الاثنين، 28 أكتوبر 2013

الشباب و الإلحاد

الحمدلله رب العالمين، اله الاولين والآخرين ...قيوم السماوات والاراضين، ، والصلاةوالسلام على من قال فيه ربه:(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)...يارب واحشرنا في زمرته مع الطاهرين اجمعين ..آمين

لاحظت ولاحظ الكثيرون خروج مجموعة من الشباب من دين الاسلام الى ملة الالحاد ان جاز التعبير، ببالغ الاسى والحسرة انعى هذه العقول التي القت نفسها في التهلكة....وحررت نفسها من قوانين الكون والخلق، فانا لله وانا اليه راجعون...ولكن،ماهي الدواعي لمثل ذلك..فيم يفكر هذا الشاب..من المقصر..ماذا عن الشاب المسلم وكيف يواجه افكارا تطرح عليه لاول مرة ربما بهذه الطريقة؟ كل تلك الاسئلة احاول في السطور اللاحقة الاجابة عليه...بما يتوفر لدي من معرفة وبما جربته فعلا نتيجة الاحتكاك بأحدهم..فبالله التوفيق والسداد. ..

ملاحظة مهمة (بالعامية): اذا حبيت تقره المقال...ارجوك عزيزي القارئ، بططل مخخك معاي زين ما زين، عللق..اسأل..لا اتخلي شيء يطوف عليك وانت مو فاهمه.

بداية..اود ان اوضح لماذا يقع الشاب في هذا المستنقع، بشكل عام...هو شاب ذكي للغاية..يحب القراءة والبحث، يحب ضرب الامثلة على المخلوقات في سبيل الوصول إلى الحقيقة القاطعة...علقت في ذهنه بعض الاسئلة لم يستطع اجابتها، مع تقصير الدعاة في اداء واجبهم تضخمت هذه الاسئلة حتى دعته كتبه التي يقرؤها الى التحرر من المسلمات التي طوق نفسه بها منذ كان صغيرا بسبب والديه المسلمين...فتحول من دين المسلمات القطعية (الإسلام) الى لا دين..لا شيء هناك قطعي خصوصا فيما يتعلق بالاله العاقل المدبر للكون.

هل نستطيع تقسيمهم؟ نعم..الإلحاد ينقسم،الملحد من يملك من المعلومات ما يثبت به انه لا يوجد هناك اي اله، نستطيع دحر معلوماته بعلومات اخرى اقوى...وهذا لأهل الاختصاص، اما القسم الآخر والذي فيه يقع معظم الشباب وهو انه لا يوجد امامه دليل على وجود اله، وما لا يوجد دليل على اثباته..فيتم نفيه دون دليل..ويسمى هذا القسم ال "لا ادري" ... هو ينتظر من يقابله من شباب المسلمين ان يثبت له وجود هذا الإله...فيضرب الشاب المسلم بالأمثلة فيقوم ال "لا ادري" بجرح هذه الامثلة وجعلها نسبية ولو  1% او اقل حتى..وان لا تكون قطعية...
مثال:
يقول المسلم:البعرة تدل على البعير.فيرد ال "لا أدري":ربما تجمعت مكونات البعرة..وتحت ظروف وعوامل معينة تكونت تلك البعرة..هل بالامكان حدوث ذلك؟ لماذا تحصرني باحتمال ان البعرة تأتي فقط من البعير.

هكذا يفكرون..يطعنون في المسلمات بقدر ما يستطيعون، يقول احدهم:تخيل انك فتحت عينيك من النوم. فرأيت ظلا ضخما..لماذا تعتبره من الجن؟ مالذي يدفعك الى ذلك؟ هكذا هي اطروحاتهم...تتغير الامثلة ولكن الفكرة لا تتغير، الطعن في المسلمات القطعية وتحويلها الى نسبية...تحتاج في ردها الى شخص هادئ وذكي ... اعرف خصمك لتتغلب عليه.

على ماذا نتحاور؟ على وجود اله...هذه مسألة بالغة الحساسية عند ال "لا ادري " فتجده يشتم ويسخر من عبادات المسلمين...ولا يناقش القضية الأصل،فيغضب المسلم ويبادله الشتم...فيخرج المسلم بالمظهر (الغبي) امام الناس...وهذا ما يرمي اليه ال "لا ادري ". ..هو لم يحترم وجود الله، فكيف تغضب لقضية دون ذلك..حاول تهذيب سلوكك عزيزي المسلم في وجه هؤلاء. .عاملهم بود ولا تخسر اخلاقك..

يحاول ال "لا ادري " ان يكون هو في موضع السائل لا المسؤول..فيضرب عليك الامثلة وانت تجيب على اسئلته الملتوية، اعكس هذه الوضعية لتتمكن انت من ضرب الامثلة على الواقع ومن اجابته ستدينه.

حاول ان تغير المثال، ابحث عن اشياء مشتركة قطعية بينكما...وابحث في كيفية اثباتها...مثال:اثبات ان الارض كروية

ضعوا قواعد بينكم واصلوها، كيف تستطيعان انتما الاثنان في الوصول الى حقيقة واحدة قطعية معا... كيف تستطيع الوصول الى الحقيقة؟ الحواس..العقل..الروايات.

الحواس: المقصود بها الحواس الخمس
العقل:قواعد عقلية مثل..الاكبر لا يدخل في الاصغر، 1+1=2
الروايات:الاخبار التي يرويها الناس

ناقش معه امكانية الوصول إلى الحقيقة عبر تلك العوامل، سيقبل بالاولى والثانية وسيرفض الثالثة بقوله:تستطيع الوصول إلى الحقيقة لكن بنسبة 9999999، 99% ... يعني النسبية كما قلت لكم سابقا...شرح بسيط لموضوع الروايات، كننا نتناقش مع "لا ادري " فقلنا له:وصف لك عشرة اشخاص مكانا ما..لن يتواطؤوا على الكذب، فما نسبة صحة كلامهم؟ فقال: 50%...قلنا:فاذا زدناهم مثلهم؟ قال:80% ..قلنا:لو زدناهم 200..فما قولك؟ زدناهم وزاد النسبة حتى وصل الى 99.99999999% ولم يقبل ان يزيدها رافضا الوصول إلى الحقيقة عن طريق الرواية فقلنا:اول عشرة وضعت 50..وزدانها فأعطيتنا 80..فلماذا لا تعطيننا المائة القطعية؟! حتى هذا اليوم لم نجد جوابا...طبق المثال القطعي السابق (الارض كروية). .خذ مكانه في الانكار..ودعه هو يثبت كرويتها
بالحواس:قلنا له..لم يمكن رؤيتها بعد
العقل:سيقول رحلة ماجلان..سنقول:ربما كان يكذب..الفيديوهات من الممكن ان تزور...والصور كذلك...
الروايات:ال "لا ادري " رفض الوصول بها الى الحقيقة ابتداءً، فكانت النتيجة اننا لن نؤمن بكروية الارض ..القطعية بالنسبة لل "لا ادري " للاسباب السابق ذكرها..فسكت ال "لا ادري " ولم يرد علينا جواباً. .
الامثلة كثيرة والايقاع به بهذه الطريقة سهل للغاية

ان رأيته اسقط في يده ولم يجب فاتركه...الايام كفيلة بالتربية، هم اشخاص اولي شخصيات قوية، فمواصلتك احراجهم تمنعهم من الاستجابة لك..دعه يفكر واسأل الله له الهداية.

اين دعاتنا من كل هذا؟ اليس من الاجدر بهم الالتفات الى مشاكل اكبر شريحة في مجتمعنا ..نحتاج في بلادنا الى الداعية الشبابي القريب من القلوب والابصار..معظم شبابنا يدافع عن دينه بعاطفة وبدون علم،فيتحولون الى معول للهدم بدلاً من البناء خصوصا في المجالس المفتوحة والندوات لان ال "لا ادري " لا يتورع عن الشتم والسب فيها..فمن له ؟

اللهم ردهم الى دينك رداً جميلا..عاجلاً غير آجل

الحمدلله

بقلم:محمد حسن يوسف

ً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق