السبت، 22 أغسطس 2015

بر الوالدين..و جبر الخواطر

الحمدلله الواحد الأحد، والصلاة والسلام على حامل لواء الحمد أحمد .. وعلى الآل والأصحاب، و من على نهجهم سار ولله وحّد .. اللهم أخرجني من ظلمات الوهم ، وأكرمني بنور الفهم ، وأنزل علي من بركات العلم ، وحسّن أخلاقي بالحلم ، وافتح علي من ابواب رحمتك ..

يتقلّب "الوالدان" في طريقة تعاملهما مع أولادهما بحسب الزمن وظروف التربية من جهة .. وحسب احتياجات الوالدين الذاتية من جهة أخرى، فتقوم " الأم " على سبيل المثال بالتعامل مع اولادها بطريقة دكتاتورية أحياناً وتفرض عليهم آراءً محددة غير قابلة للنقاش .. وقد تلبس ثوب الديموقراطية فتترك للأبناء حق اتخاذ القرار ، قد تتخذ أحدهم صديقاً .. تسامره ، تشكي لها حالها وتعبر له عن ما بداخلها ، تطلب المشورة والمعونة ، تنزل إلى مستوى أعمار اولادها فتستمع إلى حكاويهم وهمومهم .. وتحاول معايشتها .

إن قيام " الأم " بهذه الأشياء ينبغي على الإبن التساؤل بينه وبين نفسه .. لماذا تقوم والدتي بتلك الأمور ؟! مالذي يتوجب علي فعله ؟! إن قيام الأم بإعطائك حق الإختيار في قضية ما لا يجب أن يشعرك بأنها ستعطيك حق الإختيار في كل شيء .. فاحترم ذلك ولا تتكبر على رأيها وإن ظهر لك عدم صوابه .

إن اتخذتك كالصديق .. تفضي لك مافي خاطرها ، فاسمع .. قد لا تكون " أمك " قد توقعت منك إعطاءها أي حل لكل مشكلة تواجهها ، هي تريد من يسمعها ويتحمل مسؤولية بعض الأمور معها ولو بالمشاركة في التفكير، اسمعها .. افهمها .. ولا تنسَ بأنك اولاً وأخيراً في دور "الإبن" ، فلا تتكلم بشيء يجرح مقام والديك وإن كان بالمزاح. 

إذا كررت عليك " أمك " بعض الأوامر .. فافهم أنها تريد ان تربيك و تعودك على سلوك معين، فهم سلوك والدتك أثناء التربية عامل يساعدك على جبر خاطرها .. واعلم أن والديك لن يتوقفا عن القيام بإصدار الأوامر ومحاولة تقييم سلوكك و تقويمه ماداما يملكان الفرصة للقيام بذلك .
بر الوالدين لا يكون بالمناوبة .. بل بالفراسة والاستباقية ، كان السابقون إذا تحدثوا عن الجنة يقولون كلٌ في خاطره : " لن يسبقني إلى الجنة أحد " . أن تكون مستعداً لخدمة والديك قد لا يكون ذلك كافياً ... بل عليك أن تكون مسابقا لذلك ، كم أغبط ذاك الشاب الذي يختاره والداه لخدمتهما ... نعم، أن تكون باراً بوالديك بالإستباقية فبها ونعمت .. أما إذا اختارك والداك واستخدماك لبرهما و خدمتهما فأنت " محظووووظ " ، قد يكون ذلك جزءً من التربية الربانية دلالةً على تقصيرك ... ليذكرك بوالديك وتجعلهما في حسبانك.

حاول أن تفهم والديك فهماً دقيقاً، قد يكون سلوكك الظاهري بتقبيل الرأس وحسن الكلام ليس كافياً .. كلما كبرت أنت في السن احتاجا لِأن يفخرا بك ، وكلما كبرا في السن احتاجا ان تبرهما اكثر .. فهم حبك الأول ، واعلم أن جبر الخواطر من أعظم العبادات .. أفلا يكون جبر خاطر والديك أولى من إرضاء هواك ؟!

اللهم ارزقني حسن القول وحسن العمل 

محمد حسن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق