الجمعة، 28 مارس 2014

ملتزم،ولكن ... !

الحمدلله العزيز القهار .. مكور الليل على النهار ، والصلاة والسلام على نبيه المختار .. وعلى الآل والاصحاب الأخيار ، اللهم افتح علي فتوح العارفين .. واجرني من ظلمات الواهمين .. ولا تحشرني مع القوم الظالمين .. برحمتك ومنك وجودك يا اكرم الاكرمين .

ملتزم،ولكن ... حالة اجتماعية معقدة نوعا ما ، سبب في تراجع الأمة على مختلف الاصعدة .. لكننا نغفل عنها او نتغافل ، نريد تغيير كل شيء واصلاح كل شيء حولنا .. ولكننا لا نبدأ بأنفسنا ، اعني هنا المتدينين او المحسوبين على التدين بالتحديد .. لنرى ماهي الخصائص و الطباع التي يتمتعون بها .. من خلال هذا المقال انا اقصد التعميم ، لأننا اصبحنا نهرب من مشاكلنا تحت شعار ( لا اتعمم، اصابعك مو سوه ) ... ارد عليهم قائلا:سأقصد التعميم ( والي على راسه بطحه يتحسسها) .

ملتزم،لا يكاد يخلو ركن في بيتي الا وفيه مصحف ... بل وحتى على طاولة عملي اضع المصحف على الطاولة او في الدرج ، ولكن ... لا اكاد افتح تلك المصاحف ، فهي كالديكور تماما .. فقد تكدس عليها الغبار ، ليس لي ورد اقرؤه يوميا ، وليس لي حظ من حفظ كتاب الله الا ما قد حفظته عندما كنت صغيرا ، ملتزم .. ارى جميع البنات المسلمات كأنهن اخواتي ، لكنني  عندما ارى بنتا غير متحجبة يضيق صدري ، ويكفهر ويعبس وجهي ، واصنفها من اهل النار .. وكأنني ضمنت ان اكون من اهل الجنة ،وكأن الجنة والنار ملك يميني ادخل فيهما من اشاء واخرج منهما من اشاء ... وكأنني المتصرف في مصائر المخلوقات ومسؤول عن محاسبتهم ، انني داعية الى جهنم ولست داعيا الى الجنة ... لا اكتفي بذلك فقط ،بل اجمع حولي بعض الشباب وانطلق بالنميمة على هذه البنت ،فأعلق على لبسها وشكلها ... ملتزم،ولكن !!

ملتزم .. اقرأ الكثير من الكتب على يد المشايخ منها "السيف البتار في الرد على فلان من الناس " .. او "الصراط المستقيم في الرد على علان" واتفرغ لذلك ، ولكنني لا اقرأ كتب تزكية النفس،ولا الكتب التي تدعوني الى الرقي بالأخلاق ،ولا اقرأ كتب الفقه النافعة التي تجعلني ارقى بمجتمعي اينما حللت وذهبت .. وحتى ان قرأت تلك الكتب النافعة فهي تظل حبيسة الحلقة العلمية ،ولا ينتفع بها المجتمع .. بل وحتى اهل بيتي .. ملتزم ، احب ان اجمع كلمة الامة تحت راية واحدة ، لكن..عندما يقترب الامر الى ان يتهدد الخطر جماعتي الفكرية فعندئذ اقف مع جماعتي .. فهي الأولى من كل شيء ، ولا اتورع في محاربة الجماعات الأخرى .. واستخدم ضدها كل الوسائل المتاحة منها والمحظورة ..فقد اغتاب البعض،و ألفق التهم على البعض الآخر .. ولا بأس بالنميمة ورمي الناس بالفسق ،وان كان رمي الناس بأنهم مبتدعة وضلال سيفي بالغرض فلا بأس من ذلك .. ملتزم ،ولكن!!

ملتزم .. اعرف الكثير من الأحكام الفقهية الموجودة في الكتب والتي اخذتها من المشايخ ، ولكنني اعبد الله على جهل .. فأنا اذا نزل المطر جمعت بين الصلاتين على الفور بدون مراجعة لشروط الجمع ،فأنا ارى نفسي علما نحريرا ... اذا سافرت مع اناس فأنا احكم بينهم اذا ارادوا ان يقصروا الصلاة ويجمعوها ام لا ، فليس هناك مانع من الجمع اذا سافر البحريني الى مدينة  الخبر مثلاً!!فنحن على سفر .. ولا مانع اذا تبللت الارض قليلا ..وجاء احدهم بالسيارة الى المسجد ولم يتأذى من المطر ان يجمع بين الصلاتين !! لا ريب في ذلك ..فأنا العالم "الفلتة" ..استطيع ان ارمي ما يقوله الأئمة الأربعة عرض الحائط وارجح قولي ، ملتزم ..ولكن !!

انا ملتزم .. ولكن المجتمع لا يستفيد مني قيد انملة ،فأنا انظر اليه بطريقة متعالية شيئا ما ، ودائما انظر اليه بنظرة القاضي على المتهم ..وكأنني لست من هذا المجتمع وفرد فيه ، فأنا اصنف الناس على انهم نوعين ،"صالح" وهو الشخص الملتزم .. فهو له حق الولاء والصحبة والرفقة ،اما "الغير صالح" فعليه لعنات الرب المتوالية ، ويجب علينا معشر الملتزمين مقاطعته اجتماعيا حتى يهتدي الى سبيل التزامنا .. ملتزم ، فأنا احضر الكثير من حلقات العلم .. سمح طيب كريم معطاء،ولكنني اذا خرجت تتبدل اخلاقي تماما ،لأنني اتعامل بشكل دوني مع المجتمع ..ملتزم ولكن !! 

قد اكون قاسياً في كلماتي، ولكنني لا احب المواراة وإخفاء الرؤس في الرمال كما تفعل النعامة هرباً من الحقيقة المرة التي نعرفها ولا نشاء نذكرها ... بأن هناك اناس بيننا ملتزمون، ولكن .. !!!

# حكمة : اصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس .. و اصل كل طاعة ويقظة وعفة هو عدم الرضا منك عنها ، ولئن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه ،خير لك من ان تصحب عالما يرضى عن نفسه .

# حكمة : المؤمن اذا مدحه الناس استحيا من الله ان يثنى عليه بوصف لا يشهده من نفسه .


محمد حسن يوسف
 

الخميس، 20 مارس 2014

جماعة الاخوان المسلمين ..في نظر شاب 2 ( بعض الردود)

الحمدلله لا يحمد على مكروه سواه ... والصلاة والسلام على النبي الخاتم ابوه عبدالله ، يا رب واحشرنا في زمرته والآل والاصحاب ومن والاه واتبع هداه ... اللهم اخرجني من ظلمات الوهم ،  واكرمني بنور الفهم ، وحسن اخلاقي بالحلم .. وسدد اللهم قولي ، واجعلني من الذين يقولون فيعملون .. آمين

كنت قد كتبت مقالا في مدونتي المتواضعة بعنوان "جماعة الاخوان المسلمين ، في نظر شاب" http://buhasan88.blogspot.com/2014/03/blog-post_14.html

ذكرت فيه بعض محاسن الجماعة وبعض مساويها ، علما بأن المساوئ ليس محصورة في تلك الجماعة فحسب .. بل هي من آثار التحزب والتقوقع في زاوية واحدة .. والنظر الى الاسلام والمسلمين من هذه الزاوية الواحدة فقط ، ولأنني كتبت ما كتبت لغرض الاصلاح لمن يرتجى منه الاصلاح لم ادخل في نقاشات "بيزنطية" عديمة الفائدة .. ولكنني لم اجد ضيرا في عرض بعض الردود التي وردتني ، مع مراعاة ان لي الحق في تفنيدها ومناقشتها بدون اساءة مخلة .. ابدأ وبالله التوفيق .

جاءني هذا الرد على المقال عن طريق شاب وصل له المقال عن طريق وسيط بيني وبينه ،ورد عليه .. لم اعرف الشاب ولم يعرفني ، لكنني اتمنى ان يصله ردي كذلك وان يتمتع بسعة العقل والصدر .. كان رده علي كالتالي :




كان هذا رده .. فاستغربت من عدة امور ، لماذا لم يقم بالرد على نقاط المقال مباشرة بنفسه .. ؟!فأنا حددت بعض النقاط و توقعت ان يدور النقاش حولها .. هل حاول ان يكسب آراءه بعض القدسية ؟! فاذا كان كذلك .. فهل كانت تلك القدسية في محلها ؟! هل فعل ذلك ليقلل من احترامه لي ؟! كلها امور مطروحة وممكنة في هذا السياق .. اما وجهة نظري عن رده ، هي انني لم افتح الرابط اصلا لوجود خلل ما في التفكير للوصول الى وجهة نظر كهذه .. فالقاعدة التي بناها المنتقد ليصل الى رأيه لا اظنه  سيلتزم بها اذا خرجت عن اطار زاوية جماعته...كيف ذلك؟! لنخرج من الزاوية التي وضعنا فيها الأخ المنتقد لنرى ما يمكننا ان نراه :


استدل الأخ على وجهة نظره بشيخ سلفي المنهج ، فأنا سأتخذ نفس المنهجية في الرد عليه..وهي الاستعانة بشيخ من نفس المنهج السلفي .. ولكن ، ماذا سيفعل صاحبنا عندما يرى هذه الصورة ؟! سيقوم بتفنيد كلام مفتي المملكة العربية السعودية وربما لن يتورع في مهاجمته سواء في منهجه او حتى قد يتعدى لشخصه وقلبه ... مع العلم انني لست سلفي المنهج، ولكنني حاولت التفكير بذات الطريقة التي فكر بها المنتقد ولكن بصورة مضادة .. ردة الفعل السلبية - المتوقعة - من المنتقد تجاه الشيخ السلفي المخالف له ستؤكد بأنه حشر نفسه في زاوية ... ويحاول ارغامي على النظر الى الاسلام الواسع من خلال الثقب من زاويته ،وهذا ما اردت اثباته #

كم تمنيت لو كان المنتقد متوجها الى مقالي بصفة مباشرة مفندا ما كان فيه ، فأنا اظن انه مهما كتبت وظننت انني على صواب فهناك نسبة من كلامي تحتمل الخطأ .. لست في مبارزة او شيء من هذا القبيل ، فأنا اطرح ما يخالج فكري وهذا من حقي .. اما ان يتم الرد علي بهذه الطريقة ففي ذلك ابتعاد عن جمع الامة والاصرار على عدم اذابة الجليد بين جدرانها .

وجهة نظر اخرى قدمت لي بشكل مباشر من شخص اعرفه #بوعمران ... لنرى ماذا سيقول بوعمران في رده علي :
،
 
 
 
يقول بوعمران :انك يا محمد كنت مخطئا في بعض الامور، وان  كان لك رد فليكن بشكل خاص ... فسألت نفسي : ارد على ماذا؟! نظرت الى كلامه باستمرار ، لا ضير من وجود مخالفين لي في الرأي .. بشرط ان يتم توضيح وجهة نظرهم ، اما منهجية "تعال نتكلم في الخاص اذا عندك رد" فذلك ليس هدفي من الكتابة .. تذكرني هذه المنهجية ببعض الطرائف الشعبية مثل "لاقونا وانلاقيكم" او "جان فيكم شدة .. تعالوا" ، اتمنى من بوعمران ومن مثله تفهم الامر والابتعاد عن هذه المنهجية في الرد .. لست في مناظرة او "هوشة" ، انما انا اكتب لما اراه من واقع اليم ..ولست استهدف جماعة الاخوان المسلمين وحدهم .. فأنا اعتزم النظر بشكل منصف الى عدة جماعات اخرى ، بشكل منصف .. اعني انني اذكر الايجابيات والسلبيات ، وليس كما يفعل البعض .. يمدح البعض انفسهم تحت مسمى انصاف ..وليس ذلك من الانصاف في شيء ، مشكلتنا .. اننا نهرب من الواقع ، ونحاول ان نخدع ضمائرنا بما يرضيها .. بدون ان نتوجه بالنقد لأنفسنا وان نحاول اصلاحها ، كل ما اطلبه من الاخوين المنتقدين وغيرهم بالتفكير في بعض الامور ... بأن الله قد خلقنا مختلفين ( ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم ) .. فوجود شخص يختلف معك في الرأي امر يجب ان يكون اعتياديا ، لن ازيد في هذا الكلام واعيد .. فنحن نعرف هذا الكلام النظري من احترام الخلاف والادب وغيره .. مشكلتنا الحقيقية هي اننا نحصر التعاليم التي نستقبلها في المسجد فقط ، ولا نطبق ما نعرفه في ارض الواقع ... نفتح افواهنا امام المشايخ في بيوتهم او في المساجد مبدين اعجابنا وتأثرنا بما يقولون  ، وسط الدروس العامة او دروس الحلقات " التربوية الخاصة " ، بينما الواقع لا يتماشى مع ما نتعلمه من امور نظرية ، فلتديروا  وجوهكم ولتنتقدوا جماعتكم  لتعالجوا الامور من الداخل ...  لنسأل عن تدخل الجماعة في المؤسسات التعليمية بشكل سافر ، ماذا عن محاولتها المتعددة في التوغل داخل المؤسسات الفنية من اجل فرض منهجية معينة عليها ؟!  هل سألنا انفسنا عن سبب خروج "خالد امين" احد رموز العمل الخيري من الجمعية؟ ! يجب  ان تتوجه الانظار الى بعض الاداريين في الجماعة،تولوا المهمة منذ عشرات السنين ولم يتغيروا او يتبدلوا .. يمارسون مهامهم في الجماعة ربما لفترة عمرية اطول من بعض الفترات الرئاسية لحكام العرب ، هل نستطيع ان نصارح انفسنا بذلك ؟! هل نملك الجرأة على الانتقاد و الوقوف على تلك النقاط ؟! .. ام اننا نخشى الخروج من دائرة الاهتمام ، نخشى ان نواجه ونتهم في ولائنا .. لأننا بهذا الانتقاد ربما نبتعد عن دائرة الضوء ، ويهاجمنا البعض في عقليتنا وفكرنا .. تمهيدا ليخرجنا من الزاوية ، كما خرج منها الكثير .. لعلي اختم هذا المقال بتغريدة :



محمد حسن يوسف

الجمعة، 14 مارس 2014

جماعة الإخوان المسلمين ، في نظر شاب


الحمدلله العلي الإله .. والصلاة والسلام على النبي عظيم الجاه .. اللهم افتح علي فتوح العارفين بحكمتك ، وانشر علي رحمتك .. اللهم اخرجني من ظلمات الوهم ،واكرمني بنور الفهم ، وحسن اخلاقي بالحلم .. يا حليم ..

كثيرة هي النقاشات التي خضتها عن جماعة الاخوان المسلمين .. محاسنها وعيوبها واثرها في المجتمع سلبا وايجابا ،  قبل ان اخوض غمار هذا الموضوع .. اود ان اوضح من انا ولمن انتمي !! لقد درست والتحقت مع التيارات الاسلامية المختلفة .. وقضيت اغلب ايام عمري في الجمعية الاسلامية ذات التوجه الأشعري .. بداية انا لا اعرف غير منهج اهل السنة والجماعة عنوانا كبيرا انطوي تحته ،ثانيا انا ضد تكوين هذه الجماعات من حيث المبدأ ، فهي قد زرعت التقوقع والتحزب الذي نتج عنه الاقصائية بين تلك الجماعات على مختلف الاصعدة .. فأصبحت بعض الدوائر الحكومية والمؤسسات معروفة باسم جمعيات ( جماعات)  ، الاسلام اوسع من كل ذلك .. من جانب آخر لا يمكن مقارنة الاختلاف في المذاهب الفقهية الاربعة المعتبرة عند اهل السنة والجماعة  وتشبيهه بالاختلاف في التيارات الاسلامية العقدية من جهة والسياسية من جهة اخرى ... فالتصنيف في المذاهب الفقهية تصنيف معتبر ، وكل مذهب يقر للأخر ما هو عليه .. والقصص في احترام الخلاف بينها كثيرة جدا ليس هذا محل ذكرها ، ولكن بالنسبة للتيارات الاسلامية المختلفة فالاعتبار بينها معدوم تماما .. ولا يكاد ان يذكر اي نوع من انواع احترام الخلاف .. بل هو السب،التشهير،الترصد،الاقصاء بدون تورع او مراعاة لحلال او حرام وإن تظاهرنا بأن الواقع عكس ذلك .. فكيف نتعامل مع خلاف كهذا ، الى اين سنصل ؟! وماهو خط النهاية .. فإذا وصلنا الى خلاف عميق بعيد ، فهل لنا من خط رجعة .. ؟! لا اظن ذلك .. دعني اخي القارئ ابدأ بجماعة الاخوان المسلمين ، استراتيجيتهم .. نظرتهم .. تنظيمهم ، مالهم وما عليهم ..اسأل الله التوفيق والسداد ..

عندما تتحطم اي دولة كبيرة .. تنتج عنها دويلات صغيرة ، في حالتنا هذه نشأت جماعات صغيرة ابرزها جماعة الاخوان المسلمين التي كان فكرها ابتداءا هو اعادة دولة الخلافة من جديد بعد سقوط العثمانيين بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1924 ، فكرهم فيه تقوية للسلوك وفيه اكتسبوا هذه الطريقة من الصوفية ،للإيمان،تذكير بالجهاد ... لكن،هم كغيرهم من الناس ..انت تعمل فلا بد ان تكون هناك امور محسوبة لك .. وامور محسوبة عليك ، انت خاضع للتقييم ولا حرج في ذلك .

بالنسبة للتعبير العلني للجماعة .. فهناك اختلاف كبير ، فمنهم من يظهر التقية كالنائب محمد العمادي ممثل جمعية الاصلاح على قناة صفا ، عرف به المذيع للمشاهدين على انه من جمعية الاصلاح التابعة لفكر الاخوان .. فرد عليه : للاخوان فكرهم ، نجلهم ونحترمهم ..اما انا هنا فأمثل جمعية الاصلاح !! اما البعض الآخر فيظهر الانتماء صراحة .. ومنهم من يكفر الحكام المسلمين جميعا تحت مقتضى الآية التي يقول فيها الله تبارك وتعالى : ( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ) .. يأخذ بهذا الرأي الشيخ جلال الشرقي على سبيل المثال ... والعديد من شباب جماعة الاخوان الكويتيين عندما نكلمهم عن حرمة الخروج على الحاكم يقول احدهم : "هذوله مو ولاة امر" .

ما يذكر للجماعة .. تاريخها الطويل منذ تأسيس نادي الاصلاح ومن ثم تحول النادي الى جمعية في العمل الخيري بكافة اشكاله ، العمل الدعوي بوسائله المتعددة بشكل منتظم ومنظم يشهد له القريب والبعيد .. فهم كحراك على مستوى المجتمع هو الاكثر تنظيما لهذا فهو استمر بوتيرة ليست مضطربة اضطرابا كبيرا طوال تلك السنين .. وهذا ما يحسب للتنظيم ،شكلت الجماعة رصيدا كبيرا من الاتباع داخل البحرين بمختلف عقائدهم ومراتبهم في المجتمع تلك الفضائل لا يمكن تجاهلها بأي حال من الاحوال ... لا ينكر ذلك الا جاحد .. ولا يرد هذا الفضل كله بالشتم والاساءة الا معتل النية .

ما يعيب على الجماعة او اي جماعة اخرى ..هو عملية الاقصاء ، يميل احدهم الى الجماعة .. فيقوم بالنظر الى الاسلام من خلال الزاوية التي وضعته الجماعة فيها ، فينصب نفسه ممثلا للاسلام الواسع ..يستخدم بعضهم عقيدة الولاء والبراء لتصنيف من هم ليسوا داخل الجماعة ، فالولاء للجماعة ولأعضاء الجماعة ..والبراء لمن هم خارجها وان كانوا مسلمين يشهدون بأنه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، يعيب على جماعة الاخوان المسلمين عدم تعاطيهم مع الواقع بالشكل السليم مؤخرا والاكتفاء بمصادر العلم الموجودة داخل الجماعة ، الغاية النبيلة تبرر الوسيلة وان كانت رذيلة .. فلا ضير ان كانت الجماعة تحيك المؤامرات على الجماعات الأخرى او حتى تدبير و احاكة المؤامرات بين الجماعة وبعض الافراد .. وهذا بطبيعة الحال ما يفرزه لنا التقوقع والتحزب ، معظم تلك العيوب موجودة في جماعات كثيرة ربما اغزر عمقا واكثر اثرا ..

الأهم من هذا كله .. ان يتقبل "الاخواني" النقد تجاه جماعته ان اضطر الى الالتزام بقيودها .. وان لا يعتبر نفسه وجماعته الممثل الأوحد للاسلام والمسلمين ، وان يحاول ان يجمع الشمل بآراءه لا ان يفرق ويكسر بيضة المسلمين .. فإن رأى الجماعة على صواب التزمها ، وان رأى غير ذلك اعتزلها .. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. اما غير الاخواني فعليه التزام الادب عند الانتقاد ، واظهار المحبة والاحترام لأخيه المسلم ، وان يبدي النصح عند الزلل .. ولا يطعن بالشتم والتفسيق والتضليل للنيل من الجماعة فحسب (من صفات المنافق .. اذا خاصم فجر ) ، عامل الناس بما تحب ان يعاملوك .. ولا تحكم على الامور بأكثر من ميزان ومعيار فتختل الامور بين يديك ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ..

** اكرر ، انا ضد التحزبات .. ضد التيارات .. ضد الجماعات ، ما اعرفه وما رأيت ابي وجدي عليه هو اننا من اهل السنة والجماعة وكفى .

محمد حسن يوسف

 

 

 

الخميس، 13 مارس 2014

العمل التطوعي وتزكية النفس ( التواضع )

الحمدلله الفرد الصمد،الذي لم يلد ولم يولد ... والصلاة والسلام على حامل اللواء الأوحد ، محمد نبي الأمة الممجد ، اللهم أكرمني بنور الفهم ، وأخرجني من ظلمات الوهم .. وافتح علي أبواب رحمتك .

بعد أزمة ٢٠١١ ، كثر بشكل ملحوظ عدد الفرق التي تمارس الاعمال التطوعية ان كانت في المجال الخيري او غيرها ، اختلاف التخصصات في العمل التطوعي ليس مهما لان من يؤدي هذا العمل التطوعي هو محدد بقيم ومبادئ معينة تحكمه ... بل وهي تحكمه في كل أمور حياته ، ولكنني في هذه السطور اذكر العمل التطوعي تحديدا لما لمسته من رغبة الشباب بالاتجاه له من جهة...ومن جهة اخرى ارى بان الملتزم بالقيم صار غريبا شيئا ما ، في مجال حساس يقوم أساسه على الالتزام بالقيم .. القيم الاجتماعية والإنسانية سواءا كان مصدرها الدين الحنيف او اي مصدر اخر ، كما ان الممارس للعمل التطوعي لا يكاد يخلو عمله أساسا من الابتلاءات والمصاعب والفتن ( احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) ، فنذكر بعضنا البعض معشر المتطوعين لكي لا نسقط في وحل المفتونين ، فنكون من هؤلاء ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) .. وبالله التوفيق . 

حينما يكون الذل خلقا حميدا به يرتفع قدرك ( من تواضع لله رفعه) ... هو نفسه ذات الذل الذي يجعلك تكون من أحسن الناس اذا تعاملت به مع الغير ( أحب الناس الى الله أنفعهم للناس،وأحب الاعمال الى الله سرور تدخله على قلب مسلم ) .. هو راس مال كل من ترغب نفسه في مزاولة اي عمل تطوعي ، هو اللبنة الاساسية و حجر الأساس لفكر وعقل المتطوع .. كثيراً ما نلهث وراء مسميات كثيرة مثل ( الإرادة، العزيمة ، الإصرار...الخ) ونسينا اننا في حاجة ماسة الى التواضع ، في غيابه يفتتن الناس ... وتضيع مبادئ وقيم ضعاف النفوس ، له أعداء ... وله محفزات، لنا في هذه السطور جولة في ربوع التواضع .

 التواضع لله هو أسمى انواع التواضع، أرأيت نفسك بعد ان تقضي الصلاة وانت تقول :( استغفر الله استغفر الله استغفر الله .) أليس ذلك اعترافا منك بالتقصير في حق الله ؟! نعم..لكن سبحان الله ، ما ان يحقق احدهم إنجازا في احد ميادين العمل التطوعي الا وهو ينسى هذه الحقيقة الا من رحم ربي ، فينسب الإنجاز الى قدرته الذاتية اولا..يقول ابن عطاء :(من نعم الله عليك ،خلق هو ونسب إليك ) .. هل تعلم عزيزي المتطوع بان قدراتك الذاتية التي تتغنى بها لن تستطيع ان تأخذ شيئا سلبته ذبابة منك ( وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذونه منه ) ، افعالك  مخلوقة سلفا ... فمالذي يجعلك تغتر وتتعدى ولا تذكر ربك بشيء من التواضع والذل ؟!

التواضع مع النفس، من اشد انواع التواضع واثقلها على النفس...هو ان تكون عالما بعيوب نفسك ( اذا مدحك الناس بما يرونه عنك فكن ذاما لنفسك لما تعلمه انت عنها) ... ابغض وابتعد عن اهل التعظيم والمدح و واجه كلماتهم الرنانة بابتسامة يعلوها الصمت، ذلك الصمت الذي يبرز عيوبك امامك فتطور من نفسك استناداً على تواضعك الله، واعلم...بأن عدم تقييم نفسك بالشكل الدقيق والصحيح مع دوام مدح الناس لك ومبالغتهم فيه انما هو استدراج لك وفتنة ستنال ويلاتها عاجلا ام آجلا . 

مثال على محبي التعظيم والمدح .. تجنبهم :



 
 
تخيل عزيزي القارئ بأن هذا المدح كان لفيديو .. لشباب وفتيات قاموا بتوزيع طعام ، فقط ... مع عدم استنقاص هذا العمل الجليل لكن كلمات المدح والثناء كهذه او غيرها هي عدوة للتواضع ،ويجب تجنبها فضلا عن محاربة قائليها اذا زاد الوضع عن الحد ... 

التواضع مع النفس ... يجعلك تعلم تمام المعرفة بأن ما وصلت اليه بالامكان ان يصل اليه غيرك ، اما اذا توهمت غيرت ذلك فتذكر .. ان الرياضي عندما يحطم رقما قياسيا يكون فرحا جدا...لكنه سرعان ما يتذكر بأن الارقام القياسية وضعت ليحطمها آخرون ، فليس هناك  داع ان تصور انجازاتك البسيطة على انها انجازات استثنائية ..

لنلقي نظرة على احدى الانجازات وكيفية التعامل الخاطئ معها :



هذا الانجاز .. عبارة عن اوبريت غنائي ، شد انتباهي التعبير الهستيري التي اطلقته تلك الناشطة الشبابية ..ما شد انتباهي اكثر هو كلمة " وكسرت عين اوادم" .. تاركة نموذجا غاية في السوء مع التعامل بتواضع مع تحقيق الانجازات ، كم تمنيت لو كان انجازها على مستوى تعبيرها اصلا ، علينا ان نبدي تواضعا حقيقيا لا ان نحمد الله ونشكره لنخدع ضمائرنا ومن ثم نخرج الشيطان الذي بداخلنا .


هناك اناس ضحوا بالغالي والنفيس من اجل العمل التطوعي ، دراستهم .. اسرهم .. اعراضهم وسمعتهم ،كل ذلك كان على المحك فعلا .. هؤلاء، تجد اهون الناس نفسا ، قلبهم واسع .. وعقولهم متفتحة من فطر التجارب التي مروا بها .. تشرفت بالتعلم مع بعضهم ، والعمل مع البعض الآخر :

خالد عبدالله عبدالقادر :



كلما اراه ، اذكر الله ... شاب صرت مشاركا تحت يديه في اول نشاط صيفي لي سنة 1999 ، شاب معطاء متفان في العمل .. ينام في مقر النشاط في انتظار المشاركين في اليوم التالي ، دائم الحديث معنا عن تطهير القلب والاخلاص في العمل ، صار منشدا مرموقا يشارك في المهرجانات خارج البحرين .. سلسلة من العقبات المهلكات وقفوا في طريقه لكنه تجاوزها ، كان من ضمن خمسة بحرينين  في "قافلة روح الانسانية" ، تلك السفينة التركية التي توجهت الى قطاع غزة لتوصيل المساعدات الى الفلسطينيين فتمت قرصنة تلك القافلة من قبل الصهاينة .. ونعم به من خالد .



خالد آخر .. خالد احمد جناحي :





رئيس النشاط للمرحلة الثانوية في الجمعية الاسلامية ( سابقا) ، يؤمن "خالد" بأن الجمعيات ليس من شأنها تخريج علماء بالدرجة الاولى .. بل عليها اولا احتواء الشباب وخلق بيئة صالحة وعزلهم عن بيئة الشارع والابتعاد عن رفقاء السوء  ، تلك كانت طريقة عمله ومنهجيته ... رفع "خالد" سقف التضحيات وتابع عمليات الاعداد لمخيم الربيع بنفسه وهو اصعب برنامج للاعداد ، في الوقت الذي كانت زوجته قد دخلت شهرها التاسع من حملها الأول ... قام مجموعة ممن عاونه من الشباب بتكريمه في نهاية المخيم فكان شهوره مليئا بالخجل بقوله :"ماقصرتوا .. بس ماعندكم سالفة" .


احمد عيسى احمد :




يرى " بوعيسى" العمل التطوعي لا يمكن ان يسير بطريقة الدراويش دون ادارة حقيقية ودون تخطيط مستقبلي ، هو اول من وضع فيني الثقة لاستلام احد المناصب في لجنة الشباب ،شخصية مرحة ومحبوبة .. ذكي الى جانب تضحياته وسهره الليالي من اجل الشباب .. الشيء الذي لا انساه له هو انه لا يتأخر في تكريم الشباب العاملين معه بعد الانتهاء من النشاط سواء كان الفصلي او الصيفي .. عرفانا منه بما قدموه .


محمد جلال الوزان :




تعلمت من "الحمد" ان اكون اول من يستفيد من اي شي اقدمه للناس ، ان اكون الملقي والمتلقي في آن واحد .. نموذج اداري واخلاقي يحتذى به ، مازال الطريق امامه طويلا .. واتمنى بأن يفتح الله عليه وان تأتيه الدنيا وهي صاغرة .


شير محمد السيد :




عندما تراه وهو داخل الى مجلسنا الشبابي بعكازيه واكياس "الحب" في يديه تظن بأنه شخص عادي ، بسبب تواضعه الجم وحبه للجميع .. تتفاجأ بعدها بأن لهذا الانسان انجازات متنوعة تنم عن شخصية قوية وعقلية فذة ، فهو حافظ للقرآن حائز على رواية حفص عن عاصم ، يعرف في لغة برمجة الحاسوب .. بارع في لعبة الشطرنج ،شاعر فنان ومرهف الحس ، سخر كل تلك الامكانيات لصالح العمل التطوعي ، لا اقول بأنه معاق .. بل نحن المعاقون فعلا ، عن انجازاته ... وبعيدون عن درجة تواضعه .

يقول شير في قصيدته "جنة الخلد " :

انا يا جنة الخلد ... رماني الوجد في سهدي
 
فصرت اليك مشتاقا ... وذاب القلب بالوجد
 
ثمانية من الابواب يا بشرى .. وبالريان بشر الصائمين يرى
 
وقد فتحت لمن فوق الصراط مضى .. ايا بشرى ، ايا بشرى ، ايا بشرى
 
فلا عين رأت غرفا ولا خطرا .. على قلب شبيه او رأت قصرا
 
وخمر لذة للشاربين جرى ..بلا غول تراه المسك قد عطرا
 
عيون مزجها قد كان كافورا .. جنادل لؤلؤ محفوفة خيرا
 
وانهار و كوثر خيرها نهرا ... عظيم حافتاه امتلأت درا
 
ودانية ثمار البهجة الكبرى .. وحور العين عرب جملت طهرا
 
ورضوان الاله لخير ما ظهرا ... فسبحان الذي في جوده بدرا
 
 
 
محمد حسن يوسف