الخميس، 17 أكتوبر 2019

يوميات مدرس خصوصي



السلام عليكم، أدري إني مدرس لغة عربية.. بس هالمقال باكتبه باللغة العامية محاولةً مني بتوصيل الرسالة بأبسط لغة ممكنة.. أول شي حاب اشكر تطبيق Telp  والمشرفة عليه صاحبة المشروع الاستاذة "امينة بوجيري" لأنهم عطوني هالفرصة ووثقوا فيني مع إني اصلًا ما ازاول التدريس كمهنة ووظيفة، بل رغبة مني في مساعدة من يحتاج المساعدة .. اندش في الموضوع.

ما يعرفون عربي:
كنت ادرس مادة الترجمة في الجامعة الأهلية من الانجليزية إلى العربية، وكنّا كطلبة نقره اخبار الصحف الدولية وانترجمها.. دكتور المادة قال لي حقيقة صريحة جدًا: "احنا مو مشكلتنا أن الطالب ما يعرف انجلينزي.. مشكلتنا ان الطالب ما يعرف عربي". معناته ان الطالب عارف معناة الي قاعد يترجمه، بس ما يعرف ينسق جملته.. اصلًا ما يعرف الفرق بين الفاعل والمفعول به والمضاف إليه. هذي الشي الي الدكتور يبي يوصله لي، ومع ظهور فكرة الموقع Telp  صارت عندي رغبة في إني اساعد الطلبة خاصةً الصغار منهم، بالنسبة عن نفسي (مو من باب مدح الذات) انا مشرف على انشطة طلابية من سنة ألفين وواحد، واعرف اتعامل مع مختلف الاعمار .. ودخولي مدينة الشباب واشرافي على فئات عمرية أكبر خلاني اعرف طرق التفكير، واعدل من اسلوبي في التدريس بما يتناسب مع الشخص الي مجابلني.

عمر بوجيري:
أول طالب درسته اسمه "عمر بوجيري"، الصبي ذكي ويروح مدارس تحفيظ القرآن، مشكلته وايد يستخدم اللغة الانجلينزية، اهي مو مشكلة عمر بس.. مشكلة وايد طلبة صغار ما يعرفون يعبرون عن الي في داخلهم الا باستخدام لغة ثانية، عمر يحب يلعب كرة حاله حال الي في عمره، اضطريت اسوي الحصة ثلاث مرات في حوش بيتهم.. ونلعب كرة، وكل مرة اشوت عليه اطلب منه شي مثل : "قول لي جملة اسمية" .. ويقول، عقب يرجع علي الكرة واقول له "الحين اتقول لي جملة فعلية".. بهالطريقة شوي شوي بتصير عنده حصيلة من الكلمات الي يقدر يتكلم بها، ويقدر يكتب تعبير بعد .. كبداية كان الموضوع وايد فيه تحديات، وحسيت ان الطالب بهالطريقة يحتاج وقت اطول اقضيه معاه، اكتسبت من عمر شي وايد مهم، اني لازم اثق في نفسي لأن قادر على تحسين مستوى اي طالب يصير جدامي إذا عرفت طريقة تفكيره، ومعرفة طريقة تفكير الناس كنت اتوصل لها بطريقتين:1- اسئلة مالها دخل في الموضوع، 2- والمراقبة مع الوصف وتذكر ردات الفعل.
ملاحظة : اعزائي طلاب "بليف"، كنت اتلذذ وانا اراقبكم من بعيد



سيف :
ما يتكلم عربي الا في ما ندر، عايلته عربية (قح) .. على حد كلام ابوه: "وايد مدرسين قالوا ما نقدر انسوي شي". رديت عليه:" في أمل.. عطني فرصة". ما كنت ادري شباسوي بالضبط، اهم شي إني ما اخاف من الفشل.. وابذل كل شي اقدر اسويه علشان اساعد الصبي، حسيت إن الأم اتراقبني وانا اشرح.. والصبي كان يطالع امه وينتبه لها اكثر منّي ، رحت قلت حق الأم : "لازم تختفون، مابي يجوف احد منكم، حتى الخدامة اذا بتييب شي تكرموني فيه اتييب ماي بس". لأن اعرف اذا الخدامة يابت شي ثاني فالياهل (كوفي او بستوق) بيتشتت تفكيره.. إذا تبون الصج أنا ابي امه وابوه يختفون علشان آخذ راحتي .. باقول لكم شيء عن الياهال وهالشي انا بعد اقوله حق اولياء الامور في اول حصة.. الياهل اول حصة يكون مؤدب ويحاول يكتشفني، فإذا فهمني وتوقع انا شنو باسوي يبتدي يتشيطن ويمتحن صبري، فلازم ادخل على مرحلة "الزقرة" والا الصبي بيضيع، فلازم يا ولي الامر تعطيني ضوء اخضر علشان ازقره من احين.. مو عقب اتقول ما قلت لك وينكسر خاطرك على ولدك اذا سمعتني اصارخ.
غياب ولية الامرتحديدًا يعطيني حرية اكبر.. احتاج اسوي هيلة، احتاج اركض واناقز والعب كرة مع الطالب علشان يلعب معاي و يتعلم مني، احتاج احبب الطالب في حصتي، مابي احبسه واجابل السبورة، عقب ثلاث شهور امه بلغتني ان تفوق في الصف... عصبت، لأن سيف ما كان يقول لي شي من هالقبيل .. ياااخي ارفع معنوياتي ياااااخي .. حطيته  في زاوية في الحجرة وزفيته زف، بس طلعت من بيتهم وانا مستانس .

فشلت :
كان عندي طالب عنده صعوبة في القراءة، حاولت اساعده قد ماقدر.. المشكلة أن ولية الامر مو مقتنعة بالمجهود الي كنت اسوي .. وكنت اسجل مقاطع الطلبة الي يعانون من هالموضوع علشان يتحمسون ويطورون من روحهم ويعرفون اخطاءهم، فدار بيني وبين الأم هالحوار:
انا: الولد قره هالمطقع، والحمدلله مافي اخطاء.
الأم: جننه نفس قراءته وهو في البيت.
انا: الولد اول ما قره المقطع الي سمعتيه قراه في دقيقتين وعشر ثواني، والحين قراه في دقيقة ونص. وبدون اخطاء، ماقدر اسرع وايد من قراءته إذا كان فيها اخطاء.
الأم: خير ان شالله .


ومن ذاك اليوم.. ما جفته .

لا اعرفج ولا اتعرفيني:
قبل الحصة بشوي، الطالب راقد لأن ما يبي الحصة، ويوم حضرت الحصة.. تأخر علي، ونقعني، يوم بيدش الميلس قال حق امه: "انا بادش الحصة.. بس عقبها لا اعرفج ولا اتعرفيني". مع العلم ان الطالب يتيم .. والام مشلخه عمرها. فتح الباب ودخل، قلت حق الام تعالي قعدي.. وقعدت يمه، وغسلت شراعه غسااااااال جدام امه، الام هدتنا عقب فترة وخلتنا ابروحنا.. وانا اكمل غسال على عافيته.. عقبها كتبت له تمارين، وقلت له :"مابي ادرسك، اكو التمارين حلهم ابروحك، لين تعدلت اخلاقك باييك". خمس دقايق اتصل فيني ويعتذر.. وطلب مني ارجع ادرسه، قلت له مب ياي.. بس حل التمارين وطرش لي اياهم واتساب. بصراحة عقب الزف ياني صداع (اوردي انا عندي صداع نصفي) وماقدرت ادرس اصًلا.

طلبة جامعات:
الي ساعدني في تديس طلبة الجامعة ان منهجهم فيه وايد من المدارس، والطلبة واعيين اكثر.. وهالمرحلة تتطلب مني تحضير اكثر علشان ادور اقصر طريج اشرح فيه المعلومة واوصلها، بصراحة ماذكر تجربة فاشلة ما حققت فيها اهدافي بالنسبة لمرحلة الجامعة.

احمدي:
تعرفت على هالطالب وكنت ادرسه في "البسيتين" في بيت يده تحديدًا.. من المواقف الطريفة الي صادتني مع الحجي يده يقول لي: " شنو لقبكم؟!" قلت له:" ماعندي لقب". قال لي :" احسن" ( مع ضحكة غريبة) بس استانست على الحجي الله يحفظه.. المراد، الولد فوق ان يحاول يطور من نفسه.. مؤدب وخلوق ومتواضع  جدًا، وهالشي كان وايد يساعدني في توصيل معلومتي حق الصبي واتمنى لو ان الصبيان الي في عمره يصيرون مثله، اتمنى عيالي يصيرون جذي ..



هذي التجارب الي وقفت عندها .. نقاط عامة :
1-  اهتموا في العربي مثل ما تهتمون بأي شي ثاني واكثر، اللغة العربية مو على الهامش، وتذكروا ان الولد اذا مو زين في العربي ما بيصير زين لا في الدين ولا الاجتماعيات ولا العلوم ..
2-  تعديل نظام البيت بالنسبة للعيال الي ما يعرفون يتكلمون عربي اهم من وجود المدرس، اذا تأخر حل هالمشكلة بتصعب.
3-  كوني ماشتغل مدرس.. مو معناته ماقدر اساعدك، تقدر تتحاور معاي وتكتشفني قبل لا تحكم علي، خاصةً اذا الي بادرسه صغير.. وخاصةً ان ادارة Telp عطتني الثقة.
4-  عندي طموح عود في هالمجال، وفي خاطري اسوي مركز لتعليم اللغة العربية لمختلف الاعمار.. وأن يكون تابع حق Telp  لأنهم اصحاب الفضل علي.
5-  كل حصة انا متعود اعطي ولي الامر تقرير عن الي صار، ولي الامر على اطلاع بأي شي اسويه.
6- احاول اركز على جوانب تربوية اتساعد الطالب ان يتغير، حتى لو ما كان له علاقة بدرسه.. اتكلم عن الصغار طبعًا.. انا مؤمن برسالتي قبل مهمتي.

ختامًا : اشكر كل ولي/ة امر وثق فيني وعطاني فرصة لتعليم اعياله، وتأكدوا إني ما ببخل بأي جهد، وادور اجرب طريج علشان اطور من مستوى عيالكم، تحية لكم جميعًا.. واتمنى النجاح لعيالكم

محمد حسن يوسف