الاثنين، 2 نوفمبر 2015

"المتدين" في المجتمع

الحمدلله الرحيم الودود، والصلاة والسلام على من سُمّي بأحمد ومحمود..وعلى الآل والأصحاب، ومن سار على نهجهم بالرحمات مولانا يجود.. اللهم أخرجني من ظلمات الوهم، وأكرمني بنور الفهم، وزدني من بركات العلم، وحسّن أخلاقي بالحلم، وأدخلني دون سابقة عذاب في جنات الخلود.

إن الإسلام "كدين" سماوي لا ينزل على الأرض لينظم علاقة الإنسان بربه من خلال التشريعات والعبادات فقط.. بل باعتباره نظاماً شاملاً ينظم الفوضى في حياة الإنسان لإنه إذا تُرك لعبادة "هواه" من دون الله فسيفعل ما يريد متى ما يريد كيفما يريد، وهنا يخرج المجتمع بتسميات "مغلوطة"  شيئاً ما.. فيصنف الناس بعضهم ببعض الأصناف مثل "متدين" و "غير متدين"... ليس العيب في التسمية بحد ذاتها وإنما في تعريفنا لها ومحل استخدامها.

من عيوب تلك التسميات بأنه قد يحُول "المتدين" إن جاز التعبير بين غير المتدين والدين نفسه، فيحتكر الدين ويظن بأنه نزل له وحده.. فينغرس فيه سوء الظن وتتولد عنده الإقصائية و التصنيف في كل شيء.. كما أنه سيتولد لديه شعور زائف وهو "العلو" على غيره من المسلمين بظنه بأنه أفضل منهم، وهذه صورة من صور الفوضى التي تدور رحاها داخل النفس البشرية التي تحتاج إلى تزكية النفس لترتيبها من جراء تلك الفوضى الهدّامة.

لابد من تفصيل في "سلوك المتدين" الحقيقي النافع لنفسه ومجتمعه... إن سلوك المتدين يكمن في حضور الحلقات و الجماعات في المساجد والتزام في الواجبات وطلب العلم من اعتقاد وعبادات و تزكية نفس، تكون المساجد او الحلقات بمختلف اماكنها مراكز لتلقي المعلومات... ويكون التطبيق في الحياة العامة مع الأهل والعمل والدراسة ومختلف الأوساط الحياتية، إضافة على ذلك أن للمتدين أورادٌ خاصة في القراءة والحفظ.. وهي فرصة لا تتأتّى للجميع، بل لمن سعى لها (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

المغالطة التي اود أن أُشير لها بأننا في مجتمعنا ننظر لبعض الأفعال البسيطة "الطبيعية" على أنها أفعال عظيمة... كرجل "يصلي" على جانب الطريق، فنضخم من شأنه مع العلم بأنه تجب عليه الصلاة مادامت الشروط تتوفر فيه وفي المكان الذي هو فيه... العبادات بشكل عام، الأخلاق... فالشخص الغير متدين مطالب بالتحلي بالأخلاق، فهل "الحياء" حِكر على صنف من البشر دون غيرهم؟! ام هو واجب على "المرأة" وحرام على "الرجل" ؟! وهل الصدق والأمانة وحسن التعامل (دون إقصائية) أمرٌ للمتدينين فقط؟ لا يقول عاقلٌ بهذا.. فإذا انتشر مفهوم الأخلاق وتطبيقها لدى الجميع هنا تبرز تخصصات الناس كلٌ في تخصصه ومجاله، فالإنسان "العادي" يستفيد من "المتدين" في أمور معينة.. بل هي من واجبات "المتدين" تجاه مجتمعه وأولها العمل بما يتعلمه... ونقل الرسائل المفيدة لمجتمعه، والعكس صحيح... فالإنسان "العادي" سيُفيد "المتدين" في مجاله، فيقع في المجتمع بما يُعرف بالتكافل الإجتماعي... وأنه ليس لفئة من المجتمع الفضل على فئة اخرى، ليست هناك حواجز تُعيق المتدين من تعمير وطنه وارضه.. وتنفِّر الإنسان البسيط من دينه،فنصل جميعا إلى الله.

ملاحظة:الدعاء في اول كل مقال هو لي بالدرجة الأولى، فأنا بحاجته.

محمد حسن يوسف   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق