الجمعة، 18 أكتوبر 2013

انا والتمثيل..الى اين؟!

الحمدلله السميع العليم، والصلاة والسلام على من مدحه ربه بقوله:وانك لعلى خلق عظيم..اللهم تب علينا انك انت التواب الرحيم. .

جلست مع خالتي (ام محمد) ذات التوجه السلفي يوماً، فانتقدتني يومها لانني ظهرت على شاشة التلفاز ممثلاً...وجهت لي امتعاضا شديدا. .هي موظفة سابقة في وزارة الإعلام. .وما كان كلامها لي الا من خوفها من استدراجي الى ما هو اكبر من ذلك..كونها عليمة بوساخة هذا الوسط الفني الذي لا يخفى على احد..اضافة الى ذلك فان لي معزة خاصة عند خالاتي..فاسمي مطابق لاسم جدي ابيهم الحجي محمد حسن المهيزع..فيريدونني ان اكون بافضل صورة، تقبلت النصيحة..لكنني وجدت نفسي في موقف يجب ان اكتب عن هذه التجربة البسيطة...لهدف رئيسي، كنت قبلها ادرس الطلاب واحفظهم القرآن ، اشارك في مسابقات حفظ القرآن الكريم على مستوى البحرين...اصبحت بعد ذلك رئيساً لمركز عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه وانا في سن صغير ... من يعرف عني هذه المعلومات ثم يراني في التلفاز يظن فعلا كما نقول باللغة الدارجة بأنني "اختربت"...كنت قد وضعت في بالي ان اكتب عن هذه التجربة كاحدى الخيارات..نتيجة للظروف السابق ذكرها كانت هذه السطور ضرورية .. فبالله التوفيق..وعلى الاعتماد.

البداية ... نجمة فرح:

الظاهر من الاسم انها مسرحية للأطفال، شاركت فيها مع الاخوان عبدالرحمن بوجيري و عبدالرحمن بوبدر و رمضان يوسف باخراج الاستاذ احمد جاسم .. اعتمد المخرج وقتها على تقنية المسرح الاسود واستخدام الاضاءة باللون الفسفوري المعروف بال "black light " .. اجتمعت مع المخرج واراد ان يمنحني بعض الادوار ليعرف امكانياتي فسألني: منذ متى وانت تمثل؟ فقلت:مثلت في بعض المسرحيات الصغيرة قي الحمعية الإسلامية ..اضافة انني مقلد جيد للاصوات والحركات..في حصص الفراغ في المدرسة كنت اقوم على السبورة واقلد جميعاً المدرسين..حتى ان بعضهم لما وصله الخبر لم يصدق انه بامكاني فعل ذلك..بعضهم طلب مني تقليده وجلس هو على الكرسي المخصص لي كطالب...ضحك المخرج لما علم بذلك وقال:"يالله..عطني صوت فرح".قرأت النص واعطيته جملة مقررة لفرح ان تقولها على المسرح..فأعجبه تقليدي لصوت البنت..بل وثبت علي الدور فلم يجربه على ممثل آخر...وزادني اربعة ادوار اخرى هي (الاخطبوط، القرش، الكوكب، اضافة الى صوتي البشري)..اي انني كنت استخدم اربعة دمى puppets مع دوري البشري...فنجحت في ذلك ولله الحمد. ..

نجمة فرح..الى تونس:

بعد العرض الناجح في البحرين..وبعد موافقة ادارة مهرجان نابل المسرحي في تونس على عرضنا..توجهنا الى هناك، لكن..قبل ذلك بفترة كان هناك اجتماع بين الوفد لمناقشة بعض التفاصيل للسفرة...كان من اهمها خطورة بالنسبة لي هو:يا جماعة..تره اهناك عادي يسلمون باليد..مافي مشكلة ف لححد يتحرج اهناك.اصبت بصدمة في بداية الامر..اي انه ان اراد احدهم ان يصافح امرأة فليفعل هو بنفسه. .لماذا يتم تعميم ذلك علينا جميعاً! !!؟ لم اتقبل ذلك، بل وابديت وجهة نظري الى المخرج فقال لي:ان الشيخ القرضاوي يصافح النساء..فقلت:من الخطأ الاستشهاد بتصرف رجل غير معصوم..بحثت عن بعض الكتب التي ربما تعينني على هذا الموضوع فوجدت "الاعلام بان مصافحة الرجل للمرأة حرام" و "شد الوطأة على من اجاز مصافحة المرأة" فتثبت قلبي اكثر فأكثر .. ذهبت الى المخرج وسألته كونه زار تونس ويعلم الجميع بأنها دولة استخباراتية بامتياز وقلت:لن اصافح امرأة..هل ستقع علينا مضرة؟..قال:لا، لك حرية التصرف..
ذهبت بعدها الى المشايخ الكرام للسؤال عن احكام الجمع والقصر في حالتي..فلم يجز لي احدهم الجمع والقصر كوني سأقيم هناك تسعة ايام...
ذهبنا الى تونس..وفعلاً، هناك من الفتيات والنساء من يتقدم ليصافح..فكنت اتمنع بأسلوب غير فض،كنت انال جانبا من السخرية لهذا ..لم اكن اكترث، قال لي احدهم:لقد احرجت البنت.قلت:هي من احرجتني ولست انا من فعل...اتذكر بعد احد العروض قامت فتاة لتبارك لاحد زملائي فقبلته...استحى من نفسه، ولامه اعضاء الوفد، قلت في نفسي:من لا يمكنه ان يحترم دينه ومجتمعه فلماذا يطلب من غيره فعل ذلك؟! امر غريب .. وصل الحال بنا ان تمر الفتاة على وفد البحرين فتسأل:هناك شاب لا يصافح بيده من هو؟ فيشيرون الي..فتتجنب مصافحتي وتكتفي بالكلام فقط ..ليس ذلك مني وانما هو تثبيت من الله ودعاء والداي ومشايخي ...ان دخلت في مجال ما فانا ادخله بطريقتي وبفكري..لن اتجرد من عقلي لاعطيه الى آخر ليفكر عني ويقرر ماذا سأفعل...
هناك سؤال يدور، ان كنت قد رأيت ذلك..فلماذا الاستمرار؟ اقول:في نهاية السفرة قام اعضاء الوفد بمدحي ومدح تربية والداي لي..هذا اقرار مخفي بأن ما فعلته كان صوابا..ان كنت استطيع الاستمرار هكذا..فلم لا؟

بلاليط :

نقطة التحول من مسرح الصغار الى مسرح الكبار، ونقطة تجمع ممثلي المسرح بعد انقسامهم..فكان لهذا العمل وقع خاص في قلبي..احببت تفاصيل العمل وتركيباته..نال هذا العمل شرف تمثيل البحرين على المستوى الخليجي، وهنا بدأت الحكاية...اظهر المخرج رغبته في استقطاب ممثلة للعمل معنا، واراد ان يأخذ راي الممثلين في ذلك..تواضعا منه بالطبع فالمخرجون عادة لا يأخذون رأي احد..فكان الاجتماع.
طرح المخرج وجهة نظره، فرد احد الممثلين قائلاً:لا اوافق...لن اجد مساحتي على المسرح، لست متعودا على ذلك.اكد على كلام الممثل ممثل آخر حتى جاء دوري فقلت:انتم تخططون لجلب العنصر النسائي منذ زمن الى المسرح...اذا كان ذلك فلا تضعوني ضمن حساباتكم..الامر لا يناسبني دينيا ولا فكريا ولا اجتماعيا، المعيار في الممانعة ليس فنيا أبداً. ..فرد علي زميلي الممثل:سنحرص على مصلحة العمل وترك رغباتنا الشخصية جانباً..نحن نمثل البحرين قبل كل شيء.فأجبته:دخولي للمسرح كان برغبة شخصية..فيجب عليك وعلى غيرك احترام رغبتي...ان كان هذا الشيء سيفيد البحرين فافعلوه..لكنني لن اكون ضمن خططكم..حينها سيكون بيت ابي اوسع من سلطنة عمان..فقال:ستضحي بفرصة المشاركة في المهرجان الخليجي من اجل هذا الموضوع؟ فقلت:نعم.
رجع بعدها المخرج عن اقتراحه محافظا على المجموعة..فشكرت له ذلك فلما ذهبنا الى سلطنة عمان بذلت كل مو بوسعي من اجل البحرين..ومن اجله لانه قدر رغبتي.

عصابة خربوش .. هيفاء حسين:

بعد عودتنا من عمان، كانت الفنانة هيفاء حسين قد حضرت العرض "بلاليط" واعجبت بنا كمجموعة..فور عودتها الى البحرين اتصلت بالمخرج تعرض علينا العمل معها في عمل للاطفال .. رحب الجميع بالفكرة في حين ابديت انا بعض التحفظ فقال لي المخرج:اعرف وجهة نظرك..واعرف امكانياتك الفنية..ادوارك ستكون محدودة جدا جدا ، الهدف من العمل هو كعملنا كمجموعة.بعد رؤيتي لادواري في المسرحية وافقت على الانضمام لطاقم العمل، للامانة..فان الفنانة هيفاء حسين "ام سعد" كان تعاملها معنا غاية في الرقي والاحترام، استفدت منها الكثير عندما كنت اراها وهي تحضر نفسها لاداء ادوارها في العمل وكيف كانت تطور من نفسها العرض تلو العرض...حدث بيني وبينها احتكاك بسيط، وهو حينما كان آخر عرض اندفعت بسعادة للممثلين تصافحهم..ولم تمد يدها قبل ذلك، لكنها بعد آخر عرض فعلت ذلك..فمددت لها يدي وهي مقبوضة ففهمت وضحكت على نفسها، قال لي احدهم بأن حركتي هذه حززت في نفسها..لم اكترث، واشهد لها دوما بالرقي ودماثة الاخلاق مع الجميع.."الكستر الى اتسويه عجييب".

كنت ولا زلت، اتدارس القرآن..احضر دروس الفقه..اتواصل مع المشايخ دوماً حتى انني ادعوهم الى عروضي المسرحية واطلب منهم النصح والتوجيه..فيأتون ويحضرون، عندما التقي بجماعة للصلاة يقدمني الناس إماماً عليهم..اقرأ الكتب..اهتم بالبرامج والانشطة الشبابية..التمثيل جزء صغير  من حياتي وليس لي طموح كبير فيه..كوني خرجت على التلفاز في اربعة حلقات "خف علينا+الكيمرا المخشوشة"  ذلك لا يغير من مضموني كشخص ابحث في تعاليم ديني والتزم بها ما استطعت..بعد مشاهدته لعرض الدياية طارت قام الاستاذ جمعان الرويعي بدعوة الممثلين لقراءة نص "برايحنا" شهر فبراير الماضي...فلم احضر لعدم رغبتي بالخوض في "الوحل" الفني...

هذا ما لزم بيانه..فلنتقي الله في السنتنا
محمد حسن يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق