الجمعة، 25 أكتوبر 2013

ايها "الناشط الشبابي"

الحمدلله على ما يجود علينا به من النعم،والشكر له على سابغ الكرم...نسألك ياربنا ان تدفع عنا النقم .. وان تدخلنا جنتك،فأنت اهل الرحمة والكرم..
هو موضوع يطرح بشكل سطحي حيناً، ويمر عليه الشباب بمجرد وضع تعليق محدود والسلام...علماً بأنه موضوع خطير ومرض بدأ يتفشى بين اوساط الشباب...لا افكر فقط في الجانب المظلم، لكن اذا سكت الناس عن السلوك السلبي فهو ادعى بأن ينتشر... فعندئذ يصعب علاج هذا المرض، وهو ان يخرج الشاب ليلقب نفسه ب "الناشط الشبابي"..بدون ان يعرف ما يترتب عليها وان يعرف حقها، هو فقط يبحث عن لقب رنان ليعرفه الناس به...لكن،اذا الصقت بنفسك لقبا لا تستحقه وفرحت به وكتبت عن نفسك صفحة بيضاء، فالناس-كل الناس- لن تتورع في كتابة ونسخ صفحات سوداء عنك...ولن تكون ملامة في ذلك،...فاستمع الى "العبد الضعيف" لعلك تخرج بفائدة من ما يهمهم ويثرثر على هذه الصفحة...بسم الله.

اعلم -عزيزي الشاب- بأن الحراك الشبابي ليس وليد اللحظة، بل بلدنا البحرين بالذات سباقة في مثل هذه الامور...بل وتعتبر الثروة الشبابية مصدر قوة لهذا الوطن منذ زمن ، هل سمعت عن المدارس الأهلية في البحرين قبل تأسيس التعليم النظامي في البحرين وما هو دور الشباب في ذلك الحين؟ ماذا عن الصحة؟ ماذا عن السياسة؟ ماذا عن الرياضة؟...بلدنا سباقة في كل هذه المجالات...والحراك الشبابي فيها كان رقما صعباً، ماذا اريد ان اقول ؟؟! ... ايها "الناشط الشبابي "، لست بدعة وجدت للتو في هذا المجال.. سبقك الكثيرون والكثيرون ممن ضحوا بشبابهم وقدموه قربانا من اجل وطنهم، امن اجل انجاز بسيط يرتفع "انفك" عن مكانه؟ ما هو محلك من الاعراب وسط مجموعة كبيرة من الشباب الحاليين فضلا عن الاجيال السابقة....؟
هب انك حققت انجازا ما...فتريث اولا وتفكر، قيم نفسك جيدا وانظر، ربما لم تكن تستحق هذا الانجاز ولكن الله استدرج الانجاز لك...لحكمة هو يعلمها سبحانه، فاذا وقعت على عيبك صححته، وكنت انسان افضل مرة بعد مرة، فاذا حكمت على نفسك بالاستحقاق والكمال...فاعلم انه ليس بعد الكمال شيء الا النقصان..فبهذا تكون قد وضعت حدا لطاقتك.

الاخلاق، عندما يعرض هذا الموضوع على صديقنا "الناشط الشبابي " نجده يتحرج كثيرا ويسأل :شنو جايفني..مو متربي؟؟لكن...كثيرا من الاخلاقيات تغيب عن ذهنه وعن حسبانه، لا يحسن الظن بالناس..يكثر ويكثر من الغيبة..يغيب عنه العدل وتبرز عنده العاطفة والمزاج بشكل كبير في الحكم على الأشخاص، يقول الله تعالى:(واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى).ويقول تعالى في موضع آخر :(ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا..اعدلوا هو اقرب للتقوى)...مهما كان الإنسان قريبا منك فيجب ان تعدل معه في ذكر الايجابيات والسلبيات كما ذكر الله تعالى في الموضع الاول..اما الموضع الثاني فهو العكس تماماً، يأمرك الله ان تعدل مع من تعادي وتكره، وان لا تفجر في الخصومة..بمجرد ان يختلف مع رأيك احدهم هل يكون دمه حلالا لديك؟ وان تتكلم فيه بما تريد؟ وان تعاديه وتتربص به؟ تتعامل معه بقذارة وبأساليب ملتوية؟ايها "الناشط الشبابي"...اذا كان ما ذكرته انا فيك فاعلم انك بدون اخلاق...

التواضع،"الناشط الشبابي" كلما تواضع مع نفسه ومع من يعمل معه رفعه الناس فوق قدره...ما يفعله "الناشط الشبابي"في هذا الخصوص امر عجيب...فهو ينسب إنجازاته و افكاره المبدعة الي قدراته الشخصية...نسي بأن من اودع فيه هذه القدرات قادر بأن يضع اقل العراقيل امامه وان لا يهديه الى تجاوزها .. اول التواضع والذل هو ما يكون لله، لا تنسى بعدها من نصحك ووجهك..ومن وضع يده في يدك ليقف معك، كل الظروف والأحوال قدرها الله ان تقف معك...لا تخجل بأن تنسب الفضل الى الآخرين في نجاحك. ..فالناس بعدها سيباركون لك نجاحك..ويمدحون فيك تواضعك بشرط ان لا يكون متصنعا...لكن اذا نسبت النجاح لك، كانت خسائرك بالجملة...اخلاقك، تواضعك، ثقة من حولك بك...واهم مافي الامر انك خسرت شيئا من احساسك بالعبودية لله..ايها " الناشط الشبابي" المتكبر .. لا تسرق نجاحات الآخرين وافكارهم لتنسبها اليك بيسر وسهولة لتصل بها الى القمة، اذا كان سارق اكثر من ربع دينار تقطع يده...فما الذي سيقطع من سارق الأفكار؟ ايها " الناشط الشبابي".. الى ماذا ترمي بمدح صفة فيك علناً امام الناس خصوصا اذا كان المقام لا يستدعي الى  ذلك؟ الله الله في التواضع.

العلم، من اقوى الاسلحة التي تواجه بها تحديات عصرك ايها "الناشط الشبابي"...واهمها علمك بدينك، لا اقصد بأن تكون ضليعا فيه او ان تكون شيخاً. ..بل ان تعرف ما تسير به حياتك من حلال او حرام..معاملات وعبادات، عندما عبرت جسر الملك فهد الى الخبر مع مجموعة من الشباب. ..وقفنا لنصلي الظهر فاختلف الشباب في قضية، هل نصليها جمعا وقصرا ام نتم الصلاة؟!من المخزي ان نختلف في ذلك وان يفتي البعض منا بما لا يكاد يتذكر من معلومات اكتسبها لما كان عمره 11 سنة في المدرسة...انطلق من علمك بدينك الى بقية العلوم، سيكون للعلم عندك طعم آخر..وسلاحا من نوع مختلف...

تجربة شخصية : عملت مع مجموعة من الشباب في ادارة مراكز تحفيظ القرآن الكريم..كان مديرنا دائم التشجيع لنا في العمل وكان يركز ايضا على تقوية العلاقات بيننا بقوله:العمل سينتهي وتبقى الاخوة والمحبة بينكم.كان دائم النصح لنا بترك التفكير في نيل المراكز والمناصب بقوله:من طلبها منع منها، ما اجملها حينما تأتيك هي صاغرة.اصبح خطيبا للجمعة..وقاضيا في المحكمة الشرعية للصغرى، وفتحت له الدنيا لكنه تمنع عنها...يقول لي:بوحسن .. احسن شيء انها اهي انعرضت علي وما طلبتها..وما عندي مشكلة اذا خسرتها.في حفل تكريم اعضاء الإدارة ومن منطلق حب مديرنا العزيز للشعر وقف يلقي قصيدة بعنوان "المعلنة" خصصها في مدح اعضاء الفريق قال عني فيها :
يا (ابن حسن) اني اذا راعني ** من مدلهمات جثت منتة
رددتها عني وحيرتها ** انت دوا ادوائنا المزمنة
وضحكة منك اذا ما بدت ** من حسنها اشرقت الامكنة
اسرتني بها فأنسيتني ** مشاكلي حتى بدت هينة
بهذا النوع من التعامل...صرنا نجلله ونخترمه ونضعه فوق رؤوسنا، من تواضع لله رفعه.

برنامج believe :
ليس هو من افضل الفرق الشبابية التي عملت بها فحسب..بل هو الافضل على الاطلاق، صورة لكل عضو فيها بصمة واضحة..رسمها اخي الحبيب محمد الوزان حتى صار لكل منا مكانه على اللوحة الجميلة،الكل يجل ويحترم الآخر .. نجد العذر لبعضنا البعض..اجواء خاصة جداً، انا اكبرهم في العمر لكنني اقلهم شأناً و قدرا...دائما نحاول ان نكون افضل سنة بعد سنة، والظروف تكون اصعب من ناحية الاسباب الحسية..ولكن لله مقادير اخرى، فمنه سبحانه نجد العون والتوفيق وسداد الفعل فأسأل الله ان يديم ذلك وان لا يحرمنا التوفيق بأخطاءنا ...
فريق believe ظاهرة، للأسف لا اجد جهودا للمحافظة عليها...نبذل مجهودات كبيرة للمحافظة على مكتسبات برنامجنا ، وسنبذل المزيد..نحن من سيحافظ على هذه الظاهرة.
هناك مظاهر كثيرة ومواقف عديدة تفضح من يطلق على نفسه "الناشط الشبابي"...المجال مفتوح لمن اراد ان يضيف، ينتقد، يناقش..وعذرا للقصور.
اللهم انظر الينا بعين الرضى والعفو عن ما مضى ..آمين 

محمد حسن يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق