الخميس، 5 ديسمبر 2013

ومازلت ... في حب العمل التطوعي


الحمدلله السميع العليم...بقلوب عباده بصير حكيم ، القائل في محكم تنزيله: ( ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم )..والصلاة والسلام على من ارسل للعالمين رحيم ، مدحه ربه  في كتابه فقال : (وانك لعلى خلق عظيم ) . .. يا ربنا،افتح علينا ابواب فضلك..واغدق علينا من بركاتك .. واحفظنا بحفظك، يا كريم ..

وددت من خلال هذه  السطور ان اكتب حياتي المتعلقة بالعمل التطوعي منذ صغري والى الآن ... اكتب فيها عصارة ما مررت به من خبرات و مواقف ،منها ما كان جيدا...ولكن الدنيا لا تبقى على حال،وهي لا تبرز الى ما كان واصفا لها من الكدر والحزن والضيق...فانها نتنة دنية،ولكن...هي للعبرة والعظة ،منه ما اهديه لك عزيزي القارئ...ومنه ما اذكر به نفسي ، فلست ارى نفسي نموذجا كاملا...انا ارى فقط ان ما سأكتب سيفيد فئة الشباب حتما ..فأسأل الله التوفيق والمعونة،وان يفتح علي فتوح العارفين،وان يلهمني حسن القول،ويرزقني العمل به ... آمين

النشأة :

كان لنشأتي اثر في تحديد مساري في العمل التطوعي،فقبل الدخول في غماره علي ان اعرج على نشأتي ومافيها من معطيات تدل على ما انا عليه الآن ، كنت قد نشأت في منطقة حالة بوماهر بالمحرق مع قلة من اقراني،فلم يكن المجال مفتوحا لي لكي اصاحب الكثير من الاشخاص،بل وكان علي ان اتجنب الكثير من اماكن التسلية التي يقصدها الاطفال في ذلك الوقت ... كانت تلك تعليمات والدي – حفظه الله ورعاه – مما جعلني وحيدا شيئا ما،وانطوائيا الى حد كبير .. وحساسا الى حد اكبر ، لم يكن باستطاعتي ان اكون ظلا لأخي الكبير "يوسف" كما يفعل الاخوان الصغار مع من يكبرهم سنا ... كان يكبرني بأربع سنين ، دفعني بعدها ابي لكي احفظ القرآن الكريم في مسجد الايمان (جمعية الاصلاح) برفقة اخي ... كانت الامور تسير على ما يرام،برامج ورحلات ...وكنت اسير جيدا في حفظ القرآن الكريم قبل ان تقع حادثة،وهي بعد ان انهينا لعب الكرة في مقر جمعية الاصلاح بالمحرق ذهبت لأصلي المغرب في المسجد...فانزلقت ووقعت في حوض الوضوء ... راعني في ذلك الوقت منظر الدم الذي رأيته يخرج من رأسي مسببا الما كبيرا نفسيا اكثر منه جسديا،اضافة على ان مكان الاصابة في رأسي قد حلت مكانه "صلعة" صغيرة اختفت حديثا ، اوصلني يومها الاستاذ بدر قمبر الى المنزل...ولم يرني بعدها،لأنني كنت قد انقطعت عن المركز بشكل تام بعد الحادثة .. اشركني بعدها ابي في مركز سعيد بن المسيب (جمعية التربية الاسلامية) لكي اكمل الحفظ ، تطورت وتدرجت شيئا فشيئا .. حصلت على فرصة للجلوس في حلقات دراسة العقيدة هناك وفيها سمعت انهم يقولون ويثبتون صفات الله تعالى(اليد،الرجل،الوجه) بشكل حقيقي ... كننا نستعد للانتقال من منزلنا في حالة بوماهر الى منطقة عراد،في ذلك الحين ...فقد الملف الخاص بمصحفي و بكراستي الخاصة بمقدار الحفظ،فتحرجت ان اذهب الى المركز مجددا...(صج حساس) ... انتقلنا الى عراد بعدها بأشهر وكنت ذو اثنا عشر عاما،فتكرر الوضع لدي بأنه لا اقران هناك ولا اصدقاء،فدفعني ابي مجددا للاشتراك في النشاط الشبابي للجمعية الاسلامية،وبعد محاولات مني للتهرب من تلك الانشطة وافقت اخيرا على الانضمام الى ذلك النشاط...وفور وصولي الى المقر رحب بي رئيس النشاط الصيفي الاخ خالد عبدالقادر (القارئ المعروف) ،بصراحة ... لو استمر هذا الشخص في ادارة البرامج الشبابية مع اصحابه لأحدثوا طفرة نوعية و خرجوا شبابا من نوع فريد .. ولكن قدر الله وما شاء فعل،دخلت بعدها الى مركز اجيال القرآن الكريم التابع للجمعية الاسلامية في جامع الجمعية ... ومنها بدأت مشواري في العمل التطوعي،مشوار الحب..مشوار العطاء.

هوامش:
# اول مكان – حسب الشواهد التاريخية – سكنه الناس في محافظة المحرق هو حالة بوماهر.

# سيكون المقال محشوا شيئا ما بالتفاصيل...قصدت ذلك لانه سيساعدني على تذكر الفائدة من كلامي،وسيساعدك عزيزي القارئ على الفهم والاستيعاب باذن الله .


مركز اجيال القرآن الكريم:

كنت وقتها ذو ثلاثة عشر عاما،في مركز حديث عهد بالتأسيس...وبعد مرور نحو سنة اعتذر اغلب مشرفي المركز عن الاستمرار وبقي واحد فقط ضمن الطاقم الاداري،فاضطر هذا الواحد ان يستعين ببعض الطلبة ويرقيهم الى مكان الاشراف..فكان اختياره علي وعلى اخواني راشد الجودر و محمد سيادي رفيقي دربي ...  كان ذلك لأنني اكبر الموجودين من الطلبة سنا،وشكلي الخارجي لا يوحي بأنني ذو اربعة عشر عاما،كنت ضخما بالنسبة الى اقراني،وكنت ذا لحية...لكنني لم اكن اربيها فأنا لا ازال صغيرا على ذلك،بدأت عملي الاداري في المركز...بالرغم ان مستوى الحفظ قد توقف لدي ،ولكنني كنت سعيدا بما اقدمه للطلاب،كنت ادرس الفئة المتقدمة من الطلاب...اعني الفئة المتقدمة في السن.لعلمي بأن عدد الايام غير كاف لأن يحفظ الطالب وردا جيدا من القرآن ...كنت افرض عليهم حضور بعض الايام صباحا في فترة الصيف لرفع معدل الحفظ لدى الطالب الواحد،كنت في الدروس المسائية اطلب من الطلبة ان يقوموا ليصلوا جماعة في المسجد مع بعضهم البعض ... على ان يقرؤوا في الصلاة وردهم الذي حفظوه في ذلك اليوم...كل ما اقوم به كان باجتهاد شخصي مني ...

على الهامش :

# في بداية اي عمل ، تأتي الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات ... لا تدخل وتقتحم العمل وانت لم تجب عنها حتى لا تتخبط،التخبط هو من الآفات التي تعيق العمل.(من سأل ما ضاع)

# دائما هناك وسيلة افضل للوصول الى نتيجة افضل .. فقط ابحث عن الوسائل ( المؤمن لا يعدم الحيلة ) .


العودة من التدريس الى الدراسة ( اول ثانوي) :

بعد سنتين او اكثر من تحفيظ الطلبة...جاء وقت العودة الى الحفظ بعد قدوم الشيخ محمد انور عبدالحليم الى المركز،الشيخ محمد كان قويا في اسلوب تحفيظه المستمد من والده الشيخ عبدالحليم .. فعندما حان وقت الاشتراك في مسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم  شاءت ادارة المركز ان تجمع الطلبة الذين سيشتركون في المسابقة عند الشيخ محمد انور للاستعداد لها،فكنت انا بصحبة اخوي راشد الجودر و محمد سيادي والاخ سالم المطاوعة وبعض الشباب لا اذكرهم ، فكان الاعداد لمدة شهرين لهذه المسابقة اعتبره جيدا جدا ... دخلت المسابقة برفقة راشد وسالم ، اما محمد سيادي فقد اعتذر في آخر لحظة لعدم جهوزيته ... خرجت النتائج،فزت بالمركز الاول مكرر .. كم كانت والدتي سعيدة بالخبر،وكرمتني مدرسة الهداية الخليفية في الطابور الصباحي...كان ابن خالي "محمد جاسم" مشتركا في المسابقة في فئة حسن التلاوة وجمال الصوت .. ففاز هو بدوره بالمركز الاول،فقامت العائلة بتسجيل الحفل كاملا ب "شريط فيديو" وعرض في بيت جدتي حفظها الله .

على الهامش :

# لا تكفي الرغبة في الوصول الى هدفك لتصل اليه ... بل يجب ان تهيأ نفسك وتستعد وتبذل المجهود المتناسب وحجم هدفك.

# قبل كل معترك .. يجب عليك ان تعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك قبل ان تبدأ الاستعداد،تذكر ان التخبط سيلتهم وقتك ان لم تفعل.

# الاخ راشد حصل على المركز الثامن مع انه لم يرتكب اي خطأ ، لكنه لم يفعل شيئا يجعله يفوز.. كي تكون ناجحا،لا تفكر في عدم ارتكاب الاخطاء لأنك سترتكبها بشكل او بآخر...ابحث عن شيء يميزك،يدفعك للامام...الاخطاء ستقع..وستصلحها.


العودة الى لجنة الشباب ( ثالث ثانوي ) :

 
كان قد صدر قرار من الشيخ عبداللطيف آل محمود رئيس الجمعية بدمج مركز اجيال القرآن الكريم بلجنة الشباب،سبقت تلك الخطوة عدة دعوات لي ولاخواني راشد الجودر ومحمد سيادي بالانخراط شيئا فشيئا بالانشطة الشبابية .. نعم،فأنا كشاب كنت افتقد كثيرا الى تلك الانشطة والمعسكرات...اكتشتفت هذا العالم الشبابي الممتلئ بالحيوية والنشاط عندما مثلت مملكة البحرين في مخيم اقامته الندوة العالمية للشباب الاسلامي والذي اقيم في مدينة ابها في المملكة العربية السعودية ... عندما حصل الدمج بين الفريقين استطعت الاحتكاك اكثر والانخراط اكثر في انشطة لجنة الشباب واشباع ميولي الحركية،اضيف الى انني تعرفت بشكل اكثر قربا من مجموعة كبيرة من الشباب (محمد وفهد عيال الوزان،علي وسالم ومحمد وعبدالله عيال عيسى مفتاح،عبدالله و محمد الشوملي )والقائمة بالاسماء تطول ... شاركت معهم في عدة مخيمات وانشطة وسفرات فزاد الترابط والتلاحم بيننا واحمد الله على بقاء ذلك الى الآن ...وادعوه ان يحشرنا جميعا في مستقر رحمته على سرر متقابلين.

 
على الهامش :


# الحكمة ضالة المؤمن،احرص على تنويع مصادر المعرفة لديك...ولا تحبس نفسك في مكان واحد،لانه لن يعطيك كل شيء..فالميول يتغير من فترة زمنية الى اخرى حسب متطلبات العمر.

# الاخوان والاصدقاء عزوة لك ... اكثر منهم ما استطعت.

 
رئيس مركز عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اول سنة جامعة) :

 
اجتمع بي الاخ احمد عيسى نائب رئيس لجنة الشباب في ذلك الوقت وطلب مني ان افتح مركز عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتحفيظ القرآن الكريم بعد ان اغلق منذ بضع سنين قائلا:تستطيع ان تسير المركز وتفتحه من جديد..نثق بك،اضافة الى ان الجامع قريب من منزلك...وهذا الامر جيد جدا بالنسبة لك. كنت وقتها قد دخلت المرحلة الجامعية في سنتي الاولى،كانت هذه الثقة التي اولتني اياها لجنة الشباب لم تكن مصحوبة بمقدمات تشعرني بتولي منصب جديد على الاقل بهذا المستوى ... قبلت بعد تردد كبير،و لولا تشجيع والداي لي لما قبلت حقيقة...فأنا سأفتح مركزا جديدا باعتبار انه كان مغلقا،طلبت من الاخوان عبدالله المحميد و الاخ محمد مفتاح ان يكونان مشرفان للمركز بجانبي...واتفقت مع محفظ واحد،على اعتبار انني على استعداد لتولي مهمة التحفيظ بجانب المهام الادارية...بقي الطلبة،كما قيل لي من قبل ان الحي السكني صعب ايجاد طلبة كثر واستقطابهم الى المركز...فبحث في الملفات القديمة،وحاولت التواصل مع اولياء الامور فنجحت في اليوم الاول من استقطاب اربع طلبة الى الجامع كان منهم الاخوين " سلمان  و " علي" الحسن ... وهذه كانت بداية العلاقة بيني وبين سلمان الحسن الممتدة الى الآن .. مع استمرار المركز في التحفيظ بجانب الانشطة المتنوعة ارتفع عدد الطلبة المشاركين الى سبعة وعشرين طالب مستمرين في الحضور خلال شهرين .. مما اعتبرته لجنة الشباب انجازا جيدا في ذلك الوقت.

