الأربعاء، 10 يونيو 2015

لخريجي الثانوية الجدد

الحمدلله الكريم التواب.. والصلاة والسلام على خير الخلق لربه ذاكر ومستغفر أوّاب.. وعلى الآل والصحب الكرام، ومن سار على نهج القرآن خير كتاب .. اللهم أخرجني من ظلمات الوهم.. وأكرمني بنور الفهم.. وحسن أخلاقي بالحلم.. وزدني من بركات العلم، وارزقني سبيل الوصول إلى مرضاتك .

مرحلة جديدة يمر بها الطلاب بعد المرحلة الثانوية، تحتاج تهيئة ذهنية ونفسية لجيل سيستلم دفة القيادة في مجتمعنا، للأسف فإن ما يدور في اروقة وسائل التواصل الإجتماعي من تهويل للموضوع واشعار الطالب في المدرسة بأنك "للحين ما جفت شيء" لا يهيّء الطالب للمرحلة الجديدة ، ولا يظهرنا بمظهر المساعد للطالب .. فيجعل كلامنا مجرد ثرثرة لا تقدم ولا تؤخر.

 لعل بروز هذه الظاهرة يكون بسبب مبالغة طلبة المرحلة الثانوية في فرحتهم بعد التخرج .. فيفتقدون إلى الهدوء والتركيز والإحساس بالمسؤولية فور دخولهم المعترك الجامعي .. فيريدون نسخ تجربتهم واحاسيسهم السلبية إلى من هم بعدهم ، ويظنون أن ما وقعوا فيه في الجامعة سيحدث لغيرهم، التجارب لا يجب أن تُستنسخ .. فلكل شاب ظروفه ، شخصيته ، عناده ورغبته في التحدي ، النفس الطويل والقدرة على الثبات تختلف وتتفاوت من أي شاب آخر.

عزيزي الخريج، وأنت في هذه الفترة أكثر ما تحتاج إليه هو جمع المعلومات بما تحوم حوله رغباتك وأفكارك، الاستفادة من أصحاب التخصص أمر مهم، كما أن احترام خبرة من هم حولك أمر بالغ الأهمية، إليك أيضاً نقطة يجب عليك أن لا تغفلها .. وهو أن لكل تخصص مصاعبه، تحدياته، عوائقه، كل ذلك بما يتعارض أحياناً وما تمتلكه من مهارات وامكانيات .. وإن كان ذلك التخصص هو رغبتك الأولى وتفكيرك الأوحد ، واجه هذا الأمر بهدوء وتركيز و قوة شخصية (الثقة) ..

المرونة و وضع الخطط البديلة أمر مهم للحفاظ على ذاتك من الإنكسار في حالة عدم حصولك على الفرصة لتدرس ما تريد، فالخطة الأُحادية إذا لم تنجح فستولد حالة من الإحباط يمكن تجنبها لو كانت خطتك مرنة وخياراتك متعددة، ثِق بالتدبير الإلهي مع سعيك نحو ما تريد .. فلله مقادير وتدابير في خلقه.

لا تكن تجربة مستنسخة عن الآخرين، جرب الحياة الجامعية بنفسك .. وحدد ما تريد بنفسك .. وتحمل قراراتك ولا تكن متذمراً متنمراً، فالطريق ليست بالقصيرة .. تحلى بالإحساس بالمسؤولية ، انظر إلى الطلاب الكبار في السن و ارباب الأُسر .. انهم يحسّون بأهمية ما يقومون به وضرورة الثبات (لا اتصير ياهل ) .

رضا الوالدين .. البركة، الملجأ، الدافع، نبع المحبة واساسها، لن يحبك أحدهم ويخاف على مصلحتك أكثر من والديك، فلا تهمل ذلك بحجة الدراسة .. وافتح لك باباً مع الله تبلغ ببركته صلاح حياتك مع قلة عملك.

# طلب العلم مجاهدة لهوى النفس، فما دمت سلكت هذا الطريق فاعلم بأن نفسك ستسول لك ما يمنعك من بلوغ أهدافك، وعليك الاختيار.

# الحياة الجامعية ممتعة .. لكن لا تميل إلى الأنشطة الطلابية على حساب دراستك، كن ذكياً ذا مسؤولية .
محمد حسن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق