

مر الفتى مهموماً حزيناً، يشكو ظلام الدنيا ويرفع رأسه إلى السماء، يقول:" هل لي من نور يُبدد هذه العتمة؟ مالي أرى الدنيا تميل إلى من يتبعون رغباتهم وأهواءهم؟ مالي ارى الضيق يسكن وجداني ويخنقني؟ أتراني أصمد بمُثُلي ومبادئي؟ أم أن الفتى مقدرٌ عليه السقوط؟ يا عزيزي.. سيضيق بابُ الدنيا عليك حتى ترى بوضوح باب السماء، وحتى تتيقن بأن الجنان قد حُفّت بالمكاره، وأنك لن تصل إلى المولى حتى تعطيه من نفسك الغالي والنفيس (لن تنالوا البر حتى تُنفقوا مما تحبون).

وقف الفتى أمام ظلامه قائلاً:" يا رب.. أرني الطريق فإنك تعلم ولا أعلم، وارزقني تدبير أموري فإني لا أُحسن ذلك.. وأنت عودتني حسن الاختيار، اعصمني من هوى نفسي.. اعوذ بالله من موضع تراني فيه وأنا أعصيك.. أعوذ بالله من موضع تكون فيه أهون الناظرين إلي". ثم ذهب يبحث عن النور بمُثُله وقيمه.. حتى أيقن أن أصحاب الأخلاق باتوا في تعب، فإن أهل الدنيا قد أوغلوا أنفسهم في وحل البذاءة، وشهادة الزور، وظلم العباد بالتسلّق، لا إخلاص في علمٍ ولا عمل.

تأمل الفتى في حاله، وتخيل المستقبل.. في دار القرار التي لها سينتقل، ثم سأل:" هل هناك جزاءٌ لصبري؟ جاءه صوت الخاطر من السماء يقول:" وهل هناك في الدنيا جزاءٌ تستحقه؟ إن ظهر الناسُ عليك فاصبر، وإن ظلمك أحدهم فانظر إلى السماء.. وارمِ شكواك عند من هو عليم خبير بك وبحالك، تذلل عنده، ارمِ الدموع في حضرته، واسأله مسألة المستغيث وقل:" اللهم اعصمني من كل ذنبٍ يحجب عني رحمتك وتوفيقك، بارك لي في عملي القليل، ووفقني لعمل الكثير.

صال الفتى وجال، فوجد الدنيا مغلقةً بالأقفال.. باباً خلف باب، إلى متى؟ إلى متى وأنا الفتى أصارع أمواجاً تتلاحق؟ إلى متى وهوى نفسي يبعث بالنار المُحرقة في صدري؟ إلى متى وشيطاني يلاحقني؟  تأملت السماء فوجدتها قد اطبقت علي، ارجو ربها فرجاً ونوراً.. هدىً وعصمةً وجهاداً.. وجهاد المرء اجتناب المحارم، اللهم ارزق الفتى مرتبة المجاهدين، وارزقه ذريةً  صالحة، واكتب له الجهاد على اسوار القدس، فإن لم يكن فموتاً في دار نبيك صلى الله عليه وسلم، فإن لم يكن فموتاً بغير ريبٍ في إيمان، وبنجاة من فتنة، غير مقصِّر ولا مفرّط..
وماذا عن الدنيا يا فتى؟ اجاب رافعاً رأسه: تأتيني صاغرة، إن لم تُفتح أبوابها فلن انكسر.. والله جاعل لي منفذاً بنوره إلى صدري، وكفى به معيناً.. يا معين.

محمد حسن

الأحد، 12 مارس 2017

الشباب.. ومرحلة النضج


الحمدلله الخبير بذنوب عباده، والصلاة والسلام على خير أصفيائه وأوليائه، وعلى الآل والأصحاب ومن سار على الطريق وتفكر في آلائه، اللهم أخرجني من ظلمات الوهم.. وأكرمني بنور الفهم.. وحسّن أخلاقي بالحلم..  وزدني من بركات العلم، وبارك لي في وقتي وبلغني مرادي.


إن الشاب لينطلق من عمر العشرين (أو قبل ذلك) إلى حياته مفعماً بالرغبة في تحقيق الأهداف.. العديد من الأفكار والخواطر التي ترِد على ذهنه وخياله.. ويتمنى أن لو كان من الواقع نصيبٌ من كل ذلك، ولكن.. ما هو الرصيد الذي يملكه الشاب حينما ينطلق إلى تحقيق أهدافه؟ في تصوري القاصر حصرتها في هذه الأشياء وأبدأ من أهدافه (إن كانت له أهداف واضحة)، ذكاؤه ودقة ملاحظته لذاته، حماسه الذي لا يوقفه عن بلوغ غايته، اطلاعه على تجارب الآخرين.


أهدافه (إن كانت له أهداف واضحة) .. تعمدت ذكر هذه الجملة بهذه الطريقة، معظم الشباب الذين أصادفهم ويعملون في سلك العمل التطوعي عندما تسأله عن هدفه فإنه يعجز عن صياغته في جملة مفيدة واضحة، ليس لأنه لا يملك الهدف.. بل لأنه لا يتمتع (بالنضج) الذي يجعله يحدد طريقه ومنهجه، فتجد أن له يداً في كل تخصص بدون ترتيب للأولويات.. فإذا كبُر في العمر قليلاً وتكونت لديه الخبرة اللازمة كان من المفوض عليه أن يضاعف الطاقة المبذولة في السابق، ليس عيباً أن تجري وراء هدفٍ مُبهم.. بل العيب أن تمضي حياتك خلف ذلك الهدف بدون مراجعة للمسار، وبدون استفادة حقيقية من الخبرات والمواقف التي مررت بها، وكأنك وضعت لك رصيداً للتوفير في المصرف... ولا تستخدمه.


هنا اضربٌ مثالاً على النضج المطلوب.. كان هناك ممثلٌ مُبتدئ، يحب المسرح بشكل كبير، كانت بداياته عبارة عن مجرد مسح لأرضية المسرح من الغبار، وتجفيف عرق الممثلين وجلب المشروبات والأطعمة لهم.. ظهر حبه للمسرح، ولكن الهدف لم يتبلور بعد، فلما درس واجتهد وتدرب وتعلم وصل إلى النجومية.. إنه الفنان "سعد الفرج"، شكّل ثنائياً مع الفنان "عبدالحسين عبدالرضا"، النجاح تلو النجاح.. ولكن هذا الأمر لا يعني عدم التفكير بشكلٍ ناضجٍ ومراجعة تحقيق الأهداف الشخصية، فضّل "سعد" الانفصال نتيجة وصوله إلى مرحلة النضج، وذلك يعني تحديد المنهج والطريق لتحقيق الهدف، كان "عبدالحسين" يميل إلى أعماله الكوميدية المعروفة بكوميديا الموقف، أما "سعد" فهو يميل إلى المسرحيات الكوميدية التي تطرح مواضيع جادّة، فأبدع وانتج أعمالاً جادة ك "حرم سعادة الوزير" و "دقت الساعة" و "حامي الديار".


لا عيب إن بدأت في مسح الغبار، المآل هنا إلى أين تريد أن تصل.. انظر إلى نفسك واسألها: "ماذا تريد أن تكون بعد عشر سنين؟" نحن متأخرون (في العالم النامي) في صياغة أهدافنا وتحديد مناهجنا في الحياة.. فنسير ونتخبط ونجرب، بينما نحن نستطيع رسم حياتنا في ومنهجنا بشكل أفضل، يقولون لي:" لماذا تدرس في تخصص العلاقات العامة والإعلام وقد بدأت دراستك في تخصص نظم المعلومات؟! ستكون المسافة بينك وبين الشهادة أقصر" الأمر كله يتعلق بنضج الهدف ووضوحه أكثر، ما دمت عزيزي الشاب تملك التصور عن مراحل حياتك.. وأنك ستصل إلى مرحلة نضوج الهدف يوماً ما.. احرص على أن تفعل ذلك مبكراً، سيكون لطاقاتك حماسك معنىً اعمق مما كنت تتخيله.. ستتبلور تلك الطاقة في طريق واضح المعالم.. وبإمكانك بعدها قياس الأثر من حولك.

نصيحة: إذا التَبسَ عليكَ أمرانِ .. فَانظُر أثقلهما على النفس فاتّبِعهُ؛ فإنهُ لا يَثَقلُ عليها إلا ما كان حقًا – ابن عطاء الله السكندري.

محمد حسن يوسف

السبت، 11 مارس 2017

همسة شبابية


الحمدلله الكريم الحليم، والصلاة والسلام على خير الأنام بالمؤمنين رؤوف رحيم، وعلى الآل والأصحاب ذوي الفضل العميم، اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم..وأكرمنا بنور الفهم..وحسّن أخلاقنا بالحلم..وزدنا من بركات العلم..وافتح علينا أبواب رحمتك يا كريم.

قبل يومين.. وبعد أن عدت من مخيمٍ أقامته الجامعة كنشاط للطلبة والموظفين وعائلاتهم، تأملت قليلا في صوتي المبحوح، فتذكرت سنواتٍ خلت من عمري.. أصول وأجول في تلك المخيمات التي أعتبرها أفضل برنامجٍ تدريبي في التدريب  وتنمية الذات.. ذلك لأنك تتجرد فيه من كل الملهيات ومظاهر الحياة الحالية.. فلا تلفاز ولا (سوشيال ميديا)، أعود إلى المنزل بعد ثلاثةِ أيامٍ أقضيها.. من نشاطٍ إلى نشاطٍ، ومن محاضرةٍ إلى أخرى، أعود إلى المنزل بوجهٍ مُغبر، وجسدٍ مُنهَك، وقلبٍ لا يحمل سوى أجمل الذكريات.

في المخيم.. أُتيحت لي فرصة قيادة مجموعة من الطلبة لأول مرة، لم أكُن قائداً جيداً بما يكفي، وكان يوجه إلي اللوم كثيراً نتيجة تركيزي على الطلبة الذين اعتبرهم افضل من غيرهم، بعد ذلك فهمت أن المعادلة يجب أن لا تكون بهذه الصورة، تعلمت كيفية التعامل مع الفريق بشكل عام.. اتعلم من الطلبة ويتعلمون مني، كانت الأجواء فعلاً مهيئة لتعلُّم واكتساب الكثير من المهارات، كنت اتصور بأن الوصول إلى الإشراف الطلابي خطأٌ كبير.. لأن ذلك سيمنعني من التعلم، لكنني وجدت غير ذلك.. فمادمتَ ترغب في التعلم فلن تُعدم الحيلة. 

نحن الآن في زمنٍ مختلفٍ تماماً.. اصبح بعض الشباب يتقلدون المسؤوليات وهم لا يتمتعون بالمهارات القيادية والإدارية الفنية اللازمة لتلك المسؤوليات، أو ربما ليسوا بالوعي الكافي بالذي تتطلبه تلك المسؤولية يُقال:" اعطوا الشباب فرصة لإثبات الكفاءة".فيضعون الشاب تحت ضغط اثبات الوجود، إذا اخفق احدهم قالوا "هؤلاء شبابكم، قليلو الخبرة وذات اليد". ينسون وينسى الشاب أن المسؤولية فرصة للتعلم واكتساب المهارات والخبرات.. وليست لأداء بعض المهام الإدارية والفنية فحسب، نسينا أن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان.. وينسى أحدهم أن الاستثمار في المال مكلفٌ في بدايته، هناك الربح وهناك الخسارة، وبعد ثبات الوضع يتم التوسع في التجربة والعمل.. كذلك الشباب، سيتم الاستثمار من خلاله، سينجح أحياناً ويتخبط أحياناً أخرى.. لن يكون الشاب سلاحاً ذو رصاصة واحدة إما أن تصيب وإما أن تخطئ، إذا أخطأت الهدف كان العيب في السلاح!!

نعم.. نحن بحاجة إلى الفرص لإثبات الوجود، بحاجة إلى شيءٍ نستند عليه كعلم وخبرة ومهارة.. نحتاج إلى ذلك الإسناد عن حدوث الزلل والإخفاق، فلن تكون كل التجارب ناجحة منذ بدايتها، على الجانب الآخر فهناك جانبٌ يتحمله الشاب نفسه.. وهو عدم قدرته على الربط بين التعلم والمسؤولية، تجد الكثير يتعلم ويكتسب الخبرة، حتى إذا ما اصبح عنده مسمىً (رئيس لجنة، عضو. إلخ) ارتفع أنفه، وانتفخ صدره.. إن المسؤولية يا عزيزي تعني أنك مساءل، محاسب، فإن لم تكن بحجم هذه المسؤولية فلا تتصدى لها حتى تتعلم، وإذا قبلت بها فلا تقطع حبل التعلم وسؤال من هم أكثر خبرةٍ منك.. إن توفرت فيك خامةُ النجاح فعليك السعي لصقل تلك الخامة، وإلا سيُطبع الفشل على جبينك.. وستحتاج إلى سنين لتمحو أثر الطباعة، إنني على مشارف الثلاثين من عمري وأقول:"أضعت الكثير من الوقت، سأحاول أن استدرك ما فاتني للتعلم أكثر، ولو رجع بي الزمان إلى الوراء لراجعت الكثير من قراراتي."

إن اتاحة الفرص أمرٌ قديمٌ في ثقافتنا كعرب ومسلمين، فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول فدائي في الإسلام، حصل على ذلك الشرف وهو ابن الأربعة وعشرين عاماً، وذاك أسامة بن زيد رضي الله عنه ذهب بجيش إلى ارض المعركة وعاد منتصراً مظفراً ولم يبلغ بعد العشرين من عمره، معاذ بن عمرو بن الجموح وغيرهم وغيرهم، فمن في زمننا كهؤلاء؟! النجاح أمرٌ تناله بالمغالبة والتعب.. فإن كان نجاحاً دنيوياً بدون تعب فهو فتنة واستدراج، ركّز على تطورك الذاتي من الآن، وما ترغب أن تكون عليه في المستقبل.. ادعو الله أن يوفقك ويسدد طريقك، فإنك مهما رسمت من الخطط والأهداف فسيُشعرك سبحانه بافتقارك إليه عن الطريق الصعوبات التي ستواجهك، علّق قلبك بالله العليم قبل كل شيء.

 

محمد حسن يوسف

الأربعاء، 8 مارس 2017

تعليقات على "كلمات"في صفحتي #صراحة

كجزءٍ من تقويمي لذاتي.. ألجأ إلى بعض التطبيقات التي تتيح لي معرفة ربما بعض الجوانب عن نفسي، قد تخفى علي وقد تظهر لغيري، لذلك لجأت إلى تطبيق ال ASK  وأخيراً إلى إنشاء صفحة على موقع "صراحة".. أضع بين أيديكم بعض الكلمات الصريحة التي وردتني وتعليقي عليها من باب رد الفعل.
1-  جدية أكثر في أوقات التركيز.
February 20th 2017, 2:31 AM
التعليق: ربما كان/ت مشاركاً/مشاركة في برنامج "بليف" والذي نقدمه نحن مجموعةً من الشباب والشابات في فترة الصيف تحت مظلة وزارة شؤون الشباب والرياضة.. أريد أن أوضح بأنني احب المزاح بشكل عام، ولا سيما في أوقات الضغط.. فعلى سبيل المثال أنا كثير المزاح قُبيل استلام ورقة الامتحان النهائي في الجامعة، واعلم/ي أنني أُخفي خلف هذا المزاح إنساناً حسّاساً يتأثر بالكلمة السلبية بسرعة، إضافة إلى ذلك فأنا سريع الغضب.. وإن حاولت إبداء عكس ذلك، انطلاقاً من معرفتي بشخصيتي (جيداّ) فأنا أُدير نفسي بشكل جيدٍ إلى حدٍ ما... امزح واضحك مع الكثير، ولا أسمع منهم ما أكره أو ارى منهم معاملةً أبغضها الا من وراء ظهري غالباً، إن لم يعجبك/كِ مزاحي.. فلا أفضل أن تراني غضباناً.

2-  حاول ان اركب كلامك واسلوبك وتعاملك وتفكيرك حتى، مع تمثيلك. بس ما يركبون ماعرف ليش، انت انسان مافي منك، بس أفضل اشوفك بعيد عن التمثل ( رأيي اتمنى ان لا يفسد للود قضية) أراك أجممللل كثيراً ببعدك عن التمثيل.
February 25th 2017, 7:05 pm 
التعليق: أتفق مع شكل الكلام ومضمونه، أرفض الكثير من الأشياء التي تُعرض علي في التمثيل لأنها تخالف مروءتي ومبادئي.. في صدري حاجة من التمثيل أقضيها على تحفُّظ، وليست لدي خطط بعيدة في هذا المجال.


3-  هناك تقلبات مزاجية في شخصيتك ولكنها غير مضرة لأحد ، لكن لا شيئ يقف امام الشمس المكنونة بداخلك ، احبك في الله
March 4th 2017, 4:04 am

التعليق: أُرجح أنك إنسان قريب مني، خجل من مصارحتي خشية تأثري سلبياً.. لا أظنها مزاجية، لكنني تأخرت في اكتشاف ذاتي، واحسست أن المسؤوليات تحيط بي من كل جانب.. فمتى سأحقق أهدافي؟! تجدني انتقل من مجال إلى مجال.. فمن الكتابة إلى التمثيل إلى العمل التطوعي وإلى وإلى وإلى، قد أُوفّق في أشياء وقد لا أُوفق.. سأصل إلى مستوىً من النضج يجعلني أخصص نفسي أكثر في مجالٍ ما، إن شاء الله.

4-  محمد حسن.. لا اعرفك حق المعرفة ولكن من خلال تعاملي معك أثناء دراستنا بالجامعة أنت انسان بمعنى كلمة انسان .. محترم جدا جدا جدا و أخلاقك رفيعة .. متواضع جدا .. عقلك عقل رجل واعي حكيم دبلوماسي.. اتمنى لك التوفيق من اعماق قلبي .. اريد ان اطلب منك طلب اعتبرها نصيحة من أخت تتمنى لك الخير في حياتك .. كن أنت كما أنت الآن .. لا تتغير أبدا ولا تتكبر مهما ارتفع شأنك ومقامك .. كلما كنت بنفس ما انت عليه الان بأخلاق وتواضع وحكمة ستكون بإذن الله في أعلى المراتب دائما .. فالتكبر يصنع اللاشيء .. وانت شيء الآن فلا تخسر كل شيء .. موفق عزيزي.

February 26th 2017, 12:29 am 

التعليق: ومن يضمن من نفسه عدم التغير وانقلاب الحال ؟! أدعي لي بالتثبيت..

5-  ماذا ستفعل حينما يكون الشخص الوحيد القادر على مسح دموعك ، هو من جعلك تبكي؟
February 25th 2017, 11:53 pm 

التعليق: الحياة لا ترتبط بالأشياء والأحداث، فهي تمضي بالرغم من كل شيء.



6-  لين تقره كتاب كريه لازم اتكمله او عادي تقطه ولا تفتكر ؟
March 2nd 2017, 9:36 am 

التعليق: اختار كتبي بعناية، لا أبدأ الكتاب حتى أنهيه.. ولا أجرب كتاب أو أقرؤه بتردد.

7-  وينه رينيون بليڤ؟
March 6th 2017, 11:51 am 

التعليق: جريب، بس تعالوا مو تتدلعون.

8-  مضامين متشابهة : شكرا على كلماتكم، انا أقل شأناً مما تظنون.
-      واحد من احسن المشرفين في believe كلامك و توجيهاتك كانت دايماً تأثر فينا و للحين نستفيد منك.

-      من أفضل الشخصيات اللي قابلتها في ٢٠١٧ ..تعتبر قدوة على الصعيد المحلي وفقك الله لما فيه خير.

-      إلى معلمي الغالي جزاك الله خيرا على كل صغيرة و كبيرة و التي فتحت لي أبواب تطوير الذات ، لم أعتقد أن برنامجا صيفيا قد يكون له هذا الأثر الطيب. اتمنى لك الخير دوما.

-      إنسان بكل معنى الكلمة ...تعجبني نظرتك الحيادية للمواضيع .. القبول و الكريزما نعمة من الله اعطاك اياها ... نعم الفاسيليتيتر.

-      شكراً فسلتيتر.

-      I'm very happy cause I became a part of Believe's family and got to know you facilitator! I've learned a lot from you within the two weeks I spent in the program. I love how you enjoy doing your job everywhere in facilitating/acting! & I'm sure you're a great student council representative. Wish you all the best in life.

-      تعلمت منك الكثير .. انت من تضع البصمة في النفوس ، لذلك اشكرك.

محمد حسن يوسف