 
على الهامش :

 
# عند حصولك على مهمة جديدة بالنسبة لك،وسبقك اليها آخرون...استفد من تجارب الآخرين وحاول تسيير الامور ثم طبق خططك الواضحة مسبقا وطبقها شيئا فشيئا ..

# المتشائمون موجودون بكثرة..فكن انت قريبا من الذين سيزرعون فيك الثقة في الوقت الذي تحتاجه.

# لا تضخم الامور وتضعها فوق قدرها ..

# كان ابي الذي يشغل منصب المدير العام للجمعية مسؤولي المباشر...كان تعاملا ليس من نوع خاص هذه المرة بين ابن وابيه...بل تغيرت المعطيات مما اضاف لي كثيرا كمتطوع وكانسان.

 
بداية المشاكل ( ثاني سنة جامعة) :

 
بدأت مرحلة بين المركز المنظم حديثا الى لجنة الشباب تشوبها بعض المشاكل،قدم الشيخ فؤاد آل محمود استقالته من منصب رئيس لجنة الدعوة والثقافة...وحل الشيخ حبيب سلامي مكانه،كان فكر هذا الاخير مختلفا عن سلفه .. فهو كان يحاول ان يقوم بأنشطة دعوية مختلفة،اضافة الى مشروعه الطلابي الذي اسماه مشروع " الاحسان " ... بصراحة،اعجبني فكره ابتداءا وطلب هو بنفسه من الاعضاء السابقين العودة الى لجنة الدعوة والثقافة وممارسة العمل الذي كننا نعمله من قبل...وكان من ضمن العائدين معي الاخ محمد سيادي و يوسف بوحجي و علي السيد .. كان هذا الموضوع يصادف هبوطا شيئا ما في مردودنا تجاه لجنة الشباب ... مما اثار حفيظة تلك الاخيرة فطلبت اجتماعا معنا على وجه السرعة وكان ذلك على اعلى مستوى متمثلا في الاخ عادل القلاف رئيس لجنة الشباب...والاخ علي دعيج عضو مجلس الادارة ..والاخ احمد عبدالغفار رئيس مركز جامع الجمعية الاسلامية،وطلبوا منا توضيح بعض الامور واجبرونا على الاختيار بين ان نكون تحت مضلة لجنة الشباب ام تحت مضلة لجنة الدعوة .. من اكثر الاجتماعات الساخنة التي حضرتها في حياتي .


على الهامش :

 
# لا يمكن ان يجري الحق على لسان احد خلقه رديء.

# بعد الاجتماع،قام الاخ عادل القلاف بتناول وجبة العشاء معنا...تعلمت من ذلك درسا بأن القلوب يجب ان تصفو من كدرها سريعا.

# عندما يكون لك صديق مقرب...ليس هناك مانع ان تتعامل معه بأسلوب راقي بدلا من ان تهينه تحت عنوان"ميانة طايحة".

 
بداية الانشقاق...وافتراق الاصدقاء ( تابع-ثاني سنة جامعة):

 
نتيجة لعدة اخطاء .. قامت ادارة الجمعية الاسلامية بتفريق الطاقم الاداري للجنة الشباب،فمن شاء منهم ان يدخل في لجنة اخرى دخل..وان لم يشأ فالباب يسع للجمل...تقريبا،هذا كان كلامهم،بعض الاصدقاء حملني مسؤولية ما حدث للجنة العتيدة بقولهم انني كنت احمل اخبارا مكذوبة الى والدي المدير العام...هو واحد من الثلاثة الذين حضروا الاجتماع الساخن الذي سبق ذكره،نتيجة لذلك...لم يتورع البعض من الضرب فيني واكل لحمي والنيل مني بحقد وغيض،ولم اكن اعلم بذلك فعلا الا عندما اقيمت مباراة في كرة القدم بيننا فحدث هناك احتكاك لا يمت الى كرة القدم بصلة....فبدا لي ما كان مخفيا،جاء الصيف فدخل اصدقائي الشباب في دورة لكرة القدم،فلما رأيت الصور ايقنت بما لا شك فيه ان سورا عظيما بناه الشباب حولي...حتى كرة القدم التي اجتمعنا عليها وبحبها احببنا بعضنا..كأنهم يقولون:حتى في هذه اوجدنا البديل عنك...احترت فعلا،ماذا عساي ان افعل...كنت في غاية الغضب فكتبت عبارة في ال "ماسنجر" كتعريف لي...قلت: اتق شر من احسنت اليه.هذه العبارة اخرجت الاخ فهد الوزان عن صمته فقال:شله بوحسن تكتب جذي..احنا ربع وما بيننا شيء وان شالله ما بيصير الا خير..بس انت لا تكتب جذي.قلت:ان شالله .. احين بامحيها.فقام جزاه الله خيرا بتقريب وجهات النظر والسماع من الجهتين والتنسيق بين الشباب لعقد مصالحة ووصل الى مرحلة متقدمة،عاد اخوه "محمد"من بريطانيا فأكمل ما بدأه اخوه ... بعد عدة ايام هاتفني الاخ سالم مفتاح ودعاني الى منزل ابيه لتسوية الامر...فقبلت ذلك واجتمعت به ،فكانت المصالحة.

 
على الهامش:

# من تكلم فيني بأبشع الكلام،وددت وقتها لو ان الارض ابتلعته...وددت و وددت له المضرة،العديد من خواطر السوء سترد عليك عندما ستكون غضبانا ، لكن .. لا تفجر في الخصومة،الخصومة لا تعني ان تفتري على من تخاصم..ولكن الارواح بيد الله والاختلاف بينها وارد...وسلوك الناس لا يمكنك ضبطه...اضبط سلوكك انت ابتداءا،فالناس ليسوا كلهم قدوة لك( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة..ادفع بالتي هي احسن).

# ان صادفت مشكلة ما مع احدهم.. لا تدخل طرفا ثالثا واقض على المشكلة في بدايتها ...

# احسن الظن بالناس .. فلست على صواب طوال الوقت في كل شي .

# كان عربون المصالحة هو رحلة الى جزر حوار التي اقامها قسم الفلك في مركز الابداع الشبابي...كانت تلك اول مشاركة لي في برامج المركز والمؤسسة العامة للشباب والرياضة بشكل عام .


المشاركة في برنامج " محطة الابداع "  ( سنة التخرج من الجامعة) :

كانت تلك المشاركة بدعوة من صديقي العزيز محمد الوزان للمشاركة في هذا البرنامج،كنت ابحث عن شيء املي به وقت فراغي في الصيف ..  وقتها علمت بأن جميع " الشلة" من الاصدقاء مشتركون في البرنامج ، صاحبة فكرة البرنامج والقائمة عليه كانت الاستاذة "فاطمة العوضي" (ام فجر)  زوجة اخي يوسف ... فكان الامر مشجعا من جميع النواحي للمشاركة في البرنامج،فكانت محطة الابداع من اهم المحطات في حياتي التطوعية...من خلال الدورات التي قدمتها الاستاذة بدور بوحجي والانشطة الجماعية التي قامت ادارة البرنامج مشكورة بعملها،اضافة الى المشاكل التي عرضت علينا لحلها... جعلتنا ننظر الى الامام بطريقة اكبر مما كنا متعودين عليها،فعلا كانت تلك المشكلتين اعلى من عمرنا...لكننا استطعنا تقديم حلول لهاتين المشكلتين...اضافة الى المهارات التي اكتسبتها من هذا البرنامج،كانت العلاقات من اهم المكتسبات ايضا.

على الهامش :

# مررت بمشاكل،بضغوط...ساعدني هذا الشيء لفهم الطلاب بعد هذه السنة،استفيد من تجاربي السابقة بشكل كبير وتققيمي لنفسي اجد اثره في المستقبل القريب.

# احرص على حل المشاكل منذ بدايتها ولا انتظرها تتفاقم.

# لا تتخوف من مناقشة مواضيع و امور اكبر منك في السن ... اليوم لا تعرف،ستعرف غدا.

# كي تصل الى المعلومة الصحيحة والنتيجة المنضبطة يجب عليك سلوك منهاج واضح في البحث ووضع حلول ابداعية قدر الامكان،الابداع في بدايته يكون جنونا ربما،فاذا صار على ارض الواقع كان ابداعا ( شكرا استاذة بدور).

# برنامج "محطة الابداع" هو محطة وليس مسابقة،نهاية المحطة بداية لأمر آخر .. وهكذا .

الازمة .. 2011 :

كنت وقتها اعمل موظفا في مستشفى السلمانية ،كنت قد قدمت استقالتي من عملي في شهر يناير...وصادف آخر يوم عمل بالنسبة لي بتاريخ 20 /فبراير 2011 .. اي انني عملت ليومين داخل المستشفى الذي كان تحت احتلال الخوارج المطالبين باسقاط نظام الحكم في البلاد ... ذكرت تفاصيل ذلك في مقال سابق،ساهمت في تجمع الفاتح الثاني كمتطوع في مواقف السيارات عند فندق ال "نوفوتيل" مع اخواني راشد المضاحكة و فهد الوزان وآخرون ،كم كنت فخورا بذلك واتمنى ان اخدم بلدي في ظروف افضل وان امثلها احسن تمثيل .. دون ذلك التجمع،فلم يكن لي اي نشاط خلال الازمة..فلم اقف على نقاط التفتيش..ولم اذهب الى اي دعوة لندوة او محاضرة،او حتى الى بعض التجمعات الشعواء في الساحات وغيرها...واكتفيت بالمجالس الخاصة للبحث عن امثلة واحداث مشابهة خلال التاريخ لنستخلص العبر والعظة منها..ونرى حكم الله فيما يحدث،فلم تكن تلك الازمة سابقة في التاريخ....فمثلها كثير .

برنامج " محطة الابداع " ما بعد الازمة :

كان هذا الهاجس يقلقنا ... كيف نبدأ البرنامج ونفهم عقليات الطلاب،ونبعدهم عن جو الازمة ونجعل ايديهم متشابكة متلاحمة...تشرفت مع اعضاء الفريق المشرف على البرنامج بانضمام مشرفين جدد امثال (علياء الجيب،نور بوحسين، فهد المضاحكة،يوسف بومطيع) .. واستعدينا جيدا لاستقبال الطلبة بمختلف توجهاتهم وفكرهم،الازمة اثرت في قلوب العديد من الكبار...فلا شك انها اثرت ايضا في تلك القلوب الصغيرة...تم اختياري من قبل رئيس البرنامج الاخ محمد الوزان مع الاخت علياء الجيب لنكون زميلين ومشرفين على مجموعة كانت تضم فيها ( عيسى الهاجري،فهيمة،ريم،امينة عدنان بوجيري،زهراء نادر،كوثر الشيخ،فاطمة المقهوي) واطلقوا على فريقهم اسم "مبدعي الغد" .

على الهامش : (بالنسبة الى فريقي فقط )

# نجح الفريق في انهاء البرنامج وهو في قمة معنوياته...فقد قام بأداء عرض نهائي هو الافضل بالنسبة لي من بين الفرق التي اشرفت عليها.

# كوثر الشيخ .. افضل من قام بدور القائد على مدار الثلاث سنوات .

# امينة عدنان بوجيري .. التنوع في افكارها الابداعية شيء مثير للاهتمام ، شخصية قوية لا تقبل الانكسار ...رغم صغر سنها فهي الاصغر في البرنامج لكنها ابدت ثقة بالنفس وعناد غير مسبوقين .

# عيسى الهاجري ... مر بنفس الضغوط التي مررت بها يوم كنت مشاركا في البرنامج..وفكر في الخروج فعلا منه...بقاءه حتى النهاية بأداء عال ومعنويات مرتفعة  انجاز نفتخر به.

# زهراء نادر .. العديد من المشاركين يعطون ما عندهم عندما لا يكونون رؤساء وقادة،زهراء منهم...

# فاطمة المقهوي .. اثر سفرها في الصيف على اداءها واداء الفريق،لكننا عندما احتجناها كانت متواجدة.

# فهيمة وريم... من الطلبة الذين اثرت فيهم الازمة بشكل كبير،حدث بعض المشاكل الداخلية داخل الفريقين بين هاتين الشابتين مع امينة عدنان بوجيري،استطاعوا بعدها ان يتعاونون مع بعضهم لأن الفريق كان يملك قائدة قوية...لكنني فشلت في ان ازيل هذه المشاكل بينهن...حتى ان البنتين قطعا صلتهما بي في وسائل التواصل الاجتماعي فور انتهاء البرنامج،يستحيل ان ينجح الانسان في كل شيء،ولله الامر من قبل ومن بعد.

   # علياء الجيب ... على مر السنين كانت تحسسني اني المشرف الوحيد على البرنامج،ذلك لتواضعها الجم واخلاقها الرفيعة...شاركت في هذا البرنامج كمشرفة بحماس كبير .

الجمعية الاسلامية .. انتهاء العلاقة :

بعد ان دفع الاخ سالم مفتاح الى الاستقالة من رئاسة لجنة الشباب في الجمعية الاسلامية،وقع علي الاختيار فرفضت بعد اجتماع ساخن..لا اود المشاركة في مكان ابذل فيه تضحيات كبيرة مقابل نتائج بسيطة ..

على الهامش :

# ليس من اللازم انك شيخ دين...يعني انك تعرف كل شيء، لا انتقدك لأنني ضدك..انتقدك لأني اريد الافضل لي ولك..هذا لا يفهمه مشايخ الجمعية العريقة...هم يظنون ان الشباب سوف يسحبون منهم الكراسي ليحلوا مكانهم،وكأنهم عمروا الجمعية لهم وحدهم...لا حول ولا قوة الا بالله.

# قد يكذب من حولك..قد يدلس عليك بعض المعلومات...ليس من الحكمة فضحه مباشرة..دع الايام تفضحه،والحساب عند الله عسير

# العاطفة...ليست الوسيلة الصحيحة لقبول المناصب كما اراد مني البعض.

# تجنب التعامل مع الناس الخبثاء ذو الوجهين .. لست مضطرا للعمل مع هذه النوعية من الاشخاص . 

برنامج "محطة الابداع " ... 2012 (سما) :

دخلنا البرنامج هذه السنة بحماس كبير ... دخل فريق الاشراف هذه المرة كل من (عائشة مختار،فاطمة فؤاد،سارة الهادي،عائشة بوجيري،دلال بوجيري) ... كان  تقسيم الطلبة بالاجماع بين جميع اعضاء الفريق المشرف على البرنامج،فكان من نصيبي "سما" بالطبع مع الاخت علياء الجيب التي دخلت البرنامج هذه المرة بثقة وخبرة ... ساعدتني كثيرا في تحليل شخصيات الاولاد وتصرفاتهم اثناء العمل ... في حين ركزت انا شيئا ما على البنات،باعتبار ان شخصيات الاولاد قوية مقارنة مع البنات الذين كن هادئات بداية الامر...الا خديجة الشروقي التي كانت تتكلم مع مجموعتها قبل التقسيم الرسمي والتي كان سببا في وقوعها في سما هو الرغبة في احداث التوازن بين قوة الشباب ورغبة البنات الممتلئة بهدوئهن ...كنت قبل النوم احلل كل شخصية واضع لها صورة امامي،كنت اراقب الجميع خصوصا عندما يكثر المزح..فأرى من يتقبل ومن تتغير ملامحه ومن يخجل .. فاستطعت الوصول الى المشاركين بأسرع وقت،رغبتهم كانت جامحة في التفوق والابداع...فكان عملهم مثمرا بفوزهم في البرنامج .. احمد الله ان الفريق انسجم وتناغم بسرعة في وقت قصير،واحمد الله انه يستمر الى الآن ويطمح بالمزيد .

على الهامش :

# عبارة تعلمتها من المسرح،وطبقتها على الطلبة .. النجاح ليس "آليا" .. هو نتيجة .

# كان الفريق مخيرا بين المساهمة في مسجد في تايلند والمشاركة في برنامج "بادر" للمبادرات الشبابية..فاختارت "سما" الخيار الثاني.

# كان هناك خلاف على مبلغ المكافأة .. فلما علموا (سما)  بتقليل المكافأة،اعترض "عمر فاروق" على ذلك،فرفعت الامر الى رئيس البرنامج ..فأقر بأن الاعتراض مقبول..ولكن ما العمل؟! .. فقلت له:انا سأدبر المبلغ الناقص..الاستثمار في البشر ليس فيه خسارة.

# نتيجة لمتابعتنا لفريق "سما" في مسابقة بادر ولتنظيم المسابقة بشكل عام ولمصلحة فكرة البرنامج ...سيكون "سما" اول و آخر فريق يخير في الجائزة.

# عند اختيار رئيس للفريق ... تم التصويت من بين خمسة اسماء من اصل  تسعة ، كان عدد المرشحين كبير .

# انا الآن .. عضو في فريق "سما" ، مغادرتي للمجموعة على "الواتساب" في اول مرة كانت خطأ جسيما .

برنامج " محطة الابداع" ...2013 (فكرة) :

من بين المجموعات التي اشرفت عليها كانت "فكرة" مجموعة فقيرة نوعا ما من حيث المواهب الخاصة....الكثير من الحلول كانوا يقترحونها لكن تطبيقها يصعب عليهم ،حتى ان مستوى اعمارهم كان صغيرا مقارنة مع غيرهم،في هذا السن الصغير يصعب التحكم بالمشاعر ومواجهة الضغوط ... اضف الى ذلك قلة التجربة والخبرة وعدم تنوع الحلول ...

على الهامش :

# يجب علي تطوير ادائي اكثر..سأحرص على ذلك في السنة القادمة ،فقد قيمت نفسي جيدا.

# التغيير الذي لمسته في سلوكيات بعض المشاركين كان ايجابيا ...

# حصولي على جائزة التميز في التنظيم فخر كبير وسط زملائي المشرفين الذين هم افضل مني ومستوياتهم اعلى وادراكهم اوسع..فشكرا لمن اختارني،فأنا دائما ما ارى نفسي دون ما اصنع.

# تواصل الطلبة معي الى الآن يشعرني بالسعادة ..الطلبة من كل المجموعات احرص على تتبع اخبارهم .

# احد اعضاء فريق "سما" جاء الى بعض الطلبة ليحفزهم وليستفيدوا من تجربته .. فأخبرهم ان الفريق الاخضر-لا يعرف اسمه- كان متقدما بفارق كبير ..ولكن فريق سما استطاع العودة من جديد..فلما اخبرني الطلاب بكلامه انكرته جملة وتفصيلا،بعض الشباب اذا تركت له المساحة ليتكلم انجر في الحديث وتكلم في شيء لا يعرفه،اقول له:تذكر قول الله سبحانه :( ولا تقف ما ليس لك به علم،ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا)...شيئا لا تعرفه،لست مضطرا للخوض فيه..بل انهاك ان تخوض فيه.

بيتكم بيتنا :

تلقيت دعوة المشاركة في فريق "سما" ضمن هذا البرنامج الخيري ببالغ السرور والسعادة،وحاولت ان ابذل ما بوسعي ، كتبت عن مشاركتي في هذه المسابقة في مقال سابق..وددت ان اشير الى نقطة اثيرت لي في الحفل الختامي،خصوصا عندما اعلنت جائزة التحدي بتفاصيلها فهمس لي احدهم : يالله بوحسن .. قوم . قلت : ان شالله ما اقوم . من الخطأ ان تعلن سرائر الناس وخبيآتهم على الملأ ،يقول ابن عطاء:حرصك ان يطلع الخلق على خصوصيتك دليل على عدم صدقك في عبوديتك ... كتبت بعض الامور في مقال سابق عن ما فعلته وما ضحيت من اجله لأعضاء "سما" ... واعرضت عن كثير،واود ان ارى ما اعرضت عنه معي يدفع عني العذاب في حفرة شبرين في مترين ... واتمنى لمن فازت بالجائزة الرضا والقبول والبركة في الدنيا والآخرة ..

على الهامش :

# اجعل بينك وبين ربك خبيئة .. عمل تعمله في السر،لا يعلمه احد ..ستنساه وربك لا ينساه .

# ضع هدفا من المشاركة..ومن ثم قيم نفسك عليه،فوز الفريق بأي جائزة لم يكن شيئا مهما..ولا يعتبر مقياسا لنجاح الفريق.

في ختام الهوامش:
#اعظم درس تعلمته في العمل التطوعي هو تزكية النفس، لها اثر كبير في السلوك..من اصلح باطنه اصلح الله ظاهره.
#لم يسبقني احد  من اهل بيتي الى العمل التطوعي سوى ابي واخي يوسف...اما الآن فكل اخواني وأخواتي لهم خط معين يمارسون فيه عملهم التطوعي .
# العمل التطوعي. .شيء اتنفسه، لا استطيع التخلي عنه تحت اي ظرف.
# الفضل لوالداي ولمشايخي  في تعليمهم  لي تزكية النفس وكيفية تطبيقها على ارض الواقع.
#المقال القادم ..سأخصصه لمشواري الوظيفي.
اتمنى انني لم اكن ثقيلا عليك عزيزي القارئ، شاركني بتعليقك، برأيك
محمد حسن يوسف








 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق