الثلاثاء، 10 مارس 2015

هل استمتعت بفشلك ؟!

الحمدلله البصير السميع  .. والصلاة والسلام على البشير النذير ذو الشان الرفيع ، سيد ولد آدم للأمة يوم القيامة خير شفيع ، و على الآل والأصحاب ذوي الخصال الكرام .. واحجبها يارب عن كل وضيع ، اللهم أخرجني من ظلمات الوهم .. وأكرمني بنور الفهم .. وافتح علي من بركات العلم .. وحسن أخلاقي بالحلم .. وافتح علي ابواب رحمتك .


الفشل .. ذلك المفهوم الخاطئ الذي نروجه لأنفسنا عندما لا نصل إلى هدف ما ، ظناً منا بأنه يتوجب علينا أن نصل لى ما نريده منا بأي شكل كان ومن أول محاولة  ، أن الإنسان بما تفرضه عليه السنن الكونية يجب عليه أن يكون قابلا للتطور ونقد الذات في كل حال .. لذا تجد أن الناجحين لا يتوقفون كثيراً عند لحظات عمل توفيقهم ، بل أنهم يتذكرون لحظات فشلهم ويستمتعون بها .. هم لا يسمونه فشلاً من حيث المبدأ .. فمادمت تحاول فأنت تنجح أو لا تنجح ، أما الفشل فهو أن تتوقف عن المحاولة .

سنة من سنن الكون .. هي أن للإنسان بعض ما يريد ، ولا يمكنه الحصول على كل شيء يريده .. وهذا الأمر يجعل قابلية البحث والتطور موجودة بقوة في ثنايا كل إنسان ، لكننا ننسى .. ننسى بأننا أناس ذو قدرات محدودة مهما كبرت في ظل طغيان نفوسنا وتعجرفها في قبول ضرورة التطور .

مع فعلك للأسباب المادية للوصول إلى النجاح مع عدم توفيقك .. رسالة إلهية بأنك إنسان مقصر في رفع يديك لله والطلب منه ، فهو سبحانه المسخر الأول لك ، فمادمت قد نسيت ذلك الأمر .. فإن الله سيستدرجك لبعض الوقت .. ثم يدعك ونفسك المغرورة ، التعلق بالأسباب المادية الصرفة ليس كل شيء في طريق النجاح .

تذكر .. بأن العظماء لا يخرجون للعالم بسهولة ، المشاريع الكبيرة  لا تأتي بغير متسع من الوقت .. الجهد .. التعب .. الفشل ، ذلك الذي نسميه فشلاً عندما لا نصل إلى ما نريد .. فإذا وصلنا إلى مبتغانا إذ بنا نبتسم ، فتكون الابتسامة اجمل و أوفى تعبير عن ما يدور بداخلنا من فخر وسعادة .. حتى بتلك اللحظات التعيسة .

في احدى مقولات توماس أديسون يكرس لنا مبدأ ً جميلاً بقوله : "أنا لم أفشل . أنا ببساطة وجدت 000 10 حلا لا يعمل " . هذه هي فلسفة الاستمتاع بالفشل بكل اختصار .. تقاوم وتقاوم وتعمل وتعرق ، ويئن جسدك ويتصدع رأسك ، لا توفق .. وتعيد الكرّة تلو الكرّة حتى تنجح ، وتأكد من أمر بالغ الأهمية .. هي بأن الله سبحانه لن يذرك على ما أنت عليه من نعمة او نجاح أو توفيق دائم ، الحياة مليئة بالعقبات .. المشكلات .. الصفعات ، والناس بسبب كل ذلك يتمايزون ، فمنهم الناجح المستمتع بكل شيء حتى بفشله المؤقت .. ومنهم دون ذلك . 

لن يكون هناك مجالا لتتذكر النجاح فتسعد .. وتتذكر الفشل فتتكدر ، استمتع بكل شيء .. فشلك بالأمس سيجعلك في المكانة التي ترغب بأن تكون بها غدا .. الصورة في بداية المقال للاعب التنس المعروف " روجير فيدرر " عندما خسر نهائي بطولة استراليا المفتوحة للتنس  سنة 2009.. كان وقتها يبكي بكاءً مريراً أخذ مساحته الكبيرة في وسائل الإعلام .. لكننا لو ذكّرنا "روجير" بتلك اللحظات الحزينة اعتقد بأنه سوف يبتسم ، لأن الفشل وقتها سيكون للذكرى ، وسيقوده تذكر الفشل إلى الاحساس بقيمة النجاح .. الصورة القادمة ل "روجير" سنة 2010 ، فما هو حاله وقتها ؟!


محمد حسن


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق