الاثنين، 28 يوليو 2014

البحرين .. من جانب آخر


الحمدلله رب المشرقين .. ورب المغربين ، والصلاة والسلام على جد الأكرمين .. وسيد الكونين ، واشمل الصلاة يا ربنا آل البيت و الأصحاب والصالحين من الثقلين ، اللهم أكرمني بنور الفهم .. واخرجني عن ظلمات الوهم .. وابسط لي طريق العلم .. وحسن أخلاقي بالحلم .. وافتح علي ابواب رحمتك .

يقول ابن خلدون في مقدمته : ("البحرين اقليم ، وقصبته (مركزه وعاصمته ) هجر " ).. بالرغم من اقتصار اسم "البحرين" على جزيرتنا الصغيرة ، إلا أن امتداده الفكري والتاريخي .. بل وحتى العلمي يشكل اللبنة الأساسية في تاريخ هذه الجزيرة الصغيرة في مساحتها ، ولكن قيمتها المكانية والفكرية و دور شعبها التاريخي في مختلف القضايا  جعلت منها محطة ملفتة للأنظار.


-        مرشحة لتكون داراً للهجرة :

بعد أن وصف الله سبحانه وتعالى المكان الذي سيهاجر إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيكون وارفاً بالنخيل .. قام عز وجل بتخيير نبيه ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله خيرني أي دار أنزلها فهي دار هجرتي يثرب و البحرين و قنسرين(حمص) " .


-        خير أهل المشرق :

  قال صلى الله عليه وسلم : " ليأتين ركب من     المشركين لم يُكرهوا على الإسلام ، وقد أنضوا   الركاب وأفنوا الزاد ، بصاحبهم علامة .. اللهم     اغفر لعبد القيس (قبيلة في البحرين) ، أتوني   لا يسألونني مالا ، هم خير أهل المشرق " .

   بهذا الحديث الشريف والذي سبقه تكون          البحرين استثناءً من حديث آخر نبه خلاله النبي    صلى الله عليه وسلم بأن الشر سيأتي من        جهة المشرق عندما قال عليه الصلاة والسلام:   "من ها هنا يخرج قرن الشيطان ، وأشار الى      جهة الشرق " .


-        صفاتهم "الحلم والأناة" :

عندما جاء وفد عبدالقيس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انكبوا عليه وأخذوا يقبلونه ويعبرون عن حجم الشوق الذي يحملونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا رجلا كبيرا لهم يقال له "أشج بن عصر" .. نفض غبار السفر عنه ، واغتسل ، ولبس احسن الثياب ، وتعطر .. ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ابهى حلة .. وقبّل يده الشريفة ، فأٌعجب النبي صلى الله عليه وسلم بصنيعه فقال : " إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله..الحلم والأناة". فقال: " أهو شيء جبلني الله عليه .. أم هو شيء اكتسبته ؟ " . فقال صلى الله عليه وسلم : " بل هو شيء قد جبلك الله عليه " ... فقال أشج : " الحمدلله الذي جبلني على شيء يحبه الله ورسوله " .
#ديرتي_تسوى 


-        صلاة الجمعة ، الغير واجبة :

كان أهل البحرين يجتمعون  في المسجد يوم الجمعة .. يذكرون الله سبحانه ، فيقوم فيهم خطيب ، فيذكرهم بالله عز وجل ، يقومون بعدها و يصلون ركعتين لله تعالى .. كان ذلك قبل أن تُفرض صلاة الجمعة على المسلمين.


-        البحرين و قضية فلسطين :
 
    في إطار البحث عن وطن قومي لليهود .. اقترح طبيب روسي يهودي على بريطانيا أن يكون الوطن هو البحرين ، وذلك قبيل الإعلان عن وعد بلفور .. قوبل ذلك الاقتراح بالرفض لعدة اعتبارات منها أن بريطانيا لا تود أن تضر بمصالحها في المنطقة ، كما أن إقليم البحرين و شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت كانوا تحت سيطرة الأسر الحاكمة سواءً كان أمير نجد على الإحساء ، او آل خليفة في البحرين ، او آل سعيد على ساحل عمان ... بعيداً كل البعد عن سيطرة الدولة العثمانية.
    دافع شعب البحرين عن قضية فلسطين العربية المسلمة بشتى الوسائل وبشكل متدرج كما يلي : .
مظاهرة حاشدة .. نتجت احداها عن اقتحام الكنيس اليهودي مع بعض المحلات لأصحابها اليهود في البحرين ، مما جعل القوى الوطنية تفض ذلك الاعتصام وتعيد كل الجموع المحتشدة إلى منازلها .. لانحراف المسيرة عن أهدافها المنشودة ، كما أن قوات حفظ النظام شاركت في فض الاعتصام ولكن بعد فوات الاوان .
 
 
 
تم تأسيس فرقة صغيرة من العسكريين بما يعرف بجيش تحرير فلسطين سنة 1948 ، وهي حرب سادها عدم التكافئ و ظهر جليا الفارق العلمي بين المسلمين وغيرهم .. صحيح أننا لا نفوز على جيوش اعدائنا بسلاحنا بل بالإيمان ، ولكن الله أمرنا بأن نعد العدة ( واعدوا لهم  ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) .




 
العديد من الشهداء القرابين التي قدمتها البحرين في عدة قضايا مختلفة .. سواءُ كانت أمام الاستعمار البريطاني ، أو قضية فلسطين .. مثل " محمد السيسي" البحريني كمقاتل ومدافع عن اراضيها سنة 1948 .



 
نتج عن انتفاضة الأقصى الثانية سنة 2000 غضب عارم من مختلف العواصم العربية منها المنامة .. حيث حدثت مسيرة تضامنية مركزية بين السنة والشيعة ، حيث كان لكل منهم مسيرته بعد صلاة الجمعة .. وكان اللقاء بين الطائفتين بعد العصر عند السفارة الأمريكية ، فجرت أحدث اسفرت عن إلقاء زجاجات مولوتوف داخل حديقة السفارة الملعونة..و إنزال العلم الأمريكي ورفع العلم الفلسطيني مكانه.
 
 
 
 جانب آخر من شكل بلادي ، التي افتخر بالإنتساب إليها ..
#شكراً للشباب الي ساعدوني على اعداد هالمقال 
  محمد حسن يوسف

 

 

 

 

الأربعاء، 23 يوليو 2014

قصص الأنبياء .. المعاصرة "2"


الحمدلله البارئ الخالق ، مكوّن الإنسان الناطق .. فمنهم في الجنات من ينام على النمارق ، ومنهم الشقي من عذاب الله عز و جل  به لاحق ، والصلاة والسلام على من انار الله به المغارب والمشارق .. اللهم أكرمني بنور الفهم ، واخرجني من ظلمات الوهم ، وارزقني من بركات العلم ، وسهّل اخلاقي بالحلم .. وافتح علي ابواب رحمتك .

متابعة لما سبق من ربط القوانين الإلهية المتمثلة في الرسل والأنبياء عليهم أفضل الصلاة واتم التسليم ، وبين تعامل البشر بقوانينهم الخاصة الفظة .. وما آلت إليه أحوالهم بسبب أعراضهم عن السنن الكونية الظاهرة ، أكمل حديثي السابق مع "قصص الأنبياء .. المعاصرة " .

# أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام :

تميز عصر إبراهيم الخليل عليه السلام باستخدامه الحجج والبراهين العقلية بجانب الخوارق من المعجزات .. لكن اغلب البشر لا ينظرون إلى الأمور بعين متجردة من العواطف و الجهل المركب .. يحطم - عليه السلام – الأصنام ويسألونه من حطم الأصنام فيقول :( بل فعله كبيرهم فاسألوهم إن كانوا ينطقون) ، بمعنى .. افتح عقلك ولا تسلمه في يد غيرك ، كيف لك ان تعبد مالا يضر ولا ينفع حتى نفسه ؟! كيف لك أن تسلم عقلك لفكرة دون أن تكون لك قابلية لكي تناقشها من كل الأبعاد .. لماذا تسير خلف الشعارات بدون أن تحكم عقلك ؟! لماذا لا تتجرد من هوى نفسك .. لتصل إلى قرارات منبعها التفكير العقلي السليم ؟!

ماذا كان رد البشرية مع هذه السنة الكونية ؟! .. لاحظوا ( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ) ، نعم .. ففي هذا الزمن يقع المتحدث بعقله وسط معارك من العواطف المختلطة بهوى النفس الأمارة بالسوء ، و وسط ما يموج به حالنا من فتن فتاكة .. يقع في جحيم التهميش ،السب،القذف،التصنيف الظالم الزائف .. ومن ثم العزلة ، البشرية تكرر أخطاءها .

بالرغم من الجحيم المستعرة ، التي لم يستطع قوم إبراهيم عليه السلام أن يقتربوا منها .. فرموه بالمنجنيق من مكان بعيد ، إلا أن ابراهيم عليه السلام قام في وسط جحيمهم الدنيوية القاصرة أمام قدرة الله تعالى .. وصلى ، فقالت له أمه : "ادع ربك أن يدخلني معك فأطمئن عليك " .. فدعى ربه ، فدخلت واحتضنت ابنها في وسط الجحيم ...رغم ما رأى هؤلاء البشر ، إلا أن الله تعالى قال في حينها : ( فآمن له لوط ) ... فقط ؟! ما هذا الجحود ؟! لا تستغرب ... فالبشر في مختلف الأزمان يفكرون بنفس قوانينهم ، فتجد أكثر الناس عن الحق منشغلون متكبرون .. بينهم وبين الحق حاجز من الغطرسة .

ذهب عليه السلام في طريق دعوته إلى حاكم الأرض الظالم "النمرود" ، قال : ( ربي الذي يحيي ويميت ) .. فرد عليه بحجة متغطرسة متكبرة ( أنا أحيي و أميت ) .. فأراد صاحب الحجج العقلية سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يصور تصويرا آخر للقدرة الإلهية يسكت به هذا المتغطرس ، فقال : ( إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ) .. فكانت حجته عليه السلام دامغة ( فبهت الذي كفر ) .. لكن ماذا فعل النمرود ؟! مازال البشر يعطلون عقولهم ويطلقون لقلوبهم العنان ، لأن في ذلك ترضية لغرائزهم المريضة ، ونفسهم الدنيئة ... مبتعدة عن نور العقل البازغ .

ماذا حل بالنمرود الذي ملأ الأرض جورا و ظلما ؟! دخلت باعوضة في أنفه .. فعذبه الله عدد سنين حكمه ، أخذ يضرب نفسه ، ويأمر خدمه وحشمه بأن يضربوه بالنعل .. فلم يفلح في مسعاه ، فأخذوا المطارق فضربوه بها .. فمات من هول العذاب المهين .. هذا  وغيره ، نماذج محفوظة لنعتبر .

مادم البشر قد آمنوا بوجود خالقهم .. من بعد ما تبينت لهم الآيات العظام ، فعليهم أن يقبول ا تكاليف خالقهم .. لكننا في زمن أصبح البشر يشككون في تلك التكاليف بغية أن يفعلوا ما يشاؤون هم .. لا ما يشاء الله سبحانه ، انظر بماذا كلف الله ابراهيم عليه السلام ، وكيف كان ذلك التكليف عكس رغباته .. يرزق الله سبحانه ابراهيم عليه السلام بإسماعيل عليه السلام بعد أن اصبح رجلا كهلا كبيرا في السن ، يؤمر بأن يذهب به إلى الصحراء .. حيث مكة الجافة ويتركه وأمه وحيدين ، فلما بلغ الولد إسماعيل عليه السلام سن الشباب اليافع.. يأمر الله تعالى نبيه ابراهيم عليه السلام بأن يذبح ابنه !! ما هذه التكاليف الصعبة ؟!! لو فكرنا فيها بتمعن .. بأن تلك التكاليف هي من الله سبحانه .. وإليه نرجع جميعا ، ومادمنا مؤمنين به فعلينا أن نلتزم بتلك التعاليم ،لا أن نتملص منها و نؤولها ونفسرها إلى غير مبتغاها .

كان إبراهيم عليه السلام إنسانا استثنائيا في التكاليف التي انزلها الله عليه (إن هذا لهو البلاء العظيم ).. فلأنه كان استثنائيا أيضا في طريقة تنفيذ تلك التكاليف ، نال الدرجات العلا (سلام على إبراهيم ، إنا كذلك نجزي المحسنين ) .. نعم ، رآه النبي صلى الله عليه وسلم  اثناء رحلة المعراج في السماء السابعة مسندا ظهره إلى البيت المعمور ... يكفي أن الله سبحانه قال عنه : ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) .. تفكر في هذه الآية ، لو  كان هذا هو الفضل الوحيد الذي امتاز به سيدنا إبراهيم لكفاه .. فلا تنظر إلى حجم التكاليف ، بل انظر إلى من كلفك ... لا تنظر إلى الابتلاء ، بل انظر إلى ما انزل عليك هذا الأمر .. ومالذي يريده منك .
# شكر خاص للأستاذ فؤاد رضي مسؤول القسم في عملي  لسماحه لي بكتابة هذه السطور في مكتبه.

محمد حسن يوسف

الجمعة، 11 يوليو 2014

قصص الأنبياء .. المعاصرة (1)


الحمدلله المجيد ، المبدأ والمعيد .. الفعال لما يريد ، والصلاة والسلام على خير الخلق من قريب وبعيد ، اللهم اكرمني بنور الفهم .. واخرجني من ظلمات الوهم .. وسهل اخلاقي بالحلم .. وافتح علي ابواب رحمتك .. و تب علي إنك انت التواب الرحيم .

قرون طويلة من عمر البشرية ، امتلأت كفرا وطغيانا وعنادا .. اختصرها ربي على هيئة خمسة وعشرين نبيا ورسولا دون غيرهم ، وضع فيها كل القوانين البشرية المزيفة في التعامل مع هذا الكون .. قوانين ، يتكرر صداها على مختلف الأزمنة والظروف .. عجيب هذا الإنسان ، فبالرغم من تلك السنون الطويلة ، فإن التاريخ لا يكاد يعيد نفسه مرارا وتكرارا ... ليجعل الماضي البعيد معاصرا في كل الأوقات و الأزمنة .

 

نوح عليه السلام – أول رسول :

على الرغم من الأساليب الكثيرة والمتنوعة التي قام بها النبي نوح عليه السلام كي يدعو قومه .. ليلا ونهارا ، سرا وجهارا ، جماعات وأفراد .. فإن قومه ردوا عليه بقولهم ( وما نراك اتبعك إلا الذين هم اراذلنا بادي الرأي ) ، فكانت النتيجة ( وما آمن معه إلا قليل ) .. لا ينظرون إلى الفكرة كفكرة بشكل مجرد من حظوظ النفس ، بل ونالوا من اصحابها سخرية وضحكا .. غطوا منافذ عقولهم قبل أن يغطوا آذانهم ( وأني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم) .

 كم من البشر في عصرنا الحاضر من يقوم بهذا الفعل مجازا ، يغطي عقله ولا يستمع إلى الأفكار الصحيحة والسلمية .. لأن عليه غشاوة من الشهوات ، وتجده مصرا بحجج واهية متعصبة .. مدعما حججه العصبية بالسخرية كما فعل قوم نوح عندما رأوه يبني سفينة على اليابسة ( يا نوح .. صرت نجارا بعد أن كنت نبيا !!) .. فيبدأ الصراع من صراع الأفكار إلى صراع الشخصنة والسخرية .. بل أحيانا يتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك .. والله المستعان .

هود عليه السلام – أول رسول عربي :

كان على هود عليه السلام مجابهة اصحاب الحضارة في الاحقاف باليمن .. ليس ذلك فحسب ، بل هم العمالقة الضخام .. لكنهم أصروا وتعلقوا بالماديات على حساب صحة الرأي وسلامته بقولهم ( من أشد منا قوّة) ، كذلك الإنسان في عصرنا الحاضر ، ينسب القوة المادية التي حصل عليها من غير حول منه ولا قوة .. ينسبها إليه ، سواء كانت قوة بدينة .. موهبة .. مهنة .. رزق ، وينسى أن كل شيء جاء من العدم ، وسيعود إليه .. وهذا هو قانون البقاء على الأرض ، فكل شيء جاء من العدم مآله إلى الفناء .

نعرف هذا .. ولكننا ننسى ، فإذا مدحنا أحدهم نكاد لو أننا نطير بجناحين .. ولا ننسب النعمة إلى المنعم ، فنعرضها لزوالها .. فتكون نقمة علينا بعد أن كانت نعمة .. فانظر إلى قوم هود عليه السلام بعد أن كانوا عمالقة وأصحاب حضارة كيف تحولت أجسامهم إلى ( كأنهم أعجاز نخل خاوية .. فهل ترى لهم من باقية ؟! ) .

 

صالح عليه السلام – نبي عربي :

لم ينفع رصيد نبي الله صالح عليه السلام من السمعة الحسنة قبل حصوله على شرف دعوة قومه فردوا عليه ( قد كنت فينا مرجوا قبل هذا ) ، اوضح حججهم كانت رغبتهم الجامحة في "تقليد" آبائهم حتى في الديانة دون بذل أي جهد في الوصول إلى الحقيقة ، بالرغم من المعجزة التي جاءت على حسب وصفهم ورغبتهم .

إن التقليد في الديانة لهو أمر خطير فعلا .. صحيحا أننا نحمد الله بأنه جعلنا مسلمين ، لكن .. هل فكرنا لو أننا كنّا غير ذلك ، هل بإمكاننا الوصول إلى الحقيقة بدلا من التقليد الأعمى ؟ يقول الإمام اللقاني في منظومته : " اذ كل من قلد في التوحيد .. إيمانه لم يخل من ترديد " .

عندما جلست مع ذاك الشاب الملحد .. اقتنعت أنه لا يمكن لإيماني أن يكون قويا إلا إذا وصلت إليه بحجج عقلية غير نمطية .. مبتعدا عن التقليد والسطحية .. كي لا أكون كالطبل ، صوته عال و داخله أجوف .. كي لا أكون حاملا الإسلام بالإسم فقط لا بالجوارح والفكر معا .

 

لوط عليه السلام – المعصية المزلزلة :

كرم الله الإنسان وجعله أعلى درجة من الحيوان .. لكن ، عندما يجرد الإنسان نفسه من عقله يصبح أقل درجة من الحيوان نفسه ، عندها .. فإن هذا الإنسان لا يستحق الحياة التي أعطيت له كأمانة يؤديها ، وهي مهمة الخلافة في الأرض .. عقلك رأس مالك ، لا تفقده .. ولا تعطيه غيرك ليفكر عنك .

 

شعيب عليه السلام – نبي عربي :

( ولولا رهطك لرجمناك ) .. لماذا ؟! ماذا فعل شعيب لينال كل هذا التهديد والوعيد من هؤلاء البشر المستكبرين سوى انه أمرهم بالإلتزام ببعض القيم التي ستديم حياتهم وستعود على مجتمعهم بالمنفعة ، فواجهوه بقولهم ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في اموالنا ما نشاء ؟!!) ..

نعم ، هنا نوع آخر من البشر .. لا يمنعك أن تقوم بأداء صلاتك وصيامك وعباداتك ، لكنه لا يريد منك أن تفرض عليه الأوامر والتكاليف والقيم .. يريد أن يفعل ما يشاء كيفما شاء .. لهذا فهم لم يؤمنوا بالله ، لا لشيء .. هم فقط يريدون الإبتعاد عن التالكيف ، يريدون العيش في الحياة وراء شهواتهم و نزواتهم .

الغريب في الأمر .. أن تجد بعض الناس يصلي و يصوم ، فإذا جاءه تشريع من ربه واضح جليّ استكبر وادبر عنه ، يأخذ من التشريعات ما يناسب فكره و هواه وحالته و زمانه .. ويرمي بعرض الحائط ما يخالفه منها ، مصالح دنيوية كلها خلف ذلك ، إذا رأيت أحدهم يجري وراء قشور التشريعات ويتناقض فيها .. فتأكد أنه يلهث وراء مصلحته الشخصية الدنيوية .

يتبع ..
محمد حسن

 

 

الأربعاء، 2 يوليو 2014

مناجاة

وسط الدجى أتلفت يمنة و يسرة ... فلا اجد سوى بابك يا رب ، أقرعه لأنال منه الخيرات ، و أتوب عن ما بدر مني من سابق الزلات ... فإذا ذكرت ربي اسمي يوم الزحام وسط الخلائق ، فاسدل سترك وعفوك علي .. ولا  تفضح عيوبي ، ونقني من دنائسي .

ان هذه الدنيا الدنية أرهقتني ، فكن لي عونا يارب ... و زدني وقودا من العافية ، اللهم أني لما سقطت دموع عيني أعطيتني من خيرك ، ولما ظلمني الناس نصرتني بعدلك من حيث لا احتسب ، فاللهم كما أجزلت علي من الخيرات على خواطري ، فأسر خاطري يوم ألقاك ، وأدخلني الجنة بدون سابقة عذاب .. و يوم الحشر هون علي  العتاب ، واحشرني في جناتك مع الأهل و الأحباب ... 

في شهرك الكريم ، حببني يارب في كل عمل يقربني الى حبك ورضاك .. و افتح علي من خزائن الخيرات، واجعلني يارب متقلبا بين الطاعات ، يارب اعل همتي .. و زدني بسطة في فهمي وعلمي ، وجسدي و صبري .. يارب ، استحق النار ان لم ترحمني ، فأنت أهل الرحمة والمغفرة ، ما عبدتك حق عبادتك .. فأنا المقصر في حق جنابك ، لكنك ألهمتني ان أدعوك .. وعلمتني ان العبيد يجب ان يقفوا على باب الرب الأعلى ، يطلبون منه العفو والمغفرة ، فان لم نفعل فستستبدلني بعبد يعبدك فيخطئ ، فيستغفر فتغفر له ... فانه لا يغفر الذنب العظيم الا الرب العظيم . 

إغفر لي ، وللمسلمين .. وخص منهم الوالدين ، وأنصر يارب هذا الدين ، وكن نصيرا للمستضعفين ، وبلغنا صلاة في عقر فلسطين ، امين .

فقير إلى رحمتك