الأحد، 30 أغسطس 2015

بليف - 2015

لكل حدث يمر في حياتنا لابد من جلسة تقييم مع الذات، تلملم فيها من الافكار الشتات .. فإن لم يكن فما حافظنا على القيم والأخلاق وحسن الصفات، وسنقول بعدها: " يا حسرة على ضياع الأوقات"، أن تحصل على فرص تدريبية .. وتتعلم وتتعلم .. ذلك ليس بدليل على حيازتك للخبرات، لابد من مقياس .. فماذا استفدنا؟! وماذا حملنا من القيم والسمات ؟!

هذه تجاربي اضعها لأقيم بها نفسي (رحم الله من اهدى إليّ عيوبي) .. واشارك فيها غيري (المؤمن مرآة أخيه) ،  برنامج "بليف – 2015 " حمل العديد من التفاصيل المختلفة عن كل عام ... احببت أن انقلها بأسلوبي الخاص، انا إنسان منفتح على الكثير من الرياضات سواءً كانت على مستوى الكرة او التنس او العاب القوى ... ومنها استطعت اكتشاف ذاتي، إن للسنن الكونية قوانين تخص النجاح تنطبق على الرياضة وغيرها، وما علينا سوى اكتشاف تلك القوانين أينما كانت ... فالحكمة ضالة المؤمن.

اختيار القائد :

كما أن للقائد مهاماً يؤديها في المجموعة حسب موقعه .. فإن لاختياره بعض المبررات النفسية الدالة على شخصيته من جهة، ومعرفته  بأعضاء المجموعة وما سيقومون به من جهة أخرى، فنجد أن فرق كرة القدم مهما اختلفت الأسماء وتنوعت مميزاتها الدفاعية والهجومية ... فإن اغلب المدربين يفضلون ان يكون حامل شارة القيادة لاعباً في منتصف الملعب، او لاعباً في خط الدفاع او حتى حارس المرمى ... والقلة منهم يعتمدون على المهاجم،فلماذا؟! انظر للعوامل التالية فستعرف :

# يعرف القائد كل صغيرة وكبيرة عن فريقه، وينظر لعملية اداء الفريق بصورة مختلفة عن اللاعب العادي.
# سهولة اكتشاف الخلل من موقعه،وسرعة توجيه اللاعبين في الفريق لضرورة التصحيح.
# قريب من معظم اللاعبين، يستطيع أن يقوم برفع الروح المعنوية من خلال كلامه معهم في وقت بسيط.
# التأكد باستمرار بأن كل اللاعبين يقومون بواجبهم على اعلى مستوى.

مما سبق يتبين لنا ما يلي :

# القائد في المجموعة "البليفية" يكون تركيزه مرتفع في كل حين..يراقب كل اعضاء المجموعة ويصحح المسار، لا يتجاهل الأخطاء وكأن الأمر لا يعنيه .. يشد من أزر مجموعته ويهيئهم لما هو قادم لكي يستعدوا له .. يبادر في حل المشاكل بين الأعضاء.

الجلسات النظرية..الإخلاص في التعلُّم :

في كرة القدم .. التمرين بالكرة ليس كل شيء، بل هناك جلسات نظرية يتم من خلالها شرح الأخطاء ، الخطط ، المهارات .. الخ ، التنظير أساس كل شيء .. حتى في كرة القدم.



مما سبق يتبين لنا التالي :

إن لم تكسر نفسك وتجلس لتتعلم فلن تتطور...قد تجعل منك الألعاب والأنشطة الجماعية إنساناً سعيداً، لكن ما مدى استفادتك من هذه الألعاب والأنشطة؟! هذا هو الأهم .. من التعليقات التي لا احبذها في وجود المحاضرات هي : ( ملل ، يوم كئيب ) ... نحتاج إلى الأنشطة للتغير، عزيزي الطالب .. لسنا في روضة للأطفال لنعطيك الألعاب التي تسر خاطرك بدون ان تتعلم شيئاً جديداً مؤثراً، عليك ان تكسر نفسك من الداخل وتستفيد من كل ما يدور حولك، غيرك يتمنى هذه الفرصة ... انا شخصياً كنت اتمنى أن اكون مكان الطلاب لأستفيد واتعلم اكثر.


تنوع الأفكار والمحاولات:

ما يعجبني حقاً في كرة السلة هو ضرورة ابتكار خطط هجومية ودفاعية باستمرار، اكثر من أي لعبة اخرى بغية الوصول إلى السلة بطرق مختلفة وغير مُكتشفة قدر الإمكان.


مما سبق يتبين لنا التالي :
دائماً ... دائماً ، هناك طرق افضل لفعل الأشياء .. انطلقوا من قاعدة افكار عريضة، ولا تضعوا أنفسكم في عنق زجاجة ، اسبحوا في بحر الخيال ففيه من الأفكار ما يغنيكم، كثيراً ما نقول بأنه ليس للإبداع حدود .. فإذا جلسنا نفكر فلا نتحرك الا في مساحة صغيرة محدودة !!


نقطة تحول:

في عالم التنس الأرضي .. قد يظهر أحدهم بمستوى خيالي يقهر المنافس،ولكن مع الصبر والتركيز قد تأتي نقطة تحول تنقلب فيها الأمور فيصبح اللاعب "الخيالي" كالحمل الوديع ويخسر المباراة مع مرور الوقت بسبب :
# الإرتخاء الذهني وعدم الإنتباه .
# ظهور نقاط ضعف مع مرور الوقت لم تكن موجودة .
# ارتكاب الأخطاء مما يعزز ثقة اللاعب الآخر في نفسه .
# مع الصبر والمثابرة من اللاعب الآخر ..تنقلب الأمور،تنقلب بسرعة رهيبة لا تصدق.
# الخوف من المكسب يغير مجرى المباريات.


- لاعب تنس يرتكب خطأ فادحاً بلمس الشبك عن طريق الخطأ في الأشواط الحاسمة وكان متقدما في النتيجة مما أثّر عليه ذهنياً وخسر المباراة فيما بعد .

مما سبق يتبين لنا التالي :

مهما مررت من مراحل في أي منافسة، لا ترتخي حتى تنتهي...لا تفرح بالتفاصيل وانت لم تنجز العمل بصفته الكاملة، تمتع بقلب قوي وشخصية قوية تمكنك من الوصول إلى خط النهاية بسلام وبعد ان ينجز الفريق مهمته .. ليس قبل ذلك،فمن يدري متى ستكون نقطة التحول تلك ...وبعدها يصعب التدارك ، وتنفلت الأمور ... وهذا ما حدث بعد العرض الإبداعي حيث ظهرت الأخطاء، وبان الإرتخاء الذهني... "فطارت" الدرجات.

خط النهاية .. المعركة الحاسمة :

في الجري على مسافات متوسطة، يقوم العداؤون بعمل خطط معينة.. منهم من يريد ان يقوم بدور الأرنب فيقود السباق من بدايته إلى نهايته منعاً لفرص المفاجأة ... ومنهم من يحب ان يتربص فيبقى في المركز الرابع او الخامس ليس ببعيد عن المقدمة من اجل ادخار الجهد والإنقضاض على المقدمة في اللحظة المناسبة والحرجة فلا يمكن لمن خلفه تدارك الوضع واللحاق به، بين الخطتين عامل مشترك وهو "" الركض بأقصى سرعة في اللفة الأخيرة"" .


- خسارة العدّاء المغربي "هشام الكروج" للميدالية الذهبية بعد قيادته للسباق منذ البداية .. خسر في "اللفة الأخيرة" . 

مما سبق يتبين لنا التالي:

خط النهاية، معركة تتطلب بذل اقصى الجهود ... وتبذل فيها كل التضحيات الجسدية والذهنية،فلماذا التراخي عند خط النهاية ؟؟؟!! هل رأيت خطة العدّاء الأرنب الذي اراد أن يقود السباق .. هل تعتقد بأنه بمأمن من الخسارة؟! لا .. لا تتراخى حتى يُقال لك بأن السباق قد انتهى..."فريق رُقيّ" كسب معركة "اللفة الأخيرة" بعدم ارتكاب الأخطاء والسير بثبات وتصاعد، نقطة التحول قد تكون بالقرب من خط النهاية.

الجندي المجهول:

هناك لاعب في كرة القدم ، محور الفريق...يقطع هجمات الخصوم... يغطي تقدم الأظهرة...أحيانا يسمح له المدرب بالتقدم وتسجيل الأهداف، بعد كل تلك المهام الحساسة هو معروف في الوسط الرياضي بلقب "الجندي المجهول" .


مما سبق يتبين لنا التالي :

قيمتك الحقيقية بما تضيفه للفريق وليس ما يعرفه الطلبة عنك، كل ما عليك فعله أن تظهر بشخصيتك وتقوم بمهامك...الإنجاز هو معيارك الأول وما يجب عليك أن تصب تركيزك عليه وليس شيئاً آخر، انتهبوا لجنودكم المجهولين ... اعطوهم حقهم واشكروهم.

التصرف تحت الضغوط

يقول الكثير من محللي لعبة التنس ان المهارات بين المصنفين تكاد تكون متقاربة إلى حد كبير، لكن الفارق بين المصنف الأول على العالم والمصنف الأربعين على العالم هو حسن التصرف تحت الضغط .. وذلك دلالة على ارتفاع مستوى الانتباه والتركيز ، و وجود عامل الثقة بالنفس يجعله يتخطى اللحظات الصعبة


- " اندريه اغاسي " .. لاعب تنس امريكي يخشاه خصومه بسبب قوته الذهنية التي تجعله يحسن التصرف ويعود في المباراة في حال تخلفه في النتيجة.  

مما سبق يتبين لنا التالي

كل إنسان معرض  لضغوطات مختلفة، لكن الفارق بين إنسان و آخر هو عملية المحافظة على التركيز وعدم التسليم بالتأثر العاطفي...عليك ان تتصرف بهدوء وحكمة في كل امورك، ولا تفرح بإنجازاتك ... في المنافسة مع الآخرين مادام هناك احتمال لخسارتك فسوف تخسر .. تحمل الضغط والهدوء سيجعلك مستعداً لاستغلال الفرصة متى ما سنحت لك.


محمد حسن يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق