الأربعاء، 12 أغسطس 2015

تغيير الذات..درب الناجحين


الحمدلله الرحيم الرحمن ، المتفضل على عباده الكريم المنان .. والصلاة والسلام على خير ولد آدم من نسل عدنان ، وعلى الآل والأصحاب ، ومن سار على دربهم وسلك طريق الأمان .. اللهم أخرجني من ظلمات الوهم ، وأكرمني بنور الفهم ، وحسن أخلاقي بالحلم ، وزدني من بركات العلم ، وافتح علي طريق الجنان بالإحسان .. والطف بي عند مروري بسلاسل الإمتحان.

يقولون : " من الصعب أن تقنع إنساناً بأن يكون شخصاً آخر ". فالشاب عندما يتبلور في بيئة معينة محددة يتشكل فكره وتتحدد شخصيته في قالب واحد عادةً ما يكون صلباً جدا، عزيزي الشاب .. إن الحياة لا تثبت على حال ، وكل مرحلة ولها متطلبات ، فهل ستخبرني بأنك ستواجه كل حال بذات واحدة ؟! بشخصية واحدة ؟! بمهارات محدودة يمنعك من اكتساب المزيد منها الخجل واستنقاص الذات والاتكال على الغير .. وبالتالي الرغبة في البقاء داخل منطقة الراحة ؟!

كما أن الإنسان إذا لم تتجدد أفكاره ولم يتطور يصبح عرضة للهلاك والإنقراض كسلفه الدايناصور .. فإن الذات إذا لم تتجدد وتتفاعل بمعطيات المرحلة فإنها تتعرض للتهميش والتجاهل من الغير، فنصبح بلا فاعلية حقيقية في مجتمعنا .. وهذا ما يتعارض مع أصل من أصول وجودنا في هذه الحياة ( إني جاعلٌ في الأرض خليفة ) .. قد تعطي بعض الهوامش القليل من الفوائد ، لكن الذات التي لا تتطور ستكون زائدة في المجتمع، والزيادة في الشيء نقصان ( إن لم تزد شيئا في الدنيا فاعلم أنك زائدٌ عليها) .. فمالحل ؟! كيف نزيد من قابليتنا للتغيير ؟!

لكي يقتنع الإنسان بضرورة أن يتغير لابد له من التمتع بالتواضع .. فهو يجعله يرى نفسه دون ما يصنع، وينظر للآخرين على أنهم افضل منه، وينقش في ذاته بحثاً عن عيوبه .. فتلين نفسه، ويطيب قلبه، ويستقبل المعلومات الجديدة ويكتسب المهارات المتنوعة بطيب نفس دون تكبر وتعالٍ .. و دونما استنقاص لنجاحات الآخرين، فيُقِر بفضل غيره .. ويرغب بأن يكون مثلهم ناجحاً.

هل وضعت نفسك على حبل "نشر الغسيل" لتنتقد ذاتك بتجرد وبدون عاطفة ؟! إذا كنت قد فعلت ذلك فتلك خطوة جريئة فعلاً، فالناس لا يحبون نقد ذواتهم، بل يعطون لأنفسهم اشارات يظنون بأنها إيجابية ليبقوا في منطقة الراحة .. وبالتالي عدم التغيير والفعالية في الحياة، حلل ذاتك .. ماهي أحلامك؟! ماذا تملك وماذا تحتاج ؟! ماهي المهارات التي تحتاجها ؟! ماهي الصفات التي تريد اكتسابها ؟! ماهي السمات في شخصيتك إن بقيت على حالها فإنها ستضرك ؟!ّ كن صريحاً مع نفسك ولا تنافقها و تخدع ضميرك ، فإن ذلك لن يحرك من حالك ... ولا يغيب عن ذهنك سؤال من حولك (أهلك،أصدقائك،أهل التخصص والخبرة) مستنداً على تواضعك الذي سيجعلك تتقبل آراءهم بكل سرور .. قد يكون طريق التغيير أحيانا مقرونا بوضعك تحت الضغوط والتحديات، انتبه .. إن لم تتغير تحت الضغط نحو الأفضل فمتى تتغير؟!!!  

اعلم عزيزي الشاب .. بأن الله يسير لعباده من الأحداث والأشخاص والأشياء مما يجعل بعض الظروف من حولك تكون نقاط تحول في ذاتك، يبقى المعيار هو درجة تفاعلك واستجابتك لتلك الظروف .. فتتبين من خلال تلك الاستجابة مدى التغيير الحادث في ذاتك ... أنت من تختار طريقك، إما إلى التغيير وعمارة الأرض ووضع البصمة .. أو العيش عيش الكثيرين في تلك الحياة ، لا أثر ولا خبر ، مستسلمين لظروف الحياة ، أُناس "عاديين" سيسألهم الله عن ما حباهم الله به من نِعم .. فلا جواب.  
 
محمد حسن يوسف

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق