الحمدلله قابل التوب شديد العقاب .. والصلاة والسلام على
أشرف الخلق الأوّاب ، اللهم صل عليه عدد من أطاعك وللمغفرة دعاك.. وعدد من عصاك ثم
تاب واناب ، اللهم أخرجني من ظلمات الوهم .. وأكرمني بنور الفهم .. وارزقني من
بركات العلم .. وحسن أخلاقي بالحلم .. واحشرني ومن احب في عليين ، يا علي يا قدير
.
من أجلّ المبادئ التي نستنبطها من تجاربنا واحتكاكنا
ببعضنا البعض نحن جنس البشر هو مبدأ الرحمة .. تجد المولى عز ويجل ينعم عليك ويغدق
عليك من عطاياه بالرغم من استمرار معاصيك و غفلاتك ، إنها الرحمة .. تجد الأم وهي
عالمة خبيرة بعيوبك و زلاتك .. ولكنها تصحبك ، بل تعتبرها أنت حبك الأول الذي لا
ينافسه حب ، تزوج فتكون الزوجة غطاءً لك .. وأنت غطاءٌ لها ، فتدوم المودة ..
ويزداد التراحم بينكم .
لكن .. هل نحن مضطرون إلى الإلتزام بتلك المبادئ فقط مع
من حولنا في المجتمع ، أم يجب علينا ان نلتزم بذلك السلوك الجليل مع جميع الناس ؟!
في وصف عام للواقع .. فكل الناس فيهم عيوب ، ويحتاجون للرحمة والستر الإلهي .. لكن
هذا الستر قد يزول بقدرة إلهية ( ليبلو بعضكم ببعض ) ، فيكون انكشاف السر من أصعب
الإمتحانات التي تمر أمام أعين إنسان لو تبصر فيها ، أسرار البشر شأن إلهي خالص ..
لكن الله عز و جل يكشف الأسرار للناس لغرض يعلمه هو سبحانه ، فمالذي يجب علينا
التفكير به .. وبالتالي ينعكس ذلك إيجابا على سلوكنا ؟!
قد ينكشف ستر الله عن أحدهم امامنا .. فتصيبنا حالة من
الإزدراء والاستصغار تجاه ذلك الشخص ، فلنتفكر .. هل أراد الله سبحانه منا أن نشعر
بذلك الشعور تجاه بعضنا ؟! لو سألنا انفسنا .. كم من حبيب ، صاحب ، معارف سينجلون
عنا وينكشفون من محيطنا ويهجروننا إذا انكشف ستر الله عنا .. وظهرت أمام العيان
حقيقتنا ، فهل سنفكر لحظة في ازدراء الناس ؟! إن تحقير الناس واستصغارهم بسبب كشف
الله الستر عنهم يجلب الغلظة والقسوة في القلب ( وان ابعد القلوب من ربنا الرحيم
قلب قاسي ) .. يورث الكبر وهو أول المعاصي ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال
ذرة من كبر ) .
الفتن والاختبارات تجر بعضها .. فمن يسقط في اختبار إلهي
سيجر نفسه إلى السقوط في اختبار آخر ، إن نجحت حصنت نفسك من الشيطان ، وإن رسبت
أصبحت مفتونا .. وصرت مرمى للسلوك السيئ المقيت ، فمن رأى أنه فوق الناس وقام
بتصنيفهم إلى أصحاب اليمين و أصحاب الشمال من خلال نظرته القاصرة سيقع لا محالة في
شر عظيم دنيوي و أخروي ، مشكلتنا أننا اذا وقعنا في موقف نستغرق في التفكير فيه ..
ولا نفكر في حقيقة ما يريده الله منا ، ونظن بأننا من الأولياء والصالحين إذا
تعرضنا لمثل تلك الإختبارات !! لكننا في حقيقة الأمر نسقط في اختبارات عدة ..
فيصلح الله أحوال غيرنا ، ونفسد نحن أحوالنا بقصر نظرنا .. ما تحبه لنفسك عليك أن
تحبه لغيرك ، وما لا ترضاه على نفسك .. لا ترضاه على غيرك .. و لا ترى نفسك فوق
الجميع بأي حال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق