الثلاثاء، 10 فبراير 2015

لمن هذا السرير الخالي ؟!

الحمدلله الكريم الودود .. غافر الذنب لمن عصى ، وقابل التوب لمن أراد أن يستغفر و يعود ، والصلاة والسلام على خير خلق الله المحمود .. وعلى الآل والصحب الكرام أصحاب الخلود ، اللهم أخرجني من ظلمات الوهم .. واكرمني بنور الفهم .. وحسن أخلاقي بالحلم .. وافتح علي من بركات العلم .. واكتب لي الوصول إليك .

كنت قد تعودت وبعد كل فترة أعاني منها من شدة الضغوط على مستوى الحياة .. وبعد أن انتهي من اعمالي وارتباطاتي أن انال قسطا من الراحة .. ذلك القسط هو عبارة عن الذهاب لاداء العمرة وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم ، أفعل ذلك وحيدا بدون رفقة أحد .. أراجع خلال تلك الفترة نفسي وحساباتي .. اهدافي واحلامي .. من أين انطلق .. وما يتوجب علي فعله في القادم من الأيام القريب كان ام البعيد ، كان ذلك في مارس سنة 2013 في خضم جلسة تفكر في غرفة الفندق .. التفت بجانبي فلاحظت سريراً خالياً ، فقلت في نفسي : "لمن هذا السرير الخالي؟! "

هل يتوجب علي أن اقتحم الحياة وحيداً ؟ هل انا بحاجة لمن يهتم اهتماماً شديداً لتفاصيل حياتي واموري ؟ هل من أحد اقاسمه مشاعري وما يجول في خاطري ؟ كانت تلك الليلة هي شرارة بداية التفكير في موضوع الزواج .. لكنني لم أكن اظهر ذلك ، حتى جاء الوقت بعد عدة شهور .. جلست فيها مع شيخي ( الشيخ ايوب رشدان ) .. اعترفت له واقررت امامه بما حل بي تلك الليلة بمكة المكرمة بجانب السرير الخالي .. فأظهر رغبة في البحث عن فتاة تناسبني ، رفضتهم جميعا .. لم اكن اعرف ما أريد .
خلال سنة .. اعترفت بعدها لأهلي بأنني ارغب في الزواج ، بدأت بعدها عملية البحث على مختلف الأصعدة ، فكانت التلميحات والتصريحات لا تأتي بفائدة .. دخلت ذات يوم على أخي يوسف يتهامس مع والدتي .. فقلت : " شتقولون ؟! " فأجابني : " وصلنا ان مافي بنت اتناسبك " .. ابتسمت ابتسامة كلها مجاملة ، لأنني كنت على درجة عالية من النرفزة ، من أنا لكي لا تناسبني بنت ؟!

في شهر سبتمبر سنة 2014 ، عدت مرة اخرى إلى مكة المكرمة بعد انتهاء فترة الصيف المرهقة .. عدت إلى ذات السرير الخالي ، اتذكر تفاصيل تلك الليلة تماماً نزلت إلى الحرم .. وجلست مقابلا الكعبة الشريفة واقول : " يارب .. إن كتبت لي الزواج فاجعله سهلا علي " . كررت ذلك مرارا طوال الليل . فلما عدت إلى البحرين ولم تكن هناك أي مؤشرات شعرت بالإحباط الشديد .. حتى بان ذلك على ما اكتبه في " الإنستغرام " .

بعد شهر .. دخلت حياتي ، فكنت مرتاحاً لدخولها علي .. لم اكن اعرف المستقبل ، لكنني احترمتها جداً .. واحترمت أهلها ، ادخلوني منزلهم .. و وثقوا بي ، وجالسوني ابنتهم ، اعرف بأن موضوع الزواج هو قسمة و نصيب من رب العالمين ، لكنني عندما خرجت من عندها للمرة الأولى كنت أقول : " هل اصبح الأمر وشيكاً ؟ " دعاني شباب مسرح البيادر في تلك الليلة الى رحلة شواء على البحر فوافقت .. بصراحة ، لأنني كنت اريد الذهاب الى المكان ولم افكر فيهم .. نظرت في بطن السماء وانا في قمة الارتياح مما سمعته ورأيته .

كل شيء كان سهلا ميسرا .. بتفاصيله و عمومه ، اقتربت من طبعها وحياتها .. واقتربت هي من حياتي ، فصرت لا انفك افكر فيها في كل حين .. حتى صرت ارسم لها يوميات في داخلي .. وددت لو أنني اسأل عنها في ذلك الوقت في كل لحظة..فقط ليطمئن قلبي ويستقر فؤادي ، بصراحة .. لم اكن متأكداً من حقيقة ما افعله ، لكنني احببت تلك اللحظات والاهتمامات .. كنت سعيداً .

لما سافرت إلى الشارقة .. لم اكن مركزاً على ما اقوم به ، اردت فقط المكوث في السكن لأطول فترة ممكنة ليتسنى لي الحديث معها اكثر فأكثر .. كانت قبل ذلك قد اخذت قلبي واحتفظت به عندها ، فلما ابلغتني بقرار موافقتها .. لم اكن اعرف كيف اعبر عن فرحتي بهذا الخبر ، سنتين من القلق الشديد والتفكير انتهوا تماما ..وبدأ عهد جديد .
احببتها .. اعترفت لها واعترفت لي ، دخلت بعدها في الحلم ... اصبحت اعيشه يوما بعد يوم حتى تم العقد على خير ، حتى ذلك الوقت .. لم اكن اتصور الحدث ، لم اعرف كيف اعبر عن فرحتي ، لم اصدق ان ذلك حدث فعلا .. حتى جاء وقت الحفلة ، وحان وقت دخولي .. وانا برفقتها .. تذكرت شريطاً طويلاً من حياتي ، ملؤه التفكير والقلق .. فرددت في نفسي كلام ابن عطاء الله السكندري عندما قال : " لا يكن تأخر امد استجابة الدعاء موجباً ليأسك .. فهو ضمن لك الاجابة فيما يختاره لك لا فيما تختاره انت .. وعلى طريقته هو لا على طريقتك انت " . قلت في نفسي : رضيت بقضاء الله ، ورضيت بطريقة الله .. سلمت نفسي لربي .. بل واحببت اختيار ربي لي ، فلم يعودني ربي الا جميل الاختيار .

ريثما انا استحضر هذا الكلام ، نزلت مني دموع فرحتي امام الناس ، لم أكن اخجل من ذلك .. فالقلب الذي لا تدمع عيونه ليس بقلب ، اللهم اني اعوذ بك من القلب المتحجر .
يستمتع الناس بتفسير ما يحلو لهم من احداث .. لا اكترث لذلك ، لا يمكنني اسكات الناس .. ما يهمني هو انني سعيد ، وأنه ليس علي ان ادخل أنفي في شؤون الآخرين .. فليفسروا تصرفاتي كما يحلو لهم ، أنا سعيد .. وهذا ما يهمني .

محمد حسن ( المستانس )