الأحد، 5 يناير 2014

سوالف 2013


الحمدلله الرحيم الرؤوف .. الخبير بعباده عطوف ، والصلاة والسلام على من بعثه الله من بين قومه وهو مألوف ، اللهم ارنا سبل الهداية .. وابعد عنا اسباب الغواية ، اللهم اخرجنا من ظلمات الوهم واكرمنا بنور الفهم .. واجعلنا من الراشدين.
ينتقدني البعض بسبب انني ابدأ كل المقالات بهذا الشكل ، يقولون:لماذا تكتب تلك المقدمة في كل مقالاتك وكأنك ستلقي خطبة على الناس وليس مقالا عاديا ؟! .. اقول: استجدي البركة واطلبها من ربي ، فمهما بذلت من مجهودات ولم تصحبك البركة ولا التوفيق فلا ثمرة ولا خير في عملك . وصلتني ايضا بعض التعليقات حول طول المقالات التي اكتبها ، فعلا .. فأنا اتعب كثيرا عندما اكتب المقالات خصوصا تلك التي كتبتها مؤخرا .. احدهم استغرق مني في كتابته خمس ساعات ، واضطرني احدهم الى كتابته خلال يومين .. بعض الافكار تكون مشوشة فعلا وتحتاج الى فتح – توفيق – من الله لكي انطلق فيها وانهيها سريعا،فلك ان تتصور المجهود الذي ابذله وان كنت متمكننا من الموضوع .. علما بأنني اتخيل الموضوع وارسمه في ذهني قبل ان اكتبه بأيام ، ثم اذا كتبته لا يكون مماثلا بعض الاحيان لما تخيلته ..فاعذرني عزيزي القارئ ..

ما يميز هذا العام عن غيره بالنسبة لي هو زيادة الجهد البدني اكثر منه على الجهد الذهني كما كان في العام الماضي ، سأسرد ما مررت به ، وبالله التوفيق .

جائزة بادر :

صحيح ان اساس انطلاق الجائزة كان في عام 2012 ، لكن اغلب فصول تلك الجائزة واهم احداثها كانت في عامنا هذا ، كانت فكرة المشاركة لدينا كفريق "تيرن رايت" ابتداءا من الأخت علياء الجيب .. كانت تظن ان فريق "سما" الفائز في برنامج "محطة الابداع 2012" سيستعين بمشرفيه في هذه الجائزة فأخبرتها بأن "سما" استعانوا بأعضاء جدد في الفريق ، فطرحت علي تشكيل فريق لدخول الجائزة فوافقت وتم تشكيل الفريق منها ومني ومن الاخوة والاخوات راشد المضاحكة،عبدالله فقيهي،احمد التميمي،عمر الكوهجي،عائشة حسن،عائشة بوجيري .. كأسماء ، من افضل الفرق التي شاركت فيها في العمل التطوعي ... كانت فكرة الفريق قائمة على زرع الثقافات الايجابية بين الشباب باستخدام وسائل في التدريب قائمة على الانشطة والالعاب الجماعية ، من تلك الثقافات هي : الالتزام بالوقت،العدل،الايجابية ، الامانة.. وقمنا بعدة انشطة في مركز سلمان الثقافي ومركز الابداع الشبابي ، من الاشياء الطريفة التي كنت اذكرها بما اننا جميعا اعضاء فاعلين في الانشطة الشبابية فيما يخص المؤسسة العامة للشباب والرياضة فمن سيكون مشرف الفريق؟!! كان الاختيار صعبا على ادارة البرنامج ..فهناك سلمان الحسن،عبدالله علي،فاطمة فؤاد،دلال بوجيري وغيرهم .. كلهم لهم علاقات وثيقة بنا قبل بداية الجائزة ،لكنهم اختاروا الاخ محمد بوجيري ليكون مشرفا علينا ... ربما لم يعلموا بأنه "زوج اختي" ، على اية حال .. بدأ المشوار على هذا النحو ، حالت العديد من الظروف الداخلية في الفريق لتعطل بعض الانشطة ولكننا بذلنا مجهودا لا بأس به وكننا راضيين عن انفسنا بشكل كبير .. لما صار وقت العرض النهائي ، ذهبنا مبكرا بعد ان تدربنا مرارا وتكرارا قبلها بأيام .. اعتمدنا على طريقة العرض الرسمية لأنه سيساعدنا اكثر على التحكم بالوقت ،لما صرنا هناك .. دخل علينا اعضاء فريق "سما" ، بعد ان عرفت بعض المعلومات عنهم وعن الفرق المشاركة .. وعن تباين المستوى بين "سما"والآخرين نظرت في اعينهم وقلت في نفسي : اريد عرضا نهائيا بلا اخطاء.قلت ذلك وكأنني لا ازال مشرفا على الفريق .. اقول ذلك لأنني لما كنت مشرفا على هذا الفريق وجاءتني بعض النتائج الاولية في برنامج "محط الابداع2012"  قلت نفس الكلام ... فرجعت بي اللحظات الى ذلك الزمن ، اما بالنسبة لفريقي "تيرن رايت" فكننا نحن الشباب نمزح ونسلي بعضنا ولا نتحدث كثيرا عن موضوع العرض ،وكانت الشابتين لا تقفان عن التعبير عن التوتر الذي اصابهما ، افتقدنا قائدة الفريق الاخت علياء الجيب واضطررت بأن احل مكانها... مما جعلني ارتاح بشكل كبير اثناء العرض ، ان معظم مشرفي الفرق الاخرى المشاركة في الجائزة هم اصدقائي واخواني واخواتي ... فكنت بعد كل فقرة اتبادل معهم النظرات والغمزات والابتسامات ، فكان شيئا يجعلني حينها اشعر بالراحة النفسية . .. طول الفترة بين العرض الختامي وحفل توزيع الجوائز احسست بأن الجائزة تمر بفترة غيبوبة مآلها الى الموت ،  فالعرض كان في شهر فبراير ..وحفل توزيع الجوائز كان في شهر مايو ، لذلك ..لم اشعر بالتحدي او الرغبة في الفوز حتى ، ساهم في ذلك فكرة التصويت للجمهور التي اعتبرها "حرام شرعا" بالرجوع الى رأي العديد من المشايخ ، هم يقولون ان هذه الخدمة التي اعطتك اياه الشركة"الفلانية" وانت تعرف السعر ..فأين الحرمة الشرعية في ذلك ؟! الحرمة في الامر ان الخدمة دخلت في المسابقة فأصبحت "حراما" .. النتائج النهائية،ونظرا للظروف السابق ذكرها لم اعد اترقبها حقا الا في تلك اللحظة .. عندما اعلن في الحفل ان فريق "سما" فاز بالجائزة في الجانب الاجتماعي ، كنت اتوقع ذلك قبل الاعلان ..لكنني بعد الاعلان فرحت لهم من ناحية،ومن ناحية اخرى فضلت لو فزنا نحن في الجانب الآخر من الجائزة وهي الجانب الثقافي .. لكننا – بعكس فريق "سما" كنا نلاقي منافسة شديدة مع الفرق التي كانت معنا في نفس المجال مع شباب لهم باع طويل وخبرة لا يستهان بها في مجال العمل الشبابي ، استطعنا التفوق عليهم والفوز بالجائزة .. اول شعور انتابني بعد فوزنا بالجائزة هي انني قلت:بللل...ما بغينا نفتك؟!! فعلا ، فالبرنامج اخذ وقتا طويلا جدا بالنسبة الى مستواه ... ربما ايضا مستوى الفرق لم يكن بالشكل المطلوب مما ادى الى تراجع مستوى الجائزة التي كانت في نسختها الاولى ، ينفذه موظفون متخمون بالبرامج والفعاليات طوال السنة .. اتمنى منهم تدارك ما فات من السلبيات والضغط على الفرق بشكل اكبر لرفع مستواها .

مهرجان اوال – الدياية طارت :

بدايتي في المسرح كانت مع اعمال مخصصة للأطفال ، فلما بدأت في مسرح الكبار كنت وسط عدد كبير من الممثلين مما يجعل دوري في العمل اقل اهمية .. اما في "الدياية طارت" فكان عدد الممثلين اقل ، وكان الامر يتطلب مني التركيز والتفاعل مع الحدث وقتا طويلا .. ليس الامر بالسهل ، مع التدريب و البروفات استطعت ان اتحسن واتعود على جو مسرح الكبار .. كنت برفقة اصدقائي احمد عبدالغفور،البسام علي،محمد صقر،عبدالله الدرزي،عادل الجوهر .. "الدياية طارت" جرى التحضير لها قبل مهرجان اوال بشهر تقريبا ،وكننا نستعد للعرض الذي سيقام في شهر فبراير .. كما ذكرت سابقا ،العرض النهائي لبرنامج "بادر" كان ايضا في فبراير ،كما قلت..الجهد البدني طغى هذا العام علي فوق كل الجوانب ، وستعرف عزيزي القارئ كم كانت روزنامة العام مكتظة بالاحداث والمشاركات .. مما جعل تجربة "الدياية طارت" فريدة من نوعها بالنسبة لي هو ان دوري في المسرحية كان كوميديا .. بل حتى في بعض المشاهد كان المخرج الفنان عادل الجوهر يطلب مني ان ابالغ في التمثيل الدرامي ليتحول المشهد من درامي الى كوميدي ، كنت اتذكر بعض المسلسلات الدرامية واضحك مع ان المشهد لا يستدعي الضحك ، فقط لأن الممثلين والممثلات كانوا يبالغون في التمثيل ..ظنا منهم انهم سيزيدون من تأثر المشاهدين بالمشهد ، نعم .. لقد كنت اتأثر بتلك المشاهد ، لكن بالضحك فقط .. كان كل ممثل من بروفة الى اخرى يضيف حسا كوميديا جديدا .. لكن في معظم البروفات التي كانت تعتمد على الحركة والتركيز الذهني كنت اقع في بئر الارهاق سريعا ، بسبب ضغط العمل نفسه وضغط الوظيفة وضغط "بادر" .. كنت اسلي نفسي واقول:مهرجان اوال هو عرض واحد فقط ، لن يدوم العناء طويلا .. بالفعل،كان عرضا جميلا ذاك الذي قدمناه في مهرجان اوال ..وحصلنا ك "مسرح البيادر" على عدة مكتسبات فنية واعلامية من المهرجان .. ولكن الروزنامة مازالت مكتظة،اليك المزيد...#في_شغل.

عصابة خربوش:

بعد مشاهدتها لعرض مسرحية "بلاليط" لفرقة مسرح البيادر والذي عرض في صلالة سنة 2012 ،قامت الفنانة "هيفاء حسين" بعرض فكرة عمل مشترك بين شركتها الانتاجية مع فرقتنا المسرحية ... كان التحضير لهذا العمل قد بدأ فعلا في نفس العام ، ولكن متى سيكون العرض ومتى سنبدأ البروفات ؟! نعم .. قد حدد موعد العرض بأنه سيكون في فبراير 2013 ، فعلا ... كان شهرا مزدحما بكل المقاييس ،فقد كان الممثلون يتدربون بين المغرب والعشاء في مسرحية "عصابة خربوش" ،وبعد العشاء يتدربون في مسرحية "الدياية طارت" ، لك ان تتخيل حجم الارهاق الذي أصابهم ... مع العلم ان عرض "عصابة خربوش" امتد الى اسبوع من العروض الصباحية لطلاب المدارس والمسائية للجمهور .. كنت قد اعتذرت عن العمل ابتداءا ، لكنني اقحمت في العمل اقحاما.. لم يكن وجودي له دور اصلا وكان بالامكان الاستغناء عني ، ولكن لاعتبارات اخرى كالصداقة والرغبة في العمل الجماعي ارغمتني على دخول غمار ذلك العمل في ظروف صعبة ... كنت انتظم وقتها في بروفات "الدياية طارت" ، ولما بدأت العروض الصباحية ل "عصابة خربوش" كنت انتهي من العرض واذهب الى العمل ... يا لها من ايام مرهقة ، انتهت على خير ..

 

اداء العمرة..والزيارة الى المدينة المنورة :

مع الانتهاء من ذلك الشهر المزدحم قررت التفرغ لخمسة عشر يوما قضيت معظمها بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ... فعلت ذلك وحيدا ، فعلا كانت رحلة حصلت خلالها على الراحة من جانب .. وظللت ابحث عن بعض المعلومات عن المدينتين الفاضلتين ،وكلما وجدت شيئا جديدا الا وذهبت اتأكد منه .. الا ما يسمى ب "وادي الجن" الذي يقع في المدينة المنورة .. فلم استطع زيارته ، وهو مكان من خصائصه بأنه ضد الجاذبية الارضية .. فاذا سكبت فيه الماء ارتفع الى الاعلى ، واذا مررت فيه بسيارتك فانها لا تسقط ، هكذا قرأت عنه .. وربما بسبب الخوف و الغرابة لم اخض هذه التجربة ، "مقبرة البقيع" .. تضم في ثناياها اثنا عشر الف صحابي ... دون التابعين والعلماء والاخيار من زمننا هذا ،فكلما عرفت شيئا جديدا الا وذهبت الى المقبرة لأتأكد منه .. زرت "البقيع" ثلاث مرات خلال اربعة ايام ، زرت "المساجد السبعة" وهم كما يعرفون بأنهم المراكز القيادية للصحابة ابان غزوة الخندق ، تألمت كثيرا ... ان اقذر محطة رأيتها في الصحراء وانا في طريقي داخل المملكة العربية السعودية لهي ارقى من تلك المراكز القيادية ، هكذا نهتم بآثارنا للأسف .. ولسوف يأتي زمن تزول معه تلك الامثال مع توافر اعداد المسلمين المتزايدة ، تألمت اكثر عندما سألت عن مكان الخندق .. فقال لي السائق:ذاك الرصيف ... الله ، الآثار تزول وتمحى شيئا فشيئا .. زرت "جبل احد" ، قرأت عن "وادي محسر" الذي هلك فيه ابرهة وجنوده .. زرت "قباء" اول مسجد بني في الاسلام ، زرت "مسجد القبلتين" والذي تحول الناس فيه من القبلة الاولى (المسجد الاقصى) الى القبلة الثانية (الكعبة المشرفة) عندما جاءهم الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن القبلة قد تغيرت ... وقد تبين لي فعلا بأن هناك محرابين اثنين في المسجد ، احدهما جهة الشمال والآخرة جهة الجنوب ، فعلا كانت زيارة مليئة بالتفاصيل والزيارات والاحداث .

العمل :

مما يجعلني اذهب الى العمل واعود منه في حالة نفسية جيدة هي انني اغير في طريقة عملي بين فترة واخرى ، لا اشعر بالملل الا قليلا .. لا اجد حرجا من الدخول على المسؤولين في مكاتبهم والمزاح معهم ، صحيح بأن مشاغلهم كثيرة لكنهم في النهاية بشر .. فأذهب الى المسؤول معلقا على لون قميصه على سبيل المثال ، واذهب الى الآخر متسائلا عن المكان الذي سيتوجه الى لتناول الفطور او حتى الغداء ، امازح الموظفين واقلد حركاتهم واصواتهم ... فيما يتعلق بعملي ، فأنا اعمل في قسم الطرود البريدية .. والتحدي الاكبر لي هو انني لا ابقي شيئا من الطرود الصادرة في القسم الى اليوم التالي قدر الامكان .. كنت اوزع الكميات الكبيرة من الطرود بطريقة لا ترهقني فيما بعد عندما اعتزم اغلاقها باشرافي على الرازم الذي يضع الطرود البريدية في الاكياس المخصصة لها ، في شهر يونيو صار التحدي اكبر .. فقد كانت الطرود تنهمر بشكل غير طبيعي .. حتى ان احدهم لا يستطيع السير على الارض دون ان يضع قدمه على احد الطرود ، كننا في قسم الطرود نصدر الى الخارج ما يقارب المائتين من الطرود يوميا .. بالرغم من ذلك ولمدة شهرين متتاليين فان الكميات الكبيرة لا تكاد تقل ..بل تزيد وتزيد ، مما وضع بريد البحرين و الشركة الناقلة الى المطار في وضع لا يحسد عليه ... بالنسبة لي ، فأنا احاول التغيير بما امكنني ربي به .. واحاول ان اتقبل ما لا استطيع تغييره ، واحاول قدر المستطاع ان اشير الى المسؤول بنقاط الصعوبة او النقص لدي .. لكي يكون لديه علم بها ولا يحاسبني فيما بعد ، تقلبي بشكل سريع بين المزاح والجد اثر على علاقتي بالمسؤولين علي .. فعندما اكون في حالة جد وعصبية يظل المسؤول هادئا ، ليس لأنه كذلك بل لأنه لا يعلم اذا ما كنت جادا ام لا ، حتى بعض اصدقائي المقربين لا يستطيعون التمييز حقا .. اقوم احيانا بانتقاد بعض الموظفين الذين يأخذون اجازات مرضية بكثرة بطريقة ساخرة ، اذكر مرة انني قلت لأحدهم : اييييه يا فلان ، الله لا يخفف عليك .. ان شالله يزيد عليك الشغل لين تتعب وتاخذ مرضية يومين الاربعاء والخميس!! .. قلتها مازحا،لكنني ارتحت لأن الرسالة قد وصلت فعلا .. فقد قام الموظف غضبانا علي والموظفون الآخرون يغطون في الضحك ، حتى قال لي المسؤول: قتلته. فقلت : انا الا اتغشمر!! ..وانا اعني كلمتي التي قلتها ساخرا منه .. هكذا ، لي خصائص معينة في التعامل مع كل شيء حولي فيما يخص العمل ..لا احب الروتين واهرب منه ، فان لم استطع فأنا اقوم بالتغيير وسط الروتين ..كل ما يجعل من روحي شيئا متجددا فلن اتوانى في فعله .

 

مدينة الشباب :

تأتي مدينة الشباب هذه العام في ظروف مماثلة ، فأنا موظف منذ تأسيس هذه المدينة في سنة 2010 .. بمعنى ، ان السيارة تتحول الى خزانة صغيرة للملابس .. والمنزل يتحول الى فندق كبير ( للنوم فقط)، كنت وقتها قد رشحت الى فصل في تعلم اللغة الانجليزية من قبل العمل ... لكنني اعتذرت عنه ، وكنت ايضا قد دخلت في غمار تدريبات مسرحية "اسكت ولا كلمة" ولكنني انسحبت منها ايضا بسبب رغبتي في التفرغ لبرنامج "بليف" ، كان الاخ "محمد الوزان" قد لاحظ الارهاق علي .. وطلب مني الراحة والخلود للنوم قبل القدوم الى المدينة الشبابية .. وفي بعض الايام طلب مني ان آتي متأخرا لكي انال قسطا من الراحة لكنني لم افعل ، احاول ان اعطي كل ما لدي للمشارك وان اهتم بالجزئيات قبل الكليات .. والاساسيات قبل الكماليات بالنسبة لشخصياتهم بشكل عام ، لا اعتبر نفسي مشرفا على فريق دون آخر .. فاذا ذهبت لرؤية فريق ما فأنا احاول ان اطور منه بشكل لا يتعدى على خصوصيات اخواني المشرفين واخواتي المشرفات ، مع توافر الوقت الكافي امام الطلبة هذا العام بالنسبة للمشروع والعرض والتقرير مقارنة بالعام الماضي الا ان كثيرا من الطلبة اثر فيهم الضغط النفسي ..وهو ما حاولنا جاهدين بأن نخفف عنهم وان ندفعهم ليقدموا ما لديهم ، كنت طالبا في برنامج "محطة الابداع" في نسخته الاولى وهو ما ساعدني على فهم الطلبة وما يمرون فيه ... كل ما نحتاجه هو ان يثق المشارك فعلا بأننا نفهمه ، في العام الماضي في برنامج محطة الابداع كان على الفرق ان تنهي مشروعها وتسلم التقرير وتستعد للعرض الختامي في اربعة ايام فقط ، بعض الفرق لم تتحمل ذلك الضغط ..اما هذا العام فقد كان الضغط بشكل اقل ومع ذلك نجد ان قدرة هذا الجيل على تحمل الضغط ليس كما يجب ان تكون عليه .. في كل سنة اتعلم شيئا جديدا ، لا اعلم ان كنت استطيع ان اكون مشرفا مجددا العام القادم .. بصراحة ، فكرت مليا في ان اتطوع في مجال آخر في مدينة الشباب غير برنامج "بليف" .. كنت قد صرحت بذلك لبعض اصدقائي بأنني ارغب في التغيير ، لا اظن انني سأفعل ذلك بل سأحاول ان ادخل برنامج "بليف" بروح جديدة ... وان استفيد من عيوبي واحاول ان اغير من نفسي ومن المشاركين قد المستطاع .

بيتكم بيتنا :

كنت قد تلقيت الدعوة لدخول فريق "سما" مجددا من قبل اخواني "عمر العوضي" و "عمار القصاب" ببالغ السعادة ، حتى اني لم عدت الى البيت من بعد تلك الدعوة وانا افكر في الموضوع واتذكر تلك اللحظات التي كننا نتحلق فيها داخل صفنا الازرق في برنامج محطة الابداع .. لكن هذا البرنامج – بيتكم بيتنا – ندخله جميعا لأول مرة في برنامج بهذه الطريقة .. حيث اننا سنشرف على ترميم بيت – بأهله – لمدة شهر كامل ، كان الاخ "عبدالله الدرزي" قد طلب مني العودة الى طاقم مسرحية "اسكت ولا كلمة" للعمل مجددا بعد ان اعتذر الممثل الذي حل مكاني ابتداءا .. وكنت ملتزما بالبروفات يوميا وهو ما اصابني بالارهاق ، عمل+بيتكم بيتنا+مسرحية+عدم اخذ قسط من الراحة بعد مدينة الشباب = ظروف صعبة جدا جدا ، حاولت قدر الامكان ان ابذل جهدا في مساعدة الفريق .. وحاولت ان اضع بصمتي الخاصة ولكنني لم اوفق ، كنت قد مارست كرة السلة عندما كنت صغيرا .. واعرف انه عندما يقوم الهداف بتضييع بعض الرميات لعدم التوفيق فانه يقوم فقط بتمرير الى اصدقاءه دون ان يحاول التصويب ، هذا بالضبط ما تذكرته وقتها .. ما الفائدة في انني اصنع بصمة لي في الفريق وانا غير موفق ؟!!  بعد البرنامج جلست ابحث عن اسباب التوفيق واسباب عدم التوفيق لكي لا تعاودني تلك الحالة مستقبلا ، لسنا اناس مثاليين .. ولكن لا مانع من المحاولة الى الوصول الى المثالية قدر الامكان ، اعرف بأنني لن اصل الى المثالية الكاملة لأنها حق رباني خالص الملكية ، ولكن .. انا هكذا احاول التدقيق في عيوبي وان اطور منها .. مع الزيادة في مسؤوليات الفريق ، ومع زيادة بروفات الحركة في مسرحية "اسكت ولا كلمة" كنت اعود الى المنزل بقوى منهارة ... اذا كان وقت عملي مساءا،فأنا اذهب صباحا الى البيت الذي كننا نشرف عليه..واكثر السؤال واطلب المساعدة من الذين اعرفهم ، اذا اضطررت الى المكوث في العمل وقتا اضافيا فأن دائم المتابعة مع المقاولين بالهاتف .. فعلا،لم افكر يوما ان اجلب شاحنا للهاتف الى مقر عملي قبل ان ادخل هذا البرنامج ..ولكنني احتجت الى ذلك لاحقا لأنني كثيرا ما اتواصل مع اغلب اعضاء الفريق بشكل خاص و متواصل ، في المرحلة الأخيرة ... وجدت ان وتيرة العمل لا تتسارع بل هي ثابتة ، قلت في نفسي : لماذا لا اكلم "عمر العوضي" بشكل خاص لنحل هذه الاشكالية في الفريق؟! ويقوم بتوزيع الادوار بعدها بشكل اكثر دقة؟ ..قلت بعدها: احب امام الناس ان اظهر كما انا ، لا داعي لكي ابني واضع حواجزا بيني وبين اخواني واخواتي اعضاء فريق "سما" .. علي فقط ان اتحدث بما اشعر به ، فعاتبتهم وطالبتهم ببذل المزيد من الجهد .. وقلت في نفسي ، اذا لم اجد تفاعلا فسأدخل على كل عضو في الفريق واسمعه كلاما غليظا ..مما يدفعني الى فعل ذلك هو ضرورة تسارع وتيرة العمل في نهاية البرنامج ، في معظم سباقات السرعة في العاب القوى ستجد ان السرعة الابتدائية لا تكون ضرورية .. المهم هو السرعة النهائية والتي ستحدد مكانك لاحقا ... اضرب الامثال كثيرا بالرياضة ، فذلك جزء من شخصيتي ..مما يدفعني ايضا الى الكلام بشكل معاتب الى اعضاء "سما" هو ثقتي بأنني لن اخطأ في حق احدهم ، ولن اوجه كلاما جارحا او مخلا بالأدب العام .. رأيت لاعبا في كرة اليد يصفع زميله في الوقت المستقطع لكي يطالبه بالتركيز آخر عشر ثوان .. ههههه لن اضرب احدا ولكنني لم ار حرجا من توجيه عتاب شديد اللهجة قليلا .. اكتسبت من هذا البرنامج روحا جديدة في العمل التطوعي ، عندما احتك بأشخاص اصغر مني سنا واكثر عطاءا فأنا ابذل ما بوسعي لكي اتنافس معهم تنافسا شريفا في صالح الفريق ..عندما كنت صغيرا كنت اقدم المساعدات العينية الى الاسر الفقيرة من حليب وطحين وزيت الى غير ذلك من المواد الاساسية ، لكن هذا البرنامج كان ذو طابع مختلف في نفسي ..اتمنى ان تستمر الفكرة كسنة حسنة بين الناس وليس كمسابقة يكون فيها فائز وخاسر ، قد يصل بعض الناس الى الله بنياتهم ما لا يصل به اناس بجوائزهم ..بل ولا اعتبر تلك الجوائز حافزا بأي شكل من الاشكال ، اكبر حافز للمرء في هذا النوع من البرامج هو ان يعود الى البيت ويقرأ في كتب تزكية النفس ليصل بحسن نيته الى مالا يبلغه من هم افضل منه عملا كما يقيمه الناس بنظرة مادية .... اما ارتباطي ب "سما" فأصبح ارتباطا وثيقا ،حتى ان احدهم انتقد الفريق امامي بشكل قاس نوعا ما ثم استدرك قائلا : مسامحة بوحسن. هذه الكلمة تقال لشخص انتقد في شيء يحبه وينتمي له .

زيارة الاحساء :

تخللت هذه الزيارة التي كنت اخطط لها منذ زمن واضعها في حسباني برنامج بيتكم بيتنا .. كنت اسمع كثيرا عن المكانة العلمية للأحساء ولكنني لم اتلمس ذلك بالرغم من زياراتي لتلك المدينة المباركة ، يقول ابن خلدون في مقدمته : البحرين اقليم .. و قصبته – عاصمته-  هجر. وكان يشمل بقوله (البحرين) تلك الجزيرة الصغيرة التي كانت تسمى "اوال" والحقت الى ذلك الاقليم الكبير في القرن الثالث الهجري .. فلا بد من رؤية جوانب مشتركة بين المنطقتين ... كنت قد سمعتهم – اهل الاحساء – يقولون : انتوا اهلنا ..والبلد وحدة . كانوا اطيب من صادفتهم من اهل الخليج واغزرهم كرما وضيافة وطيبة ، يطلقون على الاحساء لقب "ازهر الخليج" لتعدد المدارس الفقهية لكل المذاهب السنية المعتبرة الاربعة ، حتى تبين لي ان اهل البحرين كلهم كانوا يعتنون بنفس المنهج الازهري المتسامح منذ عهد المدارس الاهلية في البحرين .. وحتى ان الشيخ عيسى بن علي آل خليفة ارسل الشيخ قاسم بن مهزع الى الخارج لدراسة هذا المنهج ، وكم قرب آل خليفة علماء الاحساء بسبب منهجهم المتسامح وعلمهم بأن الاحساء هي جامعة علماء البحرين الكبار ..فكانت زيارتي تلك توثيقا مني ومن اصدقائي وتأكيدا على ان مرجعية منهجنا المتسامح القويم لا يمثله الآن سوى الاحساء ..

الختام :

في آخر شهرين العام ، من الله علي وعلى بعض اصدقائي بالذهاب لأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة ،كنا انا و "محمد الوزان و راشد المضاحكة و محمد بوجيري" رفقة في هذه السفرة المباركة ... ما اجملها من صحبة ، فقد كانت مليئة بالمواقف المضحكة وبالتفاصيل التي لا تنسى .. من الاشياء التي اتمنى لو ان باستطاعتي ان استنسخها وافعلها مجددا هذا العام مع وجود كل الصحبة الطيبة .

هوامش :

# تخلل هذا العام عدة سفرات منها الى تركيا،الكويت،الرياض ... السفرات التي تخص الامانة العامة لدول مجلس التعاون لا احب ان اذكر تفاصيلها لأن ما حدث فيها ليس كما هو مخطط له.. اهم شيء انا استانست .

# من مظاهر الارهاق .. برنامج بيتكم بيتنا+مدينة الشباب+مسرحية اسكت ولا كلمة+مسرحية العيد(الدياية طارت) .. كل ذلك في شهرين ، مما جعلني اتقلب على فراشي بسبب بعض التقلصات العضلية التي كانت تصيبني قبيل الفجر فأسكت ولا ارغب في الصراخ ، بل احاول ان ادلك قدمي شيئا فشيئا ... عملي الذي يعتمد في كثير من اموره بالقوة الجسدية له اثر كبير .

# من كثرة انشغالي خارج المنزل قالت لي امي يوما: عاد عطنا من وقتك خمس دقايق !! ..

# لا اعلم ما يخبأه القدر لي .. ولكنني اسعى الى سنة اقل هدوءا ونشاطا عن هذه السنة والتركيز على اشياء اقل .

# مما تعلمته .. انني اعرف جيدا نقاط قوتي ونقاط ضعفي – غازي القصيبي رحمه الله .

# حكمة : من علامات اتباع الهوى..المسارعة الى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام بالواجبات ، مرض عانى منه اكثر شباب عصرنا ، فنحن نركز على الكماليات وننسى الأساسيات .

 # اشكر من درسني خلال دراستي في أكاديمية الخليج للطيران واتمنى لهم دوام التوفيق والنجاح .. ( امينة بوعلاي، فجر مفيز، فيصل الكوهجي)...

محمد حسن يوسف

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق