الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

من الأحلام .. تعلمت

الحمدلله رب البرية ، والصلاة والسلام على من ارسله ربه للبشرية .. هو أعظم عطية ، اللهم أخرجني من ظلمات الوهم .. وأكرمني بنور الفهم .. وحسن أخلاقي بالحلم .. وافتح علي من بركات العلم ، واحشرني تحت لواء الحمد برحمتك .
عندما أرى رؤيا في المنام أقول : لماذا أنا من بين الانام ؟! وما هو الذي نستخلصه من عالم الأحلام .. ادركت بعدها أنه لحدوث كل شيء سبب وحكمة ، سواءً فتح الله علي بالوصول إلى تلك الحكمة أم لا ، في لب ذلك الحلم رسالة ومغزى ... علي أن أصل إلى تلك الرسالة لأفسر الحلم ، عندما سينكشف المستقبل .. فإذا اردنا تغييره فعلينا تغيير الواقع .

الميت .. يتفاعل:
فجعت وانا في الجامعة بخبر وفاة شاب في الحي الذي اقطن فيه ، أصبت بصدمة .. إلى حين توجهي إلى المقبرة لدفنه كنت اظن ان الذي مات هو أبوه وليس هو .. حتى رأيت الأب يجلس عند المغسلة يقرأ القرآن ، عندها أدركت الحقيقة ...
بعد أيام قليلة كنا قد أجتمعنا أهل الحي لنكون فريقا لكرة القدم ، وكانت من القلائل التي يكتمل فيها عددنا .. فجاءني في المنام وقال لي : " بوحسن أبي ألعب معاكم . " فقلت له : "وين تبي تلعب ؟! " ولم يكن معروفا بلعب الكرة .. فأجابني : " أي مكان ، أهم شيء ألعب معاكم ، سلم على الشباب " .
جلست أتفكر .. فوصلت إلى أنه لم يعني بالضرورة لعب الكرة ، وكأنه يقول : " إن الميت مع مرور الأيام ينساه أصحابه ، ولا يعود في حساباتهم .. فإذا جلستم مع بعضكم فاذكروني بشيء و لا تنسوني ، إن أخباركم تصلني .. ودعواتكم تسرني ، فضعوني في حساباتكم . "

الميت .. يسمع :
عاد أهلي من دولة الكويت ذات مرة ، فجلست والدتي تقول : " محمد ، أنت شمسوي .. يددتك الله يرحمها ياتني في المنام تمدحك !! " فأجبت : " زرتها في المقبرة وهمست في القبر ، وطلبت منها انها اتسامح ابوي لأن ماقدر يزورها هالاسبوع لظروف السفر " . وكان أبي لا ينقطع عن والدته رحمها الله ، حتى إذا حبسه حابس جاءته في المنام تسأل عنه .
لا تنسوا أمواتكم ، الزيارة تؤنسهم .. والدعاء يسرهم .. والصدقة تبرد على أفئدتهم ، إنهم يجتعمون كل جمعة .. بتداولون أخباركم ، ويسألون عن أحوالكم .. نعم ، الأموات أعظم وصلاً من كثير من الأحياء.

عزاء أم زواج :
رأيت في المنام أن أحد اصدقائي زارني في المنام قائلاً : " حياك عازمك على عزاء الإمام علي "  . فاستغربت أيما استغراب ، فكيف لشاب ( سني) أن يدعو شابا آخر من نفس مذهبه لعزاء ؟! فأخبرت والدتي فأجابت : " قد تفسر الأحلام بعكس ما تظهر عليه ". عندها أخبرت صديقي بأنه سوف يتزوج .. فأنكر في بادئ الأمر وقال : " انت الي بتتزوج مب انا ". فقلت : بنجوف . وما هي الا شهور حتى أرسل لي رسالة قائلا : " أنت أول المعزومين " .
إذا رأيت رؤيا مبشرة .. فبشر بها ، فما أحوجنا إلى الفرح .. حتى لو كان عبر رؤيا، فهي تربط بين القلوب .. تخيل أن صديقي هذا هو متحمس لزواجي (إن حصل) منذ ذلك الزمن .

متحجبة .. من غير حجاب :
مسؤولتي في العمل .. رأيتها في المنام بداية استلامي للوظيفة من غير حجاب مع أنها متحجبة في الأصل ، لم أجد صعوبة في تفسير الحلم وهو أنها تزيل الكلفة مع الشباب وكأنه لم يبق حاجز بينها وبينهم الا الحجاب .. ولكنني وجدت صعوبة في أن اطبق التفسير في حياتي بشكل عام ، وأنه علي أن اتحلى بقدر كبير من الرحمة الإلهية مع الخلق ، يقول ابن عطاء الله في حكمته : "من اطلع على اسرار العباد ولم يتخلق بالرحمة الإلهية ، كان اطلاعه فتنة عليه .. وسببا في جر الوبال إليه ".  وأنني يجب أن اعامل تلك الشابة باحترام + حياء + تحفظ شديد + برسمية .

شابة تتصدق :
رأيت في المنام أن شابة تنزل بعد صلاة الجمعة تتصدق على الفقراء وتبذل اموالها في سبيل الله . بشرت البنت فاستبشرت وفرحت .. ولكن ، لماذا أنا ؟ . ما دخلي في هذا الموضوع ؟

فقلت لنفسي ، كيف لي أن ادفع البلاء عن نفسي بدون صدقة ؟ كيف لي أن أطلب الاستقامة مع ربي بدون صدقة ؟! هل أعمالي وقلبي يكفيانني للوصول إلى ربي ؟ بالطبع لا ، فما اكبر تقصيرنا تجاه ربنا .. لسنا مقصرين فحسب ، بل معرضون عنه سبحانه ، نسير في خضم هذه الدنيا .. ولا نتصدق بفتات أموالنا حتى ، وربنا يقول : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " . فلنطبق هذه الآية على حالنا ، لنعرف كم نحن بعيدون ... بالأحرى ، كم انا بعيد .

محمد حسن