الاثنين، 15 نوفمبر 2021

ولدكم يقرأ بالعربي بطيء؟حياكم

أسفر ابتعاد أبنائنا عن المدارس لا سيما الأطفال في مرحلة التأسيس مستويات متباينة
بشكل كبير خاصة في اللغة العربية، في هذا المقال سأُركز على مسألة انتشرت بشكل كبير
وأرى بأن أولياء الأمور قد يغفلون عن حلها بسبب سوء تشخيص حالة ابنهم، ألا إن
المشكلة هي "القراءة ببطء".


التشخيص: لو فرضنا بأن الولد الذي يعاني من هذه المشكلة يحضر في صفٍّ قوامه عشرون طالبًا، وأراد المدرس أن يختار أفضل طلبته في القراءة فإنه بشكل طبيعي سيستبعد الطالب الذي يقرأ ببطء، وعندما يلتقي مع ولي أمره في " اليوم المفتوح" أو من خلال أي وسيلة من وسائل التقييم فستصل معلومةٌ إلى ولي الأمر مفادها بأن ابنك "ضعيف" في القراءة، مما يحطم ذلك من معنويات الطالب الذي يحفظ الحروف، ويجيد القراءة، ولكنه يتخذ قراراته ببطء شديد خشية ارتكاب الأخطاء إذا ما زاد من سرعة وتيرة القراءة، ويرى بأن والديه مؤمنين بأنه ضعيف في القراءة مما يتسبب
ذلك في بناء حاجز نفسي صعب اختراقه.


خطوات الحل: 

عزيزي ولي الأمر، إن تقييم المدرس في الصف قد يصف جانبًا محددًا فيما يراه هو.. ذلك لا يلغي " أداة الملاحظة" التي تملكها أنت، هناك فرق بين الطالب الذي يحتاج إلى تشجيع وتحفيز وأساليب منوعة تدفعه للقراءة السريعة كما سنبين، وبين الطالب الذي لا يحفظ الحروف وطريقة كتابتها،
فالفرق شاسع بين الحالتين. امتنع عن التلفظ بعبارات فيها تقليل من شأن طفلك ك " ليش
ما اتعرف تقره؟" أو "ولدي ضعيف في القراءة" ، واستبدلها بعبارات أخرى مثل "ولدي شوي
يحتاج مساعدة" أو " ولدي شوي وبيصير من أحسن الطلاب" ونحو ذلك من الجمل التي تزرع
الأمل والثقة بالنفس، هذه الخطوة كفيلة باستدعاء كل قوى التركيز الكامنة لدى ابنك
أثناء القراءة. 


اسمع الكثير من أولياء الأمور يوجهون لي بعض النصائح بقولهم :" أستاذ، اقعد معاه ساعة ونص، نشششف ريجه، خله يقره". في حين أنه بإمكاني قضاء ساعة ونصف مع ابنك باستخدام أساليب ترغبه في القراءة، من ضمنها: 

- تحدي الوقت: يقرأ الطالب فقرة صغيرة مكونة من سطرين أو ثلاث على الأكثر، أقوم بتسجيل صوت الطالب ليسمع نفسه بعد ذلك ويتعرف على أخطائه، ثم أطالبه بإعادة قراءة نفس الفقرة وأضع أنا التوقيت المطلوب، فيكون الأمر تحديًا للطالب الذي غالبًا سينجح بهذه المهمة، فقد
سمع الأستاذ وهو يقرأ هذه الفقرة، ثم قرأها ثم سمع نفسه وقيّم قراءته، أغلب الطلبة بعد نجاحهم في التحدي يطلبون اعادته مرة ثانية ليكملوا القراءة في وقت أقصر ليعززوا من شعور الثقة بالنفس.


- الألعاب: في بداية الوقت المخصص للألعاب بإمكانك أن تقدم له ألعاب تحفيزية ليس لها
علاقة بالدرس تمامًا، مثل لعبة X O المعروفة، أو بإمكانك أن توجه له بعض الألغاز
البسيطة التي تحفز العقل على العمل أكثر، ثم تعرض عليه الألعاب التي لها علاقة
بموضوع الدرس، وهناك العديد من القوالب في المواقع الإلكترونية "كالمتاهة" و "التصويب بالمسدس على الكلمة المطلوبة" التي تدفع الطالب إلى الاستمتاع بالحصة
إضافة إلى ((( التعود))) على التصرف بشكل سريع. 

- تغيير العادات واستغلال وقت الفراغ: يمر أولادنا بأوقات فراغٍ كثيرة، المطلوب منا كأولياء أمور إذا ما أردنا تطوير أي مهارة في أبناءنا أن نقتطع من أوقات فراغهم نذرًا يسيرًا، لتصبح القراءة
جزءً لا يتجزأ من يومياته، سينقلب هذا الوقت اليسير من وقت فراغ إلى سرٍ من أسرار
النجاح. 

- لا تتملص من مسؤولياتك: إن المدرس الخصوصي عامل مساعد في زيادة التحصيل
العلمي، ولكن الأساس هما الوالدان، فلا ينبغي للأم أو الأب أن يطلب المساعدة من
المدرس ويتملص هو عن مهامه ويرفع يده تاركًا المهمة على عاتق المدرس الذي لا يجلس
مع الطالب أكثر من ساعتين في الأسبوع. 

- أوقات الراحة للحصص الطويلة: كما أن البالغين يناظرون الساعة إذا ما أحسوا بالتعب فكذا الأطفال، يمكن ادخال وقت الراحة في الأساليب التعزيزية المحفزة إذا ما اتقن الطالب قراءة المطلوب منه.

- مقاومة النسيان: تجري عادة الإنسان بالاستغراق في النشاط ونسيان الهدف، فقد ينحرف الابن في تطبيقه عن الهدف الذي تم من أجله رسم هذا النشاط، فعليك عزيزي ولي الأمر التدخل هنا
لتصحيح المسار بحزم منضبط بالحكمة. 

الأنشطة المساعدة: العديد من المراكز الشبابية تقوم بالإعلان عن أنشطة رياضية واجتماعية مختلفة، سارع في اشراك ابنك .. وأول نشاط حري بك أن تشرك ابنك فيه هو مركز تحفيظ القرآن، ناهيك عن الفائدة اللغوية التي سوف يتحصل عليها جراء القراءة بالاضافة الى القصص التي سيسمعها ويتعلم منها، فإن في اشراكه وتعليمه القرآن قد فتحت مجرى الحسنات لك ولإبنك. 


شاركوني تجاربكم 
محمد حسن يوسف