الجمعة، 30 أكتوبر 2015

شاب.." بدون هوية"

الحمدلله العظيم رب الأرباب.. والصلاة والسلام على عبده المختار الأوّاب، وعلى الآل والأصحاب.. ومن سار على نهجهم ومن للرب أناب، اللهم أخرجني من ظلمات الوهم.. وأكرمني بنور الفهم.. وحسِّن أخلاقي بالحلم.. وزدني من بركات العلم..واغفر لي ولكل عاصٍ بك اعتصم وإليك رجع وتاب.

"شاب بدون هوية" .. عنوان يدمي القلب ويثير الحسرة في النفوس، ربما نحتاج لطرح هذا الموضوع من وجهة نظر شبابية (من الشباب وإليهم) لنشخّص هذا المرض.. نستوعبه ونتلمس آثاره، نضع أمامنا تصوراً لمستقبل طريقنا إذا استمر الجهل فينا.. أُعطيك إياها من الأخير عزيزي القارئ، ماهو مدى اعتزاز شباب اليوم بوطنهم، بدينهم، بهويتهم التي ورثوها على جهالة؟!

 نحن لا نعتز بديننا ليس لأننا لا ننتمي إليه .. بل لأننا لا نعرفه، مجرد خطوط عريضة.. تشريعات بسيطة لا نسعى نحن إلى الإستزادة منها، ننسى بأن تلك التشريعات هي طريقة حياة.. سلوك نعيش به في كل مناحي حياتنا، نأخذ منه ما نريد لنرضي الضمائر.. ونرد منه ما ترفضه نفوسنا، وكأن تلك التشريعات ملابس نشتري منها ما يتوافق مع مقاساتنا وأهوائنا.

إن كان عذر الشباب اليوم بأن تلك التشريعات من الصعب الوصول إليها من قبل الجميع إلا من رحم الله، فما ذنب الثقافة الإسلامية من تلك الجهالة التي نعيشها ؟! ما هو مدى رغبتنا في دراسة التاريخ الإسلامي إلى جانب العلوم التي ندرسها من أجل تعزيز هويتنا؟! اعتقد بأن اجابات تلك الأسئلة بعيدة عن واقعنا حتماً.. كم من شاب إذا سألته عن قدوته أجاب: " قدوتي..اكيد الرسول صلى الله عليه وسلم". اخرج لنا ورقة خالية يا عزيزي واكتب لي ماذا تعرف عن نبيك!!! واخبرني بجهودك في التعرف عليه وعلى شمائله وصفاته !!! ستجدون في إجاباته ما يصدق كلامي، نحن بعيدون عن الواقع، هذا مثال بسيط.

ليس من المعقول أن يكون الناس كلهم "علماء دين" .. ليس هذا ما ادعو إليه، ولكنني اتكلم عن "هوية" ، ما هو دينك؟! وما هو وطنك؟! وما علاقة الإثنين ببعضهما؟! ستجد في الكتب والتاريخ ما يثلج صدرك.. ويملؤه عزاً وفخراً، حتى تستطيع بعدها من تمثيل هويتك أمام الملأ من غير أبناء جلدتك (كونوا دعاة إلى الله وانتم صامتون.. قالوا: كيف؟! قال: " بأخلاقكم") .. بهويتكم تعلِّمون الناس من تكونون، أما إذا خسرنا هويتنا.. فنحن قابلون لاكتساب ثقافات الأمم الأخرى بخيرها وشرها وهذا هو الواقع (حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) .. ووصف "جحر الضب" هنا وصف دقيق لما نعانيه من ضياع الهوية والتقليد للغير لشدة ضيقه ولرداءته.. فالأمر إليك، إليك أن تنطلق في رحاب ثقافتك الواسعة، أو ان تضيق على نفسك فتدخل في "جحر الضب" .


محمد حسن يوسف  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق