الاثنين، 27 يناير 2014

"كوبي بيست"


الحمدلله الكريم العلي ، المتين رب العرش القوي...والصلاة والسلام على اكرم الخلق السخي ، خاتم الرسل الكريم التقي ، الهي .. ان رجائي لا ينقطع عنك وان عصيتك ، كما ان خوفي لا يزايلني وان اطعتك ..كيف اخيب وانت املي؟! ام كيف اهان وعليك متكلي ؟!

لو نظرت الى حالنا نحن المسلمين والعرب تحديدا ... تجد اننا من افضل الامم !! نعم .. لا تستغرب عزيزي القارئ ، فنحن من افضل الأمم في وضع الايجابيات والسلبيات لأمر ما .. في وضع الحلول والاستراتيجيات .. في اقامة المؤتمرات والصرف عليها لنتكلم ونثرثر على بعضنا البعض ، في وضع النظريات التي لا تنتهي حتى وقعنا في مطب خطير .. ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) ، نسينا امرا مهما وبالغ الاهمية وهو ان معيار قيام الحضارات الدائمة هو العمل .. (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ) ، فهل لأهرامات مصر ان تقوم هكذا بتلك الخصائص العمرانية الخيالية بدون تخطيط وعمل مجتمعين ؟!! ماذا عن تاج محل في الهند .. !! ماذا عن مكة المكرمة ... ذلك المكان الجاف الذي لم يكن يسكنه احد .. العمل هو العلامة الفارقة ، والمتأمل في حال جيلنا جيل الشباب لا يجد مساحة كبيرة من التفاؤل ، على الرغم من الانجازات التي يقوم بعض شبابنا بها الا انني اقوم هنا بالانتقاد للفئة الاكبر ..( قالوا : انهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم اذا كثر الخبث ) ...

ظاهرة اعتبرها خطيرة ، هي ظاهرة ال "كوبي بيست" في وسائل التواصل الاجتماعي ... لا امانع "الكوبي بيست" من حيث المبدأ ( الحكمة ضالة المؤمن ، انا وجدها فهو احق الناس بها ) ، لكنني اتكلم هنا عن اناس ينقلون الحكم والمواعظ ولا يطبقونها في واقعهم الشخصي ...  متناسين ان العلم والحكمة اذا صاروا عند انسان يصبح محل مسؤولية عن كل ذلك ، يقول ابن رسلان في الزبد ( وعالم بعلمه لم يعملن ** معذب من قبل عباد الوثن ) .. نعم ، فالذي ينقل لنا بقوله : ان تشعل شمعة خير لك من ان تلعن الظلام .. من باب اولى ان يقف هو عن السخط والتذمر ،وان ينشر ثقافة التغيير ويبدأها من نفسه التي بين جنبيه .. والذي يقول: كن انت التغيير الذي تريده في العالم .. وهو لم يتخلص بعد من اطباعه وسلوكياته ، بعض الخصال السيئة تحتاج الكثير من الوقت لاصلاحها .. قد تصل الى سنوات ، فكيف لنا ان نتصدر وسائل التواصل الاجتماعي وواقعنا غير مطابق لما نقول ، ماذا نتصور من شباب عايش افكاره الشيطانية سنين عديدة.. ويظن انه ينصح الناس ويقوم بعمل جيد ، لكن وبال ذلك يكون عليه اذا كبر في السن ، فهو سيلحق حتما بركب كبار القوم الذين سبق ذكرهم في الفقرة الاولى ، سيفتتن بالاماكن التي سيتقيدها والمناصب التي سيشغلها  ... سيضع لنا النظريات والحلول والنتائج .. عندما تسمعه تظن ان البحرين بخير ، لكنها ليست كذلك مادام هذا النوع من البشر هو الطاغي والمتفشي في المجتمع .

في لحظة ما .. يتجرد الممثل المسرحي من كل شيء في نهاية العرض ( الاكسسوارات،الملابس،الشخصية) .. بمعنى ان قناعه الذي ارتداه خلال العرض سيسقط مع انتهاء العرض الوهمي .. وستظهر الشخصية الحقيقية بعدها ، كذلك الحياة .. انت فقط عليك ان تختار الدور الذي تريد ان تعيشه في الحياة ... لكن مع نهاية العرض "الموت" ستظهر شخصيتك الحقيقية ، وستظهر افعالك التي ملأت بها وعاء قلبك .. ستتجرد من "الكوبي بيست" بمختلف انواعه اذا كان في غير مرضاة الله .. ( العلم ما كانت الخشية معه ، والا فهو عليك ) ، ستتجرد من ال " برودكستات" الطويلة التي تنقلها ان لم تزرع تلك الكتابات تغييرا ايجابيا في سلوكك وتنقي بها قلبك .. لتكون جاهزا لملاقاة ربك فيسألك وتجيب ،فان كان قلبك فارغا ... فهل من جواب !! ؟

 

محمد حسن يوسف

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق