الجمعة، 14 مارس 2014

جماعة الإخوان المسلمين ، في نظر شاب


الحمدلله العلي الإله .. والصلاة والسلام على النبي عظيم الجاه .. اللهم افتح علي فتوح العارفين بحكمتك ، وانشر علي رحمتك .. اللهم اخرجني من ظلمات الوهم ،واكرمني بنور الفهم ، وحسن اخلاقي بالحلم .. يا حليم ..

كثيرة هي النقاشات التي خضتها عن جماعة الاخوان المسلمين .. محاسنها وعيوبها واثرها في المجتمع سلبا وايجابا ،  قبل ان اخوض غمار هذا الموضوع .. اود ان اوضح من انا ولمن انتمي !! لقد درست والتحقت مع التيارات الاسلامية المختلفة .. وقضيت اغلب ايام عمري في الجمعية الاسلامية ذات التوجه الأشعري .. بداية انا لا اعرف غير منهج اهل السنة والجماعة عنوانا كبيرا انطوي تحته ،ثانيا انا ضد تكوين هذه الجماعات من حيث المبدأ ، فهي قد زرعت التقوقع والتحزب الذي نتج عنه الاقصائية بين تلك الجماعات على مختلف الاصعدة .. فأصبحت بعض الدوائر الحكومية والمؤسسات معروفة باسم جمعيات ( جماعات)  ، الاسلام اوسع من كل ذلك .. من جانب آخر لا يمكن مقارنة الاختلاف في المذاهب الفقهية الاربعة المعتبرة عند اهل السنة والجماعة  وتشبيهه بالاختلاف في التيارات الاسلامية العقدية من جهة والسياسية من جهة اخرى ... فالتصنيف في المذاهب الفقهية تصنيف معتبر ، وكل مذهب يقر للأخر ما هو عليه .. والقصص في احترام الخلاف بينها كثيرة جدا ليس هذا محل ذكرها ، ولكن بالنسبة للتيارات الاسلامية المختلفة فالاعتبار بينها معدوم تماما .. ولا يكاد ان يذكر اي نوع من انواع احترام الخلاف .. بل هو السب،التشهير،الترصد،الاقصاء بدون تورع او مراعاة لحلال او حرام وإن تظاهرنا بأن الواقع عكس ذلك .. فكيف نتعامل مع خلاف كهذا ، الى اين سنصل ؟! وماهو خط النهاية .. فإذا وصلنا الى خلاف عميق بعيد ، فهل لنا من خط رجعة .. ؟! لا اظن ذلك .. دعني اخي القارئ ابدأ بجماعة الاخوان المسلمين ، استراتيجيتهم .. نظرتهم .. تنظيمهم ، مالهم وما عليهم ..اسأل الله التوفيق والسداد ..

عندما تتحطم اي دولة كبيرة .. تنتج عنها دويلات صغيرة ، في حالتنا هذه نشأت جماعات صغيرة ابرزها جماعة الاخوان المسلمين التي كان فكرها ابتداءا هو اعادة دولة الخلافة من جديد بعد سقوط العثمانيين بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1924 ، فكرهم فيه تقوية للسلوك وفيه اكتسبوا هذه الطريقة من الصوفية ،للإيمان،تذكير بالجهاد ... لكن،هم كغيرهم من الناس ..انت تعمل فلا بد ان تكون هناك امور محسوبة لك .. وامور محسوبة عليك ، انت خاضع للتقييم ولا حرج في ذلك .

بالنسبة للتعبير العلني للجماعة .. فهناك اختلاف كبير ، فمنهم من يظهر التقية كالنائب محمد العمادي ممثل جمعية الاصلاح على قناة صفا ، عرف به المذيع للمشاهدين على انه من جمعية الاصلاح التابعة لفكر الاخوان .. فرد عليه : للاخوان فكرهم ، نجلهم ونحترمهم ..اما انا هنا فأمثل جمعية الاصلاح !! اما البعض الآخر فيظهر الانتماء صراحة .. ومنهم من يكفر الحكام المسلمين جميعا تحت مقتضى الآية التي يقول فيها الله تبارك وتعالى : ( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ) .. يأخذ بهذا الرأي الشيخ جلال الشرقي على سبيل المثال ... والعديد من شباب جماعة الاخوان الكويتيين عندما نكلمهم عن حرمة الخروج على الحاكم يقول احدهم : "هذوله مو ولاة امر" .

ما يذكر للجماعة .. تاريخها الطويل منذ تأسيس نادي الاصلاح ومن ثم تحول النادي الى جمعية في العمل الخيري بكافة اشكاله ، العمل الدعوي بوسائله المتعددة بشكل منتظم ومنظم يشهد له القريب والبعيد .. فهم كحراك على مستوى المجتمع هو الاكثر تنظيما لهذا فهو استمر بوتيرة ليست مضطربة اضطرابا كبيرا طوال تلك السنين .. وهذا ما يحسب للتنظيم ،شكلت الجماعة رصيدا كبيرا من الاتباع داخل البحرين بمختلف عقائدهم ومراتبهم في المجتمع تلك الفضائل لا يمكن تجاهلها بأي حال من الاحوال ... لا ينكر ذلك الا جاحد .. ولا يرد هذا الفضل كله بالشتم والاساءة الا معتل النية .

ما يعيب على الجماعة او اي جماعة اخرى ..هو عملية الاقصاء ، يميل احدهم الى الجماعة .. فيقوم بالنظر الى الاسلام من خلال الزاوية التي وضعته الجماعة فيها ، فينصب نفسه ممثلا للاسلام الواسع ..يستخدم بعضهم عقيدة الولاء والبراء لتصنيف من هم ليسوا داخل الجماعة ، فالولاء للجماعة ولأعضاء الجماعة ..والبراء لمن هم خارجها وان كانوا مسلمين يشهدون بأنه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، يعيب على جماعة الاخوان المسلمين عدم تعاطيهم مع الواقع بالشكل السليم مؤخرا والاكتفاء بمصادر العلم الموجودة داخل الجماعة ، الغاية النبيلة تبرر الوسيلة وان كانت رذيلة .. فلا ضير ان كانت الجماعة تحيك المؤامرات على الجماعات الأخرى او حتى تدبير و احاكة المؤامرات بين الجماعة وبعض الافراد .. وهذا بطبيعة الحال ما يفرزه لنا التقوقع والتحزب ، معظم تلك العيوب موجودة في جماعات كثيرة ربما اغزر عمقا واكثر اثرا ..

الأهم من هذا كله .. ان يتقبل "الاخواني" النقد تجاه جماعته ان اضطر الى الالتزام بقيودها .. وان لا يعتبر نفسه وجماعته الممثل الأوحد للاسلام والمسلمين ، وان يحاول ان يجمع الشمل بآراءه لا ان يفرق ويكسر بيضة المسلمين .. فإن رأى الجماعة على صواب التزمها ، وان رأى غير ذلك اعتزلها .. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. اما غير الاخواني فعليه التزام الادب عند الانتقاد ، واظهار المحبة والاحترام لأخيه المسلم ، وان يبدي النصح عند الزلل .. ولا يطعن بالشتم والتفسيق والتضليل للنيل من الجماعة فحسب (من صفات المنافق .. اذا خاصم فجر ) ، عامل الناس بما تحب ان يعاملوك .. ولا تحكم على الامور بأكثر من ميزان ومعيار فتختل الامور بين يديك ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ..

** اكرر ، انا ضد التحزبات .. ضد التيارات .. ضد الجماعات ، ما اعرفه وما رأيت ابي وجدي عليه هو اننا من اهل السنة والجماعة وكفى .

محمد حسن يوسف

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق