الاثنين، 2 مارس 2015

اختبارات إلهية


الحمدلله قابل التوب شديد العقاب .. والصلاة والسلام على أشرف الخلق الأوّاب ، اللهم صل عليه عدد من أطاعك وللمغفرة دعاك.. وعدد من عصاك ثم تاب واناب ، اللهم أخرجني من ظلمات الوهم .. وأكرمني بنور الفهم .. وارزقني من بركات العلم .. وحسن أخلاقي بالحلم .. واحشرني ومن احب في عليين ، يا علي يا قدير .

من أجلّ المبادئ التي نستنبطها من تجاربنا واحتكاكنا ببعضنا البعض نحن جنس البشر هو مبدأ الرحمة .. تجد المولى عز ويجل ينعم عليك ويغدق عليك من عطاياه بالرغم من استمرار معاصيك و غفلاتك ، إنها الرحمة .. تجد الأم وهي عالمة خبيرة بعيوبك و زلاتك .. ولكنها تصحبك ، بل تعتبرها أنت حبك الأول الذي لا ينافسه حب ، تزوج فتكون الزوجة غطاءً لك .. وأنت غطاءٌ لها ، فتدوم المودة .. ويزداد التراحم بينكم .

لكن .. هل نحن مضطرون إلى الإلتزام بتلك المبادئ فقط مع من حولنا في المجتمع ، أم يجب علينا ان نلتزم بذلك السلوك الجليل مع جميع الناس ؟! في وصف عام للواقع .. فكل الناس فيهم عيوب ، ويحتاجون للرحمة والستر الإلهي .. لكن هذا الستر قد يزول بقدرة إلهية ( ليبلو بعضكم ببعض ) ، فيكون انكشاف السر من أصعب الإمتحانات التي تمر أمام أعين إنسان لو تبصر فيها ، أسرار البشر شأن إلهي خالص .. لكن الله عز و جل يكشف الأسرار للناس لغرض يعلمه هو سبحانه ، فمالذي يجب علينا التفكير به .. وبالتالي ينعكس ذلك إيجابا على سلوكنا ؟!

قد ينكشف ستر الله عن أحدهم امامنا .. فتصيبنا حالة من الإزدراء والاستصغار تجاه ذلك الشخص ، فلنتفكر .. هل أراد الله سبحانه منا أن نشعر بذلك الشعور تجاه بعضنا ؟! لو سألنا انفسنا .. كم من حبيب ، صاحب ، معارف سينجلون عنا وينكشفون من محيطنا ويهجروننا إذا انكشف ستر الله عنا .. وظهرت أمام العيان حقيقتنا ، فهل سنفكر لحظة في ازدراء الناس ؟! إن تحقير الناس واستصغارهم بسبب كشف الله الستر عنهم يجلب الغلظة والقسوة في القلب ( وان ابعد القلوب من ربنا الرحيم قلب قاسي ) .. يورث الكبر وهو أول المعاصي ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .

الفتن والاختبارات تجر بعضها .. فمن يسقط في اختبار إلهي سيجر نفسه إلى السقوط في اختبار آخر ، إن نجحت حصنت نفسك من الشيطان ، وإن رسبت أصبحت مفتونا .. وصرت مرمى للسلوك السيئ المقيت ، فمن رأى أنه فوق الناس وقام بتصنيفهم إلى أصحاب اليمين و أصحاب الشمال من خلال نظرته القاصرة سيقع لا محالة في شر عظيم دنيوي و أخروي ، مشكلتنا أننا اذا وقعنا في موقف نستغرق في التفكير فيه .. ولا نفكر في حقيقة ما يريده الله منا ، ونظن بأننا من الأولياء والصالحين إذا تعرضنا لمثل تلك الإختبارات !! لكننا في حقيقة الأمر نسقط في اختبارات عدة .. فيصلح الله أحوال غيرنا ، ونفسد نحن أحوالنا بقصر نظرنا .. ما تحبه لنفسك عليك أن تحبه لغيرك ، وما لا ترضاه على نفسك .. لا ترضاه على غيرك .. و لا ترى نفسك فوق الجميع بأي حال .   

 
العبد الضعيف (محمد حسن )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق