الاثنين، 8 يونيو 2015

الشباب بين انفلات العقل وحدود الشريعة 2

الحمدلله الرحيم الغفور، والصلاة والسلام على خير الخلق لربه عبدٌ شكور، وعلى الآل والأصحاب .. ومن سار على منهج النور ، اللهم أخرجني من ظلمات الوهم .. وأكرمني بنور الفهم .. وحسّن أخلاقي بالحلم .. وزدني من بركات العلم .. واستر زلاتي وأقِل عثراتي يا حليم يا غفور .
استكمالاً لما بدأته في سطوري المتواضعة السابقة :



اقول .. بأننا في زمن غابت عنا عبادة التفكر ( إنما يتذكر اولوا الألباب ) ( أفلا يتفكرون في خلق السموات والأرض ) ( فهل من مدّكر ) ، ومع وجود الإطمئنان من الوالدين ناحية الدين الذي يعتقدانه ويعتنقانه فقد قلت عبادة التفكر في أوساط الشباب .. وأصبحت بعض القضايا العقلية ممنوعة عن العرض ولا يجوز الكلام فيها حتى ، ولكن .. هل سيظل تعرض الأبناء للوالدين كأول مصدر لتلقي المعلومات هو المصدر الوحيد ؟! بالطبع لا.

 نحن في زمن قلت فيه جهود الدعوة بشكل عام .. وجهود تنظير الدين الإسلامي من الناحية العقلية والفلسفية بما يتناسب مع احوال العصر وظروفه لانخراط الفرق الإسلامية في السياسة من جهة ، ولانشغالها بالطعن في بعضها البعض من جهة أخرى .. فيصبح الشاب العامي حر التفكير وليس صاحب منهجية يسير عليها ليمكنه قياس ما يفكر به.

اعلم عزيزي الشاب .. أن عبادة التفكير تنطلق منك بمعرفة بعض الحقائق ، فتتبحر من خلالها بطرح الأسئلة التي يبرزها لك عقلك في مختلف مراحل حياتك ، لكنك ستصل إلى نقطة النهاية .. وهي بأنك ستصل إلى سؤال من غير جواب ولا تفسير ، وذلك دلالة على عجز العقل البشري ومحدوديته (والعجز عن درك الإدراك إدراك ).. تلك النهاية مطلوبة منك وهي متوقعة على أي حال ... فلا يمكن إيجاد جواب مطلق لكل سؤال، وفي ذلك دعوة للتبحر والتعلم وعدم الإكتفاء بنقل الفتاوى الدينية(العقلية) كما هي بين الناس بدون تفكر..وهذا خطأ بعض المدراس الدينية التي دخلت مجال العلم بدون تعلم ، كالذي يقول بأن الشمس تجري والأرض ثابتة .. !!

حاجتنا لتنظير قواعد العقل في زمننا أصبحت حاجة ملحة في زمن غيبوبة الدعوة .. وانفتاح وسائل الإتصال الجماهيري ، مما له بالغ الأثر في تشويه صورة الإسلام لدى الشباب المسلم الذي تقيّد بالإسلام بسبب الوراثة .. فمن في زمننا من المشايخ يخاطب الشاب على مستواه ليبين له الفرق بين المذاهب الإسلامية .. وما مدى ضرورة وجودها ؟! التاريخ الإسلامي خصوصا في عصورنا الحديثة .. العبادات بين الإقتناع والإتباع ، ما هي ابعاد تلك القضايا و آثارها ؟

من أبرز من تعرض لمثل تلك القضايا هم من أبناء المدرسة الأشعرية .. وهم أول من نظّر مذهب اهل السنة والجماعة وكما يطلق عليهم ( مذهب العقلاء ) .. ويطلق عليهم أعداؤهم للإستصغار ( أهل الكلام ) ، فكتاب "اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية " من تأليف الشيخ البوطي .. يوضح أهمية وجود المذاهب ويفتِّق عقل الشاب ليفتح له الآفاق ، محاضرة الشيخ " سعيد فودة " وتخصصه في علم العقائد ، دروس " الشيخ الشعراوي –رحمه الله" .

يجب أن تخرج جهود دعوية تدعو الشباب للكلام بدون خطوط حمراء تقيدهم .. أو ردود تحرجهم .. فليست هناك اسئلة " غبية " ، بل هناك البساطة والتعامل الحسن الذي يرغِّب الشباب في الإسلام ويزيد من ثقته بمعتقده لمجابهة أخطار الشبه التي يطرحها عليه عصره..ويغذيه من ناحية الفقه في الدين .. ألم تصبح دروس "رياض الصالحين" بعد الصلاة في زمننا هذا ليس لها وقع كبير على الشاب ؟! ألسنا بحاجة لجهود دعوية فقهية ؟ أصبحنا نتجادل في أمور فقهية خاصة بالصلاة .. وعامة الناس كلٌ يدلي بدلوه ويفتي على هواه ، في أمرٍ نقوم به كل يوم وهو الصلاة ، فما بالكم بالصوم .. الزكاة .. والعبادات التي نمارسها باستمرار ؟! فيخرج لنا جيل لا يعرف عن دينه سوى السطحي من الأمور .. لا يمكن لوم الشباب في كل شيء ، هناك من يتحمل الجزء الأكبر من المهمة .

- رأيك .. تعليقك .. قد يكشف لي جانباً لما أكن أعرفه ، فمنك استفيد 

محمد حسن يوسف 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق