الأحد، 14 مايو 2017

رتب وقتك في رمضان

أيام معدودات، تهل علينا بالنفحات، فمن اغتنمها حاز الخيرات، ومن غفل عنها استحق الخيبات والحسرات ( شقِيَ عبدٌ أدرك رمضان ولم يُغفر له-حديث شريف).. تلك الأيام إن لم تقابلها بترتيب منضبط مناسب فإنك ستقع في وحل الكسل، وستعود سيرتك الأولى في عيش حياتك، وستكون لقمة سائغة في فم الملهيات من النفس  والناس والإعلام.. فما هي الملامح العامة لهذه الخطة؟

البحث عن مسائل عامة عن الصيام:
بإمكانك تهيئة نفسك بالاطلاع على مقاطع "فيديو" تتحدث عن الصيام وفضائله وأحكامه، قم بتهيأة نفسك علمياً وروحانياً للعبادة التي ستستقبلها.

زيادة الجهد:
في أيام النفحات والبركات من الطبيعي بمكان أن يضاعف المؤمن من الأعمال الصالحة، وحتى العاصي من عباد الله تجده يرجع شيئاً ما إلى ربه، فالأولى بمن أراد ترتيب رمضانه أن يكيّف وقته قبل كل شيء على زيادة الأعمال الصالحة مهما كان موقعه ومهما كانت ظروفه، كن مع القرآن (فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه).. وخصص له الوقت الوفير، خفف أكلك.. فإن الأكل مكسلة عن العبادة، لا تأكل بقدر حاجة الشبع.. بل بقدر ما يقوى به جسمك لتؤدي العبادة.


تطبيقات:
1-    قيّم الأفعال الروتينية التي تقوم بها كل يوم، إذا كانت ضعيفة  فاحذفها وضع مكانها قراءة القرآن سيكون لك نصيب كبير من الوقت، لماذا الأعمال الضعيفة بالذات؟ لأنها تأخذ جل وقتنا نحن الشباب خاصة في هذه الأوقات ( قبل صلاة العصر إلى الفطور، بعد صلاة المغرب، بعد صلاة التراويح، بعد تناول السحور).
2-    الأكل بما يقوي جسمك والاكتفاء به سيُساعدك في العبادة، وسيُقلل ساعات نومك (كلٌ بحسب طبيعة جسمه).
3-    لست مجبراً على عمل "هجومٍ كاسحٍ" على الأكل بعد صلاة المغرب.
4-    ضع مصحفاً "ورقياً" معك، لأن الهاتف فيه ملهيات.. فلا تقربه وقت القراءة الا إذا ضمنت من نفسك أنك تستطيع تجاهل كل شيء في الهاتف، كل شيء.
5-    حذفت الأوقات الضعيفة قبل سنتين، وتمكنت بفضل الله من عمل ختمة في خمسة أيام، وبعدها بسنة تمكنت بفضل الله من ختم القرآن في اربعة أيام.

خدمة الوالدين:
"خيركم خيركم لأهله"، لا تتكاسل في خدمة والديك.. واجعل النية الصالحة تغمر قلبك في كل وقت، جزاؤك عند رب العالمين مرتبط بالنية التي بين جنبيك، فإن كنت ترى نفسك خادماً لأهلك.. نلت الجزاء وخدمك المال والبنون، وإن ضجرت واعتبرت نفسك "مطراش" فستعيش في ضيق الصدر وما لك أجر (إنما الأعمال بالنيات).. إن الوالدين يُرهقان مادياً وجسدياً وذهنياً في رمضان، بالرغم من كل ذلك تجدهم يجتهدون في العبادة اكثر من الأبناء، فلنعتبر من ذلك.


الصلاة:
أما زلت تبحث عن المساجد التي تُصلّى فيها التراويح بعدد ركعاتٍ أقل، وتطمع بعد ذلك أن تدخل الجنة قبل الآخرين، وتنال الدرجات العُليا؟! راجع حساباتك، واجتهد في صلاتك.. هل الذي تنصرف له خيرٌ من الذي تنصرف عنه؟ فاعلم ان صلاتك صلة بينك وبين ربك.. ووسيلة لتخاطب بها ربك كما علمك وهداك (اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)، ولا تنسَ وصية النبي صلى الله عليه وسلم لربيعة بن كعب رضي الله عنه عندما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم مرافقته في الجنة فقال: "اعنّي على نفسك بكثرة السجود" – يعني كثرة الصلاة.

  
تطبيقات:
1-    صلِّ التراويح في عشرين ركعة كما السنة.
2-    لا تنسَ السنن الراتب قبل وبعد الصلاة.. فهي آكد من التراويح.
3-    قيام الليل، ولو بثلاث ركعات تتعود عليها وتزيد.

خدمة المسجد:
اسعَ للمسجد الذي في حيِّك وتفقده، انظر ماذا يحتاج.. كن مبادراً ولا تكن متكاسلاً.


تطبيق:
1-    غالبا ما تحتاج دورات مياه النساء لاهتمام خاص ( علّاقات للعبايات، أدوات تنظيف، تصليحات طفيفة إذا تطلب الأمر).
2-    تنظيف المسجد في رمضان يقع على عاتق شخص صائم، ان استطعت تكوين فريق عمل يساعدك فهذا افضل (مرة واحدة في الاسبوع).
3-    عند انتهائك من الصلاة تفقد قوارير المياه الفارغة، خذ المبادرة في هذا الشأن وجهّز كيساً للقمامة في سيارتك.

الإعلام:
قد يكون الاكتفاء بمتابعة البرامج الدينية على التلفاز او عبر "اليوتيوب" استنزافاً للطاقة، وتحويل الطاقة الذاتية من الفعل والمبادرة إلى التلقي، لاحظ قولي بال "البرامج الدينية".. فما بالك بالمسلسلات والبرامج؟ دور المسلسلات هو صرفك عن الهدف الرئيسي من الاستفادة من هذا الشهر.. والبرامج الدينية إن اسرفت في تتبعها ستستنزف طاقتك، واعلم أن كل شيء يُعرض في الإعلام الحديث يمكنك الرجوع إليه في وقتٍ ما، ستحتاج إلى التلوين والتنويع بين عباداتك.. فلا بأس حينها من الاطلاع على بعض البرامج التي من شأنها أن تطور من نفسك وتعلو بها همتك، لا أن تكرّس وقتك أو جُلّه في المتابعة، تلك هي الفكرة.

الظروف والوقت المتاح:
-        ما بين عملٍ ودراسة جامعية، لن يُتاح لكاتب هذه السطور التواجد في المنزل قبل الثالثة مساءً (على أقل تقدير)، هناك فجوات وفراغات في وقت العمل+ بعد صلاة المغرب+ بعد التراويح كفيلة بأن أُنهي  فيها وردي اليومي من قراءة القرآن الكريم، وإذا زدت فهو خير.
-        مع تقدم الدراسة سيكون الوقت المتاح لها بعد صلاة التراويح.
-        بعد صلاة العصر، راحة.
-        بعد صلاة المغرب، اذهب الى المنزل لعشرين دقيقة، ثم أعود إلى المسجد، او ربما مكثت وحدي مبتعداً عن التلفاز لقراءة وردي اليومي.
-        بعد صلاة التراويح، الوقت مخصص للدراسة، قراءة القرآن، الأكل.
-        قراءة جماعية (مع الزوجة) لكتاب.
-        توزيع وجبات سحور على العمّال.

ملاحظات:
-        راجع نيتك في كل عمل.
-        قلة الإلتزامات تزيد المسؤولية وضرورة استثمار الوقت.
-        خير الأعمال ادومها وإن قلَّت.
-        الخطة يجب ان تتسم بالانضباط، وبقليل من المرونة.


إن كانت لديك خطة أو فكرة، شاركني بها.. لعلني استفيد


محمد حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق