الاثنين، 24 يوليو 2017

الاحترام زينة العلاقات


سعت المجموعات الإنسانية إلى صفاتٍ حميدةٍ يقوم عليها أساس الترابط والتلاحم بين المجتمع الإنساني، فالإنسان كائنٌ لا يمكنه العيش بمفرده، لذلك شكّل المجموعات لضمان بقاء الجنس البشري، أبرز ما تترابط به المجتمعات هي تلك الهبة الربانية .. الحب والأُلفة ( لو أنفقت مافي الأرض جميعاً ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم)، ولكن .. هل هناك قيم مساعدة للترابط المجتمع؟ هل يتفرد الحب بالأهمية العظمى في ترابط المجتمع .. أم أن هناك معانٍ أخرى تربط الحب بالمجتمع وتقويه؟ أقول نعم، فقد يبدّل الله سبحانه أحوال المحبين فينقلبوا على أعقابهم.. فالأصدقاء بعد لقاءٍ ووصالٍ ينقطعون، والإخوان من أمٍّ وأبٍ يتخاصمون وعن بعضهم يعرضون، والأزواج بعد عشرةٍ يفترقون.. وقد تراهم في الخصومة يفجُرون.

"الاحترام" ظهير الحب، وما إن لازمه في مجتمع ودبّت فيه الخلافات الا تسبب في اجتماع الشمل مرة أخرى، ذلك لما يزرعه الاحترام من مهابة ومراعاة للشخص الآخر، فالله سبحانه كما قال عن المحبة (ولكن الله أّلف بينهم) قال في موضعٍ آخر (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا صواتكم فوق صوت النبي) دلالةً على مراعاة الأشخاص بما يحفظ كرامتهم وحرمتهم وخصوصيتهم، ولا يعني اقتراب الشخص منزلة مني مبرراً يجعلني انتهك تلك الخصوصية أو الحُرمة، وكلما علِم ذلك الشخص أنني توقفت عند حدود حرمته سيزداد نصيبي من قلبه، واذا انتهكت حرمته بقولٍ أو فعلٍ فعلى الاعتذار أن يكون بمستوى الخطأ.. بدون تبرير أو خداع للضمير.

مراعاة الغير في اللفظ  والتعبير لمِن اجمل الصفات، فهذه الأم المسكينة تعطي من وقتها وجهدها في تربية أبنائها.. ولن تشك لحظة بأن أبناءها لا يحبونها، وذلك الأب الذي يضحي بكل وقته وما اوتي من قوة يسخرها لحياة عائلته، لكن "لفظة" في غير محلها قد تجرح، و"أُفٍّ" قد تخرج من فمك في لحظة تذمر وقلة فهم تدل على قلة احترامك لوالديك، وملامح غاضبة، قد يبعدك كل ذلك عن منزلة كنت تصبو إليها اعتماداً على حبك فقط، الاحترام هو ضبط للسلوك (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) رغم ما يحمله قلبك.. ولكن عليك أن تتحكم بخواطر السوء وتنطق بالأحسن مراعاةً للآخرين.

بين الأصدقاء، يظن المرء بأنه سيد زمانه.. يقول ما يشاء متى ما شاء، أقول: هل تضمن أن يسمعوا منك لفظاً أو يروا منك فعلاً لا يحبونه؟ هل تضمن أن لا يتكرر ذلك في ظل غياب الوعي عن ذهنك؟ فاعلم أن طبقةً سوداء تتشكل شيئاً فشيئاً على قلوب من حولك تجاهك وإن كان صديقك، فالصديق يريد أن يقضي وقته في سعادة وراحة.. ولهذا اختارك، أما أنك اخترت أن لا تغير من طبعك وأن تُسمعه ما يكره.. فجهّز نفسك لأنه سيُسمعك ما تكره، فاحذر أن تمُد حبال الوصل تجاه أصدقائك متذيلةً سكاكينَ تجرحهم بها بقلة احترامك ومراعاتك لهم.

محمد حسن يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق